علماء يحاولون اكتشاف لماذا لا يشيخ بعض الناس؟ الإحساس بالعجز ذاتي.. والبعض في السبعين يجري 10 كيلومترات في 44 دقيقة ماري ويتنبرغ رئيسة جمعية عدائي الطرق في نيويورك، 44 سنة، عداءة سريعة وذات خبرة وقوية. ولكنها تجري بطريقة افضل خلف يوتولد بيالوكور الذي يمكنه جري 10 كيلومترات في أقل من 44 دقيقة. وتقول ماير انه مثل المقياس في معدلات عدوه. ويصعب علي متابعته، واشعر بالراحة عندما اتمكن من ذلك». وفي الوقت الذي يمكن فيه اعتبار اداء بيالوكور مثار حسد الكثير من الشباب، فإنه ليس شابا، فهو في الواحدة والسبعين من عمره. وهي واحدة من القضايا الغامضة فيما يتعلق بتقدم السن، طبقا لما ذكره الباحثون. لماذا يبقى شخص مثل بيالوكور في وضع صحي جيد بينما شخص آخر يبدأ بالشعور بالعجز في بدايات السبعينات من عمره. وتوضح تامارا هاريس، رئيس قسم امراض الشيخوخة في المعهد القومي لتقدم السن، ان ذلك هو القضية الرئيسية التي يواجهونها الآن. والسؤال هو لماذا يشيخ البعض بطريقة جيدة بينما لا يشيخ البعض الآخر بنفس الطريقة، ويتجهون نحو طريق ينتهي بهم فيما يعرف باسم الوهن. وتوضح الدكتورة هاريس ان الضعف يشمل الارهاق والوهن وفقدان الوزن وتلاشي كتلة العضلات وقوتها، وهي اعراض لم تفهم اسبابها حتى الآن. وقالت انها «تعني ان بعض الاشخاص يقضون وقتا طويلا من حياتهم بدون العديد من وظائف الجسد. ويجد اناس ذلك امرا مثيرا للحزن، وهناك نفقات رعاية صحية كبيرة». وقد اصيب العلماء والباحثون بالدهشة عندما وجدوا، انه في حالات كثيرة، يمكن لعامل واحد ـ مثل مرض متعلق بالقلب لم يكتشف ـ هو السبب الرئيسي وراء ضعف الناس. وربما لم يصابوا بأعراض تقليدية مثل ازمة قلبية او آلام في الصدر او ذبحة. ولكن امراض القلب يمكن ان تسد الاوعية الدموية المتجهة للدماغ والاقدام والكلية والقلب نفسه. وذلك يمكن ان يؤدي الى ارهاق او اضطراب عقلي او ضعف او انخفاض معدلات السير. ويشير الباحثون الى بارقة امل في هذا الاكتشاف ـ اذا كانت امراض القلب هي السبب الرئيسي وراء الكثير من اعراض الشيخوخة، فأنه من الممكن ابطاء او تأخير او منع العديد من هذه التغييرات بعلاج الحالة الطبية. ويوجد اكتشاف آخر مثير للدهشة بالنسبة للعلماء المتشككين لانه يبدو بالنسبة للعديد مثل الكليشيه التقليدي بأنك كبير مثلما تشعر. فالدراسات الصارمة تظهر الآن ان سماع او رؤية طرق علاج مزيفة وكئيبة بخصوص ما يمكن ان يبدو عليه كبر السن يمكن ان تدفع الناس الى السير بطريقة اكثر بطئا او عدم السماع او التذكر بطريقة جيدة، بل ويمكن ان تؤثر على وضع القلب. بينما الصور الايجابية للشيخوخة فإنها ذات تأثير ايجابي. والرسائل المستمرة في ان كبار السن يجب ان يكونوا بطيئين وضعفاء وكثيري النسيان ليست هي السبب لمتلازمة الضعف. ولكن ربما تساعد في دفع الناس نحو هذا الطريق. غير انه وجهة نظر يمكن ان تؤدي الى تحميل الضحية المسؤولية، وقد قاومها بعض العلماء. أما الآن، فإن المزيد منهم يشير الى انهم بدأوا في تبنيها مع زيادة الادلة. ويقول ريتشار زومان مدير مكتب برنامج الابحاث السلوكية والاجتماعية في المعهد الوطني للشيخوخة «لقد تغيرت وجهة نظري المتشككة. فهناك العديد من الادلة المتزايدة بأن هذه الخبرات الذاتية ربما تكون اكثر اهمية مما كنا نعتقد». ومبادرة ايلينور سايمونسيك في الجوانب غير المتعلقة بكبر السن جاءت مع بحث ساعدت في إجرائه. والسؤال يكمن في ما اذا كان كبار السن الذين يتمتعون بقوة نسبية يعيشون ايضا فترة اطول. ورأت ايلينور كأخصائية علم الأمراض بالمعهد الوطني للبحوث والدراسات الخاصة بالشيخوخة ان الوقت قد حان كي تكون هناك مطالبة قوية. وتمكنت ايلينور وزملاؤها من جمع 3075 من الرجال والنساء في السبعينات من عمرهم ويتمتعون بصحة جيدة ويمشون لمسافة ربع ميل بدون أي مشاكل، كما لا يواجهون مشاكل ايضا في صعود وهبوط السلالم. فقد طلب من كل هؤلاء المشي في الممر جيئة وذهابا لفترة عشر دقائق لمسافة ربع ميل مع المحافظة على مستوى الخطوة في المشي وبدون توقف للراحة. لم يتمكن ربع المشاركين من القيام بهذا التمرين. المسألة لم تكن فقط حول السن. متوسط سن الذين نجحوا في أداء التمرين 73 عاما، وهو نفس متوسط عمر الذين لم يستطيعوا أداء التمرين. ويوضح د. هاريس: «اعتقد ان بوسع غالبية الناس المشي بتمهل، لكننا نطلب منهم ان يمشوا بأسرع ما يستطيعون بدون توقف. هذا ما لا يستطيع الناس فعله». البعض كان يمشي بخطوات صغيرة وايقاع صعب الى ان اضطر الباحثون إلى ابلاغهم بأن بوسعهم التوقف، إذ بدا واضحا انه لن يكون بوسعهم الانتهاء مطلقا. ويقول د. سايمون ان آخرين قالوا انهم اصيبوا بالإجهاد ولا يستطيعون المواصلة. وقال ايضا انه امر مؤسف. وشرح معلقا: «المسألة لم تكن وكأننا قد وضعناهم على ماكينات الركض. يحس الشخص وكأنهم ببساطة اجهدوا تماما». اصبحت المشكلة أكثر سوءا، إذا قال هاريس ان ثلث المجموعة التي استطاعت المشي لمسافة ربع ميل بدأوا يشعرون بالإجهاد. نشر الباحثون معلوماتهم بمجلة الرابطة الطبية الاميركية في عددها الصادر في 3 مايو (آيار) الماضي وتوصلوا الى ان العجز عن المشي لمسافة ربع ميل لفترة خمس دقائق يشير الى وجود مشكلة. وفي كل دقيقة بعد الخمس تزيد مخاطر الموت خلال السنوات الاربع المقبلة بمعدل ثلث، فيما تزيد مخاطر الاصابة بذبحة صدرية بنسبة 20 في المائة ومخاطر التعرض للإصابة بإعاقة بمعدل نصف. الذين تستغرق لديهم عملية المشي لربع ميل ما يزيد على ست دقائق يواجهون نفس نسبة مخاطر الموت بالذبحة الصدرية مثل الذين لا يستطيعون قطع المسافة والتأثير مستقل عن العمر. قاد ذلك الى السؤال التالي: هل يمكن من خلال تعليم الناس كيفية المشي لمسافات ابعد وبسرعة منع ضعف الجسم الى الدرجة التي يصبح معها المشي صعبا؟ يأمل د. جاك غورالنيك، كبير مسؤولي مختبر عمل الأمراض، في ان يصبح ذلك واقعا، إذ ان دراسة جديدة ساعد على إجرائها توصلت الى ان بوسع الاشخاص كبار السن المشي بسرعة وتحسين توازنهم والقيام من على المقاعد بسهولة. ويعتزم غورالنيك توسيع الدراسة للتوصل الى ما تساعد مثل هذه التدريبات هؤلاء على الإبقاء على قدراتهم في المشي وتحسين صحتهم. و كل ذلك بحسب المصدر المذكور. المصدر: الشرق الأوسط اللندنية نقلا عن نيويورك تايمز-7-10-2006
محمد علي صالح
