مركز الفرات للتنمية والدراسات يعقد ندوة حول العنف الطائفي في العراق الأسباب والآثار المترتبة

 

 

عقد مركز الفرات للتنمية والدراسات الإستراتيجية ندوة تحت عنوان (العنف الطائفي في العراق… الأسباب والآثار والمترتبة) وذلك في القاعة الرئيسية للمركز وبحضور السيد  رئيس مجلس محافظة كربلاء والسادة اعضاء مجلس المحافظة واساتذة مركز تطوير الملاكات في هيئة التعليم التقني واساتذة المعهد التقني في كربلاء وجمع مهم من اساتذة جامعة كربلاء المقدسة ونخبة من مثقفي كربلاء وعدد من الاعلاميين .

استهلت الندوة بكلمة ترحيبية للدكتور احمد باهض تقي مدير مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية بالسادة الحضور وبالاخص الضيوف من خارج مدينة كربلاء المقدسة، بعدها بدأت جلسات الندوة التي كانت على جلستين بينهما فترة استراحة.

 كانت الجلستين بادارة الدكتور احمد باهض تقي الذي بدا حديثه بتسليط الضوء على التداعيات التي ظهرت وحصلت بعد الاحتلال الامريكي للعراق والتي وصلت ذروتها بالاعتداء على المراقد المقدسة والمساجد والحسينيات والجوامع  فضلا عن القتل والتشريد الذي يتعرض له المدنيون في مناطق واسعة من العراق، وابتدأت الجلسة الأولى بورقة تقدم بها الدكتور عبد علي سوادي رئيس قسم القانون الخاص في كلية القانون/ جامعة كربلاء والتي كانت بعنوان (هل يسير العراق على ايقاع حرب اهلية؟) وقد تطرقت الى جملة من الاسباب التي تؤجج حالة العنف الطائفي منها حالة التاخر والجمود في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة مما سهل للمجاميع الارهابية ان تزيد من حالة العنف الطائفي ومن وتيرة تصاعد العمليات الارهابية وقد حمل الباحث السياسيون مسؤولية مايحدث في العراق الآن فبعد أكثر من ثلاثة اشهر من الانتخابات البرلمانية مازالت الصراعات قائمة بين الكتل السياسية،كما اكد الباحث على ان الاسراع بتشكيل المؤسسات العراقية الحكومية يعمل على الحد من تنامي ظاهرة الارهاب واكد على ضرورة العودة الى الدين الاسلامي ومبادئه السمحة التي تشجع على التسامح والتعايش.

ثم قدمت الورقة الثانية من قبل الشيخ مازن الكربلائي والتي كانت بعنوان(اسباب العنف الطائفي في العراق) وقد تطرق الى قضايا هامة منها ان الارهاب والعنف الطائفي هو استضعاف منظم تمارسه مجموعة من (الفرعونيات العالمية والإقليمية والمحلية) الظاهرة والمستترة في المسرح العراقي السياسي تجاه طوائف معينة لما تتمتع به من مقومات تمكنها من مواجهة تلك الفرعونيات بمرحلة لاحقة،كما اكد على العامل التاريخي في وجود هذه الظاهرة التي تمارس في العراق وانها موجودة منذ زمن ليس بالقريب مع انها اصبحت ظاهرة للعيان بالوقت الحاضر ولكن الملفت للنظر انها كانت موجهة دائما نحو الطائفة الشيعية في العراق وبنسبة اكبر من اي طائفة  او ديانة اخرى، كما تطرق الى ان التكفيريين بوجودهم الحالي هم امتداد لظاهرة التكفير التي تحالفت على مر التاريخ مع المحتلين وانها الاداة لتنفيذ اهداف خارجية.

ثم الورقة الثالثة التي تقدم بها السيد محمد حسين الطويل معاون عميد المعهد التقني/ كربلاء والتي بعنوان(ظاهرة تنامي الارهاب في العراق الجديد) اذ ركز فيها على اشكاليات متعددة في ظاهرة الارهاب اولها اشكالية المفهوم وبالتالي نحن بحاجة الى تحديد مفهوم واضح للارهاب وسن القوانين لغرض معالجة هذه الظاهرة، كما تطرق الى اشكالية انتشار الارهاب في العراق والذي ادى بشكل مباشر في تزايد حالة العنف الطائفي وتجاوزه الحدود مما وضع البلاد امام تحديات خطيرة وخصوصا في الاشهر الثلاثة الأخيرة وقد عزى ذلك الى مجموعة من الاسباب منها تاثير وشيوع ثقافة الاستبداد ودور النخب السياسية العراقية في اثارة النعرة الطائفية فضلا عن المحيط الخارجي وعدم وجود رؤية مشتركة لذلك المحيط ازاء المتغيرات في العراق.

