سـرّ نجاح الدبلوماسية الصينية في العصر الجديد

 

 

السلام والتنمية والتعاون .... راية الدبلوماسية الصينية في العصر الجديد

إن الدبلوماسية الصينية تحت راية السلام والتنمية والتعاون تخطو خطوات جريئة وتخدم التنمية الوطنية وتساهم في السلام العالمي والتنمية المشتركة.

1- السلام والتنمية والتعاون تيار عصري لا يقاوم

منذ بداية القرن الـ21، تمر الأوضاع الدولية بتغيرات متواصلة وعميقة، وتتطور التعددية القطبية والعولمة الاقتصادية تطورا معمقا في طريقهما الملتوي، وترتفع وتيرة تحديث العلوم والتكنولوجيا وتتسارع خطوات تقدم المجتمع البشري، وتظهر الأوضاع الجديدة والتناقضات غير المسبوقة بين حين وآخر، بينما ما زالت صيانة السلام العالمي وتدعيم التنمية المشتركة مهمة موحدة لكل الشعوب.

قد أفهمت الجهود المبذولة والتجارب السابقة المجتمع الدولي إفهاما أعمق ضرورة الانطلاق من مطالب التطور العصري والتقدم البشري لتدعيم التعاون الذي يمثل الطريق المؤدي إلى السلام والتنمية والوسيلة الفعالة لتوسيع القواسم المشتركة لمصالح دول العالم بما يحقق المنافع المتبادلة والمكاسب للجميع.

- التعاون مطلوب لصيانة الأمن المشترك

تتزايد التهديدات الأمنية غير التقليدية بل تتشابك مع التهديدات الأمنية التقليدية. ويبرز طابع التعددية الجنسية والترابط البيني ومفاجأة الحدوث للقضايا الأمنية بكل أنواعها. ويرتبط الأمن لدولة من الدول بالأمن العالمي بصورة وثيقة. فلا يمكن إيجاد حلول فعالة للقضايا الأمنية التي تواجه كل الدول إلا من خلال التعاون الدولي، بينما يعد اتخاذ عقلية الحرب الباردة والنزعة الأحادية الجانب والغطرسة العسكرية طريقا مسدودا.

- التعاون مطلوب لتحقيق التنمية المشتركة.

تزيد العولمة الاقتصادية من درجة الاعتماد الاقتصادي المتبادل بين الدول من ناحية، وتفاقم حالة عدم التوازن التنموي في العالم من ناحية أخرى. فتواجه بعض الدول مخاطر تهميشها. إن الاقتصاد المعولم يتطلب التعاون المعولم الذي يعتبر وحده وسيلة لتدارك الخلل التنموي في العالم وتجنب المخاطر الاقتصادية والمالية بصورة فعالة، وتمكين دول العالم من اقتناص الفرص الناتجة عن العولمة بما يحقق التنمية المشتركة.

- التعاون مطلوب لتحقيق التعايش والتناغم بين الحضارات المختلفة

قد غيرت المعلوماتية جوانب حياة الإنسان وأسلوب الإنتاج، كما جعلت العلاقات بين الدول وبين الحضارات أكثر تعقيدا. فلا يمكن للحضارات المختلفة أن تساهم في التقدم المشترك للبشرية في الوقت الذي تحقق فيه التنمية الذاتية إلا من خلال الاستفادة المتبادلة وتعزيز التواصل والحوار والتعاون على أساس الاحترام المتبادل والتسامح المتبادل.

في السنوات الأخيرة، قد أصبح التعاون المتعدد المجالات والمتعدد المستويات والمتعدد القنوات في المجتمع الدولي خيارا واقعيا لدى أكثر فأكثر من الدول. وقد بات سعي شعوب العالم إلى السلام والتنمية والتعاون تيارا لهذا العصر.

