الدين والسياسة
الخارجية الأمريكية
Walter Russel
Mead
ترجمة و قراءة
: أ. د. يوسف خليفة اليوسف
هذه مقالة صادرة في احد اهم الدوريات
الأمريكية التي يتخاطب على صفحاتها الأكاديميون وصانعو القرار
وتتبلورعلى صفحاتها السياسات المستقبلية للولايات المتحدة وهي مجلة
الشؤون الخارجية الأمريكية . والكاتب " Walter Russel
Mead " هو احد الباحثين المعروفين في مجلس العلاقات الخارجية
الأمريكية . اما المقالة فانها تعالج تأثير الدين على السياسة الخارجية
الأمريكية خلال الفترات المختلفة من تاريخ الولايات المتحدة .
الصحوة الدينية
والسياسة الخارجية
يبدأ الكاتب بالتاكيد على ان الدين
المسيحي ينعكس على الرؤية الأمريكية للعالم وجميع الأحزاب السياسية
تحاول اضفاء صبغة دينية على سياساتها وممارساتها غير ان موازين القوى
بين اطياف هذا التدين في حالة حراك وتغير دائمين حيث ان شعبية
البروتيستانت المحافظين هي في تزايد خلال الفترة الأخيرة وذلك على حساب
البروتستانت الليبرالين ولكن كثير من دارسي السياسة الخارجية الأمريكية
، كما يقول الباحث ، يجهلون طبيعة التيار البروتيستانتي الأمريكي حيث
ان تأثير تيار شخص كبيلي غراهام على السياسة الخارجية الأمريكية يختلف
عن تأثير التيار الأصولي لجامعة بوب جونز .
لذلك يعتقد الكاتب ان توضيح أثر
التغيرات الدينية على السياسة الخارجية الأمريكية يتطلب نظرة فاحصة "
لخيمة الأنبعاث البروتيستانتي الأمريكي الكبيرة " . ويبرر الكاتب
اهماله لصور الأنبعاث الديني الأخرى كالكاثوليكية التي تعتبر ثاني اهم
طائفة مسيحية في الولايات وبقية الديانات بهامشية تأثيرها على السياسة
الخارجية الأمريكية كما يقول
مسالة أصول
ولتوضيح الكيفية التي تؤثر بها
التحولات الدينية المعاصرة على السياسة الخارجية للولايات المتحدة يؤكد
الكاتب على ضرورة فهم الدور التاريخي الذي لعبه الدين في الحياة العامة
الأمريكية فهناك ثلاث مدارس لعبت دورا رئيسيا في هذا الصدد وهي كما
يسميها الأصولية ، المسيحية الليبرالية ، والتراث الأنجيلي وكلها تندرج
تحت مظلة التيار البروتستنتي الأمريكي الرئيسي وكلها تأثرت بخلاف
الأصولية والمعاصرة الذي حصل في بداية القرن العشرين .
فخلال اغلب فترة القرن التاسع عشر
كانت غالبية البروتستانت تؤمن بأن العلم يؤكد التعاليم او النصوص
التوراتية ولكن عندما بدات النظريات العلمية كالدراوينية وغيرها تشكك
في اصالة ودقة نصوص التوراة انقسمت الحركة البروتيستانتية على نفسها
الى مدرسة الحداثة(المعاصرة) ومدرسة الأصالة فمدرسة المعاصرة رأت
ان افضل طريقة لحماية المسيحية في عصر العلم هي استيعاب المعارف
الحديثة في اللاهوت وقد تبنى هذا الرأي الجزء الغالب من الطوائف
البروتستانية .
اما المدرسة الأصولية فكان رأيها ان
على الكنيسة ان تبقى متمسكة بأصول العقيدة البروتستانتية كحقيقة النص
التوراتي . ثم انقسمت الأصولية على نفسها الى اصولية انفصالية التي
تعتقد بان المؤمن الفعلي يتحتم عليه مقاطعة الكنيسة التي تتعامل او
تتسامح مع الحداثة وقد ابتعدت هذه المدرسة الأصولية عن السياسة
والثقافة ، بينما كان راي المدرسة الأصولية الأخرى التي اطلق عليها
الأنجيلية الجديدة ان تتفاعل مع بقية شرائح المجتمع ومع مرور الوقت
اصبحت الأصولية الأنفصالية تسمى بالأصولية فقط بينما اصبحت الأنجيلية
الجديدة تسمى الأنجيلية .
