26 ألف طفل يموتون دون الخامسة...العالم على حافة هاوية الفقر
أرقام مخيفة عن وفيات الأطفال بسبب الفقر في عالم يموت فيه ما متوسطه 26 ألف طفل دون الخامسة يوميا أصبح الاستثمار في صحة الأطفال وأمهاتهم ليس متطلبا أساسيا لحقوق الإنسان فحسب بل هو قرار اقتصادي يعتبر أضمن الطرق التي تضمن لبلد ما الانطلاق نحو مستقبل أفضل وبالرغم من أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف) أطلقت حملتها "ثورة بقاء الأطفال ونمائهم" منذ أكثر من 25 عاما إلا أن المشكلة مازالت كبيرة ومؤثرة حتى اليوم لذلك تدعو "اليونيسف" شركاءها من جميع مناحي الحياة من الزعماء الدينين إلى سفراء النوايا الحسنة ومن المحافظين إلى رؤساء الدول ومن الشخصيات الرياضية إلى أعضاء البرلمانات وأعضاء الاتحادات المهنية إلى الانضمام إلى حركة بقاء الأطفال ونمائهم وتطورهم. من هذا المنطلق احتضنت كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ،جامعة القاهرة ، فعاليات ندوة "فقر الأطفال والتفاوت في مستوى معيشتهم : الانعكاسات على السياسات العامة فى مصر" بحضور عدد كبير من أساتذة الاقتصاد والقانون والمهتمين بشئون الطفل وتضمنت الندوة التي نظمها مركز "البحوث والدراسات الاقتصادية والمالية" بالكلية بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" خمس جلسات كانت الجلسة الافتتاحية برئاسة الدكتورة عالية المهدي مدير المركز وبحضور كل من الدكتور أرما مننكور من "اليونيسف" والدكتورة منى البردعي عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وكانت الجلسة الثانية برئاسة السفيرة مشيرة خطاب ،الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، وعرض فيها الدكتور البرتو منيجين ،الأستاذ بجامعة نيو سكول بنيويورك، عن ورقة عمل عن "الأطفال والفقر والحقوق الاجتماعية" مستهلا حديثه بأن المطلوب هو التأثير على السياسات من أجل تعزيز الوعي بأهمية القضاء على فقر الأطفال. ومن منطلق المادة الأولى من (الإعلان العالمي لحقوق الإنسان) التي تنص على أنه "يولد جميع الناس متساويين في الكرامة والحقوق" تحدث منيجين عن حق الطفل في الغذاء والصحة مشيرا إلى أن تعريف الفقر من وجهة نظر الطفل على أنه تجربة بدنية ووجدانية واجتماعية عميقة،يشعر بها الطفل في صورة الحرمان والافتقار إلى الخدمات المادية والمعنوية إلى جانب الحرمان من الكرامة والتعبير عن الرأي، والضعف الصحي إلى حد الهشاشة ودعا منيجين إلى تكوين الشراكات بين الحكومات والجامعات ومراكز البحوث لرسم وتفعيل السياسات والموارد من أجل تعزيز حقوق الأطفال والنساء ومتابعة تلك السياسات بما يتسنى التأثير لصالح الأطفال والأسر. وتعقيبا على كلمة الدكتور منيجين أشار الدكتور عادل عازر أستاذ القانون والسياسة الاجتماعية أنه وللأسف أغلب النظم في العالم الثالث ومنها الدول العربية تجرم فقر الأطفال وتشردهم موضحا على سبيل المثال في سوريا يعاقب الأطفال الفقراء المتشردين بالحبس وكأنهم يعاقبونهم على فقرهم وجاءت الجلسة الثالثة تحت عنوان "مقايسس الفقر وفقر الأطفال : منهج الحرمان" والتي افتتحتها الدكتورة هناء خير الدين، المدير التنفيذي للمركز المصري للدراسات الاقتصادية، وتحدثت بها الدكتورة هبة الليثي أستاذ الأحصاء بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية وعق على كلمتها الدكتور ماجد عثمان مدير مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء. وبداية بأن 16.9% من أطفال مصر فقراء بحسب تعريف الفقر المادي ،أستهلت الدكتورة هبة الليثي كلمتها موضحة لماذا يختلف فقر الأطفال عن فقر البالغين ؟ شارحة أن الأصل أن الطفل يعتمد بصورة خاصة على أشخاص أخرون يقومون برعايتهم وبالتالي وضع الأم والأب والعائلة له تأثير قوي ومباشر على رفاهة الطفل. وحددت الليثي منهجين أساسيين لقياس فقر الأطفال الأول: المقياس المادي الذى يعرفه على أساس خط الفقروالذي يعتمد على بيانات الدخل والثاني: مقياس الحرمان والذي يقوم بتحديد مجموعة من الخدمات الأساسية والامكانيات وقياس عدد الأطفال الذين لا يستطيعون الوصول إليها وتعتمد مؤشرات فقر الطفل على تعريفات متوافق عليها دوليا تعتمد على حقوق الطفل وهى : تغذية كافية ، مياه شرب آمنة ،توافر صرف صحي ،توافر رعاية صحية ،توافر المأوى بالإضافة إلى توافر التعليم والثقافة. وكانت الجلسة الرابعة برئاسة الدكتورة هدى رشاد ،مدير مركز البحوث الاجتماعية بالجامعة الأمريكية، وتحدثت بها الدكتور عالية المهدى وعقب على كلمتها الدكتور جمال زهران عضو مجلس الشعب واختتمت الندوة الدكتورة عالية المهدي والدكتورة منال متولى نائب مدير مركز البحوث والدراسات الاقتصادية والمالية. وبالرجوع لبيانات وأرقام الأمم المتحدة يبدو جليا أنه بالرغم من التقدم العالمي في تخفيض وفيات الأطفال فان ذلك غر كاف لبلوغ هدف الألفية الرابع الذي يرمي الى تخفيض المعدل العالمي لوفيات الأطفال دون الخامسة بنسبة الثلثين بين الأعوام 1990 و 2015وإذا نظرنا إلى الأمر على أساس كل دولة على حدة فسنجد أن دلائل التقدم مختلطة فعلى مستوى العالمي من بين الـ191 دولة التي تتوافر لديها أرقام بيانات وافية للمقارنة بين الأعوام 1990- 2006 حول وفيات الأطفال ، تقدر "اليونيسف" أن 129 دولة تسير على الطريق الصحيح حيث أستطاعت تخفيض النسبة إلى 40% بين كل ألف ولادة حية . وكل ذلك بحسب المصدر المذكور نصا ودون تعليق. المصدر:almoheet
|