اصدار خاص لمجلة بشرى في الذكرى الاولى لرحيل المقدس الشيرازي

 

 

الكتاب: إصدار خاص لمجلة بشرى، خلود الكلمة وسمو الاخلاق

المؤلف: مجموعة من الكاتبات

الناشر: مجلة بشرى، جمعية المودة والازدهار النسوية

عدد الصفحات: 66 من القطع المتوسط، ملون

عرض: علي حسين عبيد

 

 

شبكة النبأ: عُُرفت مجلة بشرى بمسعاها الجاد والمخلص في مخاطبة المرأة كي تسهم بتعميق افكارها الراقية وتزيد من حكمتها في التعامل مع شؤون الحياة وهي تستنبط مضمونها من أقلام النساء الكاتبات حصرا ليكون مسار المجلة الفكري والوجداني اكثر قربا الى المرأة من غيرها وفي هذا الاصدار الخاص الذي تقدمه مجلة بشرى بمناسبة الذكرى الاولى لرحيل الفقيه الفقيد السيد محمد رضا الشيرازي (رحمه الله) يبدو حضور (بشرى) جلي أيضا، حيث تم الاعلان المسبق لمسابقة ادبية فكرية منوعة مخصصة للنساء حصرا بمناسبة رحيل الفقيه المقدس الى جوار ربه، وقد أبدعت أقلام النسوة المشتركات في هذه المسابقة الاولى من نوعها لنحصل على هذا الاصدار المتميز بعد أن تفتحت قرائح النساء المخلصة الحنون الغنية بالافكار الاسلامية المستقاة من محاضرات وافكار الفقيه الفقيد (قدس سره).