الطائفة الأصولية
وهذه الطوائف البروتستانتية المعاصرة
الثلاث( الأصولية ، الليبرالية ، والأنجيلية ) تختلف في رؤيتها لدور
الولايات المتحدة الأمريكية في العالم فالطائفة
الأصولية تميل الى التشاؤم حيث في ما يتعلق بامكانية استقرار العالم
وانسجامه فهي ترى فجوة غير قابلة للردم بين المؤمنين وغير المؤمنين اما
الليبراليون فانهم اكثر تفاؤلا حيث انهم يقللون من الفوارق بين
المسيحيين وغير المؤمنين ، بينما تقف الطائفة الأنجيلية بين كل من
الطائفة الأصولية والطائفة الليبرالية حول امكانية الأنسجام بين
المسيحيين وغيرهم من ديانات العالم
وعلى الرغم من غياب التعريف المحدد
للأصولية المسيحة كما يقول الباحث الا انه يعتقد ان هناك ثلاث مكونات
اساسية لمعتقدات الطائفة الأصولية وهذه المكونات تتلخص في تقديس النص
التوراتي واعتباره مصدر ايحاء ، الأصرار على الدفاع عن المعتقدات
البروتيستانتية في مواجهة الكاثوليكية والعلمانية والتأثير غير المسيحي
، واخير التأكيد على ان يفصل المسيحيون انفسهم عن العالم غير المسيحي .
وعلى الرغم من ان الطائفة المسحية الأصولية اقل حجما من الطائفتين
الليرالية والأنجيلية الا انها تتصف بالتركيز على النوعية والنقاء
والنشاط الديني.
ويضيف الكاتب ان كثير من المراقبين
الخارجيين يعتقدون ان الأصولية المسيحية هي عاطفية وانها غير عقلانية
ولكن هذا التصور غير واقعي حيث ان الخلاف بين الأصوليين والأنجيليين هو
ان الأصولييون اكثر حرص من الأنجيليين على تطوير رؤية مسيحية للعالم
ومن ثم تطبيقها بصورة منهنجية في عالم الواقع فبينما
يرفض الأنجيليون نظرية داروين لآنهم يؤمنون بنظرية الخلق الواردة في
النصوص التوراتية يتجاوز الأصوليون الرفض هذا الى تطوير نظرية علمية
للخلق وتأليف كتب حولها والأصرار على تعليمها في المدارس وسحب الأطفال
من المدارس التي ترفض تدريس نظرية الخلق هذه .
ويشير المؤلف الى ان الطائفة
الأصولية اصيبت في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي بأنتكاسات
سياسية وفكرية جعلتها تنطوي على نفسها لفترة وتشعر بصعوبة الأنتشار
والحصول على الهيمنة وهذا بدوره جعلهم اكثر تشاءما من بقية الطوائف في
امكانية انقاذ العالم من جحيم النار كما يعتقدون واذا كان الأصوليون
متشائمون بامكانية اصلاح المجتمع الأمريكي فانهم اكثر تشاؤما في ما
يتعلق ببقية العالم حيث انهم معادون لعالم قائم على الأخلاقيات
العلمانية وعلى المنظمات الدولية كالأمم المتحدة .
فهم يعتقدون ان هذ المنظمة وغيرها
تتعاون مع انظمة خاصة في العالم الأسلامي تضطهد المسيحيين وتعاقب
التنصير وهم يخاطبون المنظمات التي تعترف بهذه الدول بقول النبي اسحاق
، نقلا عن الكاتب "لقد عقدنا ميثاقا مع الموت ولكننا مع الجحيم متفقين
" ولذلك نرى في بعض رواياتهم عن نهاية العالم يشيرون الى ان المسيح
الدجال يظهر على شكل السكرتير العام للأمم المتحدة .
وأخيرا يؤكد الكاتب على ان الأصولية
المسيحية لها نظرة تشاؤمية في ما يتعلق بنهاية العالم والحياة بعد
الآخرة . فهم يعتقدون ان الشيطان واعوانه من البشر سيقومون بتمرد أخير
على الخالق والفئة المصطفاة (اي الأصوليين المسيحيين) وسيتعرض
المؤمننين لكثير من الأضطهاد ولكن المسيح سيقوم بأخماد هذا التمرد
وسيحكم جنة وارض جديدتين
.
