كاتب أميركي ينتقد اسلوب ادارة الصراع في العراق
قال الكاتب ستيفن بيدل عضو لجنة العلاقات الخارجية والدفاع ومؤلف كتاب "القوة العسكرية"، ان جميع الأطراف تفترض ان نجاح الولايات المتحدة في العراق يعتمد على خوضها حرب فيتنام مجددا ولكن عليها إتباع اسلوب جديد ، إذ يبدو ان الرئيس بوش يعتمد في خططه في العراق على برامج سبق وإن تم استخدامها في عهد الرئيس نيكسون في فيتنام .وعلق الكاتب بيدل في مقال له نشرته صحيفة نيويورك تايمز على مايجري في العراق بأنه بعيد عن اسلوب "الحرب الشعبية" التي كان الفيتناميون يتبعونها تحت اسم "خطة ماو للتحرير الوطني" وهي حرب أهلية شيوعية بوسائل وقوى متحركة ومختلفة. وكان يمكن ان تندلع هذه الحرب في العراق في حالة اتباع الاميركيين والعراقيين لخيارات خاطئة ، رغم تحركها بمستوى ادنى بكثير من المعنى الحقيقي لها .وإنتقد بيدل اسلوب إدارة الصراع في العراق عندما تمت اناطة مهمة مواجهة الأرهاب بقوات محلية لأنها قد تعني جعل الأوضاع أكثر سوءاً .وقال بيدل لايعني نجاح خطة مواجهة الإرهاب بقوة محلية في فيتنام أنها ستنجح في العراق لما تخلقه من توتر طائفي قد يهدد بنسف جهود ومفاوضات تشكيل حكومة المشاركة .ورأى بيدل ان على واشنطن ان توقف عملية نقل السلطات الأمنية في العراق الى القوات الاخرى وأن تعمد إلى التهديد بالتلاعب بميزان القوى العسكري بين الأكراد والسنة والشيعة لغرض إجبارهم على التوصل الى تسوية قادرة على الصمود لكي تبدأ واشنطن بتحويل المسؤولية الأمنية الى قوات محلية .واشار بيدل الى ان الولايات المتحدة إستعارت فكرة تسليم المسؤوليات الامنية في العراق من أجواء معارك فيتنام عام 1969 عندما واجهت قوات فيتنام الجنوبية خصمها الشمالي ، حيث كانت واشنطن تمارس دور التأثير النفسي مع الشعب الفيتنامي لرفض الشيوعية ودعم حكمة سايغون التي اتبعها الرئيس ليندون جونسن عام 1965 وقدم دعما ماليا الى الحكومة الفيتنامية الجنوبية يقدر بحوالي ثلاث مليارات دولار قبل نهاية 1968 لغرض رفع المستوى المعاشي وتطوير العملية السياسية في فيتنام ومواجهة مقاتلي الفيتكونغ المعارضين .وذكر بيدل بخطة نيكسون عام 1969 في الفتنمة القاضية بتسليم المسؤولية الأمنية والسياسية في فيتنام الجنوبية الى الفيتناميين كخطوة على طريق الإنسحاب الشامل منها .وقال بيدل ان الرئيس بوش اتبع الطريق ذاته بمساراته الثلاثة ؛ السياسية والإقتصادية والأمنية بدعم الحكومة والديمقراطية ورفض التمرد وتشجيع الإصلاح الاقتصادي وإقناع العراقيين بدعم النظام الجديد وقوات الامن .وعاد بيدل الى المقارنة بين الحرب في فيتنام ، التي كانت حول الشيوعية ، والصراع في العراق الذي يربطه بمصالح طائفية ، إذ تمثل العمليات المضادة للأميركيين والعراقيين المؤيدين للنظام الجديد في المحافظات الأربع الساخنة 85 بالمئة من عموم العمليات في العراق، فيما تقوم منظمة القاعدة ببعض عملياتها في العراق بالأعتماد على الدعم الذي توفرعبره المناطق السنية الملاذ الامن لها ، وتقوم قوى مؤيدة لصدام بالعمليات الأخرى . و كل ذلك بحسب المصدر المذكور ونصا. المصدر: جريدة الصباح-7-3-2006
|