كيسنجر: الحياة بلا انسحاب 90% من سمعة السياسي الجيدة تذهب ضحية الـ10% من سمعته السيئة «لا يمكن ان تكون هناك ازمة جديدة الاسبوع المقبل، فجدول اعمالي ممتلئ بالفعل».. واحدة من عبارات هنري كيسنجر الشهيرة، وهو وان قالها وهو في عز انشغاله وانهماكه، الا انه يمكن ان يقولها الان بعد ان بلغ 83 عاما. فهو حاليا وكما كشف كتاب الصحافي الاميركي بوب وودورد «حالة انكار: بوش في الحرب» يعمل مستشارا للرئيس الاميركي جورج بوش ونائبه ديك تشيني للعراق، بالاضافة الى عمله في مكتب للاستشارات يحمل اسمه، وكتابته الدورية للصحف، والقائه محاضرات هنا وهناك. وكيسنجر، الذي غادر عمله كوزير لخارجية اميركا عام 1976 بعد هزيمة الرئيس الاسبق جيرالد فورد امام الرئيس الاسبق جيمي كارتر، لم يحافظ فقط على ذهنه المتقد والعمل بدوام كامل طول اليوم، بل حافظ ايضا على كونه اكثر الشخصيات المثيرة للجدل في اميركا والعالم. وأكثر الشخصيات حبا وتمتعا بالحياة وبمباهجها العديدة، ..... . ويمكن وصف فلسفة كيسنجر في الحياة عموما «عدم الانسحاب»، فهو يرفض الانسحاب من الحياة العامة والسياسية، كما رفض الانسحاب من فيتنام برغم الهزائم، كما يرفض الانسحاب من العراق. وقال وودورد في كتابه ان نصيحة كيسنجر الاساسية لبوش وتشيني هي عدم الانسحاب. وذكر وودورد ان كيسنجر قال لبوش: «احسن استراتيجية للانسحاب هي النصر على المعارضة العراقية المسلحة». وشدد «لا تنسحبوا. اذا عرف الصحافيون وأعضاء الكونغرس والاميركيون الذين لا يحبون المشاكل انكم ستنسحبون، ستكون هذه نهايتكم.» كان كيسنجر وزير خارجية في ادارة نيكسون عندما انسحبت القوات الاميركية من فيتنام الجنوبية، بعد انتصار ثوار «فيات كونغ» الشيوعيين بمساعدة حكومة فيتنام الشمالية. وقال الكتاب ان كيسنجر حذر بوش ونائبه من تكرار ما اسماه «خطأ الانسحاب» وكان كيسنجر حذر، قبل 37 سنة، الرئيس نيكسون من الانسحاب من فيتنام، وكتب له خطابا يوم 10 ـ 9 ـ 1969 قال فيه: «تعرف، يا سيادة الرئيس، ان الاميركيين يحبون الفول السوداني. كلما ننسحب من فيتنام، جنديا بعد جندي، كأننا نقدم للاميركيين الفول السوداني، حبة بعد حبة. سيطلبون المزيد». وقال وودورد ان كيسنجر زار البيت الابيض، في السنة الماضية، وأعطى نسخة من خطابه الى الرئيس نيكسون الى واحد من مساعدي الرئيس بوش. وحذره: «لا تكرروا خطأ فيتنام في العراق.» فمن هو عدو الانسحابات هذا ؟ ولد كيسنجر في 27 مايو (ايار) 1923 في المانيا من ابوين يهوديين، انتميا الى اقليم «بادكسنغن»، ومن هنا جاء اسم «كيسنجر». وهاجرت العائلة الى نيويورك في اميركا عندما بدأ الزعيم الالماني هتلر حملته لابادة اليهود. وكان عمر كيسنجر 15 سنة عندما وصل الى نيويورك. وغير اسمه الاول من «هاينز» الى «هنري»، في محاولة لتقليل اهمية يهوديته. وبالرغم من انه تلقى تعليمه الثانوي في مدرسة بمانهاتن، الا انه لم يفقد لكنته الالمانية. وخلال دراسته، كان يعمل صباحا في مصنع لفرش الحلاقة، وفي الليل يحضر دروسه. وخلال دراسته في جامعة «سيتي كوليدج» في نيويورك عام 1943 استدعي الى الخدمة العسكرية، واستفادت القوات الاميركية المسلحة من لغته الالمانية، وعمل مترجما خلال الحرب في وحدة الاستخبارات، وبعد نهاية الحرب وهزيمة المانيا، انتقل الى المانيا حيث عمل في ترجمة اوراق الاستخبارات الالمانية، وساعد على القبض على الذين عملوا فيها. درس كيسنجر، بعد عودته من المانيا، في جامعة هارفارد. وقال بعض الناس انه كان اذكى طالب في تاريخ الجامعة لأنه حصل على اعلى رقم مع نهاية كل سنة من السنوات الاربع (لكن، فتش معارضوه وثائق الجامعة، ووجدوا انه حصل مرة واحدة على درجة اقل). نال كيسنجر شهادته الجامعية في العلوم السياسية من جامعة هارفارد عام 1950، ثم نال الماجستير 1952، ثم الدكتوراه 1954 وكانت اطروحته عن الدبلوماسي النمساوي مترنيخ. ولم يخف كيسنجر حبه للرجل الذي وحد النمسا بالقوة، وترأس مؤتمر برلين الذي قسّم اوروبا (بعد سقوط امبراطورية نابليون بونابرت الفرنسية)، وافتخر بأنه يؤمن بالتدخل في شؤون الدول الاخرى لتحقيق اهدافه. وبعد ذلك ومع تبلور طموحه السياسي، عمل كيسنجر مستشارا لعمدة نيويورك في الستينات نيلسون روكفلر الذي سعى للترشح للرئاسة الاميركية عن الحزب الجمهوري 1960 و1964 و1968 بدون نجاح. لكن قدرات نيكسون ظهرت للعيان خلال هذه السنوات، والأفكار التي طورها مع روكفلر لفتت الانظار اليه، ولهذا عندما فاز نيكسون بالرئاسة 1968 لم يكن غريبا ان يعرض على كيسنجر منصب مستشار الامن القومي الاميركي، فوافق الاخير بدون تردد. وكان كيسنجر اول يهودي وأول شخص ولد خارج اميركا يعين في هذا المنصب، وانتقد ذلك بعض المعارضين. لكن، قالت اغلبية الذين عارضوه وانتقدوه انها فعلت ذلك ليس لأن كيسنجر يهودي او اجنبي، ولكن لسببين آخرين: اولا، ركز كيسنجر في سياسته على «ميزان القوى»، وتأثر بالجنرال الالماني كارل كلاوسفتس الذي قال ان «الحرب امتداد للسياسة». وتأثر بالدبلوماسي كلمنت مترنيخ، الذي وحد النمسا بالقوة. وتأثر بالجنرال الالماني اوتو بسمارك، الذي وحد المانيا بالقوة، ثم توسع داخل اوروبا بالقوة ايضا. ثانيا، اتبع كيسنجر، في معاملته مع الناس والدول، اسلوب المناكفات والمناورات والمراوغات. وفقد، لهذا، بالاضافة الى اعدائه، اصدقاءه الذين لم يعودوا يثقون به. تفانى كيسنجر في عمله تحت رئاسة نيكسون (كمستشار للامن القومي من 1969 الى 1973، ثم وزيرا للخارجية حتى 1974 تحت رئاسة نيكسون، ثم اكمل وزيرا للخارجية حتى 1977 مع فورد بعد فضيحة ووترغيت واستقالة نيكسون). ووجد كيسنجر هذه السنوات فرصة مناسبة لتطبيق نظريات كلاوسفتس، وبسمارك، ومترنيخ، وغيرهم من فلاسفة «ميزان القوى» و«السياسة الواقعية». ويعود الفضل الى كيسنجر في اتفاقية الوفاق بين اميركا وروسيا، وفي اعتراف اميركا بالصين. وخلال سنوات عمله اثبت كيسنجر انه استاذ السياسة الواقعية ليس على المستوى الاميركي، بل على المستوى العالمي، فهو وان كان من أشد المناصرين لمبدأ توازن القوى العالمية، الا انه ايضا لا يغفل أهمية المصالح بين الدول، ولهذا لم يجد صعوبة في الاقتراب من الصين وروسيا اللتين كانتا عدوتين ايديولوجيتين لدودين لاميركا، لكنها ايضا شريكتان محتملتان اقتصاديا واستراتيجيا. وليس من قبيل المبالغة القول ان كيسنجر أهم وزير خارجية في تاريخ اميركا، وأكثرهم نفوذا وتأثيرا. وسنواته الذهبية كانت تحديدا بين 1969 و1977. وخلال هذه السنوات كان كيسنجر العقل المدبر لكل العلاقات الخارجية الاميركية. ولا تنطلق افكار كيسنجر من الايمان بجدوى التعاون الدولي على غرار جوزيف ناي، ولكن على اساس ان حماية امن اميركا ومصالحها ترتبط بتعزيز علاقاتها بالقوى الكبرى، حتى اذا كانت منافسة اقليميا او دوليا. وكجزء من هذا الاستراتيجية وقعت اميركا والاتحاد السوفيتي السابق اتفاقية «سالت ـ 1» من اجل الحد من انتشار الاسلحة الاستراتيجية والصواريخ البالستية مع الزعيم السوفيتي ليونيد برجنيف. وهذه الاتفاقية تعد حجر الاساس حتى اليوم في اتفاقيات منع انتشار الاسلحة الاستراتيجية بين اميركا والاتحاد السوفيتي السابق. ومن اجل الضغط على الاتحاد