ازدياد عدد برامج الأطفال ولكن ما الفائدة؟
برامج مليئة بالألوان تجعل قنوات التلفزيونِ العربيةِ ذات مداخيل شبه معدومة؟ إنها برامج الأطفال. في الولايات المتّحدةِ وفي أسواق الإعلام الرئيسية الأخرى تحتل برامج الأطفال مكاناً عالياً من حيث الأرباح بموازاة منتجي الحبوب والصور المتحركة. لكن في العالمِ العربيِ، الحالة مَعْكُوسةُ: فمحطات برامج الأطفالِ تَقُولُ إن برامجهم تَجْذبُ القليل مِنْ الإهتمامِ حتى في ظل ازدياد طلب المذيعين على إنتاج الأسهمِ. إنْ لمْ يكن المالَ فما هو الذي يؤدي إلى النقص المستمرَ لبرامج الأطفالِ؟ بالإضافة إلى البرامج الدوريةَ، فإن الموجات الهوائية العربية تَشْهدُ تدفّقَ لقنوات الأطفالَ، بما فيها عروض من القنوات الرئيسة مثل الجزيرة وإم بي سي. من المفترض أن قناة الجزيرة للأطفال التي تديرها مؤسسةِ قطر اللاربحية لَيْسَت بحاجةُ للتمويل. أما مجموعةِ إم بي سي، فيعترف مدير التسويق مازن حايك، بأنّ "الكلفة أعلى مِنْ الدخل بالنسبة لقناةِ أطفالِ الشبكةَ، المعروفة بإم بي سي 3 ويضيف قائلاً "نحن لا يُمْكِنُنا أبَداً النَظْر إلى برامج الأطفالِ كنوع من العملِ نحن نَتبنّى نظرةَ أخلاقيةَ عندما يتعلق الأمر بأطفالَ". تلفزيون ذات مهمة قناة الجزيرة للأطفال "جْي سي سي"، التي لا تكلك أي إعلان، ان يتم التركيز على بناء مستقبل أفضل للأطفال العرب، طبقاً لماليكا علوان رئيسة التسويق والإتصالاتِ. وتضيف ماليكا "إننا نأخذ هذا الأمر كمهمّة. لكن هَلْ الافتقار إلى حافزِ والربحية يؤدي الربحيةِ إلى الافتقار في الابداع؟ وفقط لماذا يصعب كسب الأرباح من هذه البرامج؟ بالنسبة لعمر كورا مدير تنفيذي "للكرمة" للترفيه التثقيفي، الذي يُنتجُ النسخةَ المصريةَ "لشارعِ سمسمِ"، يدور الجوابُ حول الإدراك. يقول كورا "لا أحد حقاً يرغب بوضع الإعلانات على برامجِ الأطفالِ لأن المُعلنين العربَ يَمِيلونَ إلى إسْتِهْداف الأطفالِ ضمن سياقِ عوائلِهم، يُوضّحُ الكورا، هكذا يَحْجزُ الإعلاناتَ على قنواتِ البرامج العامّةِ بدلاً مِنْ واحدِ مختصة للأطفال. حتى الناس الذين يَبِيعونَ الشوكولاتةِ يركزون أكثرِ على المحطاتِ العامة لأنهم يَفترضونَ أن العائلات تشاهدها سوية. يُشيرُ حايك من "إم بي سي" إلى مشكلة أساسية أخرى تتعلق بقلةِ مصنعي الألعاب في المنطقةِ. في الأسواق التي تُنتجُ الألعاب، تتشارك مع المنتجين في قنواتِ التلفزيونِ للتراخيص وإتفاقياتِ تطويرِ المُنتَجِ. على أية حال وكلاء إستيرادِ المنطقةَ يَرونَ قيمةَ صَغيرةَ في مثل هذه الشراكاتِ. هناك أيضاً ما زالَ تردّد لاعتبار الأطفالِ كزبائن محتملون. "عِنْدَنا قاعدة بيانات ضخمة مِنْ الأطفالِ التي تَتفاعلُ بالقناةِ. إم بي سي 3 افتتحت قسم ترخيص تجاريِ في وقت مبكّر من هذه السَنَة وحايك يَريانِ مُتَاجَرَة صفقاتِ إمكانية طويلة المدى، لكن هو يعترف أن هذا لا يحدث اليوم. إبداع مكبوت مع القليل من التوجيه من عائدات الإعلانات، أخذت المحطات على عاتقها اختيار ما هو مناسب وملائم للصغار. في سوقِ اليومِ، هذا يَعْني برامج تربويةَ تعرف عادة بـ"الترفيه التثقيفي". بحسب مدير العلاقاتِ التنفيذي الإعلاميِ سالي موسى على قناة "إل بي سي آي" لبنان، فإن كل برامج الأطفال على القناة ذات هدف تربويَ وإنما بأسلوبِ ترفيهي. جي سي سي التي تتحكم ببثها تحرص على بث رسائل إيجابية للأطفال المشاهدين من خلال برنامج "كيدز باور". إن كل الدروس حول الأخلاق هي مفتاح أساسي من قناة الشبكة الدينية "المجد"، المجد للأطفال. لكن كمنتج، يَبْدو برنامج الكرمة محدوداً على الرغم مِنْ العدد المتزايدِ مِنْ برامج الأطفالِ. يَشْعرُ تشعر حين تدخل "جْي سي سي" أنك تَدْخلُ إلى قاعة دروس و"المجد" عِنْدَها كوّتُها الخاصةُ لبرامجها الدينيةُ. إمكانية النمو إن نصف سكان العالم العربي هم ما دون العشرين عاماً ما يعني إن هذا الجمهور موجه نحو برامج الأطفالِ في هذه المنطقة. "جْي سي سي" تنتج حالياً بحدود 40 بالمائة من برامجِها، وتسعى لزيادة هذه النسبة إلى 50 بالمائة وأكثرِ في السَنَوات القليلة القادمة، بحسب علوان. من جهته، طوّرَ الكرمة للترفيه التثقيفي برنامجان لمحطة التلفزيون الحكوميةِ المصريةِ، بما فيهما "حدوتة قبل النوم" حيث قَرأَ المَشاهيرَ المحليّينَ القصصَ إلى الأطفالِ. ويقول الكورا إن تراثنا الصادق قصّة قويُة ونحن أردنا تفضيله". يَبْدو أن جْي سي سي تتجه نحو هذه الفكرة أي فكرة الصور المتحركة فأنتجت "كليلة ودمنة" التي تُنشّطُ الحكاياتَ العربيةَ التقليديةَ للجمهور المعاصر. أما البرامج الأخرى قيد التطوير فهي مسرحية هزلية من إنتاج "الكرمة" موجهة للفتيات المتراوحة أعمارهن بين 10 و14 عاماً وهي شبيهة لمسرحية "ليزي ماغواير". حايك أيضاً متفائل بشأن الانتاج الخاصةِ مستشهداً بأم بي سي 3 ببرنامج حقق أعلى نسبة مشاهدة "قل لي كيف" وهو برنامج يعلم الأطفال حول قضايا بيئية بطريقة تفاعلية. لإم بي سي 3 إنتاج خاص آخر، وهو "عيش سفاري". ويقول حايك حَصلنَا على 10,000 بريد إلكتروني خلال ساعة مِنْ أطفالِ يريدون المُشَارَكَة في البرنامجِ وهذا أثلج قلوبنا. و كل ذلك بحسب المصدر المذكور نصا و دون تعليق. المصدر: mebjourna |