كلمة ونصف - 1-

 

نظام المجتمع المدني العالمي

 

المهندس فؤاد الصادق

 

يُقال ان العالمَ انتقلَ مِن النظام الدولي العالمي، وهو يعايش حالياً بدايات للمرحلة الإنتقالية لظهور نظام ما يُسمى بظهور المجتمع المدني العالمي، وربما لا تستغرق المرحلة الإنتقالية المذكورة والحبلى بالفوضى برمتها أكثر مِن 5 أعوام ستمضي كالبرق أو أسرع.

فماذا نحن فاعلون؟

والمقصود بالنظام الدولي - بإيجاز وتبسيط - هو النظام الذي يرتفع خلاله الدول المتأتي مِن تفاعلات بين الدول ومؤسساتها الرسمية والتمثيلية، بينما المراد مِن النظام العالمي هو النظام الذي تزداد فيه كثافة الاتصالات والتفاعلات بين الشعوب والأفراد في العالم.

فـي الـوقت الـذي يعني نظام المجتمع المـدني العالمي المرتقب في جانب مِن مفهومه إزياد تفاعلات مؤسسات

المجتمع المدني، وربما إرتفاع دورها ايضا، والانتقال إلى النظام الجديد لا يبد ومستعبداً، بل يبقى احتمالاً وارداً وبقوة، وخاصة إذا كُتِبَ النجاح لدعوات الإصلاح والدمقرطة، ولاسيما الدعوات المتسمة بالحكمة والموضوعية والعقلانية، والتي تطمح إلى إصلاح له أسسه ومؤسساته وجذوره الداخلية شعبياً ونخبوياً ، كي تكون الدمقرطة ذاتية مستدامة تعالج جذور الإرهاب وتزرع التنمية الشاملة المرحلية المستدامة.

إذن التحول إلى ظهور هذا النظام وارد، وباحتمال قوي، ولكي لا نخرج كما خرجنا مِن المرحلتين السابقتين:

مرحلة النظام الدولي، ومرحلة النظام العالمي، وللخروج مِن الإقتصاء والتهميش والإحتزال لا مناص مِن الاهتمام، وعلى أعلى المستويات بدراسة كل متداخلات النظام المرتقب الجديد لوضع الإستراتيجيات والخطط والبرامج العملية الميدانية والسياسات والإجراءات الكفيلة بضمان دور إيجابي حضاري فاعل لأمتنا عالمياً والخطوة الأولى تأسيس مؤسسات رسمية (مجازة) غير حكومية فاعلة كثيرة متنوعة الأهداف والغايات ، ومعترف بها في المؤسسات الأممية، بل مدعومة مِن الأخيرة، هذا إضافة إلى التعاون والإمتداد الدولي والعالمي لكل مؤسسة.

الخلاصة وبچلمة ونص (كما في المثل العراقي) نحن بحاجة إلى مؤسسات المجتمع المدني وفي كافة المجالات وبالمواصفات المذكورة وغيرها المعروفة، وقد قال سبحانه وتعالى:

﴿وأتوا البيوت مِن أبوابها﴾.

﴿إن الله لا يغير ما بقوم حتى...﴾

وفي المثل الشعبي العراقي:

(اللي ما يعرف تدابير خطته تأكل شعيره)

فهلا نبدأ؟!

كي لا نقيم التماثيل مِن الثلج ثم نشكو أنها تذوب كما في المثل الألماني.