آسيا 2007- آسيا: 2007 أيضا يجعلها قارة التناقضات .. نفط .. ونووي .. وإرهاب

 

 

أي قارة هذه، هي الأكبر مساحة، نعم، وهي الأكبر إنتاجا للنفط ، نعم ، وهي الأعلى كثافة سكانية، نعم ، وهي التي تضم أكبر عدد من المسلمين، نعم ، ولكن، لمّ، ومع كل تلك المعطيات تستأثر دون سائر زميلاتها القارات الخمس الأخر بأحداث هي رحى الحدث السياسي الى حين إشعار آخر.

من آسيا انقلبت موازين الألفية الثالثة بعد دخولها بـ 21 شهرا فقط يوم 11 سبتمبر 2001 بزلزال تفجيرات تنظيم القاعدة منطلقا من تحت مظلة نظام طالبان الذي أرضعته ورعته، وربما أوصلته الحكم دولة باكستان. (بن لادن يدخل عامه الخمسين خلال 2007).

وعلى أرض آسيا دشن محافظو أميركا الجدد بعد وصولهم للبيت الأبيض مشروع الحرب على الإرهاب بغزو أفغانستان بالتعاون مع تحالف الشمال الأفغاني يوم 7 أكتوبر 2001، وأسقطوه ليستصحب مشروع محاربة الإرهاب مع فورة سقوط نظام طالبان مشاريع الإصلاح السياسي ودمقرطة المنطقة العربية ومناطق أخرى في العالم الثالث.

وعلى أرض آسيا أيضا جاء الزلزال الثاني في تطبيق عقيدة الحرب الوقائية Preemptive War الذي صممه محافظو أميركا، فجاء غزو العراق في مارس 2003 بتوابعه المعروفة.

وعلى أرض آسيا دخلت الإنسانية الألفية الثالثة بحصيلة ناد نووي غير التي عرفتها طوال القرن منذ الحرب العالمية الثانية الى ما قبيل انتهاء القرن بعامين يوم أن انضمت الهند وباكستان وفي ظرف 15 يوما من مايو 1998 للنادي النووي ليصبح 7 دول، ثم ومن آسيا ذاتها تجيء كوريا الشمالية عام 2006 لترتفع بالعدد الى 8. ثم ومن آسيا أيضا يلهث العالم الى هذه اللحظات لقطع الطريق على إيران لكي لا يرتفع عدد الدول النووية الى 9، بترشيحات تقول إن هذا الأمر وإذا لم يحسم فسيصل العدد الى 20 بحلول العام 2020.

والى ذلك يبدو عام 2007 مشبعا أيضا بأحداث مهمة، وإن كانت مثل توابع الزلزال مرتبطة أصلا بالحدثين الكبيرين إسقاط نظام طالبان وغزو العراق، وهناك مزاعم الآن بأن إخراج الحدث بهذا الشكل سيتداعى عراقيا لجهة حرب دينية، وآسيويا في دول كثيرة ضد المصالح الأميركية من جهة وضد أنظمة سياسية يمكن أن تغمض عينا أو تختار الصمت تجاه طروحات أميركا في المنطقة، وإن كان مثل هذا النشاط الإرهابي قائما أصلا قبل إعدام صدام ، ولكن ، وبأضعف الإيمان ربما يحمل عام 2007 مزيدا من الزيت تاركا لأكثر من خلية من خلايا القاعدة في أكثر من بلد عبء صبه على نيران قائمة.

آسيا بتلك المشاهد والسيناريوهات مرشحة لأن تكون الأكثر توترا، ومع ذلك الأكثر إنتاجا للنفط وسدا لحاجة العالم من سلعة حيوية، والأكثر استضافة لرموز التطرف في شعبة القاعدة أو ما عداها .. لتبقى بالحق والحقيقة قارة التناقضات.

و كل ذلك بحسب المصدر المذكور نصا و دون تعليق.

المصدر: الشرق الأوسط اللندنية-4-1-2006