مـا اشـبـه جزرتـكـم بالعـصا !!
عـلاء فيصل
استئناف العلاقات الأمريكية الليبية بعد انفراج مماثل مع بريطانيا . اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اعتزام واشنطن اقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع ليبيا، مشيرة الى أن القرار سيدخل حيز التطبيق خلال 45 يوما. ( وكالات ) إذن ليبيا اوبعبارة اخرى النظام الليبي اوبعبارة أكثر دقة أستلم الرئيس الليبي معمر القذافي الجزرة بعد إنتظار طويل وجهد كبير وأثبت المانح مصداقيته لأمثال القذافي. حيث قررت الولايات المتحدة ايضا رفع اسم ليبيا من لائحة الدول الداعمة للإرهاب وجاء ذلك بعد أن أعلن الرئيس الليبي معمر القذافي التخلي عن برنامج للأسلحة النووية عام 2003. وكان آخر تقرير أمريكي حول الإرهاب صدر قبل ثلاثة أسابيع أشار إلى أنّ كلا من ليبيا والسودان حققتا تقدما في مجال التعاون ضد الإرهاب. وكانت رايس التقت مع نظيرها الليبي محمد عبد الرحمن شلقم على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث ناقش الاثنان تعزيز العلاقات الدبلوماسية. كما سبق أن زار السيناتور الجمهوري ريتشارد لوغر رئيس لجنة مجلس النواب للعلاقات الخارجية، ليبيا قبل أشهر. وكانت تلك أبرز زيارة من جانب الولايات المتحدة لليبيا منذ أن بدأ تحسن العلاقات بعد أن قبلت ليبيا المسؤولية عن تفجير طائرة "بان أمريكان" فوق لوكربي باسكتلندا عام 1988 مما أدى إلى مقتل 270 شخصا. وأنهت الولايات المتحدة في سبتمبر - أيلول الماضي حظرا تجاريا واسعا فرضته على ليبيا في عام 1986. لا أحد يحسد القذافي لأن الحسود لا يسود ، ولأنه دفع الكثيرمن مستحقات فواتير سياساته الخارجية !! لـماذا هذا التوقيت للتطبيع ؟ التوقيت جاء دقيقا ليلوح بالجزرة لإيران وكوريا طبعا الى جانب العصا ، وقد كشفت وزيرة الخارجية الامريكية رايس دون لف اودوران وبكل صراحة عن ذلك حيث عبرت عن أملها ان تحذو ايران وكوريا الشمالية حذو ليبيا. الأهـم في تلك الصفقات التي وقعت مع ليبيا وغيرها ومع فصائل في العراق بشكل اخروتقع وهي مرشحة للإزدياد هو مستقبل الإصلاح ومصيره . (( حيث أشارت بعض المصادر الى ان واشنطن ربطت التطبيع الكامل للعلاقات مع طرابلس بتحقيق ليبيا مسألتين: الاولى هي إطلاق سراح مجموعة من المعتقلين السياسيين وهو ما حدث بالفعل، والثانية تقضي بإعادة ممتلكات كانت قد صودرت من بعض الاشخاص خلال فترات متعددة ولاسباب متباينة، وشرعت السلطات الليبية منذ فترة في حصر تلك الممتلكات والاتصال باصحابها واقتراح تعويضهم.)) * فهكذا يمكن أن تكون جزرة الإصلاحيين كذلك في العراق وغيره .... ما اشبه جزرة الإصلاحيين هذه بالعصا !! إنها الرسالة الأخرى والإشارة الستراتيجية التي يجب أن يستلمها الإصلاحيون ويحللوها بكل واقعية وثقة وأمل مع الكف من البدء بنقد الأخر وتعيين مسؤوليات ووظائف وواجبات الأخر ... الإصلاحيون بحاجة الى مراجعة شاملة لتحديد خطة : - تكفل من جهة إصلاح الأوضاع الداخلية لشرائح ومكونات التيار الإصلاحي عبر تطبيق الدمقرطة والتعددية والشفافية والمساءلة والحل الوسط والتعددية وما نحو ذلك مما ترفعه من شعارات داخل الأحزاب والجمعيات والمؤسسات التي يتشكل منها التيار الإصلاحي وفي تنظيم العلاقات فيما بين هذه المكونات وفي رسم وتحديد موقف التيار الإصلاحي من الدولة التي تطمح في إصلاحها . - وتضمن الخروج بوصفات عملية واقعية مرحلية مبنية على الحل الوسط لإنقاذ الإصلاح من الإنسداد وتحقيقه سلميا على مراحل بعيدا عن الفوضى والدماء والإرتجال والثورية وحرق المراحل والقفزات النوعية وبعيدا عن الإنفصال من الجماهير وهمومها . وكنت قد أشرت قبل أيام في مقال تحت عنوان : الإصلاح والأسئلة العالقة الى بعض المقترحات التي يمكن أن تجعل الإصلاح ممكنا ولا يسعنا إلا ترديد : اللهم عرِّفنا الممكنَ ، ووفقنا للتمييز بين الممكن وغير الممكن ، واهدنا للإلتزام بالممكن و ... واخر دعوانا الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد واهل بيته الطيبين الطاهرين . *المحصور بين قوسين مقتطف نصا من الشرق الأوسط 16-5-2006
مواضيع ذات علاقة : - هلْ باتت الديمقراطية العراقية تنتظر رصاصة الرحمة ! ؟ - ملوك صاحبة الجلالة من التيار الإسلامي
|