2- الالتزام بطريق السلام والتنمية والتعاون أمر تقرره الطبيعة الاشتراكية للصين ومهمتها الأساسية لبناء المجتمع الميسور على نحو شامل

تحرص الصين دائما على تطوير العلاقات الدبلوماسية والتواصل الاقتصادي والثقافي مع دول العالم التزاما بروح ميثاق الأمم المتحدة والمبادئ الخمسة للتعايش السلمي، وتعارض دائما الحرب العدوانية ونزعة الهيمنة وسياسة القوة. إن الشعب الصيني يحتاج إلى السلام والتنمية ويعتز بهما أكثر من أي شيء آخر. إن الصين قوة من القوى التي تصون السلام العالمي وتدعم التنمية المشتركة. يقصد بفترة الفرص الاستراتيجية للصين البيئة الدولية والعملية التاريخية التي يصان فيها السلام العالمي وتدعم فيها التنمية المشتركة. ولا يمكن للصين تحقيق الهدف الطموح لبناء المجتمع الميسور على نحو شامل إلا تحت هذا الشرط المسبق الاستراتيجي.

إن الحب للسلام والوفاء بالعهد والإيمان بحسن الجوار والاعتزاز بالصداقة مع كل دول العالم يمثل من الركائز الأساسية للثقافة الصينية التقليدية. إن الشعب الصيني في التواصل الخارجي يؤمن بالتناغم والتسامح مع الجيران ويدعو إلى الوئام واحترام الاختلاف ويسعى إلى الانسجام العام. إن الثقافة الصينية العريقة التي لها خمسة آلاف سنة من التاريخ بمثابة مصدر الحكمة غير الناضبة للدبلوماسية الصينية. نُقش قول كونفوشيوس القائل "لا تفعل لغيرك ما لا تريد يفعله غيرك لك" على جدار مقر الأمم المتحدة في نيويورك، باعتباره القاعدة الذهبية لإرشاد العلاقات بين دولة وأخرى. فإن الصين بتنميتها ستقدم مساهمات جديدة للتقدم البشري.

إن طريق التنمية السلمية للصين طريق لتحقيق التنمية الذاتية على أساس صيانة السلام العالمي وتدعيم السلام العالمي على أساس تحقيق التنمية الذاتية، وهو طريق للتوفيق بين التنمية الداخلية والانفتاح على الخارج، وطريق للمشاركة الجريئة في المنافسات الدولية السلمية والالتزام بالتعاون الواسع. فإن اختيار الصين هذا الطريق دليل على حرصها على مواكبة تطورات العصر وتفعيل التعاون المشترك مع دول العالم على أساس المساواة والمنافع المتبادلة بما يحقق المصالح المشتركة والمكاسب للجميع، وحرصها على تجاوز القوالب التقليدية والاعتماد بثبات على القدرات الذاتية والالتزام بالإصلاح والإبداع والاستهداء بمفهوم التنمية العلمي لتحقيق التنمية الشاملة والمتكاملة والمستدامة وبناء المجتمع الاشتراكي المنسجم.

3- نظرية السلام والتنمية والتعاون إثراء وتطور للسياسة الخارجية السلمية المستقلة للصين

تلتزم الحكومة الصينية بكل ثبات بالسياسة الخارجية السلمية المستقلة وتدعو إلى المساواة والتعايش السلمي بين دول العالم سواء أكانت كبيرة أم صغيرة، فقيرة أم غنية، قوية أم ضعيفة. يجب تعزيز وتوسيع التواصل والتعاون بين الدول على أساس المنافع المتبادلة في المجالات الاقتصادية والعلمية والثقافية، بما يحقق التنمية المشتركة والازدهار العام. تنال هذه الدعوة الصينية تقديرا واسعا بحكم أنها تلبي المصالح الأساسية للشعب الصيني وشعوب العالم.

منذ دخولنا في القرن الجديد، تلتزم الصين كالمعتاد بالركائز الدبلوماسية المتمثلة في صيانة السلام العالمي وتدعيم التنمية المشتركة، وطرحت أفكارا ومبادرات جديدة على أساس ممارساتها الدبلوماسية، مما يثري ويطور السياسة الخارجية السلمية المستقلة.

- دعم مفهوم النظام العادل والعقلاني الجديد

تدعو الصين إلى ضرورة تدعيم تعددية الأطراف وديمقراطية العلاقات الدولية وترسيخ سيادة القانون الدولي والعمل على بناء المجتمع الدولي العادل والعقلاني. يجب إجراء الإصلاح اللازم والمنطقي للأمم المتحدة بشكل عام ومراعاة المطالب والاعتبارات المشروعة للدول النامية بقدر إمكان بشكل خاص، باعتبار الأمم المتحدة نواة الآليات الدولية المتعددة الأطراف والمنبر الحيوي لممارسة تعددية الأطراف.

