كيف تدار علاقة الإدارة الأميركية مع الإعلام الأميركي في عهد الرئيس بوش؟
علاقة الرئيس بوش مع الإعلام بشكل عام ليست ـ ولم تكن في يوم من الأيام ـ طيبة. وهناك شك دائم من بوش وإدارته تجاه نوايا وأغراض الصحفيين ونقل عن الرئيس في أكثر من مناسبة أنه لا يقوم بقراءة الصحف لأنه لا يريد أن يتعامل مع أخبار "تم فلترتها" وأن هناك أفرادا من المقربين منه ـ من أهل الثقة ـ يقومون بمهمة قراءة الصحف ثم اختيار وإبلاغ الرئيس بما يرونه مهما ومفيدا له. ورغم تعيين متحدث صحفي جديد بالبيت البيض، استمرت علاقة التوتر بين إدارة الرئيس جورج بوش ووسائل الإعلام الأمريكية خاصة بعدما تم الكشف عن عمليات تنصت قامت بها الأجهزة الأمنية الأمريكية لعدد من الصحفيين. FBI تتنصت علي مكالمات الصحفيين علي الرغم من أن الأمر لم يكن مفاجئا إلا أن كشفه أو الحديث عنه أثار ضجة كبرى. فشبكة اي بي سي ABC التليفزيونية كشفت النقاب عما وصف بفضيحة تورط ال "اف بي اى" في مراقبة ورصد وفحص المكالمات الهاتفية للصحفيين، وأن مكتب التحقيقات الفيدرالي ( FBI ) بمتابعاته للأرقام أراد التوصل إلى مصادر بعينها. ونقل عن مسئول فيدرالي "أن مثل هذا الأمر كان أمرا شاقا للغاية ومعقدا في السابق إلا أن الأمر يختلف في عهد الرئيس بوش".
وبالطبع حرصت اف بي اي علي نفي ما قيل
والتأكيد بأن مراقبة المكالمات الهاتفية لا تتم إلا بأوامر
صادرة من وزارة العدل. ولم يكن بالأمر الغريب أثناء إثارة هذه القضية أن يذكر أن الحرب ضد الإرهاب وأيضا خريطة انتشار أو تواجد الإرهابيين ـ على امتداد الشرق الأوسط كانت معايير رصد هذه المكالمات والتحرك أو التحري وراءها. وذكر ماثيو ايد ـ أحد مؤرخي وكالة الأمن القومي ـ بأنه لا يستبعد علي الإطلاق بأن يتم قريبا الاكتشاف بأن شركات الجوال والانترنيت أيضا ساعدت الحكومة في التنصت علي الأمريكيين. طوني سنو ودور غير جديد لعل أبرز ما قيل عن تعيين المذيع التلفزيوني طوني سنو Tony Snow متحدثا باسم البيت الأبيض هو أن من الآن فصاعدا لن نتابع إيجازا صحفيا briefingيوميا بل نشاهد عرضا تلفزيونيا show "شو" بتعبير أدق ـ يطل من خلاله طوني سنو بطلته الجذابة وصوته الرخيم. ولم يتردد أغلب المراقبين في القول بأن ما يعيشه البيت الأبيض من حصار سياسي وإعلامي سينعكس سلبا ـ بلا شك ـ علي سنو وما سيراه من أسئلة محرجة وانتقادات قاسية لا ترحم "زميلهم" السابق. طوني سنو الذي يبلغ من العمر 50 عاما ومعروف في واشنطن كإعلامي علي مدى عقود ـ سواء في الصحافة المكتوبة أو السمعية أو المرئية يعيش هذه الأيام دورا ليس بجديد عليه خاصة أنه انتقل من شبكة فوكس الإخبارية المعروفة بدفاعها المستميت عن الرئيس بوش وسياساته. إلا أن تحول سنو من طرح الأسئلة والتعليق علي السياسات إلى البحث عن إجابات وتبرير السياسات يضعه في موقف لا يحسد عليه. وكانت بعض المراكز السياسية قد حرصت في الأسابيع الأخيرة علي إعادة نشر وإفشاء مواقف انتقاديه حادة لفظا ومضمونا اتخذها سنو في تعليقاته علي سياسات وممارسات الرئيس بوش في الفترة الأخيرة. وقد تم إعلان قرار تعيين سنو ـ الإعلامي الإذاعي المحافظ وأحد كتاب خطب الرئيس بوش الأب ـ يوم 26 أبريل الماضي. وحرص الرئيس بوش في تقديمه للصحفيين أن يذكر بأن وظيفته أن يصنع القرارات وأن وظيفة سنو هي أن يساهم في شرح تلك القرارات لمجموعات الصحفيين وللشعب الأمريكي. وقد بدأ سنو يتعامل مع الصحفيين ابتداء من يوم الجمعة الماضي ولكن ليس أمام كاميرات التلفيزيون ـ أما ظهوره المعتاد مباشرا فقد كان يوم الثلاثاء ( 16 