السوفيتي، قام كيسنجر بزيارتين سريتين الى الصين في يوليو واكتوبر 1971 والتقى مع رئيس الوزراء الصيني شو ان لاي، وقد مهدت هذه الخطوات الطريق امام قمة تاريخية بين كيسنجر وماو تسيتونغ زعيم الحزب الشيوعي الصين انذاك وشو 1972، ادت الى تطبيع العلاقات بين البلدين وانهاء مقاطعة سياسية استمرت 23 عاما. اما النتيجة الاهم، فكانت تشكيل محور صيني ـ اميركي لاحتواء النفوذ السوفيتي في اوروبا الشرقية واسيا، وفتح ابواب التعاون الاقتصادي والاستراتيجي بين الصين واميركا، وهو ما ادى الى ترك الصين تدريجيا سياسة الانغلاق الاقتصادي والمركزية في الادارة لتصبح واحدة من أهم القوى الاقتصادية في عالم اليوم، وبالتالي لا غرابة في ان يعرف كيسنجر حتى اليوم بين السياسيين الصينيين، بأنه «اقدم صديق للشعب الصيني». وبرغم ان كل ادارة نيكسون كانت بلا شعبية بسبب رفض الحرب، الا ان كيسنجر كان الاكثر شعبية بين المكروهين وذلك بسبب ذكائه، وبراعته الدبلوماسية. لكن هناك سببا اخر، وهو ان كسينجر لم يكن متورطا في ووترغيت بأي طريقه، وبالتالي وفيما استقال نيكسون والعديد من مساعديه، لم يضطر كيسنجر للاستقالة، وعرف بأنه «الرجل الوحيد النظيف» وسطهم. وفي وصفه لاستقالة نيكسون قال كسينجر «كانت مأساة على الطريقة الاغريقية. نيكسون اقتفى اثر طبيعته. وما ان بدأ الامر، لم يكن لينتهي الا بهذه الطريقة». وربما يعود السبب في ان كيسنجر لم يكن على معرفة بفضيحة التجسس على مكالمات الحزب الديمقراطي، هو ان نيكسون لم يكن يثق به. وقد كشفت ذلك وثائق تسجيلات تلفونات نيكسون، التي اوضحت ان نيكسون لم يكن لا يثق فقط باليهود، ولكن كان، ايضا، لا يحبهم. وقال نيكسون مرة لكيسنجر انه لا يثق «بيهود وزارة العمل». وطلب من كيسنجر كتابة قائمة باسمائهم لمراقبة تلفوناتهم ومراجعة دفعهم للضرائب. كتب نيكسون في كتاب مذكراته: «يشكل اليهود شلة قوية وغنية، ويتفانون في خدمة اسرائيل» وكتب كمال فهمي، وزير خارجية مصر خلال مفاوضات وقف النار بعد حرب اكتوبر، سنة 1973، في كتاب مذكراته ان نيكسون كان يشير الى كيسنجر بأنه «الولد اليهودي». وكتب جون ارلخمان، مستشار نيكسون، في كتاب مذكراته ان كيسنجر كان يتعمد عدم الحديث عن يهوديته، بسبب نيكسون. وقد قلل ايزاكوف، مؤلف كتاب «كيسنجر»، من أهمية تأييد كيسنجر لاسرائيل، بسبب كونه يهوديا. وقال ان كيسنجر، طبعا، «حريص على امن اسرائيل، ويعرف انها محاطة باعداء، ويخشى من ان نهايتها ستكون كارثة اخرى لليهود، ليس فقط في اسرائيل، ولكن في كل العالم». لكن كيسنجر، حسب كلام ايزاكوف، «انتقد اسرائيل عندما احس ان سياستها تهدد امنها». طبعا، لم ينتقد كيسنجر اسرائيل علنا، لكنه اكد مرات كثيرة انه نقل نقده الى قادة اسرائيل او الى قادة يهود اميركا خلال اجتماعات سرية. لكن كيسنجر الذي يكثر من المزاح، وتندر مرات كثيرة على اسرائيل، في صورة نقد غير مباشر، قال مرة: «لو لم اكن يهوديا، كنت معاديا للسامية». وقال مرة اخرى: «اي شعب ظلم الفي سنة لا بد ان يكون ارتكب خطأ ما». وكتب ايزاكوف ان مدلكا اسرائيليا كان يدلك كيسنجر في فندق في القدس، خلال واحدة من زياراته لاسرائيل. وسأله كيسنجر: «ماذا تقولون عني؟» اجاب المدلك: «هل انت معنا او ضدنا؟». وكما تمكن كيسنجر من التفاوض مع الصينيين والسوفيات خلال الحرب الباردة، تمكن من الحوار مع المصريين حول السلام بينها وبين اسرائيل بعدحرب 1973. وهو في هذا الصدد قال مرة «لا يمكن ان ندخل حربا في الشرق الاوسط بدون مصر ولا يمكن ان نصنع سلاما بدون سورية». وكما ارتبط اسم كيسنجر باسرائيل، ارتبط بحرب فيتنام. فقد وجد كيسنجر فيتنام، مرة اخرى، فرصة لتطبيق نظريات كلاوسفتس، ومترنيخ، وبسمارك. وفي دفاعه عن الحرب قال مرة «الحرب الفيتنامية حتمت علينا ان نركز على المصلحة القومية الاميركية، أكثر من المبادئ المجردة». لكنه، فشل لأن الفيتناميين هزموه وهزموا فلاسفته. وجاءت الهزيمة على الطريقة الشرقية: بطيئة، وهادئة: اولا، قال كيسنجر، سنة 1970، قبل الهزيمة بخمس سنوات، انه سيحقق في فيتنام «سلاما مشرفا»، وقاد وفدا الى باريس للتفاوض مع ثوار «فيات كونغ». وكان ذلك اول فشل، لأن الاميركيين كانوا يرفضون التفاوض مع «الاعداء». ثانيا، اعلن كيسنجر نظرية «الفيتمنة» (سحب القوات الاميركية تدريجيا من المدن والارياف، وتسليمها للقوات والشرطة المحلية). وفشلت هذه ايضا لأن هذه القوات المحلية كانت ضعيفة او فاسدة او الاثنتين معا. ثالثا، وسع كيسنجر نطاق الحرب، وذلك بضرب كمبوديا المجاورة لفيتنام، وذلك بحجة ان الثوار يتسللون من الاولى الى الثانية. لكن حرب كمبوديا، كما صور فيلم «حقول القتل» (الذي صدر بعد الحرب بثلاثين سنة) كانت، نفسها، كارثة انسانية واستراتيجية كبرى. وهكذا، رغم ان الصحافيين الاميركيين والشعب الاميركي ايدوا حرب فيتنام في البداية، لكنهم، بعد سنوات قليلة، احسوا ان كيسنجر اما اخطأ عندما وعد بتحقيق «سلام مشرف»، او اخطأ عندما لم يقدر على تنفيذ وعده، او الاثنين معا. وغضبوا على اسلوب كيسنجر الشخصي، على مناكفاته، ومناوراته، وحيله. وبالرغم من ان كيسنجر نال سنة 1973، جائزة نوبل للسلام بالاشتراك مع وزير خارجية فيتنام الشمالية، لي دوك ثو، الذي وقع معه اتفاقية نهاية الحرب، الا ان كيسنجر لم يقدر على ان يسافر الى النرويج ليتسلم الجائزة خوفا من المظاهرات المعارضة للحرب (تسلم الجائزة السفير الاميركي في النرويج، وارسلها له. كما رفض لي دوك ثو، وزير خارجية فيتنام الشمالية قبول الجائزة، ولم يسافر الى النرويج، ولم يرسل من ينوب عنه. قال ان الحرب لن تنته حتى تسقط سايغون، عاصمة فيتنام الجنوبية، وحتى تسقط حكومتها الفاسدة الموالية لأميركا. وحدث ذلك بعد سنتين. لكن هذا لا شيء مقارنة بما سيأتي، فخلال السنوات الماضية فتحت أكثر من منظمة حقوقية قضايا بحق كيسنجر على أساس ارتكابه جرائم حرب في فيتنام وكمبوديا، وبعضها سلم الاميركيين طلبا لاجبار كيسنجر على المثول امام محاكمة دولية للنظر في التهم الموجهة اليه. لكن سمعة كيسنجر لم تتضرر من هذا فقط، بل تضررت ايضا من توفير واشنطن دعما للديكتاتوريات في اميركا اللاتينية واسيا لمجرد عدائها للشيوعية. وأسوأ شيء تورط فيه كيسنجر كان موافقته على التدخل في شؤون تشيلي واطاحة الرئيس المنتخب ديمقراطيا سلفادور الليندي، وتنصيب حاكم موالٍ لاميركا هو اوغستو بينوشيه. وخلال التحقيقات في جرائم حرب موجهة الى بينوشيه، طلب قاضي التحقيق استجواب كيسنجر. لكن بالنسبة لكيسنجر لم يكن هذا تدخلا سلبيا في الشؤون الداخلية لبلد اخر، بل كان اصلاحا لامر فاسد وهو قال في هذا الصدد «لا ادري كيف يمكن ان نقف لنراقب دولة تتجه للشيوعية بسبب عدم مسؤولية شعبها. القضية أكثر أهمية بكثير من ان تترك