وبعد فترة استراحة قصيرة تم عقد الجلسة الثانية بادارة الدكتور احمد باهض تقي وكانت تضم ورقتان الاولى قدمها الاستاذ خالد عليوي العرداوي المعاون العلمي لمركز الفرات والتدريسي في كلية القانون وكانت بعنوان (أسباب ظاهرة العنف الطائفي في العراق: رؤية تحليلية)، وتناول فيها عدة محاور منها الاسباب الداخلية لظاهرة العنف الطائفي في العراق والاسباب الخارجية لهذه الظاهرة ومنه العامل الدولي والعامل الاقليمي والعامل المحلي، وخلص الى ان التحديات التي تواجه الحكومة الجديدة كبيرة وعليها ان تعمل بقوة من اجل عدم انزلاق البلاد في الفوضى والانقسام والعنف الطائفي.

اما الورقة الثانية فقد تقدم بها الاستاذ سليم فرحان رئيس القسم السياسي في مركز الفرات والتي بعنوان(العنف الطائفي:الأسباب والآثار والمعالجات) وقسم فيها الاسباب الى اسباب سياسية واخرىاقتصادية والثالثة دينية فضلا عن اسباب ثقافية ونفسية، كما تناولت الورقة الانعكاسات للعنف الطائفي في العراق على الصعد الدولية والاقليمية والمحلية وخلص الى ان جميع اقاليم العالم تتاثر سلبا بشكل او باخر في تنامي العنف في العراق، كما حدد مجموعة من المعالجات لهذه الظاهرة منها تنشيط وتقوية البناء المؤسساتي داخل النظام السياسي والعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية فضلا عن النزاهة في التعامل مع فئات المجتمع المختلفة والتعامل العقلاني مع ظاهرة العنف.

وبعد انتهاء الأوراق البحثية تم فتح باب الحوار والنقاش وقد تحدث السيد عقيل فاهم الزبيدي رئيس مجلس محافظة كربلاء المقدسة حول هذه القضية الخطيرة والتي تعصف بالمجتمع العراقي حاضرا واكد على ان التاخر في التصدي لهذه الظواهر الدخيلة في المجتمع العراقي قد اعطى الفرصة لاعداء الشعب في محاولة اشعال الفتنة الطائفية واكد على دور مؤسسات المجتمع المدني في التصدي لهذه الظاهرة واشاعة روح التسامح بين الناس واشار على ان تقف جميع المؤسسات العلمية والاجتماعية الموقف المطلوب في تماسك المجتمع وزيادة وتعضيد اللحمة الوطنية .

بعدها تحدث الدكتور عياد حسين محمد علي من مركز تطوير الملاكات في هيئة التعليم التقني معقبا حول اوراق الندوة بان اهم مايميز الشعب العراقي هو البناء العظيم للمؤسسة الاجتماعية ولذلك كان هدف التكفيريين والطائفيين هو استهداف تلك المؤسسة بشكل كبير واحداث الخروقات فيها من اجل تسهيل عملية شق الوحدة الوطنية وبذلك فقد اكد على دور العشيرة والطائفة والاسرة في القضاء على هذه الظاهرة كما اكد على البعد الخارجي في تنامي هذه الظاهرة بالرغم انها لم تصل الى المستوى الخطير.

ثم عقب الدكتور عامرابراهيم علوان الخبير في العلوم الاجتماعية والنفسية في مركز تطوير الملاكات في هيئة التعليم التقني، إذ أكد على علمية الاوراق التي قدمت من السادة الباحثين كما طرح مشروعا بضرورة عدم تداول مفردات السنة او الشيعة اوغيرها من اجل ابعاد شبح الطائفية عن البلاد وبناء الوطن.

لمراجعة موقع المركز على الانترنت:

http://fcdrs.com