- تكريس مفهوم التنمية الجديد الذي يتخذ من المساواة والمنافع المتبادلة نواة له

تدعو الصين إلى ضرورة تحقيق المنافع المتبادلة مع الآخرين والمكاسب للجميع في المسيرة التنموية لكل الدول، وتشجيع الانفتاح بدلا من العزلة وتشجيع المنافسة الشريفة بدلا من الأنانية على حساب مصالح الآخرين، وتشجيع التكامل مع الجيران بدلا من القطيعة المتبادلة. يجب على المجتمع الدولي تعزيز التنسيق والعمل على دفع العولمة الاقتصادية بحيث يساهم في تحقيق الازدهار المشترك. تدعو الصين إلى ضمان المشاركة المتساوية من الدول النامية في الشؤون الاقتصادية الدولية وبناء بنية تجارية منفتحة وعادلة وإصلاح واستكمال البنية المالية الدولية، وتدعو الصين إلى إيجاد حل سليم للاحتكاك الاقتصادي والتجاري عبر الحوار وتعارض فرض عقوبات من جانب واحد أو اتخاذ إجراءات انتقامية بمناسبة أو بغير مناسبة.

- تكريس مفهوم الأمن الجديد القائم على الثقة المتبادلة والمنافع المتبادلة والمساواة والتنسيق والتعاون

تدعو الصين إلى بناء الثقة المتبادلة بين الدول في المجال الأمني، والعمل على صيانة الأمن الدولي والإقليمي من خلال تعاون المنفعة المتبادلة. وتدعو الصين إلى التمسك بالتشاور لاحتواء الخلافات وتحقيق الاستقرار من خلال التعاون. تدعم الصين إجراء الحوار الأمني وإقامة الآليات الإقليمية للتعاون الأمني، وتعزيز وتعميق التعاون الأمني المتعدد الأطراف لمواجهة المخاطر والتحديات الأمنية المشتركة. تعارض الصين الإرهاب بكل أشكاله وتدعو إلى تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب واقتلاع جذوره.

- تدعو الصين إلى تكريس مفهوم جديد للحضارة يحترم التعددية.

ترى الصين ضرورة صيانة التعددية الحضارية في العالم باعتبارها التراث المشترك للمجتمع البشري ومصدر القوة الثمينة للبشرية للتقدم نحو الازدهار العام. إنه من الضروري احترام حق أي شعب من شعوب العالم في الاختيار الحر للطريق التنموي انطلاقا من خصوصيات دولته باعتباره حقا غير قابل للتصرف. يجب على دول العالم العمل على الاستفادة المتبادلة والتكامل على قدم المساواة وبذل جهود متضافرة لبناء عالم منسجم.

ستحدث رؤى الحكومة الصينية هذه تأثيرات إيجابية على التطور الصحي للعلاقات الدولية في العصر الحالي باعتبارها تتميز بالخصائص الصينية البارزة في حين تتجلى بمميزات هذا العصر، وتعكس المطالب العامة لتطور العالم وتقدم البشرية.

4- الدبلوماسية الصينية تحقق إنجازات متواصلة تحت راية السلام والتنمية والتعاون

- العمل على تدعيم السلام والاستقرار والازدهار في آسيا

تلتزم الصين بسياسة الصداقة وحسن الجوار مع كافة الدول المجاورة حرصا على إيجاد بيئة محيطة متناغمة وآمنة ومزدهرة، وتلعب الصين دورا مهما في صيانة السلام وتدعيم التنمية المشتركة في المنطقة. تثبت الصين بأفعالها أنها جارة طيبة وصديقة طيبة وشريكة طيبة للدول المجاورة.

إبان الأزمة المالية الآسيوية في عام 1997، كانت الصين قد انطلقت من المصالح المشتركة للدول الآسيوية وعملت بكل ما في وسعها للحفاظ على استقرار قيمة العملة الشعبية وقدمت ما في حدود إمكانياتها من المساعدات للدول المعنية، الأمر الذي لعب دورا حاسما لدحر الدول الآسيوية هذه الأزمة.

