البطالة مفهومها...أنواعها...أساليب معالجتها
تشكل البطالة في مختلف دول العالم المشكلة الاولى، وهناك ما يقارب مليار عاطل عن العمل في الدول الفقيرة، وهناك نحو ثلاثة ملايين شخص ينضمون سنويا الى طابور البطالة في بلدان الشرق الاوسط وحدها، ويبدو ان البطالة دخلت مرحلة جديدة تختلف عن بطالة عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية. كانت البطالة جزءاً من الدورة الاقتصادية في البلدان الصناعية، بمعنى انها تظهر مع ظهور الركود الاقتصادي العالمي وتختفي مع مرحلة الانتعاش، اما الان فقد اصبحت البطالة، وفق ما يزيد على ربع قرن مشكلة هيكلية، بالرغم من تحقق الانتعاش والنمو الاقتصادي.. ولم يعرف الاتحاد السوفيتي السابق وبلدان المعسكر الاشتراكي البطالة سابقا... وفي البلدان النامية تتفاقم البطالة بشكل عام مع استمرار فشل جهود التنمية، وتفاقم الديون الخارجية، فضلا عن انتشار الامية، وتدني المستوى التعليمي، وضعف الاداء الاقتصادي وعدم مواكبة السياسة التعليمية والتدريبية لمتطلبات العمل، وزاد من خطورة الامر ان هناك فقرا شديدا في الفكر الاقتصادي الراهن لفهم مشكلة البطالة، وسبل الخروج منها، بل ان هناك تيارا فكريا ينتشر بقوة ينادي بأن البطالة اضحت مشكلة تخص ضحاياها، الذين فشلوا في التكيف مع ظروف المنافسة والعولمة... . معنى البطالة يقصد بالبطالة في المفهوم الاقتصادي: التوقف عن العمل او عدم توافر العمل لشخص قادر عليه وراغب فيه، وهو ما يطلق عليه مصطلح العاطل.. وهناك شرطان اساسيان يجتمعان معا لتعريف العاطل : أ- ان تكون قادرا على العمل. ب- ان تبحث عن فرصة عمل، يقابله الحصول على مستوى الاجر السائد، لكن دون جدوى... كما ينطبق هذان الشرطان على العاطلين الذين يدخلون سوق العمل لأول مرة، وعلى العاطلين الذين سبق لهم العمل، واضطروا لتركه لأي سبب من الاسباب... . - البطالة الدورية: وهي التي ترافق الدورة الاقتصادية، ومداها الزمني بين ثلاث وعشر سنين... . - البطالة الاحتكاكية: وهي البطالة التي تحدث بسبب التنقلات المستمرة للعاملين بين المناطق والمهن المختلفة. - البطالة الهيكلية: وهي نوع من التعطل يصيب جانبا من قوة العمل بسبب تغيرات هيكلية تحدث في الاقتصاد القومي. - البطالة السافرة: وهي حالة تعطل اكثر قوة وايلاما، وقد تكون دورية او احتكاكية او هيكلية. - البطالة المقنعة: وهي الحالة التي يتكدس فيها عدد كبير من العاملين بشكل يفوق الحالة الفعلية للعمل، مما يعني وجود عمالة زائدة او فائضة لا تنتج شيئا تقريبا، ويسود هذا النوع في اغلب مؤسسات القطاع العام في العراق... . أسباب تفشي البطالة تتفاوت معدلات البطالة، خاصة في البلدان النامية، ويأتي العراق في مقدمة دول الشرق الاوسط وبنسبة بطالة تقدر بـ 59% من حجم قوة العمل و31% بطالة مؤقتة ونحو 43% بطالة مقنعة كما تقدر نسبة النساء العاطلات بـ 85% من قوة عمل النساء في العراق. اولاً: فشل برامج التنمية في العناية بالجانب الاجتماعي بالقدر المناسب، وتراجع الاداء الاقتصادي، وتراجع قدرة القوانين المحفزة على الاستثمار في توليد فرص عمل بالقدر الكافي، وتراجع دور الدولة في ايجاد فرص عمل في مؤسسات الدولة والمرافق العامة، وانسحابها تدريجيا من ميدان الانتاج. ثانيا: الحروب التي خاضها العراق خلال العقود الثلاثة المنصرمة، والحصار الاقتصادي الدولي الشامل على العراق (1991-2003) وتدني مستوى الانتاج والتنمية الى ادنى مستوى، وتوجيه الدخل القومي نحو متطلبات الحروب. ثالثاً: تدمير ونهب وحرق مؤسسات الدولة والمال العام، وما تبع ذلك من اعمال التخريب والارهاب وتوقف تام للانتاج، وانخفاض كبير في صادرات النفط والضرائب. رابعاً: الفساد المالي والاداري الذي يعم كل مؤسسات الدولة واستمرار اعمال النهب والسرقة للمال العام وتهريب النفط، وما تتطلبه ظروف توفير الامن في البلاد. الاجراءات العاجلة لمعالجة مشكلة البطالة: - تشغيل الطاقات العاطلة الموجودة في مختلف قطاعات الاقتصاد القومي. - توفير الحماية الاجتماعية للعاطلين والتوسع في مشروعات الضمان الاجتماعي. - دعم وتشجيع القطاع الخاص المحلي ليأخذ دوره في عملية التحول نحو اقتصاد السوق. - التوسع في برامج التدريب واعادة التدريب بمختلف الصناعات والمهن. - خلق فرص عمل منتجة من خلال زيادة حجم الاستثمارات بشكل متوازن في مختلف القطاعات. - الارتقاء بمستوى التعليم والصحة والاسكان والرعاية الاجتماعية. - اصدار القوانين الخاصة بجذب الاستثمار الاجنبي. - خلق صناعة سياحية، فالبلد يزخر بالمواقع السياحية المختلفة. وكل ذلك بحسب المصدر المذكور. المصدر: جريدة الصباح-14-5-2006
|