أزمة القروض...أين السيطرة على الطاعون؟

 

جورج ويهرفريتز جون سباركس

 

 

اضطراب السوق قد بدأ و«نظرية الصرصور» تعتبر أن ويلات الديون تنتشر مثل كثير من الطفيليات: في جماعات

إذا كانت أزمة الرهونات العقارية ذات التصنيف الائتماني المنخفض هي الصرصور الذي ينقض من تحت بالوعة المطبخ ويخيفك كثيرا، فما الاحتمالات بأن يكون هذا الصرصور وحيدا لا ثاني له؟ هذا مستبعد بحسب "نظرية الصراصير" حول القروض التي تعتبر أن ويلات الديون تنتشر مثل الكثير من الطفيليات بأعداد كبيرة. مصادر النظرية غامضة لكن المنطق وراءها واضح: على الأرجح إن التساهل في الإقراض، وتحليل المخاطر غير الدقيق والتفاؤل غير الواضح التي كانت وراء فقاعة القطاع السكني في أمريكا، تسببت بالكثير من الأمور السيئة الأخرى أيضا.

بدأ المستثمرون الذين شكّل هبوط أسعار الأسهم العالمية ضربة قاسية لهم الأسبوع الماضي، يدركون ذلك. في الواقع، كان السبب وراء الجزء الأكبر من التشاؤم الأسبوع الماضي "التخوف من أن أزمة القروض... تخلّف على ما يبدو تداعيات على قروض الشركات والقروض الاستهلاكية"، كما يقول طوني فو، خبير الاقتصاد في بنك ستاندرد تشارترد في تايوان. الجواب الكبير الذي لم يلقَ له جوابا بعد هو من نوع الكوابيس التي تراود الأولاد: ما هذا الشيء الذي يترصّد تحت السرير؟ لقد تسلحت نيوزويك بالعصا وعبوة الرذاذ، واسترقت النظر إلى العديد من المساحات المالية الداكنة والزوايا المخفية والخزائن. وإليكم ما وجدناه:

الرهن العقاري ذو التصنيف الائتماني المنخفض: اندفع هذا النوع من الرهونات بقوة إلى دائرة الاهتمام منتصف عام 2007. لكن لا أحد تخيل قط عدد الملحقات التي يملكها هذا المخلوق أو أين خُبًّئت أكياس البيض، فكيف له أن يسحقها بحذائه. حتى الآن، أعلن الكثير من البنوك وشركات التأمين وصناديق استثمار رأس المال المُخاطًر في مختلف أنحاء العالم عن خسائر بقيمة 130 بليون دولار بسبب الرهونات العقارية ذات التصنيف الائتماني المنخفض. لكن الأسبوع الماضي، اعتبرت "موديز إيكونومي دوت كوم" أنه لم يتم الكشف سوى عن أقل من نصف الخسائر الحالية. يتوقع "معهد الأبحاث الياباني" أن تبلغ محصلة الخسائر العالمية 463 بليون دولار وكان الإعلان عن الخسائر بطيئا بعض الشيء لأن المنتجات المالية المعنية معقدة جدا إلى درجة أنه يصعب تقدير قيمتها. وأحد المتغيرات المهمة هو تراجع أسعار المنازل الأمريكية.

أمريكان إكسبرس، فيزا أو ماستركارد؟ اختر ما تريد من بينها لكن الثمن الآن هو 940 بليون دولار. هذه هي الميزانية الإجمالية تقريبا لكل بطاقات الائتمان الأمريكية حاليا. وبحسب وكالة التصنيف الائتماني "فيتش"، ارتفعت بنسبة 7.4 بالمائة بحلول ديسمبر مقارنة بما كانت عليه العام الماضي. ازدادت الميزانيات في الأشهر الثلاثة الأخيرة بأسرع وتيرة لها منذ الركود عام 2001. الخبر السار: لا تزال معدلات التخلف عن تسديد الديون دون المعدلات التاريخية. الخبر السيئ: إنها ترتفع. تتوقع "غولدمان ساكس" أن تبلغ خسائر بطاقات الائتمان 99 بليون دولار في نهاية المطاف.

