ناخبو القيم الأميركيون
دخلت عبارة جديدة في المفردات اللغوية السياسية الاميركية وهي «ناخبو القيم»، وهي تستخدم بفخر من جانب المحافظين الاجتماعيين، وباستهزاء من جانب وسائل الاعلام للإشارة إلى مثل هذه الجماعات المحافظة. وتقلص هذه العبارة فهمنا للسياسة. كما انها تدل على تكبر من ناحية المحافظين الاجتماعيين وتعبر عن الاهانة لكل شخص آخر، لأنها تشير الى أن المحافظين الاجتماعيين هم الذين يصوتون من أجل نشر قيمهم، اما الباقي فيصوت من أجل...، ليس من الواضح من الذي يفكرون فيه. ففي مقال لصحيفة «لوس انجليس تايمز» حول إمكانية ترشيح حاكم ولاية فلوريدا جيب بوش لنفسه في انتخابات الرئاسة المقبلة، دعا مجلس أبحاث الأسرة، وهو جماعة دينية نافذة، جيب بوش للظهور في مؤتمر الخريف لـ «ناخبو القيم». وبعدها بأيام نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن قسيس يرأس منظمة تتولى تحريك رجال الدين المحافظين، قوله إن ناخبي القيم يرون تصويتهم «كمهمة مقدسة». وفي يوم السبت الماضي، عندما ألقى جون ماكين كلمة في جامعة ليبرتي اليمينية التي أسسها جيري فالويل، أشير إلى أنه يحاول جذب « ناخبو القيم ». واليوم فإن الأجندة الليبرالية تشمل الحفاظ على، بل والتوسع في نظام الرعاية الاجتماعية بشكله الحالي لتشجيع مجموعة من القيم الأخلاقية. ويفضل الليبراليون الضرائب وغيرها من الوسائل للحصول على مزيد من المساواة في توزيع الدخل. وربما يفضلون المساواة ولكنهم يصوتون من أجل قيمهم. من ضمن التيارات المحافظة، التيار المؤيد لحرية الفكر والعمل وهو يتشكل من الذين ينظرون بنوع من الغرابة تجاه محاولات الحكومة ترقية ورعاية الجوانب الأخلاقية لدى الأفراد. هناك ايضا التيار المحافظ الاجتماعي الذي يرى أن الحكومة إذا لم تهتم بالجانب الأخلاقي، فإن الحرية ستنتهي تماما. ويستخدم هذان التياران المحافظان ناخبيهما بغرض دفع وترقية قيم ومبادئ كل منهما. جون سنونو هو السيناتور الجمهوري الوحيد الذي صوت لصالح إجراء تحويل المال المخصص لبناء جسر آلاسكا وإنفاقه على معالجة آثار إعصار كاترينا، كما صوت ايضا ضد تعديل قانون الزواج الفيدرالي. أما ماكين، الذين عارض تعديل قانون الزواج، قال إنه كان سيصوت لصالح تحويل مخصصات جسر آلاسكا للإنفاق على برامج معالجة آثار إعصار كاترينا. المتنافسان في معركة الترشيحات لانتخابات الرئاسة لعام 2008 يحملان أفكارا متباينة في بعض الجوانب، لكنهما يشتركان في جانبين. اولا: يحاول كلاهما الاستفادة من أي انتكاسة تلحق بالحزب الجمهوري في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. ثانيا: كلاهما سيظل يعمل بجدية في كسب الناخبين الذين تلعب القيم دورا رئيسيا في وجهة أصواتهم. و كل ذلك بحسب المصدر المذكور. المصدر: الشرق الأوسط اللندنية- خدمة «واشنطن بوست» -20-5-2006
|
||||