الفقه المتجاوز لوأد الفتنة وحماية المقدسات

 

د. رفعت سيد أحمد

 

 

التعصب لا يحمي المقدسات :- إذن الهيمنة قائمة ولا تزال. ومع ذلك لم تنتبه الأمة الإسلامية لذلك أو تعيه رغم تكرار الآيات القرآنية المنادية بذلك ومما يؤسف له أن المذهبية عندنا مذاهب متجمدة حول نصوص القرآن وأحاديث الرسول وكأن نصوص القرآن متجمدة أيضاً وهذا غير صحيح لأن الإسلام مرن، وكذلك يجب أن يكون المؤمن سمحاً ومرناً في تصرفاته كلها ولديه الوعي. وينبغي أن يكون لدى الشعوب الإسلامية الوعي لا أن تكون «مغيبة» وهو ما يفتح الباب واسعاً أمام الهيمنة الأمريكية والتي زرعت على خلفية هذا اللاوعي.

فقد زرعت في هذه الدول المسؤولين ليتحكموا في شعوبهم فيحققوا ما يريده الاستعمار، وبالتالي صارت الشعوب بعيدة عن حركة الحياة وليس عندها وعي وفيما يخص الهيمنة على الأماكن المقدسة سنجد أن الله فضل بعض الأماكن مثل البيت الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى وأشارت الآيات الكريمة إلى فضل هذه الأماكن.

ومنذ أن جاء الرسول بدعوته وبعده تولى المسلمون الإشراف على هذه الأماكن المقدسة سواء أكان في زمن الخلفاء أم العباسيين وحتى زمن الأشراف الحجازيين. وكان الإشراف على هذه الأماكن المقدسة هو إشراف علماء الأمة وهم المسؤولون والأمة الإسلامية كلها مشرفة على هذه الأماكن. أما عن الموقف الشعبي وما ينبغي علينا كعلماء ومثقفين وإعلاميين، فكما نعلم أن الهيمنة الأمريكية تسيطر على المجتمعات الإسلامية، ونحن علينا عبء ورسالة تنطلق من الوعي والمسؤولية، وعلينا أن نؤديها كما ينبغي لنا أن يكون الأداء بحيث لا نظلم الآخرين.

إن دورنا هو الوعي ونشر الثقافة الصحيحة وتنبيه الناس إلى الأخطار الحقيقية التي تحيق بنا. غير أن المؤسف هو أن كثيراً من علمائنا ومثقفينا دون هكذا موقف وسياسة. إن التعصب هو ردة فكرية، وهو لا يحمي المقدسات بل يؤدي إلى التفريط فيها، ففي الفكر الإسلامي النظرة إلى التعصب وعدم التسامح هي ردة فكرية، لأن الفكر الإسلامي بطبيعته يقوم على التسامح. وإذا كان الإسلام قد سمح بوجود اختلاف فإنه أمر باحترام من يختلف معنا. فالاختلاف في الإسلام هو للوصول إلى الرأي الأفضل والأنضج. وليس اختلاف العداوة أو التضاد هو تكامل، واختلاف نضوج في الرؤية.

وكل ذلك بحسب رأي الكاتب في المصدر المذكور نصا ودون تعليق.

المصدر:alhejazonline