المقال لا يـعـبـر عن رأي الـمـعهـد

 

لـعـراق الـغـد (2)

                                                                              

 

المهندس فـؤاد الصادق- مؤسسة مـمـكن  لحلّ الأزمات

 

7- الإرهاب بأنواعه،وأيا كانت الذرائع التي يتوسل بها للتبرير يناقض المعاييرالدينية والوطنية والإنسانية والقانونية والدولية ، وهوالذي يشل الجهود السلمية المخلصة لإستكمال سيادة العراق ، وبنائه وإعماره ، فلابد من تظافر الجهود لتفعيل العمليةالسياسية أكثر فأكثر، إلى جانب ستراتيجية سياسية ثقافية إعلامية إقتصادية تشريعية دبلوماسية أخلاقية مشتركة متوازية بعد خلق تفاهم وتعاون داخلي وإقليمي ودولي في إطارالسيادة العراقيةالكاملة،لمواجهة الإرهاب ،وذلك إضافة إلى الستراتيجية الأمنيةالعسكريةالنظيفة الحاسمة العصية على النفوذ والتسلل. وعن الإرهاب ومنظمات الإرهاب و تمويله يقول الإمام الشيرازي الراحل – ر - :

(( يحرم  تأسيس و تمويل منظمات الإرهاب ، و عصبات العنف و الرعب ، و قطاع الطرق و المنازل ، و اختطاف الطائرات و القاطرات ، كما يحرم الانتماء إليها والعمل فيها وأخذ الأجرة منها .)) *

8- القوة العسكرية الرادعة لوحدها لا تُمثلّ إقتداراً أو تفوقاً، بلْ لابد للإقتدار أيضاً مِن أن نجعل العراق قويا من الناحية السياسية والأدارية والمعلوماتية والتكنولوجية والإقتصادية والثقافية والإعلامية والإجتماعية والدبلوماسية و..،ووفقا لخطط مرحليةعملية مدروسة ، بعيدة عن العاطفيات والمزايدات والشعارات الإنتخابية،

وبتكريس هذا المفهوم الشامل للقوة يمكن تحقيق السيادة الكاملة ، وضمان إستقلال

القرارالعراقي .

9- إمتلاك القوة العسكرية شُرِّعَ للرّدع لا للإستخدام، فلا يجوز إستخدام القوة العسكرية إلا إستخداماً دفاعياً، ومحدوداً، وإضطرارياً، وبقدر ضرورة الضرورة، وفي ساحة المعركة فقط، وبعد إستنفاذ كلَّ السُبل والوسائل المتاحة الأخرى،وبعد توافر جميع الشروط المذكورة في فقه الجهاد، وفي إطار الأخلاقيات الإنسانية والعادلة التي رسمها الإسلامُ، وبإستجازة مِن مجلس الفقهاء المراجع، بالتعاون مع الخبراء والأكاديميين والأخصائيين،وعليه فالسلام يجب أن يكون هوالأصل في السياسة الداخلية والخارجية العراقية ،وفي ظل كل ما تقدم نرى أنه من الأفضل تبني الحياد الدائم ،وإستحصال الإعتراف الدولي بذلك الحياد لتكريسه بموجب معاهدات دولية،وذلك يشكل الخطوة الأولى للملمة جراحاته فالتفرغ لبناء العراق وإعماره ، وطمئنة دول الجواروالمحاورالأقليمية ودول العالم من العراق القوي الآمن الذي يطمح ويحلم كل عراقي برؤيته ، ونقصد بالحياد الدائم تحديدا : إعلان الدولة العراقية تعهدها بعدم اللجوء إلى القوة إلادفاعا عن إستقلالها ، وحفاظا على أرضها ، مقابل تعهد الدول المجاورة والدول الكبرى بإحترام حيادها وضمانه لها ضد كل دولة معتدية تحاول خرقه، وعليه فالحياد الذي ندعو اليه لايعني التخلي عن

المبادئ ، وانْ كانت الضرورة تملي ذلك الحياد ، والإضطرار يدفع إليه .     

10- رسم الستراتيجية الدبلوماسية العراقية في ظل الحياد الدائم ،وتعيين سلم الأولويات ، لتفعيلها على طريق :

أ- عقد إتفاقيات صداقة وتعاون ستراتيجية طويلة الأمد في إطارالمصالح المشتركة والإحترام المتبادل وعدم التدخل مع جميع أصدقاء وجيران وأشقاء العراق، بما في ذلك الدول الإسلامية والعربية ،  ولاسيما الدول التي وقفت إلى جانب الشعب العراقي في محنته مع النظام السابق ، ومازالت كذلك في مسيرته لإرساء الديمقراطية ، ومواجهة الإرهاب ،وإعادة إعمار العراق. 

ب- تحرك دبلوماسي مكثف على الدول الأوربية وروسيا والصين والهند وغيرها

من الدول التي لم تساند الخيارالديمقراطي للعراقيين بقوة، وذلك لشرح الأزمة المتسللة الى الملف العراقي جراء ذلك ، وأخطارها على السلام والإستقرار العالميين ، لتقريب وجهات النظر ، وتبديد المخاوف ، وإشراكها في إعادة إعمار العراق ، لخلق مصالح متبادلة ، فتفعيل العلاقات الثنائية ، فالإختلاف بين الأطراف الدولية المذكورة ، لتشابك مصالحها ،واضح ، وهو مما يراهن عليه المتورطون في النيل من إستقرار العراق .  

11- أن ممارسة العنف لا تنحصر في العمليات العسكرية، أوالإرهابية،بل منع التجارة الحرة العادلة،أومصادرة الأموال،أو تقييدالحريات الفردية،أوالإقتصادية،أو الإجتماعية،أو السياسية، أو الإعلامية - مثلاً- أيضاً مِن العنف، فيجب نبذ العنف بالمفهوم العام المتقدم، وصياغة التشريعات وبناء المؤسسات ورسم الخطط اللازمة

على طريق إلغاء العنف بكل أشكاله وأنواعه،وإنتهاج سياسة اللين والسِّلم وبعيداً عن العنف مطلقاً تأسياً بالرسول الأكرم وأهل بيته الطاهرين (عليهم الصلاة والسلام).

 

 

للحديث صلة

مؤسسة مـمـكن  لحلّ الأزمات - بغداد

 

 

لـعـراق الـغـد (1)◄◄◄

 

................................................................................................

*  فقه العولمة – الإمام الراحل السيد محمد الحسيني الشيرازي – ر-  ص280