فقد ضم هذا الاصدار المتميز بين دفتيه عددا من المقالات والبحوث والمواد الموزعة على عدد من الاجناس الادبية كالقصيدة والأقصوصة والخاطرة لعدد من الكاتبات المبدعات، فجاءت هذه الاعمال محملة بعبق الابداع والثراء الفكري واللغوي بما يتلاءم ويشمخ مع القامة الفكرية والاخلاقية العالية لفقيدنا الشيرازي المقدس الذي ترك لنا وللمرأة بالذات إرثا تعليميا مهما لا يمكن الاستغناء عنه في أي حال من الاحوال وقد بدأ هذا الاصدار المتميز بغلاف جذاب محلّى بصورة متفائلة لشخص الفقيه الراحل تعبّر عن عمق سعادته بلقاء ربه ورضاه النفسي عما تركه للمسلمات والمسلمين من إرث فكري يمكنهم الاعتماد عليه في تقويم حياتهم وترصينها من الاخطاء والعقبات وحين ننتقل الى المتن ستطالعنا الصفحة الاولى بكلمة مخلصة ورصينة لرئيسة تحرير مجلة بشرى الكاتبة (زينب صاحب حبيب) التي عوَّدت القارئ الكريم على عمق وصدق ورصانة مضامينها، حيث كتبت كلمتها هذه بقلب ثابت الجنان وبلغة ثرية ومحنكة في آن لتناسب عنوانها المؤثر والكبير حين امتزج المتن المتألق مع روعة العنوان لنصل الى مضمون صادق  ودقيق ومتميز حمل عنوان (تخليدا ووفاء للذكرى) وجاءت الكلمة مستهلا عميقا بحق وممثلا خير تمثيل للمكانة التي يحتلها الفقيه المقدس في قلب وضمير المرأة المسلمة، ومما جاء في هذه الكلمة: (ومن ضمن اهدافنا التي نسعى اليها دائما هي تعميم ثقافة الارتباط المستمر بالعلماء الاعلام وبيان منهجهم وتسليط الضوء على افكارهم ورؤاهم علنا نكون بتوفيق من الله سببا لتحقيق التواصل بين العلماء والمجتمع ومن هذا المنطلق وبما اننا نهتم بالجانب النسوي في المجتمع إرتأت ادارة تحرير مجلة بشرى النسوية وبمناسبة مرور عام من رحيل فقيه اهل البيت الفقيد آية الله السيد محمد رضا الحسيني الشيرازي –قدس سره- الاعلان عن مسابقة للكتابة للنساء فقط حول شخصية الفقيد) ثم ينتقل القارئ الكريم الى الحوار الذي أجري مع كريمة الفقيد الشيرازي (قدس سره) وهي تروي فيه وقائع واحداثا من حياة والدها الفقيد، وقد أشَّر هذا الحوار جانبا من اهتمامات الفقيد ومنها، إهتمامه بالنصح، وذكر الله تعالى واهتمامه بالصلاة عمود الدين، كذلك اهتمامه بالشيعة، وحبه الشديد للاطفال، وشدة احتياطه ودقته العالية في المواعيد، وادخال السرور لدى قلوب الجيران، وعظمة تعامله مع والدته، واهتمامه بصلة الرحم وخشوعه الشديد لله تعالى، وزهده الكبير، ثم يذكر لنا الحوار الوصايا التي كان يوصي بها المسلمين دائما .لنصل الى كلمة جديدة ومؤثرة أشد التأثير دبّجها قلم قدير للكاتبة (سالمين حسين) تحت عنوان (الفقيد الشيرازي... نسمات الفجر الدائم) وهي كلمة تنطوي على سمة صادقة ويفوح من بين سطورها عبق الوفاء للسيد الفقيد وشخصيته ذات السمات الايمانية المهيمنة على الجميع حيث جاء في كلمة سالمين:(نعم .. لقد كان آية الله السيد محمد رضا الشيرازي - قدس سره- صافي الروح مطمئن النفس الى درجة ان شخصيته الايمانية هيمنت بصورة تلقائية على النفوس) وكتبت شذى علي مقالها الذي (فاز في هذه المسابقة كأفضل مقال) تحت عنوان (بناء الاسرة المسلمة في فكر السيد محمد رضا الشيرازي-قدس سره-) تطرقت في مضمونه الى ما ورد في افكار ومحاضرات الفقيه الراحل عن المرأة المسلمة وكيفية تطوير دورها في بناء الاسرة واهمية هذا الدور حيث يؤكد السيد رحمه الله في عموم محاضراته التي تتعلق بالمرأة المسلمة على خطورة دورها في رعاية النشأ وتربية المجتمع وفق الاخلاق الاسلامية وعلى افضل وجه، وقد حاولت الكاتبة ان تستفيد من تجربتها الشخصية في الحياة كطالبة جامعية تتأهب للانتقال من دور الدراسة الى دور تأسيس الاسرة والتربية والعمل وما الى ذلك مستندة الى رؤى السيد الفقيه في هذا المجال الاجتماعي الهام وتركت الكاتبة احلام كاظم ابراهيم انطباعا مؤثرا لدى القارئ في خاطرتها المعنونة (لوعة وحنين) فلامست بذلك شغاف القلوب (وقلّبتْ المواجع) حيث يتذكر المتابعون والمسلمون مكانة السيد الراحل في قلوبهم وحياتهم وتأثير رحيله عليهم جميعا بحيث تحولت ذكراه المعطرة الى نفحات حنين دائم ولوعة لا تزول، لكن العزاء يتمثل بخلود ذكره وافكاره في قلوب الجميع، حيث تقول احلام في كلمتها: (إلهي كيف انساه وله في قلبي مرقد وله في عيني موضع عظيم) إن هذه المشاعر الصادقة لا يمكن ان تنطلق من فراغ بل إن منطلقها هو الصدق الحقيقي الكبير ثم نطالع رسالة لاحدى الكاتبات تحمل عنوان (رسالة الى روح السيد السعيد الفقيه الفقيد العالم الجليل محمد رضا الشيرازي - قدس سره-) وقد سُبكت هذه الرسالة بإسلوب السرد القصصي مما جعلها اكثر تأثيرا في القارئ وأكثر صدقا في توصيف احداثها وهي تتابع الفضائيات لا سيما الانوار التي نقلت خبر رحيل الفقيه الفقيد مما جعل الكاتبة تُصاب بحالة من الحيرة والارتباك وعدم تصديق الخبر ثم تسرد لنا حالتها بصيغة وجدانية مؤثرة ثم قدمت لنا الكاتبة علياء الكناني حوارا هاما مع سماحة آية الله الشيخ فاضل الصفار تناول حياة الفقيه الراحل وحمل عنوان (الشهيد محمد رضا الشيرازي بين الرحيل المبكر والأثر الخالد، ومما جاء من اقول للفقيه الراحل في هذا الحوار القيّم:

- لايبخل على تلاميذه بالتوجيه والنصيحة ولا يحرمهم من نبض عطائه

 - ان السيد تمكن من ان يجمع بين الاصالة والمعاصرة معا فيكون معاصرا وأصيلا لايتجاوز جذوره من اثماره.

 - كان يحفز النساء على روح العمل والصبر لاجل الاسلام وتبليغ الرسالة الاسلامية كما كان يوجه بتأسيس مؤسسات نسوية.)