لشعب شيلي ليقرر هذا بنفسه» وخلال سنوات عمله لم يتمتع كيسنجر بشعبية بسبب نهجه، فالليبراليون والمعادون للحرب، انتقدوه بسبب التدخل في شؤون الدول الاخرى، والصقور المناوئون للشيوعية انتقدوه بسبب سياسته التي تقوم على الحوار مع دول الكتلة الاشتراكية. وهو في هذا وذاك كان يردد عبارتين شهيرتين له «كل نجاح يقود صاحبة الى مشاكل أكبر»، و«القائد لا يستحق هذه الصفة، ما لم يكن مستعدا في بعض الاحيان للوقوف وحده». ترك كيسنجر منصبه كوزير للخارجية عندما فاز في انتخابات الرئاسة حاكم ولاية جورجيا الديمقراطي والقادم من خارج واشنطن جيمي كارتر عام 1976 على فورد. وقد انتقد كارتر كيسنجر حلال حملته الانتخابية قائلا انه ادار وحده السياسة الخارجية الاميركية لسنوات. لكن كارتر لم ينجح في ولايته الثانية، و فاز الجمهوريون ثانية ممثلين في رونالد ريغان 1980. غير ان دور كيسنجر في ادارة ريغان كان محدودا جدا، وذلك ان المحافظين الجدد الذين كانت لهم اليد الطولى في ادارة ريغان، لم ترق لهم افكار كيسنجر حول التعاون والانفتاح مع اعداء ايديولوجيين مثل الصين والاتحاد السوفيتي السابق. و خلال السنوات اللاحقة كرس كيسنجر عمله في مجال الاستشارات السياسية، والتعليق والكتابة للصحف والقاء المحاضرات، الى ان عينه الرئيس الاميركي جورج بوش عام 2002 على رأس لجنة للتحقيق في هجمات 11 سبتمبر. غير ان الديمقراطيين عارضوا القرار، وقالوا ان كيسنجر لديه مشكلتان، الاولى انه يميل للسرية عموما، وان اي تقرير عن 11 سبتمبر ينبغي ان يكون بعيدا عن السرية، ثانيا ان هناك تضاربا في المصالح بين عمله في اللجنة واعماله الاخرى، وفي النهاية اضطر كيسنجر الى الانسحاب من رئاسة اللجنة 13 ديسمبر 2002 . وبرغم عمله المتواصل والقضايا الشائكة والصعبة التي كان يتابعها ومنها حرب فيتنام، والعلاقات مع الصين، والاتحاد السوفيتي السابق، الا ان كيسنجر كان يحب ايضا السهر والحفلات ..... كما كان كثير الظهور في المناسبات الخاصة، .... كما انه يحب الرياضة ومعروف عنه انه يشجع فريق «نيويورك يانكيز»، وهو خفيف الظل يحب النكات، ويحب الضحك حتى ان لم يضحك مرافقوه او اصدقاؤه، وهو في كل هذا مستفيد من حالة النجومية التي يتمتع بها. فهو السياسي الذي كسر الحاجز بين السياسة وبين النجومية، وهو قال مرة في مزايا الشهرة والنجومية «افضل ما في الشهرة، هو انك اذا كنت تتكلم وأصيب الناس بالضجر، يعتقدون ان هذا خطأهم». تزوج كيسنجر مرتين، الاولى آن فلايشر وله منها اليزابيث وديفيد، والثانية نانسي ماجنيس. وحاليا يرأس «مؤسسة كيسنجر» للاستشارات، كما يكتب مقالات من آن لآخر في «واشنطن بوست» تعكس خبرته ورؤيته للسياسة الخارجية. لكن ما الذي يتبقى من كيسنجر الأنيق المحب للحياة؟، على الارجح الجوانب المثيرة للجدل. فهو القائل ذات مرة ان «90% من سمعة السياسي الجيدة تذهب ضحية الـ10% من سمعته السيئة». وكل ذلك بحسب رأي الكاتب في المصدر المذكور نصاً و دون تعليق. المصدر: الشرق الأوسط اللندنية - 8-10-2006
مولود كل سبع ثوان ومهاجر كل 30 ثانية تحتفل الولايات المتحدة هذا الأسبوع بمناسبة غير تقليدية تتمثل في بلوغ عدد سكانها 300 مليون نسمة. ويمثل رقم 300 مليون أمريكي نقطة هامة في التاريخ الأمريكي المعاصر، فمنذ بلوغ عدد سكان الولايات المتحدة الـ 100مليون نسمة عام 1915، ثم بلوغهم 200 مليون عام 1967 تغير العالم وتغيرت الولايات المتحدة في اتجاهات عدة. وفي الوقت الذي بلغت فيه أمريكا 300 مليون نسمة بلغ عدد سكان العالم 6.5 مليار نسمة، وقد كان عدد سكان العالم عندما بلغت أمريكا 200 مليون نسمة 3.5 مليار نسمة عام 1967، وبلغ العدد نفسه 1.8 مليار نسمة عام 1915 عندما بلغ عدد سكان أمريكا 100 مليون نسمة. ويتوقع أن يصل عدد سكان الولايات المتحدة 400 مليون نسمة عام 2043. ولا يسبق الولايات المتحدة من حيث عدد السكان سوي الصين والهند، وأصبحت الولايات المتحدة الدولة الثالثة في العالم وتسبقها الصين 1.31 مليار نسمة، والهند 1.11 مليار نسمة. وترزق الولايات المتحدة بمولود جديد كل سبع ثوان، وتفقد شخصا نتيجة الموت كل 13 ثانية، ويدخل الولايات المتحدة مهاجر جديد كل 30 ثانية. وصافي نتائج الجمع والطرح هو أن الولايات المتحدة تزيد شخصا واحدا كل 10 ثوان. وفي نفس الأسبوع الذي يبلغ فيه عدد سكان الولايات المتحدة 300 مليون نسمة، صوت مجلس الشيوخ الأمريكي على مشروع قرار لبناء جدار على طول أكثر من ثلثي الحدود الأمريكية مع المكسيك للتصدي للمهاجرين غير الشرعيين. وحصل مشروع القرار على أغلبية كبيرة بموافقة 80 صوتا مقابل 19 صوتا. ومن المتوقع أن يبنى الجدار بطول 1200 كلم على الحدود بين البلدين. ومن قبل وافق مجلس النواب الأمريكي قبل نهاية دورته التشريعية في شهر ديسمبر الفائت بأغلبية 260 نائبا في مقابل معارضة 159 نائبا على بند في مشروع قانون يدعو إلى إقامة سور عازل على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة مع المكسيك بهدف حماية الحدود من تدفق المهاجرين غير الشرعيين. سياسيا - بلغ عدد أفراد القوات المسلحة الأمريكية عام 2006 2.1 مليون جندي أو نسبة 0.7% من إجمالي السكان، وفي عام 1967 بلغ نفس العدد 3.2 مليون جندي أو1.6% ، وعام 1915 كان العدد 6.5 مليون جندي أو 6.5% من إجمالي عدد السكان. - في عام 1967 كان الجمهوري ليندون جونسون هو رئيس الولايات المتحدة، وعام 1915 كان الديمقراطي وودرو ويلسون، وفي عام 2006 الجمهوري جورج بوش. - الحدث الأهم الذي شغل العالم عام 2006 عندما بلغ عدد الأمريكيين 300 مليون نسمة هو بطولة كأس العالم لكرة القدم التي أقيمت بألمانيا وفازت بها إيطاليا للمرة الرابعة في تاريخها، وفي عام 1967 كان الحدث الأهم عالميا هو إجراء أول عملية نقل قلب مفتوح. أما عام 1915 فقد كان العالم منشغلا بالحرب العالمية الأولى التي امتدت نيرانها لمعظم بقاع العالم. اقتصاديا - عدد السيارات المسجلة في الولايات المتحدة عام 2006 بلغ 237.2 مليون سيارة، عام 1967 بلغ عدد السيارات 98.9 مليون سيارة، أما عام 1915 فقد كان عد السيارات المسجلة لا يتعد 2.5 مليون. - في عام 2006 بلغ متوسط سعر البيت 290,600$، وفي عام 1967 كان متوسط سعر البيت 24,600$ أو (149,147$) بأسعار اليوم، أما عام 1915 فقد بلغ متوسط سعر البيت 3,200$ أو ما يعادل (64,158$) بأسعار اليوم. - بلغ متوسط سعر جالون البنزين عام 2006 مبلغ 3.04$، وكان السعر عام 1967 0.33$ (أقل من دولار واحد) أو ما يعادل 2.0$ اليوم، وفي عام 1915 بلغ سعر الجالون 0.25 أو ما يعادل 5.01$ بدولار 2006. - سعر طابع البريد الداخلي عام 2006 بلغ 0.33$ مقارنة بـ 0.05$ و0.02$عامي 1967 و1915. - عدد مالكي بيوتهم عام 2006 بلغ 68.9% وفي عام 1967 