الليبرالية
المسيحية الليبرالية تنظر الى الدين
كتعاليم اخلاقية اكثر منها في معتقداتها التقليدية
فهم لديهم تحفظات كثيرة على روايات التوارة المتعلقة بطبيعة
المسيح وعقيدة التثليث التي تطورت في القرون الأولى من تاريخ الكنيسة
وهم متشككون في قضايا أخرى كخلق الكون في سبعة ايام وجنات عدن وفيضانات
نوح وتمتد شكوكهم ، كما يقول الكاتب ،
الى البعث الجسدي للمسيح والى المعجزات المختلفة التي تنسب اليه .
فبدل ان يعتبروا المسيح كمخلوق خارق
ينظرون اليه كمعلم اخلاقي يقتدى به في الحياة خاصة تجاه التعامل مع
الفقراء ومما ساعد على انتشار مفاهيم هذه الطائفة المسيحية بين غالبية
البروتيستانت تطور نظرية داروين وغيرها من النظريات التي تعرضت بالنقد
لكثير من الروايات الواردة وعدم الأعتقاد بمعانيها الظاهرة .. وبينما
لايعتبر المسيحيون المحافظون هذه الفئة كممثلة للخط العام للمسيحية الا
ان افراد هذه الفئة يعتبرون انفسهم كممثلين لجوهر الحركة البروتستانتية
.
فهم يعتقدون بأن معارضتهم لمعتقدات
الكنيسة كالتثليث والخطيئة الأصلية ووجود النار هم في الواقع يتبعون
المباديء البروتستانتية كما يقول الكاتب . اضافة الى ذلك فان هذه
الطائفة هي اقل الطوائف البروتستانتية تركيزا على الفوارق بين
المسيحيين وغير المسيحيين فهم يؤمنون بأن الأخلاق هي نفسها في العالم
اجمع حيث انهم يعتقدون بأن البوذيون والمسلمين والمسيحينين واليهود
وحتى غير المتدينين يمكنهم ان يتفقوا على ما هو حق وما هو باطل ، كما
وان هذه الطائفة لاتؤمن بمكانة خاصة او متميزة للكنيسة أو رجالاتها .
وبما ان غالبية هذه الطائفة لاتؤمن بالخطيئة الأصلية فان افرادها
يعتبرون اكثر تفاؤلا بالسلام العالمي وبأهمية دور المنظمات الدولية
كالأمم المتحدة .
بل ان الدعوة الى مملكة الله تعني
بالنسبة لهم تعاون القوى السياسية التقدمية وتشجيعها لقيام العدل على
الأرض ويعترضون على الدعوة التشاؤمية للمسيحية الأصولية . وجدير بالذكر
ان نظرة هذه الطائفة كانت هي القوة التي اصطبغت بها النظرة الكونية
للولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية والحرب البارده التي
انتهت بأنهيار المعسكر الأشتراكي. فالقيادات الأمريكية كروزفلت وترومان
واتشيسون وايزنهاور ودالاس كانوا كبقية النخبة الأمريكية متشبعون
بمفاهيم المسيحية الليبرالية ولقد ساعدت رؤية هذه الطائفة الى مد جسور
التعاون مع كل من الطائفة الكاثوليكية والطائفة اليهودية اللتان كان
نفوذهما في تصاعد خلال هذه الفتره .
غير ان هذه الفئة المسيحية ، كما
يقول الكاتب ، تعرضت لكثير من التحديات في السنوات الأخيرة منها ابتعاد
اتباعها عن الكنيسة بسبب خلافاتهم الكثيرة معها والتي ذكرنا بعض منها
سابقا وخلافاتهم مع الكنيسة الكاثوليكة حول الأجهاض وحقوق اصحاب
العلاقات الجنسية المثلية وخلافاتهم مع اليهود بتراجع درجة تأييدهم
لأسرائيل ذلك بالأضافة الى التفتت الداخلي لهذه الفئة نفسها حول كثير
من القضايا .
الأنجيليون
ومحاولة التوسط
اما ثالث الطوائف المسيحية ذات
التأثير الهام في السياسة الأمريكية فهي الطائفة الأنجيلية التي تشترك
مع المسيحية الأصولية في المعتقدات ولكن رؤيتها العالمية اكثر تأثرا
بالتفاؤل الذي يتصف به غالبية الأمريكان فالأنجيليون يتفقون مع
الأصوليين في تأكيدهم على اهمية المعتقدات المسيحية وليس فقط تعاليمها
الأخلاقية ويختلفان مع الليبراليين في زعمهم بان الأخلاق وحدها تؤدي
الى الله لأن في ذلك خيانة لتعاليم المسيح .