وفي خاطرة جميلة للكاتبة قبس مكي محي تحت عنوان (علم ينير الدرب) يلتقي القارئ الكريم مع مشاعر جياشة منبعها الصدق ومنهلها توجيهات الفقيه الراحل وعمق التأثير الذي يتركه لدى متلقيه حيث تقول قبس: ( لقد انتابني شعور غريب وحركتني المشاعر وأخذ بي الفكر بعيدا عن الواقعية وانا اتحدث عن هذا العلم الرمز، فقد وجدت نفسي امام بحر لجاج تتقاذفني الامواج لغزارة العلم والمعرفة التي يمتلكها هذا الانسان وإني لأقف حائرة امام هذا المكنون العلمي الواسع في مختلف العلوم) ثم نقرأ البحث الذي حصل على جائزة افضل بحث في المسابقة وهو بعنوان (البعد العلمي للفقيد الشيرازي) للكاتبة دعاء صلاح حسين الاسدي ويخوض هذا البحث بإسلوب ممنهج وشيق في القدرة العلمية الكبيرة التي كوّنها الفقيه الراحل عبر سعيه الطويل ومثابرته الجادة في استحصال العلوم الدينية وغيرها ليكوّن له ثروة علميية تمكن من خلالها ان يقدم للمؤمنين مئات المحاضرات التي توزعت على كافة شؤون الحياة ومجالاتها المتعددة ومما جاء في هذا البحث: (لقد كان للسيد الراحل اسلوبا مميز، فدرسه يتميز بالحضور والنشاط العلمي وهذه الصفات ميزته عن بقية الدروس في الساحة العلمية، ان طرق التدريس في الحوزة العلمية ثلاث هي:

1- توضيح المادة من دون تعمق.

2- بيان العمق من دون توضيح المادة.

3- وكما جاء في رأي السيد الفقيه هو جمع بين الطريقتين اعلاه).

اما النص الادبي الذي فاز بالمرتبة الاولى فهو للكاتبة (آمنة علي) وجاء تحت عنوان (مع الفجر .. سافر البدر) وقد كُتب بإسلوب ادبي حديث وبلغة شفافة مناسبة حيث لم يقدم مضمونه بوضوح سافر بل أشرك معه القارئ في كتابة هذا النص من خلال اعادته لقراءة النص اكثر من مرة وهكذا هي النصوص المعاصرة التي لا تلغي دور القارئ في تأويل النص والمشاركة في كتابته مما يدل على ان الكتابات المعاصرة لا تنحصر في مجال دون غيره وان الكتابة في موضوع ديني يمكن ان تتم بلغة واسلوب معاصرين ونقرأ لبثينة الخفاجي مقالا بعنوان (ذكرى الرحيل وميلاد الخلود) تؤكد فيه من ضمن ما اكدته من مضامين جيدة على ان العلماء باقين ولا يمّحي ذكرهم حتى لو غادروا عالمنا هذا حيث جاء في هذا المقال:(وهكذا هم العظماء لا يفقدهم الموت ألق العظمة ووهجها بل يبزغ نجمهم ويشع بريقهم حين تعرج ارواحهم الزاهرة الى بارئها). ثم نقرا لزينب ناصر الأسدي خاطرة بعنوان (سيجعل لهم الرحمن ودّا). ومن البحوث الجيدة نقرا ايضا بحثا للكاتبة سهيلة كامل عبيد الحسناوي وهو بعنوان (المقدس الشيرازي والولاء لأهل البيت عليهم السلام).ثم نطالع قصيدة للمهندسة كوثر شاهين بعنوان (قصيدة الى الفقيه المقدس) ثم نطالع محاضرة للسيد الفقيه حول السيدة زينب بوصفها نموذج التربية الصالحة ورمز الدفاع عن الدين. ونطالع قصيدة مؤثرة بعنوان (خطب الأسى) للشاعرة تسنيم الحبيب. ثم بحث الكاتبة نصرة هلي الذي حمل عنوان (الفقيه الراحل - قدس سره- وروحه القوية المتوثبة).ثم قصيدة للشاعر وجود فيصل آل مدن بعنوان(وأحييت صلاتي) ومن الخواطر الرائعة نقرا خاطرة فازت بالمرتبة الاولى وحملت عنوان (سأذكرك سيدي في صفحات عمري نجما لا يغيب) ونطالع مقالا جيدا للكاتبة مديحة الكعبي حمل عنوان (شخصية المرأة المسلمة في فكر الفقيه الشيرازي - قدس سره-) ومن المقالات نقرأ ايضا للكاتبة صابرين هوال بعنوان (نظرة في حياة السيد محمد رضا الشيرازي - قدس سره-) ونقرأ ايضا خاطرة مؤثرة بعنوان (وبدأت الألحان تعزف على اوتار الحزن) لآيات أمين حبيب السيد جاسم. ثم خاطرة بقلم الكاتبة بشرى بعنوان (موتك درس لنا وحياتك رمز للعطاء).لنصل الى مسك الختام في الصفحة الأخيرة ( وكانت الكلمة الأخيرة) للكاتبة جنان مالك عبد الباقي وهكذا أبدعت بشرى بإدارتها المثابرة وبأقلام كاتباتها على انتاج مطبوع نوعي يوازي في مضامينه القيمة والممتازة عظمة هذه الذكرى التي تخص شخصية اسلامية لا يزول ذكرها ولا علمها من الذاكرة الاسلامية والانسانية ما بقي الانسان حيّاً في الكوكب الأرضي.

المصدر:annabaa.org