الصين في افريقيا ... لماذا وكيف ؟

 

 

قران سعيد بين افريقيا والصين ؟

لماذا لا تحذو أفريقيا حذو الغرب، صاحب الباع الطويل في توسيع شبكة الصداقات والحلفاء؟ فبعد خمسين سنة من الاستقلال، لا تزال القارة السمراء أسيرة تعاون غير متكافئ مع الغرب. فقطار التنمية كاد يفوت أفريقيا. ولم لا تتلقف القارة يد العون الصينية الممدودة لها، وتتحمل الدول الافريقية مسؤولية حسن إدارة اتفاقات التعاون الجديدة المرتقبة, وتحصيل المكاسب الاقتصادية والسياسية المترتبة على هذه الاتفاقات؟ فالتعاون المتكافئ بين الصين وأفريقيا قد يحدد وجهة التنمية في دول الجنوب. وحريّ بالدول الافريقية الحذر في إدارة الاعمال، وإلا منيت بالخسارة. فشأن بقية الدول، تسعى الصين الى بسط نفوذها في أفريقيا والى تحقيق مصالحها الخاصة. وتغرق المنتجات الصينية الاسواق الافريقية، وتنافس المنتجات المحلية. فالشركات الصينية لا توظف يداً عاملة محلية. ويتململ الافارقة من هذه المنافسة، ومن ضعف إسهام هذه الشركات في خلق فرص عمل جديدة. والحق أن سكان المدن الافريقية لم يألفوا ثقافة العمل. فهل في وسع العمال الافارقة مجاراة نمط نظرائهم الصينيين، وصرف جهدهم عليه؟

ولا ريب في أن على الافارقة إدراك هذه المسائل، المبادرة الى ابتكار حلول وسطية تكون فاتحة تعاون مثمر بين الطرفين. وجليّ أن الغربيين، وهم لا يحبذون التقارب بين الصين وأفريقيا ويخشون خسارة السوق الافريقية, يسعون الى مضاعفة تبادلهم التجاري مع الصين. فبلاد هو جينتاو شاسعة، وأسواقها واسعة. وعدد المستهلكين الصينيين الكبير يجذب التجار الغربيين. فالغرب لم يمتنع من الاستثمار في هذه السوق. فلماذا لا تقوم افريقيا بالمثل؟ وفي وسع أفريقيا، وهي «مهد الحضارات»، أن تستفيد من الخبرات الصينية لقاء استفادة الصين من المواد الاولية الافريقية. وفي قطاعات التنمية, تعتبر أفريقيا النموذج الصيني ما يستحقه من فحص واعتبار. فهذا البلد كان في طور النمو، الى وقت قريب، ثم خطا خطوات عظيمة نحو التطور والتقدم والنمو، وخلف وراءه الدول الافريقية. وربما آن وقت خروج المارد الافريقي من القمقم.

و كل ذلك بحسب رأي الكاتب في المصدر المذكور نصا و دون تعليق.

المصدر : الحياة اللندنية نقلا عن  «لو بايي» البوركيناوية -21-2-2007