أزمة البطالة و سبل معالجتها؛ سويسرا نموذجاً
البطالة في تراجع مطرد بسويسرا استمرت معدلات البطالة في التراجع بقوة في سويسرا حيث سجل انخفاض إضافي بـ 0،2% في شهر يونيو ليستقر المعدل العام في حدود 3،1%، وهو أدنى مستوى يُسجل منذ شهر نوفمبر 2002. ويعود هذا الإنخفاض إلى الحيوية التي يتسم بها الظرف الإقتصادي العام وهو مرشح للإستمرار لأن العديد من المؤشرات الحيوية استقرت "في الأخضر". في موفى شهر يونيو، كان عدد الأشخاص المسجلين في مكاتب التشغيل على اعتبار أنهم عاطلون عن العمل 122.837 شخص أي أقل بـ 6649 شخص عن موفى شهر مايو الماضي حسب معطيات نشرتها كتابة الدولة السويسرية للإقتصاد يوم الجمعة 7 يوليو. ويرتفع معدل البطالة المصحح - في صورة الأخذ بعين الإعتبار للتعديلات الموسمية إلى 3،3% (130.938 شخص بتراجع 2655 شخص) أي بانخفاض يقدر بـ عُشر نقطة على مدى شهر. وفي سويسرا الروماندية (أي المتحدثة بالفرنسية)، سجلت البطالة تراجعا ملحوظا في كانتون فالاي (نزل المعدل بـ 0،6% نقطة ليصل إلى 2،7%) واستقرت في حدود 2،8% في كانتون فريبورغ، مع ملاحظة أنهما الكانتونان الوحيدان اللذان يقتربان من المعدل السويسري في المنطقة الغربية من البلاد. أما بقية الكانتونات المتحدثة بالفرنسية فقد كانت معدلات البطالة فيها كالتالي: 4،6% في فُـو (تراجع بـ 0،2% نقطة)، و3،9% في نوشاتيل (تراجع بـ 0،2% نقطة)، و 3،6 في الجورا (تراجع بـ 0،1% نقطة)، و6،8% في جنيف (تراجع بـ 0،1% نقطة) الذي لا زال الكانتون الذي يضم أعلى نسبة من العاطلين عن العمل في سويسرا. أما في الكانتونات المتحدثة بالألمانية، فقد كان معدل البطالة في موفى شهر يونيو 2،2% في برن (تراجع بـ 0،2% نقطة) مقابل 3،2% في زيورخ (تراجع بـ 0،1% نقطة). في حين يظل كانتون أوري الأفضل ترتيبا حيث لم يتجاوز معدل البطالة فيه 0،8% ((تراجع بـ 0،2% نقطة). وفي موفى الأشهر الستة الأولى من العام، أحصت كتابة الدولة للشؤون الإقتصادية إجمالا 189.892 طالب شغل، ما يعني أن عدد الباحثين عن عمل في سويسرا قد تراجع بـ 6746 شخص مقارنة بما كان عليه الوضع في موفى شهر مايو. في المقابل، ارتفع عدد مواطن العمل المعروضة في مكاتب التشغيل في الكانتونات إلى 12559 أي بزيادة 189 عن أرقام نهاية شهر مايو. التفاؤل سيد الموقف وفي الآونة الأخيرة، نوهت معظم المؤشرات المتخصصة في متابعة إلى وجود احتمالات قوية لاستمرار النمو الإقتصادي في سويسرا، ويشاطر أحدث تقرير صادر عن العملاق المصرفي يو بي أس UBS هذا التفاؤل. مؤشر الظرف الإقتصادي لمصرف UBS، الذي يهتم بقياس اتجاهات تطور الناتج الداخلي الخام أورد معدلات نمو سنوي تناهز 3،5% للثلاثي الثاني والثالث، حسبما أورد العملاق المصرفي السويسري الذي لم ينشر أرقاما من هذا القبيل منذ الفورة التي سجلت عام 2000. فقد أشارت 330 شركة ومؤسسة استجوبها خبراء المصرف إلى وجود "علامات تحسن ملموسة أحيانا" لكل المقاييس المعتمدة في التحقيق الذي يجريه مصرف يو بي أس دوريا كل 3 أشهر. وبوجه خاص، أظهرت مستويات الإنتاج والصادرات ومخزون طلبيات العمل تحسنا ملموسا. من جهة أخرى، تراهن الشركات خلال أشهر الصيف الثلاثة على نشاط مكثف رغم "ضغط تدريجي"، لذلك يتوقع أن تستمر أرقام المعاملات ومخزون طلبيات العمل في الإرتفاع. هذه الثقة ليست حكرا على مصرف يو بي أس، إذ يبدي مصرف يوليوس بار تفاؤلا أكبر ولا يتردد خبراء الظرف الإقتصادي العاملين فيه إلى التكهن ببلوغ نسبة النمو في سويسرا إلى 3% بعد تكهنات أولية توقعت أن لا تزيد عن 2،1%. نسبة نمو "مريحة" من جانبه، يراهن المصرف الوطني السويسري على نسبة نمو اقتصادي "جيدة" تقدر بـ 2،5% لهذه السنة. فيما لا يُتوقع أن تكون السنة المقبلة على نفس المستوى حيث ستتراوح النسبة بين 1،5 و 2% حسب "الوطني". ومع ذلك، لا يثير هذا التراجع المتوقع في عام 2007 المخاوف. ففي حديث أدلى به إلى مجلة "فاكتس" FACTS اعتبر جون بيار روت، رئيس البنك الوطني أن نسبة النمو المنتظرة للعام المقبل تظل "مريحة". الـسـيـاق معطيات حول البطالة في سويسرا: إلى بداية التسعينات، كانت البطالة منخفضة في سويسرا بشكل كبير بحيث لم يكن يهتم بها أحد. هذا الوضع الجيد كان ناجما عن عدة اعتبارات منها التطور المتوازي للعرض والطلب في مجال الشغل وإعادة التوازن المسجل ما بين التقلبات الإقتصادية واليد العاملة الأجنبية إضافة إلى الجهود التي بذلت من أجل الحفاظ على السلم في مواطن العمل. في الأزمة الإقتصادية التي مرت بها سويسرا في التسعينات، ارتفعت معدلات البطالة بشكل حاد ووصلت في عام 1997 إلى5،7%. إثر ذلك، هدأت الأوضاع نسبيا لتستقر في موفى عام 2004 في حدود 4%. أما في عام 2005 فقد بلغ المعدل السنوي للبطالة في سويسرا 3،8%. تشكو المناطق المتحدثة بالإيطالية (جنوب) وبالفرنسية (غرب) من البطالة أكثر من المناطق المتحدثة بالألمانية (وسط وشمال وشرق). كما أن الأجانب والنساء يُعانون بشكل أكبر من تقلص فرص العمل. يجدر التنويه إلى أن مستوى البطالة في سويسرا يظل أقل بكثير مما هو عليه في بلدان الإتحاد الأوروبي. و كل ذلك بحسب المصدر المذكور. المصدر: swissinfo-11-7-2006
|