العلاقة بين النووي الإيراني والسماح بدخول المرأة الى الملاعب
المهندس فؤاد الصادق
فجرَالرئيس الإيراني احمدي نجاد قنبلة جديدة اخرى بدعوته في السماح للمرأة الإيرانية بالدخول الى الملاعب الرياضية فاندفع الملف النووي المصيري الخطيرالشائك المعقد من مركز الإهتمام الى المحيط ببساطة و في وقت قصير . المخالفون والمنتقدون والمتحفظون المتشرعون وربما غيرهم ايضاً لاسبابهم الخاصة انغمسوا في المراجعة والإتصال بالفقهاء و رجال الدين لإفتاءهم وانتشرت الإعتراضات والفتاوى في كل مكان من إيران وخارجها ، بل و أصبحت الشغل الشاغل للإعلام الإيراني وغيره ولمنْ يهمه الموضوع ومنْ لا يهمه الموضوع . انا لا انكر أهمية و ضرورة الدفاع عن القيم و المباديء المقدسة لدى اكثرية الشعب الإيراني الملتزم لكن اذا اردنا أن يكون الدفاع فاعلا لابد ان يكون متكاملاً اي يتضمن البديل العملي المتوافق مع المباديء ايضاً ولا ينسى بقيه المباديء والمقدسات فحقوق المرأة في الإسلام مقدسة كذلك و لا مناص من الدفاع عنها وتكريسها في إطار شرعي ومشروع حضاري متكامل متفاعل بايجابية و ديناميكية مع القيم الكونية مثل حقوق الإنسان الأساسية والديمقراطية لأن هذه القيم لا تتعارض في منطلقاتها الاساسية مع الاسلام بل هو الأغنى في التأسيس لها والدعوة الى ما يُنعِشها ولأن هذه القيم باتت سلاح العصرالأقوى بدوافع نبيلة وغير نبيلة احياناً ولأنه لا يُعقل القبول بخسارة المرأة التي تمثل اكثر من نصف المجتمع عددياً و اكثر من ذلك نوعياً من ناحية التأثير ، طبعاً دخول المرأة الإيرانية الى الملاعب الرياضية لا يمثل شيئاً من حقوقها المحورية الستراتيجية العديدة الكثيرة المهدورة المصادرة لأسباب عرفية او إجتماعية او قانونية او مزاجية تنسب زوراً الى الدين . و بناءا على ما تقدم اتصور انه كان من الأفضل للمعترضين على قرار احمدي نجاد الأخير ( وهو قرارغير جاد وغير قابل التطبيق ) ان يبعثوا برسائل شفهية قصيرة حاسمة قطعية بعيداً عن الإعلام تضغط عليه للتراجع حتى دراسة الأمر لإستنباط البديل الذي يحترم أراء وتوجهات الأكثرية وفى الإطارات المتقدمة وذلك بالحوار الفاعل مع مؤسسات المجتمع المدني التي تمثل المرأة وغيرها من المؤسسات و الرموز وقوى الضغط مع توعية المراجعين بالتكليف والموقف الشرعي حتى إستحضار البديل ، على ان تكون الرسائل الموجهة الى الرئيس الإيراني تتضمن مطالبة صريحة و واضحة و قوية لتحاشي الخطوات والخطابات الإرتجالية الطويلة . فذلك يعالج الأمور جذرياً ويضع حداً للإرتجال في هذه الظروف العصيبة الخطيرة و في كل الإتجاهات ويحفظ للفتاوى والبيانات وزنها وثقلها و تأثيرها و يحول دون خلط الأوراق المقصود منه وغير المقصود ،وليتنا نولي الملفات الستراتيجية المصيرية الأخرى نفس الإهتمام والإعتراض و النقد و الدراسة والإفتاء مثل مستقبل الإصلاح و البطالة والعنوسة والطلاق ومعالجات الملف النووي الإيراني المقلقة الذي سيق من المركز الى محيط المحيط في وقت يعلم الكلّ ان إيران بعد إعلان تخصيب اليورانيوم ليست إيران قبل التخصيب والتحديات المستجدة اكبر من الكبيرة وهذه الأعوام هي التي ترسم مستقبل ايران في العقود الطويلة القادمة ... في وقت باتت البلاد على ابواب إنتخابات مجلس خبراء القيادة . يبدو أن العلاقة اكثر من جوهرية بين الملف النووي والإنتخابات المذكورة وعاصفة دخول المرأة الى الملاعب الرياضية .
|