توجه الصين لزيادة مخزونها النفطي يثير قلق الأسواق
استهلاك النفط وأسعاره إلى ارتفاع تبدو الصين عازمة على تخزين أكثر من 100 مليون برميل نفط مع نهاية العام الجاري، خطة بكين هذه تثير مخاوف إضافية من ارتفاع أسعار النفط، غير أن العديد من المحليين يرون أن زيادة الطلب أكثر تأثيراً على السعر من خطة التخزين. تبدأ الصين في الربع الأخير من هذا العام بتخزين احتياطي استراتيجي من النفط. وقد أعلن عن ذلك نائب مدير اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح زانغ كيوباو. وحسب كيوباو فإن بلاده تخطط لتخزين نحو 102 مليون برميل نفط تكفي لاستهلاك البلاد 20 يوماً. زيادة الاعتماد الصيني على الواردات يختلف المحللون في تفسير تبعات السياسة النفطية الصينية فيما يخص الاحتياطي المذكور. بعضهم يرى أن خطة الصين للبدء بعملية التخزين في الخريف القادم تعود إلى توقعات بانخفاض أسعار النفط الخام. ويرى البعض الآخر أن تنفيذ الخطة ليس له علاقة بالتوقعات وأنه سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار. ولا يخفف من قلق هؤلاء تصريحات كيوباو الذي حاول طمأنة الأسواق بالقول: "أن الصين ستؤمن المخزون من خلال استغلال آبار نفطية جديدة". غير أن التصريحات لا تغير من حقيقة أن اعتماد بلاده على النفط المستورد يزداد من سنة إلى أخرى على ضوء نسب النمو العالية التي يشهدها الاقتصادي الصيني. فخلال العام الماضي وصل نسبة الواردات النفطية 40 بالمئة من مجمل استهلاك الصين التي كانت قبل خمس سنوات من البلدان المصدرة للنفط. غير أن كاترينه سبغتور المحللة في مؤسسة جي بي مورغان لا تجد في القرار الصيني مفاجأة كبيرة، لاسيما وأن خطط حكومة بكين بشأن المخزون معروفة من قبل. أما تبعاتها فمرتبطة بمدى اعتمادها على الواردات من جهة وبسرعة إنجاز خطة التخزين من جهة أخرى. على صعيد آخر تقول ساندرا ايبنر الخبيرة في ديكا بنك الألماني إن الولايات المتحدة ستنتهي من تخزين احتياطيها الاستراتيجي البالغ 700 مليون برلين في شهر أغسطس/ آب القادم. ومما يعنيه ذلك أن الخطوة الصينية لن يكون لها تأثير كبير على الأسعار إلا إذا دخلت عوامل أخرى على الخط بشكل مفاجيء. وترى ايبنر أن الأسعار مرتبطة بتطور الطلب أكثر من ارتباطها بالمخزون. ويزيد من أهمية ذلك أن الاستهلاك العالمي سيكون بحدود 84 مليون برميل يومياً خلال الربع الأخير من هذا العام. هل الصين وراء ارتفاع الأسعار مؤخراً! على صعيد آخر لا تتنافس الصين والولايات المتحدة على نفس النوعية من النفط. ففي حين تعتمد المصافي الأمريكية على النفط الخفيف تستطيع المصافي الصينية العمل بالنفط الثقيل كالنفط الذي تصدره دول الشرق الأوسط. ويباع الثقيل في السوق بسعر يقل عن 6 دولارات للبرميل مقارنة بسعر النفط الخفيف. ومما يبعث بعض الطمأنينة أن بكين لم تعلن عن موعد رسمي لإنجاز خطة التخزين حتى الآن. غير أن خبراء قطاع النفط يعتقدون أنه سيكون نهاية هذا العام. وهذا ما يفسر برأيهم ارتفاع سعر برميل النفط الخفيف مؤخراً إلى نحو 61 دولاراً. وقد جاء هذا الارتفاع برأيهم على ضوء عقود صينية جديدة لشراء كميات إضافية تصل إلى 90 ألف برميل في اليوم. المصدر : dw-2-7-2005
|