نظرة
سريعة على عيد الغدير في الروايات الشريفة
إعـداد
: كـوثـر الصـادق
-عن
الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يوم غدير خم أفضل أعياد
أمتي وهو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره فيه بنصب أخي علي بن أبي
طالب علما لأمتي ، يهتدون به من بعدي ، وهو اليوم الذي أكمل الله فيه
الدين ، وأتم على أمتي فيه النعمة ، ورضي لهم الإسلام دينا ( 1 ) .
عن الإمام الحسين ( عليه
السلام ) : اتفق في بعض سني أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الجمعة
والغدير ، فصعد المنبر على خمس ساعات من نهار ذلك اليوم فحمد الله
وأثنى عليه حمدا لم يسمع بمثله ، وأثنى عليه ثناء لم يتوجه إليه غيره ،
إلى أخر الرواية ( 2 ).
- عن الحسن بن راشد عن
الإمام الصادق ( عليه السلام ) : قلت : جعلت فداك للمسلمين عيد غير
العيدين ؟ قال : نعم يا حسن ، أعظمهما وأشرفهما ، قلت : وأي يوم هو ؟
قال : هو يوم نصب أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه فيه علما للناس
، قلت : جعلت فداك وما ينبغي لنا أن نصنع فيه ؟ قال : تصومه يا حسن ،
وتكثر الصلاة على محمد وآله ، وتبرأ إلى الله ممن ظلمهم ؛ فإن الأنبياء
صلوات الله عليهم كانت تأمر الأوصياء باليوم الذي كان يقام فيه الوصي
أن يتخذ عيدا . قال : قلت : فما لمن صامه ؟ قال : صيام ستين شهرا ( 3 )
.
- الكافي عن سالم : سألت
أبا عبد الله ( عليه السلام ) : هل للمسلمين عيد غير يوم الجمعة
والأضحى والفطر ؟ قال : نعم ، أعظمها حرمة . قلت : وأي عيد هو جعلت
فداك ؟ قال : اليوم الذي نصب فيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه . قلت :
وأي يوم هو ؟ قال : وما تصنع باليوم ؟ إن السنة تدور ، ولكنه يوم
ثمانية عشر من ذي الحجة . فقلت : وما ينبغي لنا أن نفعل في ذلك اليوم ؟
قال : تذكرون الله عز ذكره فيه بالصيام والعبادة والذكر لمحمد ؛ وآل
محمد فإن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أوصى أمير المؤمنين ( عليه
السلام ) أن يتخذ ذلك اليوم عيدا ، وكذلك كانت الأنبياء ( عليهم السلام
) : تفعل ؛ كانوا يوصون أوصياءهم بذلك فيتخذونه عيدا ( 4 ) .
- عن المفضل: قلت لأبي
عبد الله ( عليه السلام ) : كم للمسلمين من عيد ؟ فقال : أربعة أعياد .
قال : قلت : قد عرفت العيدين والجمعة . فقال لي : أعظمها وأشرفها يوم
الثامن عشر من ذي الحجة ، وهو اليوم الذي أقام فيه رسول الله ( صلى
الله عليه وآله ) أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ونصبه للناس علما .
قال : قلت : ما يجب علينا في ذلك اليوم ؟ قال : يجب عليكم صيامه شكرا
لله وحمدا له ، مع أنه أهل أن يشكر كل ساعة ، وكذلك أمرت الأنبياء
أوصياءها أن يصوموا اليوم الذي يقام فيه الوصي يتخذونه عيدا ، ومن صامه
كان أفضل من عمل ستين سنة ( 5 ) .
