فساد المقاولين يهدر أموال العراق

 

ترجمة: مرتضى صلاح

 

وجد ستيورت بوين، المفتش العام لحملة الإعمار الأميركية في العراق، أن إدارة السفير بول بريمر متورطة في إهدار 8,8 مليار دولار فقدت في طريقها الى وزارات مجلس الحكم المنحل، ولم يتم توجيه التهمة لأحد بشأنها.ووجد فريق بوين أن مقاولين كبيرين يعملان ضمن مكاتب سلطة الإئتلاف المؤقتة المنحلة متورطان برشاوى تصل الى ملايين الدولارات في مجال إعمار المنشآت النفطية ضمن حملة الإعمار ولم يتم كشف تلك الرشاوى في المراحل السابقة لعمل بوين الذي بدأ مع آذار 2004.ونسبت صحيفة نيويورك تايمز في عددها الصادر يوم السبت الماضي الى الفريق الذي يترأسه بوين القول أن عيوبا كثيرة سجلت في تنفيذ مشروع بناء 150 مركزا صحيا من قبل شركة بارسنز التي تشرف عليها الفرقة الهندسية في الجيش الأميركي وسجلت اللجنة التفتيشية إهمالا كثيرا في تنفيذ مراحل المشروع.تقول نيويورك تايمز أن فريق بوين دقق 97 تقريرا من تقارير لجان تفتيش حملة الإعمار الأميركية في العراق فوجدها سلبية بدرجة كبيرة، إذ تناولت التقارير 177 عملية تفتيش وتوصلت الى وجوب إحالة خمسة مقاولين الى السجن وتوجيه الإتهام لإثنين آخرين بتهمة التزوير وتهم أخرى، فيما بقيت مابين  70 الى 80 قضية تفتيشية مفتوحة بإنتظار متابعة تطوراتها. وأظهرت التقارير خططا كثيرة الأخطاء لتكشف عن هدر كثير في الأموال.وإنتقل بوين الى موقع في عمق الصحراء الغربية العراقية، رغم سوء حالته الصحية بسبب عوامل المناخ الجافة والحرجة في العراق، للكشف والتفتيش في مراحل بناء مجمع خدمي وسط الصحراء المحاذية لمحافظة ذي قار. ويعمل في الموقع مقاولان  أميركيان وعشرة حراس مع حوالي 800 عامل عراقي.وتقول الصحيفة أن المفتش العام وجد أن مراحل العمل متأخرة بعدة شهور عن جدول تنفيذ خطتها ولم ينجز منها غير 20 بالمئة ، كما لاحظ فريق التفتيش أن حجم الحماية والحراسة المرافقة لفريق العمل أكبر مما تتطلبه تغطية المشروع المذكور الذي يقع في منطقة آمنة نسبياً بالقياس الى منطقة محافظة بغداد.

وتقول الصحيفة الأميركية أن فريق التفتيش الأميركي جزء من هيئة التفتيش الخاصة بمشروع إعادة الإعمار الأميركي في العراق الذي يضم 160 محاسبا ومهندسا ومدققا ومفتشا للكشف عن الهدر والفساد في 45 مليار دولار من مشروع الإعمار في العراق الذي يعد واحدا من المشاريع الفاشلة.أما فريق بوين فهو فريق معروف لدى الإدارة الأميركية في العراق بالدقة في عمله لدرجة أنه لا يخشى التجوال في شوارع بغداد والمدن الأخرى للكشف عن عمل المنظومات الكهربائية ومتابعة مسار أسلاك التغذية للقوة الكهربائية فيما يقرأ مدققو الأرقام المقاييس للتأكد من كفاءة تحميل الأسلاك وعدم مماطلة الشركات المنفذة في خططها بمد خطوط وهمية ونصب مقاييس غير صحيحة . وهناك فريق مدققين يراجعون تصريحات المسؤولين في الشركات لمعرفة مدى دقة وتطابق ما نشروه مع ما تم تنفيذه.وقام فريق بوين بمراجعة وتفتيش مشروع صيانة محطة قطار شمالي بغداد الذي تبلغ قيمته ستة ملايين دولار ودقق المهندس المسؤول في عمل المضخات ولوحة السيطرة والضاغطات ونضائد الطاقة وغيرها بعد أن أخذ لها صورا قبل العمل عليها.

و كل ذلك بحسب المصدر المذكور.

المصدر: جريدة الصباح نقلاً عن نيويورك تايمز-13-6-2006