الولايات المتحدة تعمل على تنويع قطاع الطاقة في منطقة حوض بحر قزوين

 

 

مسؤول في الخارجية الأميركية: واشنطن ترحب باستثمارات روسيا بالطاقة في المنطقة

خط أنابيب باكو- تفليس – شيهان في خليج إسكندرون في جنوب تركيا. (إي بي) 

ذكر مسؤول أميركي أن الولايات المتحدة ترحّب بنهج روسيا لتعزيز قطاعات الطاقة في آسيا الوسطى، وجنوب آسيا والصين، بيد انها لا تود رؤية اي احتكار لإنتاج النفط والغاز وتصديرهما في المنطقة.

فقد أعلن نائب مساعد وزيرة الخارجية لشؤون أوروبا وأوراسيا ماثيو بريزا ان "التعاون في مجال الطاقة بمنطقة بحر قزوين مستحيل بمعزل عن روسيا" مشيرا الى أن نسبة 40 في المئة من جميع مشاريع بحر قزوين مرتبطة ارتباطا وثيقا بروسيا.

ودحض المسؤول الأميركي فكرة ان الولايات المتحدة وروسيا تتنافسان على النفوذ بين دول حوض بحر قزوين. وقال ان الدعم الأميركي لزيادة إمدادات الطاقة على الصعيد العالمي، وتقليص الضغوط من أجل الاحتكار، والحواجز الاقتصادية التي سببها انعدام وجود بنى تحتية خاصة بأنابيب النفط، ودعم التنمية الاقتصادية تمثل حلولا ايجابية، وكسبا للجميع بالنسبة لكامل المنطقة.

ولفت بريزا الذي كان يتحدّث الى الصحفيين بواشنطن يوم 9 الجاري، ان الولايات المتحدة ترحّب بالاستثمارات الروسية لا سيما حينما تكون هذه متصلة بصيانة البنى التحتية للغاز والنفط بالقرب من بحر قزوين وفي جنوب آسيا، وآسيا الوسطى والصين. ويذكر ان بعضا من هذه الأنابيب التي تم مدّها خلال عقد العشرينات من القرن الماضي أصبحت بالية وتستوجب تصليحات رئيسية لغرض إبقائها تعمل بصورة سلسة.

وخلال عقد التسعينات من القرن الماضي سعى عدد من بلدان حوض بحر قزوين لتطوير احتياطاتها من الغاز والنفط من خلال تأسيس شراكات مع العديد من شركات الطاقة الدولية، بيد ان هذه الشراكات ظلت تعتمد على خطوط أنابيب نفط تعود الى العهد السوفياتي لضخ موارد الطاقة الى الأسواق العالمية.

وقد أيدّت الولايات المتحدة جهود هذه البلدان والحكومات المضيفة لمساعدة المنطقة على تحقيق قدر أكبر من الاستقلال الاقتصادي من خلال زيادة خيارات الصادرات امامها، من خلال انشاء ممر للطاقة من الشرق االى الغرب يضم عددا من أنابيب النفط.

وقال بليزا إن الولايات المتحدة استثمرت أموالا في مشاريع مثل خط أنابيب باكو- تفليس - شيهان وخط أنابيب غاز جنوب القوقاز العتيد والمقرر ان يفتتح في وقت لاحق من العام الحالي، موضحا ان هذا يرمي للمساعدة في تنويع قطاع الطاقة في المنطقة من "خلال زيادة التنافس بواسطة توفير عدد من خطوط الانابيب."

واشاد بريزا بمشروعي خطوط الأنابيب ووصفهما بأنهما تجسيد "لانتصار الشراكة بين القطاعين العام والخاص".

ويذكر ان خط ,أنابيب باكو شيهان البالغة كلفته 4 بلايين دولار والذي يمتد 1600 كيلومتر افتتح رسميا في أيار/مايو 2005، وهو يضخّ النفط من جمهورية أذربيجان عبر جمهورية جورجيا الى ساحل تركيا على البحر المتوسط. اما خط الأنابيب الثاني وهو بطول 865 كيلومترا فيمتد على طول خط باكو- تفليس - شيهان، أيضا من باكو الى الحدود مع جورجيا ليرفد شبكة توزيع الغاز التركية وهو سيصل لاحقا الى أسواق في أنحاء جنوب شرق أوروبا.

وعن ذلك يقول بريزا: "ان هدف مشاريع خطوط الانابيب هو إيجاد مصدر للنفط والغاز يعول عليه تجاريا لضمان تأمين الإمدادات."

وفي كانون الثاني/يناير 2006، أوقفت شركة الغاز الطبيعي الحكومية في روسيا، غازبروم، مبيعاتها الى أوكرانيا، وذلك بعد نشوب نزاع على الاسعار، وبدأت الشركة الحكومية بخفط ضغط انابيب الضخ التي توصل إمدادات لا بأس بها الى غرب أوروبا. وكانت غازبروم قد منحت أوكرانيا مهلة نهائية هي 1/1 للموافقة على زيادة سعر النفط الروسي أربعة اضعاف بما يمثل بصورة اقرب أسعار الغاز في الاسواق العالمية.

واشار بريزا الى أن الولايات المتحدة ترى بأن خطوط أنابيب تمد تجاريا لا سيما من حوض بحر قزوين يمكن أن تسهم في تنويع اسواق الطاقة الأوروبية وأن تؤول الى قدر أكبر من أمن الطاقة ومن القدرة على التنبؤ عموما في أسواق النفط والغاز.

وكان بريزا قد أعلن في حزيران/يونيو الفائت أن "افتتاح خط أنابيب باكو-تفليس -شيهان مؤخرا وبدء العمل بخط جنوب القوقاز في وقت لاحق من العام 2006، إنما يمهدان الطريق أمام جيل جديد من البنى التحتية الخاصة بصدير كميات كبيرة من الغاز الطبيعي من أذربيجان الى اليونان وإيطاليا وبلدان حوض نهر الدانوب." (أنظر المقال المتعلق بالموضوع).

وقد شارك بريزا في حوار الكتروني على موقع يو اس إنفو حيث ناقش قضايا تتصل بخطوط أنابيب منطقة حوض بحر قزوين، وأسواق الطاقة في أوروبا.

و كل ذلك بحسب المصدر المذكور.

المصدر: نشرة واشنطن-15-8-2006