كي لا يشكّـل المستقبلُ صدمة
المهندس حسيـن جـهاد
ما كان بالأمس مستقبلا ، وكان علينا أن نتنبأ به ونرسم أفضل السبل المرنة الإبداعية لجعله مشرقا قد أصبح حاضرا مؤلما وضاغطا في أغلب الإتجاهات ، وبعد قليل سيصبح جزءا من الماضي . فماذا للمستقبل الأخر الجديد الذي بات على الأبواب فاعلون ؟ القريب والبعيد منه . الأزمة طاحنة حادة ومتسارعة ومستعصية والوضع مؤلم سياسيا وإقتصاديا وإعلاميا وتكنولوجيا و.. انه وضع معقد متشابك متعدد الجوانب والأطراف. منْ يسعى للتخلص من هذا الوضع المزري اواحتوائه او تقليص مساحته ؟ ماهي طرق ووسائل الخلاص من هذا الوضع ؟ هل الطرق والإمكانات المعروفة المألوفة اوالعادية اوالمتعارفة اوالكلاسيكية تنفع ؟ ماهي الإمكانات المتاحة للخلاص ؟ ماهي الإمكانات التي يمكن أن نكتشفها اونخترعها اونبتدعها للخلاص ؟ للهوة الكبيرة والسرعة المذهلة المتنامية للتطوروالتقدم العلمي والتكنولوجي يبدو لي ان أحدث الطرق والتقنيات والإمكانات الخارقة المعروفة المألوفة اوالعادية اوالمتعارفة اوالكلاسيكية للخلاص والمتاحة حاليا في العالم المتقدم لن تنفع ولا تنفع، فحتى لو تم نقل كل ذلك الرصيد العلمي والمعرفي والتجربي مجانا وبقدرة قادر خلال 5 أعوام مثلا !!!!! من اليوم ولم يكن هناك تعارض بين ذلك الرصيد وبين القيم والمباديء فذلك لن ينفع كثيرا لأن أغلب او اكثر ذلك الرصيد المنقول سيصبح عتيقا وغير قادر على المنافسة الصعبة الحرجة المحتدمة المتصاعدة ، ثمة عبارة تتردد كثيرا في دوائر الأعمال الأمريكية الكبيرة : لو أمكننا إلتقاط أنفاسنا في إستراحة قصيرة فقط ، لو خفت المنافسة لبرهة فقط ، لأمكننا إلتقاط أنفاسنا وإعادة الترتيب لمحاولة أخرى . لو واجهاتنا أزمات أقل بواحدة فقط ، فربما استطعنا إكتشاف كيف نستجيب للقوى الساحقة التي تهدد بتحطيمنا . لو ... وأسفاه إن الأمور لا تتوقف ، ولا يبدو أنها سوف تتوقف . نعم مع تلك المنافسة والتطوروالتقدم الهائل والسريع الذي يشهده العالم اليوم علميا وتكنولوجيا والهوة الكبيرة المتنامية بين الشرق والغرب وبين الشمال والجنوب والعولمة المتعملقة والشركات المتعددة الجنسيات العابرة القارات وتحديات عصر التكتلات الاقتصادية العملاقة والتقنيات المذهلة التى تمر بها الصناعة فى جميع المجالات والتذبذبات والهزات الاقتصادية والسياسية التى تحدث بين فترة واخرى والتي تضيف عادة مشكلات جديدة اخرى وتملي التقهقرالى الوراء . في ظل هذه الأوضاع والتحديات غير المتوازنة وغير المنصفة علينا أن ننسى التقليد الأعمى وإستنساخ الحلول والتقنيات ونمزج بين التفكير العمودي المنطقي والتفكير الأفقي الخلاق مع إنفتاح على جميع الجهات بتجاربها وفي جميع الإتجاهات دون إنصهار او ذوبان او تبعية كي لا نبدأ من الصفر ، بل من حيث أنتهى الأخرون هذا إذا كنا نريد أن لا يشكّـل المستقبلُ الأتـي صدمة وعازمين حقا على أن لا نُـساق خارج اللعبة بل و وخارج الواقع أيضا . فالتفكير العمودي الذي يبحث عن الحلول في إطارالحلول المتاحة القائمة والمعتادة لم يعد كافيا لوحده علينا تفعيل التفكيرالأفقي الخلاق الذي ينطلق من الخيال ومن الثقة بتحويل الخيال الى واقع و بتحويل الصورة الى واقع وبتحويل المشكلة الى حل وذلك برفع حواجز الإنطلاق في التفكير وإيجاد لوازمه وحواضنه في الأسر والروضات والمدارس والجامعات والدولة والمجتمع والمؤسسات والحوزات فهو الذي يبحث دائما عما هوغيرمتاح بالفعل من الحلول المشروعة ... يبحث عن ما يمكن أن يكون حلا جديدا مبتكرا للمشكلة وخارج الإطار التقليدي المتعارف مما يمكن أن يختلف تماماً مع الحلول المتعارفة بشكل جذري. ولابد لذلك معالجة عادات التفكير العتيقة وتوسيع دائرة الخيال وتنميته في عصر توشك المسافة التي تفصل بين العلم والخيال أن تقترب من الصفر بعد أن تحولت معظم تنبؤات الخيال العلمي لواقع ملموس ، فإطلاق العنان للتفكر والتفكير العلمي ولا سيما حين يحلق في سماء الخيال العلمي يفتح الأبواب للإبداع الذي يمهد لإنتاج شيء جديد أو أثر اوأداة جديدة او حل جديد أو أسلوب جديد لم يكن موجوداً من قبل على هذه الصورة. فالإبداع هو القدرة على إيجاد حلول لمشكلة أو أداة جديدة. وكما قال الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : العلم لا ينتهي ، الفكر يهدي الى الرشد ، العلم دليل ، العلم ينجد ، العلم بالفهم ، الفهم بالفطنة ، الفطنة بالبصيرة ، العلم يهدي الى الحق ، العلم مصباح العقل ، العقل مصلح كل امر ، العقل غريزة تزيد بالعلم والتجارب ، الرأي بالفكر ، الحزم بالتجربة ، الأمور بالتجربة ، الأعمال بالخبرة * العصرعصر التفكيرالأفقي الذي يكسر الرؤية النمطية والتقليدية إلى الأمور لإبداع حلول مبتكرة لتقييمها عن طريق الأسلوب المنطقي لضمان إمكانية التطبيق والنجاح هذا هو الطريق لمستقبل أفضل لا يشكّـل صدمة جديدة أخرى .
....................................
* عيون الحكم والمواعظ – الليثي – ص : 43 -50 – 37 – 36 – 36 – 36 – 49 – 50 -38 -52 – 36- 36 – 36 – 36 مقالات الرأي في الأسبوع الماضي : ●نحارب الديمقراطية وننادي بها!! ●الـى مجلس إدارة العالم فـي منتدى دافوس ●مـا اشـبـه جزرتـكـم بالعـصا !! ●هـكذا تـسـقـيـم الأمور مع الإرهابيين ●الى الأشقاء في البحـرين : التـفكـير داخل صندوق الإقتـراع ●العلاقة بين النووي الإيراني والسماح ودخول المرأة الى الملاعب ●المزيد ◄◄◄
|