- عن أبي الحسن الليثي عن
الإمام الصادق ( عليه السلام ) : أنه قال لمن حضره من موإليه وشيعته :
أتعرفون يوما شيد الله به الإسلام ، وأظهر به منار الدين ، وجعله عيدا
لنا ولموالينا وشيعتنا ؟ فقالوا : الله ورسوله وابن رسوله أعلم ، أيوم
الفطر هو يا سيدنا ؟ قال : لا . قالوا : أفيوم الأضحى هو ؟ قال : لا ،
وهذان يومان جليلان شريفان ، ويوم منار الدين أشرف منهما ؛ وهو اليوم
الثامن عشر من ذي الحجة ، وإن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لما
انصرف من حجة الوداع وصار بغدير خم أمر الله عزوجل جبرئيل ( عليه
السلام ) أن يهبط على النبي ( صلى الله عليه وآله ) وقت قيام الظهر من
ذلك اليوم ، وأمره أن يقوم بولاية أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وأن
ينصبه علما للناس بعده ، وأن يستخلفه في أمته . فهبط إليه وقال له :
حبيبي محمد ! إن الله يقرئك السلام ، ويقول لك : قم في هذا اليوم
بولاية علي ( عليه السلام ) ؛ ليكون علما لأمتك بعدك ، يرجعون إليه ،
ويكون لهم كأنت ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : حبيبي جبرئيل !
إني أخاف تغير أصحابي لما قد وتروه ، وأن يبدوا ما يضمرون فيه . فعرج ،
وما لبث أن هبط بأمر الله فقال له : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك
من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ). فقام رسول
الله ( صلى الله عليه وآله ) ذعرا مرعوبا خائفا من شدة الرمضاء وقدماه
تشويان ، وأمر بأن ينظف الموضع ويقم ما تحت الدوح من الشوك وغيره ،
ففعل ذلك ، ثم نادى بالصلاة جامعة ، فاجتمع المسلمون ، وفيمن اجتمع أبو
بكر وعمر وعثمان وسائر المهاجرين والأنصار . ثم قام خطيبا وذكر بعده
الولاية ، فألزمها للناس جميعا ، فأعلمهم أمر الله بذلك فقال قوم ما
قالوا ، وتناجوا بما أسروا ( 6 ) .
-
عن صفوان بن يحيى : سمعت الصادق جعفر بن محمد ( عليهما السلام )
يقول : الثامن عشر من ذي الحجة عيد الله الأكبر ، ما طلعت عليه شمس في
يوم أفضل عند الله منه ، وهو الذي أكمل الله فيه دينه لخلقه ، وأتم
عليهم نعمه ، ورضي لهم الإسلام دينا ، وما بعث الله نبيا إلا أقام وصيه
في مثل هذا اليوم ، ونصبه علما لأمته ، فليذكر الله شيعتنا على ما من
عليهم بمعرفته هذا اليوم دون سائر الناس . قال : فقلت : يا بن رسول
الله ، فما نصنع فيه ؟ فقال : تصومه ؛ فإن صيامه يعدل ستين شهرا ،
وتحسن فيه إلى نفسك وعيالك وما ملكت يمينك بما قدرت عليه ( 7 ) .
- مصباح المتهجد عن أبي
هارون عمار بن حريز العبدي : دخلت على أبي عبد الله ( عليه السلام ) في
يوم الثامن عشر من ذي الحجة ، فوجدته صائما ، فقال لي : هذا يوم عظيم ،
عظم الله حرمته على المؤمنين ، وأكمل لهم فيه الدين ، وتمم عليهم
النعمة ، وجدد لهم ما أخذ عليهم من العهد والميثاق . فقيل له : ما ثواب
صوم هذا اليوم ؟ قال : إنه يوم عيد وفرح وسرور ويوم صوم شكرا لله تعالى
، وإن صومه يعدل ستين شهرا من أشهر الحرم ( 8 ) .
- عن الإمام الصادق (
عليه السلام ) : صيام يوم غدير خم يعدل صيام عمر الدنيا ؛ لو عاش إنسان
ثم صام ما عمرت الدنيا لكان له ثواب ذلك ، وصيامه يعدل عند الله عزوجل
في كل عام مائة حجة ومائة عمرة مبرورات متقبلات ، وهو عيد الله الأكبر
( 9 ) .
