الأمن القومي الأمريكي في زمن الإرهاب « العقل والعضلات»
د. عبدالعزيز حسين الصويغ
يعتقد خبراء الأمن القومي الأمريكي ان ما تواجهه الولايات المتحدة من اخطار وتحديات خارجية وعلى قمتها عمليات الارهاب ضد قواتها وضد اهداف مدنية محتملة داخل الاراضي الأمريكية نفسها هي واقع عملي قائم ورغم ان حجم ما تواجهه الولايات المتحدة من اخطار اليوم في « زمن الارهاب» هو اقل مما كان عليه الوضع في فترة الحرب الباردة الا ان الشعب الامريكي يعيش في خوف اكثر مما كان يعيشه مع الخطر الذي كان يمثله الاتحاد السوفيتي بكل اسلحته النووية التي كان لديها القدرة على انزال الموت بعشرات الملايين من الامريكيين. إن ما تواجهه الولايات المتحدة في العراق وفي غيرها من المناطق الساخنة الاخرى كما يرى خبراء الامن القومي الامريكي، هي قضية سياسية وليست عسكرية فما يفتقده الامريكيون ليست القدرة العسكرية بل الفهم السياسي فنقطة الضعف الامريكية هي ليست في « العضلات» ولكن في « العقل» كما يؤكد هؤلاء. ويرجع هؤلاء ما تعانيه السياسة الامريكية الان الى ان القواعد الرئيسية للسياسة الامريكية وضعت عام 1947م عندما اجبر الكونغرس الرئيس هاري ترومان على انشاء مجلس الامن القومي الذي وإن نجح في فترة الحرب الباردة فإنه فشل في التعامل مع مشكلات زمن الارهاب وفي مواجهة المشاكل « السياعسكرية» التي تواجهها الولايات المتحدة اليوم. ويرى خبراء الامن القومي الامريكي ان السياسة الامريكية فشلت في تقديم استراتيجية تتمكن من القضاء على تحديات فترة ما بعد الحرب الباردة فعندما تم تحرير الكويت من احتلال صدام لم تنته الحرب آنذاك كما فشلت القيادة الوطنية من تحديد اهداف يمكن تحقيقها في الصومال وكانت غير مؤثرة لفترة طويلة في التعامل مع مشكلة البوسنة وفشلت الجهود الامريكية في مواجهة سباق التسلح النووي بين الهند وباكستان ولم تفلح القيادة السياسية الامريكية في مواجهة التحديات الارهابية قبل ان تقع في 11/9 وفشلت في تحقيق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين وبقية العرب. ناهيك عن الفشل في كل من افغانستان وايران وكوريا الشمالية او حتى مع الصين وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة. و كل ذلك بحسب رأي الكاتب في المصدر المذكور نصا و دون تعليق. المصدر: almadinapress |