بلغ عام 63.6%، وفي عام 1915 بلغ 45.9 %. اجتماعيا - أكثر الأسماء التي أطلقها الأمريكيون على مواليدهم عام 2006 كان جاكوب وإميلي، وعام 1967 كان مايكل وليزا وفي عام 1915 جون وماري. - متوسط سن الزواج في أمريكا بلغ 27.1 عاما للرجل و25.8 للمرأة، مقارنة بـ 23.1 عاما للرجل و 20.6 للمرأة عام 1967، أما عام 1915 فقد كان متوسط سن الزواج 25.1 للرجل و21.6 للمرأة. - بلغ عدد المولودين عام 2006 من خارج الولايات المتحدة 34.3 أو ما يعادل 12% من إجمالي السكان، مقارنة بـ 9.7 مليون عام 1976 أو ما يعادل 5% من إجمالي عدد السكان. أما في عام 1915 فقد بلغ عدد المولودين خارج الولايات المتحدة 13.5 مليون أو 15% من إجمالي عدد السكان. - بلغ عدد سكان ولاية فلوريدا عام 2006 ما يقرب من 18 مليون نسمة، في حين كان عدد سكانها 6.2 مليون نسمة عام 1967، أما عام 1915، فقد بلغ عدد سكان فلوريدا أقل من مليون نسمة. - متوسط عدد أعضاء الأسرة الواحدة بلع عام 2006 2.6 شخص، وهو أقل من شخص عام 1967، من 4.5 عام 1915. - متوسط نسبة الوفيات لكل 100 ألف عام 2006 بلغ 0.2% في عام 1967 بلغ 3.5% وفي عام بلغ 14.1%. - بلغ عدد السكان فوق 65 عاما 36.8 مليون، وفي عام 1967 بلغ 19.1 مليون، وعام 1915 بلغ 4.5 مليون. - بلغ متوسط سن المواطن الأمريكي عام 2006 36.2 عاما، وكان 29.5 عام 1967، أما عام 1915 كان المتوسط 24.1 عاما. - متوسط عمر المواطن الأمريكي عام 2006 بلغ 77.8 عاما وهو أكثر مما كان عليه عام 1967 حين بلغ المتوسط 70.5 عاما، وعام 1915 كان فقط 54.5 عاما. - بلغت نسبة النساء العاملات عام 2006 نسبة 59%، وكانت النسبة عام 1967 تبلغ 41% وعام 1915 بلغت 23% فقط. - نسبة السكان ممن هم 25 عاما أو أكثر وحاصلين علة شهادة الثانوية العامة بلغ عام 2006 85.5%، أما نفس النسبة فقد بلغت عام 1967 51.1% وعام 1915 13.5%. و كل ذلك بحسب المصدر المذكور. المصدر:تقرير واشنطن-العدد79
مايكل هيرش
كيف نتجنب الحـــرب
الرئيس نيكسون زار الصين للتخلص من ورطة فيتنام. والآن على الرئيس بوش أن يتخلى عن مقاطعة إيران كي يخرج من أزمته في العراق وأفغانستان تعيش أمريكا الآن وسط فوضى عارمة في العالم الإسلامي، ولكن هناك دولة واحدة فقط تمسك بمفتاح الحل لجميع المشاكل. دولة واحدة فقط لديها القدرة والمصلحة في مساعدتنا في مواجهة الميليشيات الشيعية الجامحة في العراق، وحركة طالبان المرعبة التي انتعشت من جديد في أفغانستان، وحزب الله الذي ما زال وجوده يشكل خطرا في لبنان. تستطيع تلك الدولة أن تقوم بذلك كله في آن واحد. فهي تقف بين الوضع المضطرب الذي نعيشه الآن، والوضع الأكثر خطورة المتمثل في عالم إسلامي يمتلك أسلحة نووية، وتضطر فيه إسرائيل إلى خوض معركة بقاء دائمة ضد العرب والإيرانيين معا، ويعيش الأمريكيون في خوف أبدي. هنالك دولة واحدة فقط تستطيع وقف هذا الانزلاق المستمر قبل فوات الأوان، بل تستطيع إخراجنا من الهاوية إذا استطعنا إدخالها في حظيرة المجتمع الدولي. تلك الدولة هي إيران، والرجل الوحيد الذي يستطيع تغيير اتجاهها هو جورج بوش. والطريقة الوحيدة التي يستطيع بها تحقيق هذا الهدف هي فتح صفحة جديدة وتقديم عرض مغر لطهران، يتم فيه التخلي عن القيود السخيفة والمصطنعة التي تتسم بها السياسة الأمريكية الحالية. وأعني بذلك سياسة الحوار من دون تحاور (دع الأوروبيين يتحاورون مع إيران)، والفصل بين المسائل بصورة مصطنعة كأن نقول: "سنكلف شخصا بالتفاوض معكم بشأن العراق، ولكن ليس بشأن برنامجكم النووي، وسنكلف شخصا آخر بالتفاوض معكم بشأن برنامجكم النووي ولكن ليس بشأن العراق، ولن نتفاوض معكم بأي شأن آخر". لدينا سابقة واضحة عن خطوة شجاعة أحدثت تحولا من النوع الذي أتحدث عنه، وهي سابقة جيدة من الحزب الجمهوري نفسه. فالرئيس ريتشارد نيكسون الذي دخل الحياة السياسية كعدو لدود للشيوعية، أظهر براعته فيما بعد بالسمو فوق عقيدته القديمة على نحو أدهش العالم بأسره، عندما أدرك أن حكومتي الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي كانتا رهينتي مواجهة يائسة وخطرة. كان نيكسون يبغض الصين "الحمراء" آنذاك بالدرجة نفسها التي يبغض بها بوش إيران التي يسيطر عليها رجال الدين. غير أن نيكسون أدرك أنه في تلك الحقبة التي كانت فيها أمريكا تعاني الضعف والتشتت، لم يكن هناك سوى بكين لتعطيها الميزة الاستراتيجية التي تحتاج إليها للخروج من المأزق السوفييتي الأكثر خطورة. ففي أكتوبر 1967، بدأ نيكسون يتحدث عن الصين بالطريقة نفسها التي يتحدث بها دعاة التعاون الدولي الذين ينتابهم القلق الآن بشأن إيران، حيث قال في مقالة نشرتها له مجلة فورن أفيرز: "إننا ببساطة لا نستطيع ترك الصين إلى الأبد خارج الأسرة الدولية لتغذي أوهامها وتغرق في أحقادها وتهدد جيرانها". وكما قال هنري كيسنجر فيما بعد في كتابه الرائع Diplomacy (الدبلوماسية): "إن إبعاد دولة بحجم الصين عن خيارات أمريكا الدبلوماسية يعني أن أمريكا تعمل على الساحة الدولية وإحدى يديها مقيدة خلفها". وفي الوقت الراهن نجد أن الولايات المتحدة تعمل الآن على الساحة الدولية وكلتا يديها مقيدة خلفها. فنحن نتبع سياسة رسمية تقضي بعدم التعامل مع الدولة الوحيدة التي تستطيع أن تلعب أكبر دور في تحريك لبنان والعراق وأفغانستان إلى وجهة أفضل. وبالمثل فإننا لا نتحدث إلى دولة أخرى تستطيع مساعدتنا أيضا في حل المشكلتين الأوليين، وهي سوريا. وفي الوقت نفسه نجد أنفسنا غارقين تماما في مستنقع العراق المجاور لسوريا كما كان نيكسون غارقا في مستنقع فيتنام. اعترف الجنرال جون أبي زيد قائد القيادة الوسطى الأسبوع الماضي في لحظة صفاء بأن أكثر من 140000جندي أمريكي في العراق قد يضطرون للبقاء هناك حتى ربيع عام 2007 على أقل تقدير. وهذا يعني أن جيشنا سيظل مشغولا تماما طوال الفترة المتبقية للرئيس بوش في السلطة، وستبقى قدرتنا على الردع محدودة وضعفنا جليا. وفي أفغانستان، نجد أن حركة طالبان، التي اكتسبت ثقة جديدة في تأسيس دولتها، بدأت توفر ملاذا آمنا للإسلاميين، وهي دولة تستطيع بعد سنوات من الآن تهيئة المناخ المناسب لعملية أخرى على غرار هجمات 11 سبتمبر، بل قد تكون عملية أكثر فظاعة وتدميرا. وثمة مسألة أخرى أشد خطرا، وهي أن إيران قد تمضي خلسة نحو صنع قنبلة نووية بعد أن نجحت في دق إسفين بين روسيا والصين من ناحية، والغرب من الناحية الأخرى، كما نجحت بعد ذلك في بذر الشقاق بين واشنطن وأوروبا. كما أن حصول إيران على أسلحة نووية سيعجل ببدء سباق تسلح في الشرق الأوسط ويضع المنطقة بصورة دائمة على حافة معركة كبرى على مستويات عدة: بين العرب والفرس، وبين الفرس والغرب، وبين الإسرائيليين والفرس، وبين الإسرائيليين والعرب. وفي الوقت الراهن ليست هناك سوى وسيلة واحدة فقط لمنع إيران من الحصول على قنبلة نووية، وهي تتمثل في التخلص من المبرر الذي يدفع إيران للحصول على القنبلة. وواشنطن هي الدولة الوحيدة التي تستطيع تحقيق هذا الهدف، وذلك لأن الولايات المتحدة العدائية بعد أن غزت العراق وهددت بالدخول في مواجهة مع طهران، أصبحت الآن السبب الوحيد الذي يجعل المتشددين الإيرانيين يحققون مكاسب سياسية في بلادهم المتحجرة والمعزولة. لماذا يتولى الأوروبيون إدارة الحوار، مع أن الإيرانيين يدركون أنهم لا يشكلون أي خطر عليهم (أو يشكلون خطرا طفيفا يتمثل في رفضهم بيع صمامات وأنابيب يمكن استخدامها للأغراض العسكرية والمدنية)؟ وعلى الرغم من البراعة التي يتمتع بها خافيير سولانا المسؤول عن السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فإن تلك المحادثات لن تكون مثمرة على الأرجح. وماذا عن رجال الدين المهووسين في إيران؟ ألن يخرجوا بخلاصة خاطئة إذا تبنى بوش موقفا دبلوماسيا لينا؟ إننا ندرك بالتأكيد أن محمود أحمدي نجاد رجل يفكر بطريقة "خطرة"، حسبما قالت مجلة تايم هذا الأسبوع. وعلينا بالطبع أن نحاول العمل انطلاقا من موقع القوة بقدر الإمكان، الأمر الذي يعني النظر بجدية في احتمال اللجوء إلى خيارات عنيفة في آخر المطاف، ومن بينها تفتيش المواقع النووية الإيرانية بـ"القوة"، أو، لا سمح الله، توجيه ضربات جوية. ولكن ألم يكن ماو تسي تونغ رجلا خطيرا أيضا؟ (في الواقع إن أحمدي نجاد يبدو مازحا بالمقارنة مع ماو). أولم تكن الصين تشعر بثقة كبيرة عند انفتاحها على العالم عام 1972، بعد أن رأت أمريكا غارقة في مستنقع فيتنام المجاور لمدة 10 سنوات؟ إن إيران، شأنها في ذلك شأن الصين، دولة تنظر إلى مصالحها على المدى الطويل، وهي الآن تشعر بتهديد أكبر مما نتوقعه في الوقت الراهن. فالتحليلات الأخيرة من لبنان تشير إلى أن حزب الله، وهو الذراع العسكرية الرئيسية التي تقاتل لحساب طهران، تعرض لدمار شديد بواسطة القوات الجوية الإسرائيلية. ولدى إيران، إذا وجدت التشجيع المناسب، مصلحة كبيرة في احتواء تحالف عدوها العقائدي اللدود المؤلف من حركتي طالبان والقاعدة، وهما حركتان سنيتان معاديتان لإيران الشيعية، كما أن من مصلحتها منع اندلاع الحرب الأهلية في العراق التي تتحمل فرق الموت الشيعية إلى حد بعيد المسؤولية عن تأجيج نيرانها. وإذا نحينا عبارات محمود أحمدي نجاد النابية بشأن إسرائيل جانبا، فإن الإيرانيين أيضا ليسوا حريصين على معاداة إسرائيل (والدليل على ذلك هو أن السياسة الرسمية لطهران، ولمدة 10 سنوات قبل أن يتولى السلطة فيها نجاد الذي يفتقر إلى الخبرة، كانت تميل إلى تخفيف انتقاداتها اللاذعة للصهيونية). يكاد يكون من المؤكد أن إيران تسعى لامتلاك أسلحة نووية. ولكن لا يزال هناك متسع من الوقت قبل أن تصل طهران إلى تلك المرحلة. وهناك الكثير من المراحل التي يمكن فيها إقناع إيران بوقف أنشطتها النووية إلى أجل غير مسمى إذا تبين لها أن الخطر الذي يشكله عليها الغرب (ونعني بذلك الولايات المتحدة) قد تلاشى إلى درجة تمكنها من اتخاذ تلك الخطوة. لقد خاض بوش الحرب في العراق آملا في استمالة الشيعة إلى جانب أمريكا وترجيح ميزان القوى في العالم الإسلامي لمصلحة الشيعة على حساب المستبدين والراديكاليين السنة على حد سواء. ونحن الآن في وضع غريب يتطلب منا احتضان فصيل شيعي (بقيادة رئيس الوزراء نوري المالكي) ومعاملة فصيل شيعي آخر وكأنه مجموعة من المجذومين، ولن يحظى هذا النمط من السلوك بقبول في العالم الإسلامي أو في بقية أنحاء العالم. ومن المؤكد أن الرئيس بوش ليس بحاجة إلى "الذهاب" إلى طهران، كما فعل نيكسون عندما زار الصين. ولكنه قد يستطيع لقاء الإيرانيين في مكان آخر، مثل ريكيافيك. وكما قال كيسنجر، فإن نيكسون كان يميل إلى أسلوب الرئيس ويلسون، شأنه في ذلك شأن جميع الرؤساء الأمريكيين الآخرين تقريبا، سواء أكانوا ديموقراطيين أو جمهوريين، أي أنه كان يؤمن بأن قدر أمريكا هو أن تنشر الحرية في أنحاء المعمورة (ليس المحافظون الجدد هم من أتى بهذا المبدأ، فكل ما أتوا به هو الحرب الاستباقية التي فشلت مثلما فشل المحافظون الجدد أنفسهم). غير أن نيكسون كان يدرك أيضا أن وسائل الضغط المتاحة له محدودة. وكما قال كيسنجر عندما كتب عن تلك الحقبة قبل 10 سنوات، وهي حقبة تشبه إلى حد بعيد الحقبة التي نمر بها الآن مع اقتراب الوضع في العراق إلى ما كان عليه في فيتنام، وبقاء بلادنا منقسمة بصراع مرير بين الحزبين وتحت وطأة ديون منهكة: "إن أمريكا التي وقعت في مأزق في الهند الصينية ومزقتها الصراعات الداخلية في أواخر الستينات من القرن الماضي، كانت بحاجة إلى مراجعة تعريفها للدور الذي تستطيع أن تلعبه في العالم على نحو أعمق وأكثر دقة". مما يُذكر للرئيس بوش قوله ذات مرة إنه: "لا يتذبذب في مواقفه"، ومما لا شك فيه أنه سيقاوم اتخاذ هذه الخطوة حتى النهاية، فهو يحس برهبة شديدة أن يظهر بمظهر الضعف، ويبدو أنه يؤمن بأن القيادة القوية تعني ألا تعتذر عن أخطائك أو تغير مواقفك. وعلى مستشاريه الأكثر فطنة منه ــ وليس هناك من يفهم هذه المسألة بصورة أفضل من وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ــ إفهامه بأنه ليس أمامه خيار آخر في الوقت الراهن. و كل ذلك بحسب رأي الكاتب في المصدر المذكور. المصدر: http://newsweek.alwatan.com.kw
ويسلي كيه كلارك
ما علينا القيام به الآن في أفغانستان
إذا لم نتخذ التدابير الصحيحة فستنهار حكومة كرزاي، وسيلحق أذى بليغ بحلف الناتو غداة هجمات 11 سبتمبر، حقق الجيش الأمريكي انتصارا سريعا ومتميزا بتكنولوجيا متقدمة على حكومة طالبان الداعمة للإرهاب في أفغانستان. وبعد خمس سنوات، عادت طالبان. لكن المعركة الآن مختلفة. ليست أفغانستان وحدها في دائرة الخطر، بل حلف شمال الأطلسي (ناتو) هو بحد ذاته معرض للخطر. وأصابع الاتهام تُصوب في اتجاهات عدة. نحو واشنطن التي لم تلتزم بإرسال عدد كاف من الجنود. ونحو الأوروبيين لترددهم الفائق. ونحو الحكومة الأفغانية المركزية بسبب ضعفها. كل هذه المآخذ قد تكون صحيحة. لكن المشكلة الحقيقية هي نتيجة كيفية تحديد الولايات المتحدة لمهمتها في الأصل. كانت تعتزم القضاء على طالبان وعدم توريط نفسها في أفغانستان. لا نقوم بمهمة "بناء الدول"، هذا ما صرح به الزعماء الأمريكيون، وكأنه يمكن الاعتزاز بهذا القول. بالإضافة إلى ذلك، آنذاك، كنا سنحتاج قريبا إلى الجيش في العراق. في الواقع كانت أفغانستان بلدا عشائريا وقع ضحية حرب همجية دامت 20 عاما، وتعرض لاحقا إلى وحشية حكم طالبان المتطرف. فانهارت كل البنية التحتية، والنظام التربوي، والقطاع الزراعي. ومع تقهقر طالبان، عاد أمراء الحرب التقليديون ليثبتوا سلطتهم من