بعد حدوث الزلزال البحري في المحيط الهندي، قامت حكومة الصين وشعبها بردود أفعال فورية انطلاقا من ترابطها وصداقتها مع الدول المنكوبة حكومة وشعبا، حيث قامت الصين بأكبر مهمة إغاثة خارجية منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية.

في القضية النووية لشبه جزيرة كوريا، بذلت الصين جهودا دؤوبة للوساطة بين الأطراف المعنية حرصا على المصالح العامة، مما جعل المحادثات الثلاثية والمحادثات السداسية ممكنة وجنب شبه الجزيرة تصعيد الأزمة، الأمر الذي لعب دورا بناءا في صيانة السلام والاستقرار في شمال شرقي آسيا.

إن الصين في طليعة الدول المشاركة والداعمة للتعاون الإقليمي الآسيوي تلعب دورا فعالا في آليات الحوار بين آسيان والصين وبين آسيان والصين واليابان وجمهورية كوريا وآليات الحوار في إطار منظمة شانغهاي للتعاون والمنتدى الإقليمي لآسيان ومؤتمر الحوار والتعاون لآسيا. على صعيد التعاون الإقليمي، تلتزم الصين بمبدأ التشاور والتوافق والمساواة والمنافع المتبادلة والتقدم التدريجي، وتراعي المصالح والاعتبارات لكل الأطراف وتعمل بأفعال ملموسة على تدعيم التنمية المشتركة للدول الآسيوية.

قد باتت التنمية في الصين عنصرا مهما في النهضة الآسيوية، بدليل أن نسبة مساهمة الصين في النمو الاقتصادي الآسيوي بلغ 44% منذ عام 1996، وبلغ حجم التبادل التجاري بين الصين وآسيا 665.03 مليار دولار لعام 2004، ما يمثل 57.6% من إجمالي التجارة الخارجية للصين لذلك العام. لذا، إن اقتناص الفرص التنموية المتاحة في الصين وتوسيع التعاون مع الصين على أساس المنفعة المتبادلة قد أصبح الخيار العام لدى الدول الآسيوية.

قامت الصين بتسوية القضايا الحدودية الموروثة من التاريخ بشكل كامل مع روسيا والدول المجاورة الأخرى من خلال التشاور والتفاوض على أساس التفاهم والتراجع المتبادل والالتزام بالإنصاف والحق. كما قامت الصين والهند بالتوقيع على المبادئ السياسية التي ترشد تسوية القضايا الحدودية بين البلدين. وتم توقيع "إعلان عمل كل الأطراف المعنية في البحر الجنوبي" بين الصين وآسيان. وحصل تقدم اختراقي في التعاون بين الصين وكل من الفليبين وفيتنام لاستخراج الموارد في منطقة البحر الجنوبي.

- تعزيز التضامن والتعاون مع الدول النامية يمثل الحجر الأساسي للدبلوماسية الصينية

في ظل الظروف الجديدة، تعمل الصين على دفع تعاون الجنوب والجنوب وحوار الجنوب والشمال، وتبحث عن مجالات جديدة وسبل جديدة لتفعيل التعاون مع الدول النامية على أساس المنفعة المتبادلة. وتستمر الصين في تقديم ما في وسعها من المساعدات للدول النامية لمساعدتها على تذليل العقبات ورفع قدراتها الذاتية لتحقيق التنمية. قامت الصين بمنح معاملة جمركية تفضيلية للدول الآسيوية والإفريقية الأقل نموا، وقامت بتقليص أو إسقاط الديون المستحقة على 38 دولة آسيوية أو إفريقية للصين التي تقدر قيمتها 13.778مليار يوان. كما عملت الصين على إنشاء منتدى التعاون الصيني الإفريقي ومنتدى التعاون الصيني العربي بهدف تعزيز الحوار والتعاون الجماعيين مع الدول النامية على ضوء تطورات الأوضاع الدولية.

- الصين تحرص على العلاقات المستقرة مع الدول الكبرى وتطويرها وتعمل على صيانة وترسيخ الاستقرار الاستراتيجي العالمي.

