حول نهضة الصين

 

 

مايكل فاتيكيوتيس

 

إن البيانات والتصريحات الصينية الأخيرة حول علاقتها الحرجة مع الولايات المتحدة تحاول عكس أو تغيير الشعور بمواجهة مختمرة بعرض أو إظهار الصين (كقوة داعية إلى السلام) . ومثل تلك البيانات والتصريحات تبرز الخطابية المنسوجة بعناية التي صاحبت بزوغ الصين كقوة عالمية كبرى . وعلى الرغم من إغفال وتجاهل تلك البياناتوالتصريحات غالبا بوصفها دعاية جوفاء ,إلا أن الدبلوماسيين المفوهين في بكين قد استخدموا بمهارة هذه المفردات الدبلوماسية لايجاد الوهم بأن الصين هي المقابل القطبي لقوة عظمى تتصرف بشكل أحادي الجانب وتستخدم القوة العسكرية لتحقيق أهدافها . وفي آسيا , يتحقق من الوهم بعبارتين اثنتين من أكثر العبارات شيوعا في اللغة الدبلوماسية المسموعة في الدوائر الرسمية الصينية .

والعبارة الأولى هي أن الصين تمضي قدما في  ( النهضة السلمية )  وأن انخراطها مع سائر العالم هو على (أساس فوز بفوز) .

إن فكرة النهضة السلمية للصين كانت برعاية ودعم من زينغ بيجيان , وهوعالم من الحزب الشيوعي قريب من الرئيس هو جينتاو .

وكانت الفكرة التي تكمن وراء عبارة (النهضة السلمية) هي تخفيف وتهدئة المخاوف الإقليمية والدولية بشأن سرعة النمو الاقتصادي الصيني والفرد الحتمي لعضلاتها السياسية والعسكرية . لقد تنبأ وتوقع زينغ , بشكل صحيح , انتشار (نظرية التهديد الصيني). فقد بدا الكونغرس الأميركي يعمل على ترديد أغنية التهديد الصيني عندما اعترض على عرض ومسعى تنافسي من هيئة النفط الوطنية الصينية لشراء شركة (يونوكال) الأميركية.

وفي الشهور الأخيرة وصفت مؤسسات الدفاع في اليابان والولايات المتحدة نموا في القوة العسكرية الصينية بانه تهديد للأمن الإقليمي .

لقد بلغت فكرة (النهضة السلمية) ذروتها في السنتين الأوليين من إدارة هو جينتاو الجديدة وطبقت بتأثير ماهرعلى العلاقات مع الدول الآسيوية الأخرى . وقد هدأت الحكومات الإقليمية وأعطتها شعورا بالثقة بأن الصين تعني بالخير وليست تهديدا , حتى في الوقت الذي يستقطب فيه اقتصادها المتنامي الاستثمارت ورؤوس الأموال ويبعدها عن بقية آسيا , أو في الوقت الذي تم فيه نشر الصواريخ الباليستية قبالة ساحل جزيرة فوجيان وموجهة نحو تايوان .

وفي نفس واحد تقريبا , تحب الصين ان تدفع بأن اساس كل معاملاتها مع العالم الخارجي هو (فوز بفوز) أو استفادة كل الأطراف.

ويلوح المسئولون الصينيون بعضوية منظمة التجارة العالمية ويتعهدون بملء الفاه بالتمسك والالتزام بالاتفاقات الدولية ويعنون ضمنا أن دولا أخرى لا تفعل ذلك .

وحين تشتكي دول جارة صغيرة مثل تايلاند من أن التجارة الحرة في الفاكهة والخضراوات تجعل مزارعيها خارج نطاق العمل , تصر الصين على أنها مستعدة للخسارة حتى يمكن ان يكسبوا . وفي الواقع , فإن مثل الإشارات رمزية غالبا ولا تكلف الصين شيئا .

والآن مع تركيز الاهتمام على شهية الصين المفتوحة في مجال الطاقة , يستخدم المسئولون الصينيون سلاح (فوز بفوز)أواستفادة كل الأطراف للقضاء على المخاوف من حدوث صراع محتمل على مصادر الطاقة النادرة .

هناك أقاويل حول فكرة نهوض الصين , والتي يدفع بعض الدبلوماسيين الصينيين الحذرين بأنها تبدو مهددة ومنذرة بالخطر جدا مثل نهوض إمبراطورية .

ثم أن هناك أولئك المهتمين والقلقين بشأن المعنى الضمني بان الصين قد سقطت أرضا وتحتاج إلى النهوض مرة أخرى .

يقول الجنرال المتقاعد من الجيش الصيني والذي يدير الآن مؤسسة دراسات استراتيجية في بكين,يقول معلقا : إنني أفضل استخدام مصطلح التنمية السلمية . ولا شك أن بكين ستطرح الطريقة التي وصلت بها إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي حول موضوع حصص المنسوجات الشائك كمثال على مبدأ (فوز بفوز)أي استفادة كل الاطراف , ومبدأ (التنمية السلمية) .

إن المشكلة بالنسبة لمعادلة القوة الصينية الخطابية الواضحة هي ان ردة فعل واشنطن الغريزية على مسائل التجارة والأمن هي احتواء ومعاقبة الصين .

مايكل فاتيكيوتيس : زميل أبحاث زائر بمعهد الدراسات الجنوب شرق آسيوية , بسنغافورة

المصدر : ICAWS