الفوز...بالسلام
آرثر أوبرماير كيفين كويجلي
يستطيع الأميركيون الفوز في أي حرب على ساحة المعركة، إلا أننا لم نتعلم كيف نفوز بالسلام. ولهذا السبب، فنحن بصدد الخسارة في الحرب للفوز بقلوب الأشخاص الذين نحاول مساعدتهم. والحال أن ثمة طريقة لتصحيح مسيرتنا نحو المستقبل. فبداية، يتعين على الولايات المتحدة أن تهدف إلى مساعدة الناس على بلوغ صحة وتعليم وسكن ووظائف أحسن في البلدان التي هي في أمس الحاجة إليها؛ والواقع أن الولايات المتحدة نجحت في تحقيق بعض النجاح على هذه الجبهة، نذكر من ذلك: ''مخطط مارشال'' لإعادة إعمار أوروبا عقب الحرب العالمية الثانية، وجهود الإغاثة بعد التسونامي الذي ضرب بلدان المحيط الهندي في ،2004 والمساعدات الأميركية لباكستان في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد قبل عامين (والتي جعلت باكستان واحدا من البلدان القليلة جدا التي ارتفعت فيها معدلات التأييد للولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة). أما اليوم، فالجيش الأميركي هو الوحيد الذي يتوفر على الوسائل والإمكانيات لبلوغ هذه الأهداف. معلوم أن المساعدات الخارجية الأميركية مهيكلة في المقام الأول وفق خطوط حكومية-حكومية؛ حيث أثبتت معظم الوكالات الحكومية عدم فعاليتها في العمل على مستوى شعبي - شعبي، على أن الهيئة الحكومية الوحيدة التي تتوفر على سجل إيجابي في هذا المجال هي ''هيئة السلام'' الأميركية. غير أنه بالرغم من نجاحها منذ تأسيسها في ،1961 فإن الميزانية المخصصة لها ظلت صغيرة. وقد كان الرئيس ''جون كنيدي'' يريد 100 ألف متطوع في الخارج في غضون 10 سنوات؛ إلا أن محدودية الميزانية حافظت على الرقم منخفضا في حدود 8 آلاف متطوع اليوم. ومع ذلك، فثمة 190 ألف شخص سبق لهم أن تطوعوا للعمل في ''الهيئة'' ممثلين بـ''الجمعية الوطنية لهيئة السلام''؛ وهم يتطلعون إلى الانخراط المستمر في بعثة لم تغير حياتهم وحياة الأشخاص الذين ساعدتهم فحسب، وإنما غيرت رؤيتهم إلى العالم أيضا. ومن بين الذين سبق لهم أن تطوعوا للعمل مع ''هيئة السلام'' الأميركية سيناتور ولاية ''كونيكتيكيت'' الديمقراطي ''كريستوفر دود'' -الذي عمل متطوعا في جمهورية الدومينيكان - واستنادا إلى تجربته، يدعم حاليا مقترح قانون لمضاعفة حجم ''هيئة السلام'' وعلاوة على ذلك، دعا كل من سيناتور أريزونا الجمهوري ''جون ماكين'' والرئيس ''بوش''، خلال الأشهر التي أعقبت أحداث الحادي عشر من سبتمبر، إلى توسيع كبير لـ''هيئة السلام''، ولكن لم تكن هناك للأسف متابعة للموضوع. وعلى غرار السيناتور ''دود'' يريد متطوعون سابقون آخرون المساعدة اليوم، علما بأن خبرتهم لا تقدر بثمن، فمعظمهم زعماء ناضجون ومحنكون في عالم التجارة والتعليم والإدارة العامة، والعديد منهم مستعد لتحدٍّ وظيفي جديد يمكن أن يوفره دورٌ تسييري في ''هيئة السلام'' والواقع أنهم مؤهلون لذلك، إذ يتوفرون على المحفز لمقاومة التأثيرات الخارجية والتمييز بين دور أكبر لـ''هيئة السلام'' والتقلبات السياسية والبيروقراطية للوكالات الحكومية وحتى يكون لها وقع مهم، ينبغي أن تكون ''هيئة السلام'' أكبر حجما بـ10 مرات إلى 20 مرة. إلا أنه حتى مع مشاركة جديدة لمتطوعين سابقين، فإنها لن تستطيع أن تنمو بسرعة كافية بمفردها؛ ولذلك، فعليها أن تستفيد من العدد الكبير من المنظمات غير الربحية التي تقوم بأنشطة مع القاعدة الشعبية في الخارج. إن الوقت مناسب من الناحية السياسية كي نوسع نطاق ''هيئة السلام'' ووقعها، ولأن أهدافها غير حزبية، فينبغي أن يدعمها ''الجمهوريون'' و''الديمقراطيون'' معا، كما يتعين علينا أن نبحث عن وسائل بديلة لإنهاء الحروب والفوز بالسلام. وختاما، فإن كلفة توسيع ''هيئة السلام'' قد تبلغ 1 في المائة تقريبا من الميزانية العسكرية الحالية؛ فهل نملك القدرة على التحرك بسرعة؟ وكل ذلك بحسب رأي الكاتبان في المصدر المذكور نصا ودون تعليق. المصدر:alitihad
|