أقامت الصين علاقات شراكة مع الدول الكبرى الرئيسية بأشكال مختلفة، وتعمل على توسيع قواسم المصالح المشتركة ومعالجة الخلافات بصورة سليمة بما يصون ويدعم السلام والاستقرار في العالم.

إن العلاقات الصينية الأمريكية في مجملها في الحالة المستقرة والمتطورة، حيث يحافظ الجانبان على الحوار والتواصل المكثف على مختلف المستويات مما يزيد من التفاهم والثقة المتبادلة. كما يتنامى الحوار والتعاون بين البلدين في مجالات الاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا ومكافحة الإرهاب ومنع الانتشار والأمن الإقليمي، الأمر الذي يصب في خانة المصالح الأساسية للجانبين، ويساهم في السلام والاستقرار في العالم أيضا.

إن علاقات الشراكة والتعاون الاستراتيجية بين الصين وروسيا في صدد التعمق المستمر، حيث تحافظ قيادتا البلدين على الاتصالات المكثفة وهناك ثقة متبادلة واحترام متبادل بينهما. يتعزز التعاون بين البلدين على أساس المنفعة المتبادلة في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والطاقية، ويقومان بالتنسيق والتعاون بصورة وثيقة في القضايا الدولية والإقليمية، ويعملان على تدعيم تعددية الأطراف وديمقراطية العلاقات الدولية.

إن مكونات علاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية الأوروبية في صدد الإثراء المتواصل، وتحافظ الصين والاتحاد الأوروبي ودول أعضاءه على الاتصالات المكثفة على المستوى الرفيع. في عام 2004، أصبحت الصين والاتحاد الأوروبي أكبر وثاني أكبر شريك تجاري للطرف الآخر كل على حدة. كما يحافظ التعاون والتواصل الصيني الأوروبي على زخم النمو المشجع في المجالات الثقافية والعلمية والتعليمية والبيئية.

إن الصين واليابان جارتان على جانبي البحر، تحافظان على التعاون الاقتصادي الوثيق وتبادل الأفراد المكثف. تهتم الصين بعلاقاتها مع اليابان. في ضوء التعقيدات التي ظهرت في السنوات الأخيرة في العلاقات السياسية بين الصين واليابان، تدعو الصين إلى انطلاق الجانبين عامة وقيادتي البلدين خاصة من المصالح الاستراتيجية والبعيدة المدى في معالجة العلاقات الثنائية والالتزام الدقيق بالمبادئ الواردة في الوثائق السياسية الثلاثة الموقعة بين البلدين، والتمسك بـ"الاتعاظ بدروس التاريخ والتوجه نحو المستقبل"، والعمل على تعزيز التواصل والتعاون وإزالة العقبات وتهيئة ظروف مواتية لتطوير العلاقات الثنائية على نحو مستقر وصحي.

- العمل على تنشيط الدبلوماسية المتعددة الأطراف وتفعيل التعاون الدولي

تشارك الصين بشكل فعال في شؤون الأمم المتحدة، وتعمل على صيانة مصداقية ودور الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وتجري التعاون الدولي على نطاق واسع في مكافحة الإرهاب والحد من التسلح وحفظ السلام والتنمية وحقوق الإنسان والقضاء والبيئة والمجالات الأخرى. على مدى السنوات الـ15 الماضية، شاركت الصين لـ15 مرة على التوالي في العمليات الأممية لحفظ السلام، حيث شارك فيها أكثر من 3000 صيني من القوات غير القتالية وبعثات الشرطة والمسؤولين المدنيين. في قضية العراق وقضية دارفور، تلتزم الصين بالمبدأ وتلعب دورا بناءا. إن الصين كمشاركة في منظمة APEC ومؤتمر ASEM ، تقدم مساهماتها للتعاون الإقليمي والمتعدد الأقاليم.

إن الصين لا تستغني العالم في تنميتها، كما يحتاج العالم إلى الصين في استقراره وازدهاره. فإن الصين التي ترفع راية السلام والتنمية والتعاون وتلتزم بطريق التنمية السلمية ستقدم مساهمات جديدة لصيانة السلام والتنمية في العالم بكل التأكيد.

المصدر:fmprc.gov.cn