- عن الإمام الرضا ( عليه
السلام ) : إذا كان يوم القيامة زفت أربعة أيام إلى الله كما تزف
العروس إلى خدرها . قيل : ما هذه الأيام ؟ قال : يوم الأضحى ، ويوم
الفطر ، ويوم الجمعة ، ويوم الغدير ، وإن يوم الغدير بين الأضحى والفطر
والجمعة كالقمر بين الكواكب ، وهو اليوم الذي نجى فيه إبراهيم الخليل
من النار ، فصامه شكرا لله ، وهو اليوم الذي أكمل الله به الدين في
إقامة النبي ( صلى الله عليه وآله ) عليا أمير المؤمنين علما ، وأبان
فضيلته ووصايته ، فصام ذلك اليوم ، وإنه اليوم الكمال ، ويوم مرغمة
الشيطان ، ويوم تقبل أعمال الشيعة ومحبي آل محمد . . . وهو يوم تنفيس
الكرب ، ويوم تحطيط الوزر ، ويوم الحباء والعطية ، ويوم نشر العلم ،
ويوم البشارة ، والعيد الأكبر ، ويوم يستجاب فيه الدعاء ، ويوم الموقف
العظيم ، ويوم لبس الثياب ونزع السواد ، ويوم الشرط المشروط ، ويوم نفي
الهموم ، ويوم الصفح عن مذنبي شيعة أمير المؤمنين . وهو يوم السبقة ،
ويوم إكثار الصلاة على محمد وآل محمد ، ويوم الرضا ، ويوم عيد أهل بيت
محمد ، ويوم قبول الأعمال ، ويوم طلب الزيادة ، ويوم استراحة المؤمنين
، ويوم المتاجرة ، ويوم التودد ، ويوم الوصول إلى رحمة الله ، ويوم
التزكية ، ويوم ترك الكبائر والذنوب ، ويوم العبادة ، ويوم تفطير
الصائمين ، فمن فطر فيه صائما مؤمنا كان كمن أطعم فئاما وفئاما - إلى
أن عد عشرا . ثم قال : أوتدري ما الفئام ؟ قال : لا . قال : مائة ألف -
وهو يوم التهنئة ، يهني بعضكم بعضا ، فإذا لقي المؤمن أخاه يقول :
الحمد لله الذي جعلنا من المتمسكين بولاية أمير المؤمنين والأئمة (
عليهم السلام ) ( 10) .
- عنه ( عليه السلام ) -
في بيان فضل يوم الغدير - : لو عرف الناس فضل هذا اليوم بحقيقته
لصافحتهم الملائكة في كل يوم عشر مرات ( 11 ) .
- عن الطرسوسي : أنه شهد
أبا الحسن علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) في يوم الغدير وبحضرته
جماعة من خاصته قد احتبسهم للإفطار ، وقد قدم إلى منازلهم الطعام والبر
والصلات والكسوة حتى الخواتيم والنعال ، وقد غير من أحوالهم وأحوال
حاشيته ، وجددت له آلة غير الآلة التي جرى الرسم بابتذالها قبل يومه ،
وهو يذكر فضل اليوم وقديمه ( 12) .
..........................
المصادر :
( 1 ) الأمالي للصدوق : 188
- 197
( 2 ) مصباح المتهجد : 752 - 758
- 843
( 3 ) الكافي : 4 -
148 - 1
( 4 ) الكافي : 4 -
149 - 3
( 5 ) الخصال : 264
- 145
( 6 ) الإقبال : 2
- 279
( 7 ) الأمالي للشجري : 1
- 146
( 8 ) مصباح المتهجد : 737( 9 ) تهذيب
الأحكام : 3 - 143 -
317
( 10 ) الإقبال : 2
- 260
( 11 ) تهذيب الأحكام : 6
- 24 - 52
( 12 ) مصباح الزائر 154
|