جديد. أما المساعدة السياسية والاقتصادية الأساسية فلم تصل أبدا. كما لم تصل قوة أمنية دولية تتمتع بالقوة الكافية. وبدلا من ذلك، تم إقحام بضعة آلاف من الجنود الأمريكيين لمطاردة ما تبقى من عناصر طالبان والقاعدة. أما حكومة حميد كرزاي المرممة، فلم تستطع أبدا بسط سلطتها خارج العاصمة كابول. ونتائج اليوم تجعل من التفاؤل المبكر محط سخرية الجميع. الوضع الأمني قد تدهور بالرغم من انتشار 40000جندي من حلف الناتو. ومادة الأفيون عادت كأهم سلعة تجارية، وإعادة ترميم البنية التحتية بطيئة، والمدارس لاتزال مقفلة وطالبان استعادوا نشاطهم على مساحات شاسعة من البلاد. لا يبدو الوضع وكأن قوات الناتو غير قادرة على مواجهة الثوار. فهي تبلي بلاء حسنا من ناحية نسب الضحايا والخسائر، إذ تستخدم المدافع الثقيلة لسحق مقاتلي طالبان كلما احتشدوا لشن معركة تقليدية. لكن الحرب الحقيقية ليست حربا عسكرية إنها حرب سياسية واقتصادية. فمن المؤكد أن القضاء على بعض وحدات طالبان هنا وهناك من شأنه أن يؤخر موعد بلوغهم الهدف المنشود، أي استعادة السيطرة التامة على البلاد. لكنه لا يؤمن ما هو أساسي:ـ الأمن الدائم والفرصة لتثبيت إعادة التنمية السياسية والاقتصادية. في نهاية المطاف، هذا هو الإنجاز الوحيد الذي قد يهزم طالبان. في غضون ذلك، تبدو مصداقية الناتو بحد ذاتها على المحك، ولكن حتى الآن لم ينشر بعد الموارد السياسية والاقتصادية والعسكرية اللازمة لإحراز انتصار. تدرك طالبان ذلك. فحتى وقت ليس ببعيد، بقيت نشاطاتهم سرية إلى حد بعيد. الآن ومع ظهورهم إلى العلن مجددا، تدهور الوضع الأمني. وبعد أن فوتت حكومة كرزاي وداعموها الدوليون الفرص التي منحت إليهم في البداية، ها هم يواجهون اليوم نضالا طويل الأمد بوجه عصابة محلية تتمتع بموارد مالية مهمة تأتيها من إنتاج الأفيون المحلي ومن "الإحسان" الخارجي ناهيك عن ذكر الملاذ عبر الحدود في باكستان حيث تنعم بأمن مقبول. ومع عودة طالبان لممارسة نشاطاتهم، بات أي مشروع تنمية سياسية واقتصادية أصعب اليوم مما كان عليه بعد القضاء عليهم في أول المطاف، كما أن الحاجات العسكرية صارت أكثر إلحاحا. أمن حلف الناتو الإمدادات للجيش الأمريكي، لكنه لم يطالب الولايات المتحدة باستراتيجية رابحة على الصعيدين السياسي والعسكري. كل هذا بعيد جدا عن الدروس التي استخلصها كل من حلف الناتو والولايات المتحدة من عمليات حفظ السلام الناجحة المنجزة في البلقان. تعلمنا هنالك أننا بحاجة إلى سلطات شرعية قوية، وقوة عسكرية متفوقة، ومخطط سياسي واقتصادي متكامل، وتنسيق وثيق مع ممثل أعلى أو ممثل خاص للأمين العام للأمم المتحدة، من أجل تأمين الترابط بين نشاطات بناء الدولة على الأرض وعملياتنا الأمنية العسكرية. فقد أرسلنا، في عام 1999، أكثر من 40000جندي إلى كوسوفا الصغيرة جدا، علما بأن عدد سكانها يبلغ عُشر سكان أفغانستان، فيما مساحتها تساوي سدس مساحة أفغانستان. وفي البوسنة، أقمنا منظمة دولية للدول المانحة لتعمل على تقييم التقدم المنجز ومحاسبة الأمم المانحة. كنا ندرك أنه في حال فشلت المهمة السياسية الاقتصادية، يكون حلف الناتو قد فشل. وكنا مصممين على عدم الفشل. إن المهمة في أفغانستان أوسع نطاقا، وأبعد مسافة وأصعب. ولا تخطئ: نحن لسنا منتصرين. فبدلا من ذلك، نحن على مفترق الطريق. فإذا استمر فشلنا في تلبية الحاجات السياسية والاقتصادية الجوهرية، وإذا أهملنا الحاجة إلى تنسيق قوي، وإذا اعتبرنا أن المهمة مجرد عمليات لمكافحة الإرهاب أو المخدرات، فعندها سنخسر. ولكي نحقق نجاحا، علينا أن نعتمد بعض الدروس التي استخلصناها وبعض الممارسات التي طبقناها بعد المعاناة التي مررنا بها في البلقان. علينا أن نعترف بأهمية المهمة الملقاة على عاتقنا، كما علينا أن نجند سلطة المجتمع الدولي التامة. ويمكن لحلف الناتو أن يقوم بما هو أكثر من مجرد تأمين حاجات الجنود. علينا أن نعترف أننا نقوم وبكل تأكيد ببناء الدولة. النجاح لايزال ممكنا. لكن إذا لم نتخذ التدابير الصحيحة الآن، فستنهار حكومة كرزاي، وسيلحق أذى بليغ بحلف الناتو. وقد يكون لذلك تداعيات على المدى الطويل وفي العالم برمته. *الجنرال كلارك هو القائد الأعلى لحلف الناتو سابقا ومرشح للرئاسة الأمريكية في حملة 2004، ويعلم في مركز بوركل للعلاقات الدولية في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس. و كل ذلك بحسب رأي الكاتب في المصدر المذكور نصاً و بدون تعليق. المصدر: http://newsweek.alwatan.com.k
د. مضاوي الرشيد
رايس في الرياض: أعلنوها أمة شنية واحدة تطوف وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس عواصم عربية ربطت مصيرها بالمشروع الامريكي الجديد للمنطقة. فبعد القاهرة وعمان جاء دور المحور الرئيسي لا لشيء سوي لانه يمتلك من الثروة الاقتصادية ما يمكنه من تحويل هذا المشروع من حلم الي حقيقة. محور الرياض هو الأهم في الزيارة لأنه الوحيد المستعد لتسخير طاقته النفطية في مشاريع كنس المنطقة من النفايات التي خلفتها القوة الامريكية المحتلة والتداعيات السياسية والفوضي التي نتجت عن هذا الاحتلال. القيادة السعودية ما زالت مستعدة لتسخير ثروتها في سبيل تثبيت المشروع الامريكي الهادف الي تحالف ما يسمي بالمعتدلين ضد عدو الولايات الامريكية حاليا ايران تحت ذريعة محاربة المشروع النووي الايراني. وجدت رايس في الرياض من سيتزعم الاعتدال المزعوم وينفق عليه الاموال الطائلة فهو دوما مهيأ لتجييش الخطاب السياسي والديني في سبيل ارضاء حماة النفط خاصة في مرحلة تنعدم فيها القوة المحلية الحقيقية القادرة علي التصدي لعدوان تقنعنا الولايات المتحدة انه آت من طهران. وهذا ليس بالجديد في منطقة الخليج اذ انه خلال العقود السابقة استطاعت الولايات المتحدة ان تجند المنطقة ضد ايران بعد ثورتها عام 1979. وها هي رايس اليوم تحاول ان تلعب اللعبة ذاتها لتشتعل المنطقة من جديد بمباركة امريكية. هذه المباركة مضطرة ان تعتمد علي من سيدفع الفاتورة الجديدة ويسوق للمشروع الامريكي الطامح للهيمنة. تختلف المواجهة الحالية المتوقعة بين العرب و العجم عن سابقتها في الثمانينات رغم ان هناك بعض العوامل والمعطيات المشتركة بين الحقبتين التاريخيتين. في الحقبة الاولى صور النزاع وكأنه نزاع بين قوميتين عربية وفارسية الاولي اعتبرت مهددة من قبل العدو الفارسي القديم رغم التحول التاريخي الذي طرأ علي ايران عندما تبنت الخطاب الاسلامي الذي بطبعه يتجاوز محور القومية الضيق. وجدت الولايات المتحدة وحلفاؤها في جزيرة العرب في الشاويش العراقي خير منفذ للسياسة الامريكية العريضة. اما اليوم وبعد ان سقط هذا الشاويش خلت الساحة من شخصية قادرة على التنفيذ. لذلك جاء دور البحث عن محور أوسع من