الزواج المبكر بين الإباحة الأمريكية والمنع العربي!

 

قالت الباحثة السعودية الجلاهمة :"إن القوانين الأمريكية والأوروبية تحترم سلطة الأبويين في تزويج أولادهم مبكرا متى ما شاءوا، في نفس الوقت نسمع أصواتا تنادي بضرورة وضع حد أدنى لسن الزواج للفتاة في المملكة العربية السعودية، بدعوى أن الفتاة التي هي دون الثامنة عشرة لا تطيق الزواج بوجه عام.

وأضافت الباحثة في مقالها بجريدة الوطن السعودية: "أن هذه الأصوات ارتأت التجاوز عن العلاقات غير الشرعية بين المراهقين والمتعارف عليها في بعض الدول الغربية المصدر الأصلي لتلك المطالبات، والتي جاهدت بدورها لإضفاء الصبغة القانونية على العلاقات القائمة خارج نطاق الزوجية، وهكذا أصبحت محمية من نظام الدولة!"

وتضيف: "من المهم هنا بيان أن زواج الفتيات في سن مبكرة كان إلى وقت قريب مقبولا ومطلوبا اجتماعيا في شتى أقطار العالم، بل تجاوز هذا الإقبال ليشمل زواج الأولاد في سن مبكرة، فإلى عهد قريب كان يعد تأخر زواج الابن والابنة إلى العشرين أمراً مستنكراً ومستهجناً اجتماعيا".

 وقالت الجلاهمة: "على من أراد البحث في هذه القضية التوقف مليا عند أنظمة وقوانين الدول الغربية، فأغلبها لا يرفض زواج المراهقين جملة وتفصيلا، بل نظّم هذا الزواج ووضع له شروطا، من أهمها: موافقة الوالدين على إتمامه، وفي حالات معينة اشترطت موافقة المحكمة.

وحول السن القانوني للزواج في الولايات المتحدة الأمريكية، قالت الجلاهمة: "إن السن الأدنى للزواج يختلف من ولاية إلى أخرى، إلا أنه وعلى الأغلب حدد بسن 16 ـ 18 شرط موافقة الأبوين، ومن تلك الولايات أذكر: نيويورك، ألاباما، ألاسكا، أريزونا، كونيتيكت، مقاطعة كولومبيا، مونتانا، نيفادا، نيو جيرسي، نيو مكسيكو، كارولينا، بنسلفانيا، داكوتا الجنوبية، تينيسي، فرجينيا، فيرجينيا الغربية، ويسكونسن".

كما أجازوا زواج من هم دون ذلك بموافقة المحكمة، فنيويورك على سبيل المثال اعترفت بزواج من بلغ 14 بموافقة الوالدين والمحكمة، وولاية نيو هامبشير أجازت زواج الذكور البالغين 14 والإناث البالغات 13 بموافقة الوالدين والمحكمة، وهذه القوانين تشابه بشكل يكاد يكون مطابقا لقوانين القارة الأوروبية في تحديد سن الزواج.

وتضيف: "لفت نظري من خلال البحث في هذه القضية: احترام القوانين الأمريكية والأوروبية لسلطة الأبويين في تنفيذ هذا الزواج، إذ جعلوه شرطا لإتمامه، إلا في حالات استثنائية وضيقة، وهو أمر له إيجابياته في مجتمعات لا تتوقف كثيرا عند متانة العلاقات الأسرية".

الرياض ـ لها أون لاين