أصوله 300 بليون دولار وخسارته 30 بليوناً ... انهيار «واشنطن ميوتشيوال» أكبر كارثة مصرفية في تاريخ أميركا

 

 محمد خالد

 

 

أكدت وزارة الخزانة الأميركية حدوث أكبر انهيار مصرفي في تاريخ الولايات المتحدة، إذ أعلنت «هيئة الرقابة على الادخار» في الوزارة في وقت مبكر من صباح أمس، السيطرة على مصرف «واشنطن ميوتشيوال» (وامو)، الذي تزيد أصوله على 300 بليون دولار، والتوصل إلى اتفاق مع العملاق المصرفي «جي بي مورغان تشيز» لتملّكه، في صفقة بلغت قيمتها 1.9 بليون دولار، لكن يحتمل أن تشمل عشرات بلايين الدولارات من الخسائر المرتبطة بأصول الرهن العقاري المرتفع الأخطار وقدرت مصادر حي المال (وول ستريت) الخسائر المتوقع أن تلحق بالمستثمرين الأميركيين والأجانب، لاسيما المصارف المركزية من حملة الأسهم الممتازة وسندات المصرف المنهار (مقره الرئيس في سياتل في ولاية واشنطن)، بنحو 30 بليون دولار، ما يشكل كارثة جديدة بعد خسارة ما قيمته 120 بليون دولار من السندات غير المضمونة المستحقة على عملاق صناعة الاستثمار المصرفي الأميركية «ليمان براذرز» إثر إخفاقه الاثنين قبل الماضي.

وجاء أحدث صدمات الخسائر، مع إطلاق النائب الأول لمدير صندوق النقد جون ليبسكي، وهو اقتصادي وأكاديمي مخضرم، تحذيراً مجلجلاً واصفاً التطورات المتلاحقة التي شهدتها أزمة قطاع المال الأميركي في الأسبوعين الأخيرين، بـ «تحركات زلزالية لم تشهد نظم المال العالمية لها مثيلاً من قبل» ولم يعدل خسائر الأزمة المالية العالمية صعوداً إلى 1.3 تريليون دولار فحسب، بل أكد على أن جانباً مهماً من الأزمة الراهنة يعود إلى «تضخم قطاعات المال في بعض البلدان، وأن ليس كل المؤسسات المتعثرة يمكن - أو يتحتم - إنقاذها.» ويربو تاريخ «وامو» على قرن ونيف، إلا أنه خضع لرقابة الهيئة نهاية 1988 وشهد توسعات عملاقة من طريق صفقات التملك والدمج بين 1996 و 2002، ليصبح أكبر المؤسسات الادخارية في أميركا ويتخصص في الرهن العقاري وبطاقات الائتمان والخدمات المصرفية التي يقدمها إلى الزبائن من أفراد وشركات صغيرة في 2200 فرع مصرفي منتشرة في 15 ولاية. ويضم كادره 43 ألف موظف، وبلغ حجم ودائعه منتصف السنة الجارية 188 بليون دولار وأعلن مدير هيئة الرقابة جون رايك في بيان صحافي، أن «هبوط سوق السكن كان له أثر جسيم في أداء محفظة الرهون العقارية لدى «وامو» ونجم عنها ثلاثة فصول متتالية من الخسائر، بلغت حصيلتها 6.1 بليون دولار» وذكر أن وضع المصرف تفاقم بحدة إثر إقدام زبائنه على سحب نحو 17 بليون دولار من ودائعهم منذ منتصف الشهر الجاري، مشيراً إلى أن الهيئة أغلقت «وامو» وعيَّنت بصفة حارس قضائي «المؤسسة الفيديرالية لضمان الودائع» التي عقدت «مزايدة» ربحها «جي بي مورغان» ويعتبر تصريح ريك اعترافاً ثقيلاً بأن «وامو» دفع ثمن تورطه في كارثة الرهون العقارية المرتفعة الأخطار. وانضم المصرف بذلك إلى قافلة من ضحايا أخطر أزمات «وول ستريت» منذ الكساد العظيم، شملت للآن مصرف «آندي ماك» ، حجم أصوله 40 بليون دولار، انهار في تموز (يوليو) الماضي وحفنة من المصارف الصغيرة إضافة إلى المصارف الاستثمارية الخمسة الكبرى التي غيّر انهيارها وأفولها خريطة قطاع المال الأميركي إلى الأبد.

لكن «جي بي مورغان» اعتبر الصفقة، التي تنحصر في الاستحواذ على ودائع «وامو» وأصوله وجزء محدود من التزاماته (ديونه) وتستثني السندات غير المضمونة والأسهم الممتازة، إنجازاً عظيماً. وأفاد في بيان أن الكيان الجديد سيكون له أصول تزيد على تريليوني دولار ويمتلك ثاني أكبر شبكة فروع في أميركا (5400 فرع) في 23 ولاية يقطنها 42 في المئة من سكان الولايات المتحدة، وتشمل للمرة الأولى بالنسبة إلى «جي بي مورغان»، ثلاث ولايات مغرية هي كاليفورنيا وفلوريدا وواشنطن ولفت «جي بــي مورغان» إلى نيته خفض قيمة محفظة الرهــــون العقارية للمصرف المستحوذ عليه بمقدار 31 بليون دولار، اعتبرها ما تبقى من خسائر الرهون المتعثرة. لكنه توقع أن تبدأ العمليات المصرفية لـ «وامــو» بتحقيق الأرباح مباشرة وأن تساهم في زيــــادة أرباحـــه بما يصل إلى 50 سنتاً للسهم في العام المقبل.

وكل ذلك بحسب المصدر المذكور نصا ودون تعليق.

المصدر:daralhayat.com