آسيا 2007- الهند وباكستان 2007: مكرهتان.. لا بطلتان.. تقارب يفرضه
الإرهاب
وصايا الغرب لهما بتشديد الرقابة على الحدود وتحاشي اضطرابات كشمير
الهند هي
الأخرى مثل الصين، تتفوق اقتصاديا، ولكن العام 2007 ربما، وتكرارا،
يحمل لها بعض الأنباء السيئة مع خوضها انتخابات ولائية في أكبر
ولاياتها كثافة سكانية أواخر العام سبق أن شهدت صدامات بين الهندوس
والمسلمين، مثلما من الوارد أن يجمل العام أيضا تغييرا في رئاسة حزب
المؤتمر أكبر شركاء الائتلاف الحاكم وإن سيظل في بيت (آل غاندي) بتنحي
الأم سونيا لابنها.
ولكن ليس
ذلك هو ما يشغل بال الهند تحديدا، فالحرب على الإرهاب تشغلها أكثر،
ولكن تلك الحرب، لا بد أن تمر ببوابة باكستان، العدو الذي خاضت معه
ثلاث حروب على نزاع كشمير . وقصة باكستان مع حرب الإرهاب معروفة، فهي
التي رعت تنظيم طالبان بتبعات النزاع الأفغاني المعروفة ، وتحالف قوى
الشمال من الطاجيك والأوزبك ضد الباشتون الذين يشكلون أغلبية عرقية في
أفغانستان وبين أكبر القبائل في باكستان ذاتها، وأوصلتها إسلام أباد
الى كابل لتستولي على الحكم في سبتمبر 1996، لتأتي أحداث 11 سبتمبر ثم
غزو أفغانستان ليفرضا واقعا جديدا على شبه القارة الهندية مع فرار فلول
طالبان واختفاء أسامة بن لادن في مناطق حدودية بين أفغانستان وباكستان.
باكستان هي
الأخرى تخوض في أكتوبر 2007 انتخابات ربما تغذي الأحداث مسارها على نحو
لا تشتهيه سفن الرئيس مشرف المطالب داخليا بالتخلي عن عسكريته إذا أراد
الاستمرار في الحكم، مع ازدياد الخلافات بينه وبين جاريه حامد كرزاي
رئيس أفغانستان على خلفية تعقب فلول طالبان في الحدود بين البلدين، ومع
جارته الهند على خلفية تفجيرات إرهابية عنقودية ظلت تشهدها الهند مؤخرا
من مسلمين تزعم الهند مرارا أن تنظيماتهم الأم تسكن الأراضي
الباكستانية.
من هنا فرض
الواقع، وتبعته الضغوط الغربية على الدولتين اللتين انضمتا رغم أنف
النادي النووي لعضويته بتفجيرات 1998، على الدولتين أن يتعاونا خاصة في
ظل امتداد خطر امتلاك السلاح النووي غربهما الى إيران بعد أن كان قد
امتد بالفعل شرقا وفي محيطهما أيضا بتفجيرات كوريا الشمالية العام
الماضي. وتتوالى النصائح لدلهي وإسلام أباد بتشديد الرقابة على الحدود
في كشمير لأن أية إنفجار للأوضاع سيجبرهما على الإفتراق كون التراخي في
مساندة أيهما لسكان الشطر التابع له سيفجر أوضاعا داخلية تستصحب
التخوين، وإن كان مثل هذا الحكم قد ألصق أصلا بالرئيس مشرف بعد ركوبه
المركب الأميركي في مكافحة الإرهاب ، وفتحه أراضي باكستان للتعاون مع
المخابرات الأميركية لتعقب رموز الإرهاب ومهندسي تفجيرات 11 سبتمبر ،
ولعله ومن مثل هذا التخوين تعرض لمحاولتي إغتيال نجا من أحدهما بأعجوبة
حيث مر موكبه ببضع دقائق قبل حدوث التفجير في خط سير الموكب .
أما الجانب
الهندي ، فكما أسلفنا، ربما تتيح له بوابة الإقتصاد إنفراجا نسبيا على
جبهة الداخل يغنيه شر الضغوط الشعبية. (ناتج الهند الإجمالي المحلي
بتوقعات 2007 سيصل الى 928 مليار دولار مقتربا من رقم الترليون والنرشح
لوصوله بعد عامين مع نسبة نمو 7.4% مقابل 128 مليار ناتج إجمالي محلي
لباكستان ونسبة نمو6.4%.
شاهد القول
إن 2007 هو عام التقارب الهندي الباكستاني إن بيدهما أو بيد عمرو، إن
مكرهتان أم أبطالا كما يقال.
و كل ذلك بحسب المصدر المكور نصا و دون تعليق.
المصدر:الشرق الأوسط اللندنية-4-1-2007
|