الإصلاح والأسئلة العالقة

 

 

عـلاء فيصل

 

عندما هبت رياح الإصلاح والديموقراطية إستبشر الكثيرون بالخير و فتحت النوافذ صوب الأمل وانتشرالتفاؤل إنتظارا لإسترجاع  الحقوق والحريات الذي جاهدت وناضلت للوصول إليها طيلة القرن الماضي من خلال محاولات ومواجهات واحيانا ثورات دموية وعنيفة لم تفلح في شيء حيث لم تكن النهاية إلا مزيداً من التقهقر والمأساة وتماما كنهاية الأفلام الدرامية الهندية المعروفة .

لكن رياح الإصلاح القادمة أفرزت مواقف ومواقف : 

أنظمة حاولت الوقوف بوجه الرياح وإعتبرتها "نزوة و تزول" وأخرى  انحنت للعاصفة لتهرب الى الأمام وتفكرفي الرجوع الى الوراء بسرعة كبيرة وأخرى وأخرى  ... .

لكن اليوم الجميع يشهد اليوم حراكا ويتلمس هامشا محدودا وهشا من الحريات وبعض الحقوق هنا وهناك وهو دون الطموح وأقل مما كان بالإمكان تحقيقه . طبعا البعض يعتبر ذلك الهامش إنتكاسة :

منْ المسؤول عن هذه الإنتكاسة في مسيرة الإصلاح؟

العوامل عديدة لا يمكن حصرها في مقال واحد. لكن من اسباب ذلك :

البعض يختزل السبب في عدم وجود رغبة حقيقية للإصلاح في الأنظمة القائمة لعدم الأعتقاد بالإصلاح او بضرورته او للخوف والتخوف والتخويف من نتائج الإصلاح العامة والخاصة التي تتعلق بمصير ومستقبل الحكام أنفسهم في تلك الأنظمة ولا سيما فيما يتعلق بالماضي .

هذا صحيح لكن يجب أن نحاول تفهم ذلك لحساب الإصلاح ولصالحه لكن :

ماهو الجهد الذي بذلته النخب الإصلاحية لخلق قناعات جديدة ؟

ماهو الجهد الذي بذلته النخب الإصلاحية لرفع تلك المخاوف المبررة او غير المبررة عبر معالجات واقعية مرحلية وضمانات فاعلة وذات مصداقية عالية ؟

وذلك مثل ما يستنبط من : عفا الله عما سلف ، والإسلام يحجب ما قبله ، ومنْ دخل بيت الديمقراطية والإصلاح فهو آمن ، والأمثال تضرب ولا تقاس .

ومثل تنضيج فكرة تحول الحاكم الفعلي بعد تبني الإصلاح الى الملك الذي يملك ولا يحكم لحين من الدهربحسب الشروط والظروف.

ومثل تبني فكرة المجلسين للبرلمان بأن يكون هناك مجلس للنواب وأخر للشيوخ ينتخبه الشعب ايضا بالإقتراع المباشر لكن من بين الطبقة السياسية الحاكمة فعليا . ومثل ... ومثل ... الخ ، وما أكثر تنوع وتعدد الطرق الى الحل الوسط والمصالحة والتراضي بين الشعب والسلطة بما ولا يفرغ الإصلاح من حقيقته.

  اتصور ان الإصلاح بات في غرفة الإنعاش المكثف وهو ينتظر جرعة من الحل الوسط وجرعات من المرحلية والحكمة واذا كتب له أن يبقى على قيد الحياة فانه بحاجة اكيدة ليرى وعن قرب مريضا في حالته تمكن من الإنتصار على الموت المحتم ...انه بحاجة الى اكثر من قدوة قريبة ترفع معنوياته وتمنحه سر الحياة المتمثل بالأمل وهذه القدوة تتمثل في النخب والأحزاب والمرجعيات السياسية التي مابرحت تؤمن اوترفع شعار الإصلاح دون أن تطبقه على نفسها ودون أن تتطرق الى طرق ووسائل تحقيقه في المجتمع بصورة سلمية هادئة وبأقل ما يمكن من الفوضى والخسائر والثوريات والعنتريات والقفزات النوعية .

انها مسألة عالمية ولابد للعالم أن يتحمل مسؤوليته بعيدا عن الشعارات والمزايدات ولعبة المصالح الأنية الضيقة والصفقات غير النظيفة !!!

 

مقالات الرأي في الأسبوع الماضي :


     في العـراق : منْ يسرق منْ ؟

   هـكذا تـسـقـيـم الأمور مع الإرهابيين

   ● الى الأشقاء في البحـرين : التـفكـير داخل صندوق الإقتـراع

   ● العلاقة بين النووي الإيراني والسماح ودخول المرأة الى الملاعب

   ●المزيد ◄◄◄