مايو) وقد لاحظ بعض الصحفيين أن سنو في لقائه الأول لم يكن ملما بكل تفاصيل الأمور التي طرحت عليه. وحسب الاعتقاد السائد في العاصمة الأمريكية ـ مركز صنع القرار الأمريكي ـ فان مقام السكرتير الصحفي أو المتحدث باسم البيت الأبيض يتحدد حسب قربه أو بعده من دائرة صنع القرار... وهل هو علي علم بما يحدث داخل مطبخ السياسات أم أنه لا يعلم إلا ما يقال له ويطلب توصيله للصحفيين والرأي العام. وقيل أن سنو اشترط قبل قبوله للوظيفة أن تكون لديه صلاحيات أكثر ـ في حضوره لاجتماعات صناعة القرار في البيت الأبيض وأن يكون له دور أكبر في اختيار فريق العمل الخاص بالاتصالات والإعلام. ومهمة المتحدث باسم البيت الأبيض صارت صعبة ومعقدة لأن من يتابعه ليس فقط عشرات الصحفيين المتواجدين في غرفة الإيجاز الصحفي بالبيت الأبيض بل الآلاف من كل أنحاء العالم علي الهواء مباشرة. وبما أن الصحفيين يسعون دائما إلى تصيد أخطاء الرئيس والمتحدث الرسمي باسمه، فإن مهمة سنو ومن جاء قبله كانت وما تزال "ترويض الوحوش" أي الصحفيين وتلجيم جماحهم. وتذكر الأرقام الرسمية أن المرتب السنوي لسكوت ماكلاين ـ المتحدث السابق للبيت الأبيض كان قد وصل إلي 160 ألف دولار. وأشير في معرض الحديث عن تعيين سنو أنه لجا إلى مشورة أطبائه قبل قبول الوظيفة لأنه تعرض لعملية جراحية خاصة بسرطان القولون العام الماضي. ولكن يبقي السؤال الأهم هو... هل سينجح طوني سنو بخبرته المتميزة في استعادة شعبية الرئيس بوش و"تحسين " أو "تلميع" صورته ـ أم أنه لن يحدث أي تغيير أو تحسن! الصحف تزداد انكماشا .. وصحيفة يو اس اي توداي مازالت الأكثر توزيعا كما كان متوقعا انخفضت أعداد توزيع الصحف اليومية الأمريكية خلال الستة أشهر التي سبقت نهاية شهر مارس الماضي. وبلغت نسبة الانخفاض 2.5 في المائة. وأوضح التقريرـ النصف السنوي ـ الذي أصدره مكتب المحاسبة لأعداد التوزيع أن التوزيع اليومي المتوسط لأكبر 770 صحيفة يومية أمريكية انخفض ليصل إلى 45.5 مليونا، وكان 46.6 مليونا في المدة نفسها في العام الماضي. كما أن العدد الأسبوعي ـ عدد الأحد ـ للصحف الأمريكية تعرض لانتكاسة توزيعية بنسبة 3.1 في المائة ليصل عدد توزيع 610 صحيفة إلى 48.5 مليون نسخة. وكشف تقرير أخر أشارت إليه الجمعية الأمريكية للصحف أن نسبة المترددين أو الزائرين لمواقع الصحف على شبكة الانترنيت قد زادت 8 في المائة ليصل عدد القراء للطبعات الالكترونية إلى 56 مليونا. وتهتم إدارات تحرير الصحف الكبرى بمواقعها اهتماما كبيرا وتعمل علي تحديث مضمونها بشكل مستمر وإثرائها بكافة المعلومات المتاحة والمتوافرة من خلال مواقع أخرى ـ إضافة إلى أرشيف ثري يحتوي على كل ما يبحث عنه القارئ النهم للمعرفة. وكما يتبين من القائمة التالية فان صحيفة يو اس اي توداي هي الأكثر مبيعا وقد حققت ارتفاعا في التوزيع على غير عادة الصحف الأخرى بنسبة 0.09 في المائة. كما أن نيويورك تايمز حققت ارتفاعا بنسبة 0.5 في المائة. الصدمة الكبرى في انخفاض أرقام التوزيع كانت من نصيب سان فرانسيسكو كرونيكل بنسبة 15.6 في المائة.
من جهة أخرى وكمؤشر ايجابي كشفت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها من مدينة كولومبيا بولاية ميسوري بأن على الرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها مهنة الصحافة ـ وقطع أكثر من الفي وظيفة بها خلال العام الماضي فان هناك انتعاشة تعيشها مدارس تعلم الصحافة، ويوجد إقبال من جانب الأجيال الجديدة للالتحاق بها. و كل ذلك بحسب المصدر المذكور. المصدر: تقرير واشنطن-23-5-2006
|