منازل وأجهزة السحب الآلي: في الوقت نفسه: كانت فورة الاستهلاك الأمريكية على صلة بالقطاع السكني. سمحت الطفرة العقارية لمالكي المنازل بأن يتمولوا من جديد دوريا لأخذ عطل أو دفع أقساط التعليم أو تجهيز مطابخهم بمعدات فايكنغ. عند هبوط أسعار المساكن، أصبح استعمال المنزل صرافا آليا أكثر صعوبة، إلا إذا كان لمالكي المنازل حدود اعتماد قصوى للأصل العقاري لم يستخدموها كلها في شكل كامل بعد. وهؤلاء يسحبون المال الآن بوتيرة أكبر من هذه الاعتمادات، غير أن معدلات التخلف عن تسديد الديون ترتفع. وقد اعتبرت بنوك مثل "سيتيغروب" و"ويلز فارغو" أن الأعداد المتزايدة للمتخلفين عن الدفع هي أحد الأسباب التي دفعتها إلى إجراء خفض كبير في قيمة موجوداتها في الربع الأخير من العام الماضي.

السيارات والجامعة: يملأ أولاد الأمريكيين المولودين في مرحلة طفرة الولادات، الطرقات العامة وقاعات المحاضرات. فقد ارتفع عدد الطلاب الذين يُقبَلون في الجامعات أكثر من 30 بالمائة منذ عام 1990، بحسب بيانات "مكتب الإحصاء الأمريكي". لكن يخشى المحللون الائتمانيون أن يؤدي تباطؤ استحداث الوظائف إلى ارتفاع عدد المتخلفين عن تسديد قروض الطلاب والسيارات فالمأزق يتحضّر على الجبهتَين. بدأت تظهر مؤشرات عن وجود مشكلات في قطاع قروض السيارات، حيث يعاني مقرضون كبار مثل "جي إم أيه سي" من ارتفاع أعداد المتخلفين عن الدفع والمتأخرين عن تسديد الأقساط. كما خسر مُصدًر قروض الطلاب "سالي ماي" الذي يملك 40 بالمائة من السوق البالغة قيمتها 85 بليون دولار، 1.6 بليون دولار في الربع الأخير. إذا نظرنا إلى المشهد العام، الفئتان مثيرتان للغضب أكثر منه مهلكتين. لكنهما تستحقان المراقبة لا سيما إذا ارتفعت معدلات البطالة الأمريكية.

جنون التأمين على القروض: تشبه شركات التأمين على القروض شركات التأمين التقليدية على الحياة أو مالكي المنازل، لكن مجال اهتمامها الوحيد هو تحرير بوالص للسندات بحيث تؤمّن على ديون تصل قيمتها إلى 2.4 تريليون دولار في مختلف أنحاء العالم. يضمن الكثير من هذه البوالص الفوائد ورأس المال الأصلي للدين المدعوم برهن، مما يجعل الصناعة بكاملها هشة أمام تهديد الرهن العقاري ذي التصنيف الائتماني المنخفض. عندما تتعثر شركات التأمين هذه، يكون لها أثر مضاعًف مخيف وإذا تبين أنه لا قيمة لبوالصها، تضطر البنوك وصناديق استثمار المال المخاطر والمؤسسات الأخرى التي تحمل هذه البوالص، إلى إعادة تقويم خطر السندات المؤمن عليها واتخاذ التدابير الاحتياطية المناسبة.

على سبيل المثال، في 18 يناير خفضت فيتش تصنيف "أمباك"، ثاني أكبر مؤمن على السندات في العالم، من "أيه أيه أيه" إلى "أيه أيه" نتيجة القلق بشأن تعرضها للخسائر جراء قروض الرهونات العقارية ذات التصنيف الائتماني المنخفض. وبحسب التقارير، أُرغًمت فينش على خفض تصنيف آلاف السندات الأخرى لتتناسب مع التصنيف الأساسي.

يقول بعض المحللين إن الهدف من التخفيض المفاجئ لمعدلات الفوائد من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي كان مد هؤلاء المؤمنين بالدعم. كما ارتفعت أسعار الأسهم في أمباك ومنافسها العملاق "إم بي آي أيه إنك." بسبب تراجع معدلات الفوائد وبروز أنباء عن احتمال قيام الدولة بإنقاذ وحش كان يعيش في الظلام من قبل، لكنه يمكن أن يكون مرعبا الآن.

وكل ذلك بحسب المصدر المذكور نصا ودون تعليق.

المصدر:newsweek