فجوهررسالة المسيحية بالنسبة لكل من
الأصوليين والأنجيليين هي الخطيئة الأصلية وان الأنسانية غير قادرة على
تحقيق قانون اخلاقي اي ان الجهود التي يبذلها الأنسان بالتزامه بالقيم
مصيرها الفشل ولاينقذ الأنسان الا صلب المسيح وبعثه وبالتالي فان قبول
هذا الأنسان بخطيئته وبتضحية المسيح هو ما يطلق عليه من قبل الأصوليين
والأنجيليين مفهوم " الولادة من جديد " اي العودة الى الأيمان اذا شئت
وهذا يدفع هاتين الطائفتين الى التشكيك في فهم المسيحية الليبرالية
للتعاليم المسيحية .
كما وان الأنجيليون يتفقون مع
الأصولينن حول مفهوم " الناجون " وغر الناجين حيث انهما يتفقان على ان
الأفراد الذين لم يقبلوا المسيح كمنقذ هم محكوم عليهم بالبعد عن الله
اي غير ناجين وذلك لأنهم غير قادرين على القيام بعمل نافع وحدهم اي من
غير المسيح بالأضافة الى وجوه التشابه
السابقة ، تتفق الطائفة الأنجيلية مع الطائفة الأصولية في ما يتعلق
بنهاية العالم حيث ان عودة المسيح ستسبق قيام حكم الألف سنة من السلم
اي ان جهود السلام العالمي التي سيبذلها البشر قبل ذلك سيكون مصيرها
الفشل .
ونظرا لهذا التشابه بين الأنجيليين
والأصوليين فليس مستغربا ، كما يقول الكاتب ، ان كثير من المراقبين
يخلطون بين الطائفتين معتبرين ان الطائفة الأولى هي صورة معدلة للثانية
غير ان هناك فوارق بين الطائفتين في ما يتعلق بنظرتيهما الى العالم .
فالأنجيليون يعتقدون ان تضحية المسيح
هي فقط للقلة المنتقاة من البشر بينم البقية ليس لهم امل في الأنقاذ
غير ان نظرتهم هي اقل تشاؤمية من الأصوليين وهم يؤكدون باستمرار على
مسؤولية المسيحيين في انقاذ البشرية من العذاب ولذلك فانهم اكثر تفاعلا
مع غيرهم من الديانات والطوائف من الأصوليين لتحسين مستوى الرفاه
الدنيوي مع اعتقادهم بأن من يرفض المسيح لاامل له في لقاء الله بعد
الموت . كما وانهم لايعترضون كالأصوليون ، على التناقض في ما يدرس في
المؤسسات التعليمية من نظريات داروين وغيره وبين ما يؤمنون به من نظرية
الخلق ولكنهم يعترضون على من يرفض امكانية وجود خالقفا لهذا الكون .
تحول موازين القوى
لصالح الأنجيليين واثره على السياسة الخارجية
يذكر كاتب المقالة ان المسيحية
الليبرالية كانت تمثل الخط العام للسياسة الأمريكية حتى حقبة الستينيات
ثم حصل بعد ذلك تحولا لصالح الأنجيلييين على الليبراليين حيث انخفض
نصيب الفئة الأولى مابين 1960 و2003 بحوالي 24% من 29 مليون الى 22
مليون شخص اما الأنجيليون فقد ارتفعت نسبتهم من 41% عام 1988 الى 54%
عام 2003 وقد مثلت هذه الفئة حوالي 40% من الأصوات التي حصل عليها بوش
الأبن في الأنتخابات الرئاسية عام 2004 وتصل هذه النسبة الى 78% بين
البيض منهم . اما في الكونغرس فقد ارتفعت نسبة الأنجيليون من 10% عام
1970 الى اكثر من 25% عام 2004 كما يؤكد الكاتب . اما الأصوليون فعلى
الرغم من زيادة اعدادهم الا ان تأثيرهم لازال محدودا كما يقول .
