إدارات عـــامــة : الادارة الاستراتيجية

 

 

 

اصبح التطبيق الفعال للادارة الاستراتيجية مع ومن خلال التفكير الاستراتيجي احد الاسس الهامة للتفرقة بين المؤسسات والدول المتقدمة وغيرها من المؤسسات والدول المتخلفة واصبح معيار اً للتفرقة بين المنظمات الناجحة المستقرة الرابحة الرائدة وغيرها من المنظمات الفاشلة المضطربة الخاسرة التابعة ومن ثم اذا مارغبت الدول والمؤسسات المتخلفة الانتقال من هذه الحالة الى حالة التقدم والرقى ,لابديل امامها سوى الالتزام بمنهج التفكير الاستراتيجي والتطبيق الفعال للادارة الاستراتيجية .

وترتكز الادارة الاستراتيجية على مقومات اساسية في مقدمتها التوصيف الدقيق المتكامل المستمر لواقع المؤسسة وضمان التعرف الصحيح لحقيقة ظروف المؤسسة داخليا ولخصائص البيئة الخارجية ,ويتطلب ذلك ضرورة الالتزام بمنهج التفكير الاستراتيجي وتطبيق مدخل النظم عند دراسة البيئة الداخلية والبيئة الخارجية للمؤسسة ,وكل هذه المتطلبات تمثل تحديات حقيقية امام المنظمات المعاصرة حتى تتمكن من تنمية مواردها وتحقق اهدافها في ظل بيئة اعمال ديناميكية معقدة متغيرة مركبة مضطربة صاخبة

ومن خلال التعريف للمنظمة سيتم التعرف على انه لم يعد امام المنظمات في بيئة الاعمال المعاصرة بديلاً عن الالتزام بمنهج التفكير الاستراتيجي وممارسة الادارة الاستراتيجية

وتعريف المنظمة هي كيان نظامي ينشأ بهدف الاستمرار والنمو والاستقرار وتحقيق الريادة والتميز من خلال توفير وتنمية الموارد واستخدامها في تقديم منتج لاشباع حاجة حقيقية في بيئة اعمال ذات خصائص محددة وبما يحقق مصالح الاطراف ذوى العلاقة بها وذلك في ظل أطر اخلاقية وقيمية تحكم السياسات والانظمة وعلاقات عمل المنظمة الداخلية والخارجية

وتأسياً على هذا التعريف للمنظمة فان منظمات الاعمال امام مستجدات وتحديات المعاصرة يجب ان توفر متطلبات تطبيق منهج التفكير الاستراتيجي وممارسة الادارة الاستراتيجية بما يمكنها من اكتشاف وتنمية وخلق الفرص وحسن استثمارها مع قدرتها على تحديد مالديها من نقاط قوة وتنميتها وحسن توظيفها ,هذا بجانب الدراية والوعي بتلك القيود والتهديدات المحتملة او المتوقعة والاستعداد والتجهيز للتعامل معها وكذلك تحديد مالديها من نقاط ضعف في امكانياتها والعمل على معالجتها وتحسينها بل ويمتد دور الادارة الاستراتيجية ليمكن المنظمة من تحويل عديد من القيود والتهديدات الى فرص يمكن استثمارها وكذلك تحويل عديد من نقاط الضعف الى نقاط قوة يتم توظيفها للتعامل مع مستجدات وتحديات بيئة الاعمال المعاصرة ,الاان ذلك يتطلب انظمة وسياسات ومناخ عمل يدعم مهارات الابداع والابتكار وينمي منهج التفكير الاستراتيجي والعقلية الاستراتيجية والشخصية المتوازنة لدى أعضاء المنظمة

ولكى تطبق المنظمات منهج التفكير الاستراتيجي وتمارس الادارة الاستراتيجية ,يجب عليها ايضا ان تراجع مالديها من سياسات وانظمة ولوائح وادلة عمل وتعمل على تطويرها وتتأكد من مرونتها وديناميكيتها لتمكن افرادها من حسن التعامل مع المواقف والتفاعل مع مستجدات وتحديات بيئة الاعمال المعاصرة

وتجدر الاشارة مرة اخرى الى ان تطبيق منهج التفكير الاستراتيجي وممارسة الادارة الاستراتيجية لايقتصر على الادارة العليا للمنظمة , وانما هي مسئولية جميع اعضاء المنظمة في كافة انشطتها التسويقية والانتاجية والمالية وفي مجالات الموارد البشرية والامداد والتموين وغيرها من انشطة المنظمة

واجمالاً.. فان الادارة الاستراتيجية هي عملية متكاملة من خلالها تكون المنظمة على دراية كاملة ودقيقة بكل شيْ يتعلق بها او له علاقة بها بشكل او بأخر فمن خلال عملية الادارة الاستراتيجية تكون المنظمة على وعي بخصائص بيئة اعمالها وما بها من فرص او قيود وتهديدات.

المصدر:إداره نت