هذا الدور المتزايد للأنجيلين في رأي
الكاتب له انعكاسيين على السياسة الخارجية الأمريكية :
أولا:
تزايد التركيز
على المساعدات الخارجية والمطالبة بالدفاع عن حقوق الأنسان ولكن بصورة
تختلف عن الصيغة التي كان يطرحها الليبراليون . فالأنجيليون قد طالبوا
بتحرر الأقليات المسيحية من الحكم العثماني في القرن التاسع عشر واليوم
هم يطالبون بأنهاء تجارة الرقيق الأبيض واساءة معاملة الأطفال وهم
يعطون اهمية خاصة لحرية التحول من دين لى آخراي الردة . اما في مايتعلق
بالمساعدات فانهم يفضلون اعطائها الى المنظمات الدينية بدل المؤسسات
الدولية .
ثانيا:الأنجيليون
يؤيدون تعميق التأييد لأسرائيل وذلك ليس جديدا لأن الصهيونية
البروتيستانتية ، كما يقول ، اقدم من اليهيودية المعاصرة ففي القرن
التاسع عشر طالبت الطائفة الأنجيلية ولعدة مرات السياسيين الأمريكان
بالمساعدة على قيام وطن قومي للهيود المضطهدين في اوروبا وفي ظل الحكم
العثماني ويضيف الكاتب ان الأنجيليون ينظرون
الى اليهود نظرة توارتية خاصة .
فالأنجيليون كبقية الطوائف المسيحية
يؤمنون بأنهم يمثلون ابناء اسرائيل الجدد والحقيقيون وهم ورثة الوعود
الربانية لليهود . ولكن الأنجيليون يعتقدون كذلك بعكس بقية المسيحيين
بأن لليهود دور في الخطة الألآهية . فعلى اساس دراسات للنبوءات
التوراتية والتي اجريت في القرنين السابع عشر والثامن عشر تكون لدى
الأنجيلين قناعة بأن اليهود سيعودون الى الأرض المقدسة قبل عودة المسيح
منتصرا .
وعلى الرغم من اعتقادهم بأن كثير من
اليهود سيتنصرون في الفترة السابقة لعودة المسيح الا انهم يعتقدون كذلك
ان اغلب اليهود لن يقبلوا بالمسيح قبل عودته وهذا يجعلهم اكثر قربا من
اليهود علما ان مارت لوثر كنغ كان يتوقع اقبال اليهود على المسيحية
بصورة كامله وعندما لم يحدث ذلك كان معاديا لهم وهذا الشعور في رأي
الكاتب غير متوقع ان يكون لدى الأنجيليين بسسب رؤيتهم السابقة للبعد
الزمني لتحول اليهود الى المسيحية اي انهم يعولون على تنصرهم مع عودة
المسيح .
ويرى الأنجيليون ان رضا الله عن
الولايات المتحدة مرتبطا بوقوفها مع اسرائيل ويؤكدون ، كما يقول الكاتب
، ان انتصارات اسرائيل على العرب خلال الفترة السابقة تؤكد ان غضب الله
يحل بمن يغضب اسرائيل اي العرب لذلك فان الكاتب يعزو تزايد التأييد
الأمريكي لأسرائيل في السنوات الماضية الى تزايد قوة الطائفة الأنجيلية
في مؤسسات صنع القرار الأمريكية .
اما الليبراليون المسيحيون فات
تأييدهم لليهود هو انطلاقا من مفهوم اننساني لما تعرضوا له من اضطهاد
كما يقول وبالتالي فان هذا التأيد بدا في التراجع في السنوات الأخيرة
لصالح الفلسطينيين لما تعرضوا له من ظلم اوقعته عليهم اسرائيل
ويختم الكاتب مقالته بطمأنة المجتمع الأمريكي الذي بدات بعض
شرائحه خاصة الليبرالية منها التخوف من المد الأنجيلي في السنوات
الأخيره بقوله ان المجتمع الأمريكي يتصف بالتنوع مما يجعل هيمنة فئة
معينة عليه امرا صعبا .
ويضيف ان الأنجيليين لديهم القدرة
للتعاون مع الآخرين كما فعلوا مع الكاثوليك واليهود والليبرالين وعلى
الرغم من موقف بعضهم العدائي تجاه المسلمين كاتهام احد قساسوتهم ( جيري
فارويل) لرسول المسلمين بالأرهاب الا ان تعاونهم مع المسلمين في بعض
القضايا كالعمل الخيري وما شابه ذلك لايمكن استبعاده .
و كل
ذلك بحسب المصدر المذكور نصا و دون تعليق.
المصدر:دار السلام
|