محور الثمانينات وخطاب تعبوي يتعاطي مع التقسيمات الحاصلة حاليا في المنطقة. تريد رايس من حلفائها ان يتسموا بسمة واضحة تحت مظلة الانقسام التاريخي بين السنة والشيعة لتصبح هذه المظلة غطاء لسياسة التقسيم والتفتيت المرجوة من الخارج. الترويج للصبغة السنية للمحور الجديد سبقه حديث وثرثرة عن هيمنة شيعية على الارض برزت بوضوح في خطابات القاهرة وعمان والرياض. والآن جاءت الزيارة الامريكية لتجند ما تبقي من دويلات الخليج حتي يكتمل النصاب في سبيل مواجهة ايران الشيعية وحلفائها في المنطقة من حزب الله في لبنان مرورا بدمشق وانتهاء بالاطياف الشيعية التي لم تروض بعد في العراق. تقسيم المنطقة الي هلالات شيعية واقمار سنية هي عودة فاشلة لاختلافات عقدية تاريخية اثبتت السياسة انها قادرة على تجاوزها. لكن هذا التقسيم سيجد اذانا صاغية مستعدة ان تقتبسه وتتبناه للمحافظة علي عروش بالية. هذه العروش مستعدة دوماً لشق الصف ان كان هذا يخدم مصلحتها وديمومة وجودها. قد تستنتج رايس ان مهمتها سهلة جدا في القاهرة وعمان والرياض ولكنها ستجد صعوبة في اقناع البعض في الخليج. رغم الاحتقان الشعبي المصري تظل القاهرة مستجيبة للمشروع الامريكي وكذلك عاصمة دولة الـBuffer Zone بين اسرائيل والعرب. اما الرياض فهي العاصمة الأكثر تقبلا للتقسيم الامريكي الجديد حيث ان فيها من الارث الثقافي والديني ما يجعلها تتصدر المشروع الطائفي الجديد وليست بحاجة الي استنساخ فتاوى جديدة ومواقف سابقة قد اصل لها الكثير من علماء المملكة. وان انتقلت رايس الي دويلات الخليج فربما أنها لن تنجح خاصة في المواقع ذات الحراك الشيعي الواضح كالكويت والبحرين. فرغم ان القيادة في هذين البلدين قد تبدو مستعدة ظاهريا لتبني التقسيم الجديد الا انها ستدخل في متاهات خطيرة ان هي تمادت في تفعيل خطابات طائفية خاصة وان جزءا كبيرا من مواطنيها قد يتجاوز الخطابات الوطنية وشعاراتها ليتقوقع خلف هويات طائفية ضيقة مفجرا بذلك النسيج الاجتماعي وحالة التعايش القائمة ولو كانت هشة بعض الاحيان. اما في مسقط ستجد رايس ان القيادة هناك استطاعت منذ الثمانينات ان تعزل نفسها عن تداعيات الحروب السابقة وتتبني نوعا من الحيادية التي تجنبها الانخراط في متاهات الحروب الامريكية علي المنطقة. لذلك ركزت رايس في زيارتها الي الرياض علي الدور الرئيسي الذي تهيئ هي نفسها المحور السعودي لتقبله ولعب الدور الريادي في تفعيله. الرياض فقط مستعدة لتفعيل ثروتها لسببين: اولا لانها تعتقد ان الدور القيادي سيجلب لها بعض الابهة والأهمية في منطقة قد افلتت من قبضتها. منذ عقد تقريبا لم تستطع السعودية ان تتربع على عرش قادر علي ريادة العالم العربي ولا ان تغير الانحدار وحالة التشرذم. افلت منها العراق منذ احتلاله والآن لبنان رغم انها انفقت الملايين علي تدعيم هيمنتها في هذين البلدين. حاولت السعودية التعويض عن انحسار هيمنتها الاقليمية بالاتجاه تارة نحو اليمن وتارة نحو عمان بعد الفتور الذي حصل في مطلع التسعينات في العلاقات والذي نتج عن الموقف الاردني واليمني من حرب الخليج. وتعثرت علاقتها مع سورية الابن بعد فترة رخاء مع سورية الاب واليوم لم يبق من هذه العلاقة سوي الملاسنات والعتب الثقيل. تزعم العالم السني لن يعيد للسعودية اي دور في المنطقة لانها ربطت مصيرها بمشروع امريكي فاشل منذ البداية. ثانيا: تعتقد السعودية انها انْ لعبت دور قيادة العالم العربي السني ستستطيع ان تتغلب علي مشاكلها الداخلية الحالية وتجيش شعبها ضد العدو الخارجي المعروف حاليا انه عدو شيعي. اكثر من اي وقت مضي نجد ان القيادة السعودية محتاجة لعدو خارجي من أجل توحيد الصفوف الداخلية المنشقة حاليا بشكل واضح وصريح. اي مواجهة في الخليج تحت شعار الدفاع عن السنة ستجد اذانا صاغية وتؤجل المواجهة الحتمية الداخلية بين التيارات المتصارعة علي الساحة السعودية من ليبرالية واسلامية وجهادية وبين كل هؤلاء والقيادة ذاتها. سيتغني ليبراليو السعودية بخطاب الوطنية المزعومة للترويج للحرب القادمة علي صفحات الجرائد السعودية وسيضخمون مشاريع ايران النووية. اما الاسلاميون فسيرون في هذه المواجهة مع ايران فرصة لنصرة السنة وان كانوا سينقسمون فيما بينهم كما انقسموا خلال اشهر الصيف الماضية في موقفهم من نصرة حزب الله اللبناني بين متزمت يرجع الي خلافات عقدية ليسقطها علي الواقع السياسي الحالي وبين مرن يخاف ان يخسر جمهوره ان هو ارتمي في احضان القيادة بشكل كلي وشامل وتبني مغامرات ولاة الأمر اذ ان التيار الاسلامي في السعودية مستعد لان يعلق كل مآخذه علي القيادة ولكنه سيظل يتبني خطاب المواجهة مع اسرائيل وامريكا كأن هذه المواجهة تعويض عن خسائره الناتجة عن صمته المريب تجاه قيادته الحالية وسياستها الاقليمية. بالطبع لن تجد رايس في الرياض شاويشا جديدا تعتمد عليه عسكريا ولكنها ستجد اطيافا ملونة قادرة علي نبش مخزونها الديني والثقافي من أجل مشروع الحرب السنية ـ الشيعية القادمة. وستجد ثروة نفطية لا تخضع للمحاسبة او الشفافية بل هي ما زالت قيد الاحتكار والسرية توزع حسب ما تراه القيادة ضروريا لاستمراريتها وديمومتها. وان كنا لا نعول الكثير من الأمل علي مناورات القيادة السعودية الا اننا نرجو من الاطياف الشعبية ان تعي مسؤوليتها التاريخية ولو مرة واحدة وتصرخ في وجه رايس وزبانيتها بصوت واحد ان التقسيم السني ـ الشيعي المفروض علي المنطقة حاليا لن يمر بسهولة مهما صرف عليه من اموال وسكب فوقه من الحبر ما سيغرق صفحات جرائد تذهب الي مزبلة التاريخ ومحرقة الفكر المأجور. هذه المسؤولية التاريخية تتطلب من الجميع ان يقفوا صفا واحدا ضد التحزب الطائفي المقيت ويعلنوا علي الملأ اننا امة شنية واحدة. وكل ذلك بحسب رأي الكاتبة في المصدر المذكورنصاً ودون تعليق . المصدر:الوطن العربي-7-10-2006
مهدي قاسم
حتى الآن لم نسمع بحدوث انقلاب عسكري في بلد محتل يعج بمئات آلاف من الجنود الأجانب ، إلى جانب نفس المقدار من مليشيات مسلحة ، و كما أن الانقلاب العسكري يحتاج إلى ضباط و جنود و مدرعات و دبابات و طائرات بهدف السيطرة على الحكم و السلطة و على الشارع و الناس ، فأين هذه المواصفات و الشروط و المستلزمات الأنفة الذكر من أوضاع العراق الراهنة ، لكي يكثر الحديث عن مخططات الانقلاب العسكري المزعومة في العراق ؟؟! ، اللهم في حالة واحدة ، إذا تواطأت الإدارة الأمريكية و كذلك جنرالات جيشها في العراق مع بعض الضباط العسكريين الكبار و المتنفذين في ( الجيش العراقي ) الراهن ، ليتم الإعلان عن انقلاب عسكري و السيطرة على المنطقة الخضراء فقط !!!.. غير أن انقلابا عسكريا كهذا سيكون مضحكا و في غاية الطرافة ، لأنه سيكون انقلابا لا يخيف حتى الكلاب الضالة ، و لا يكون له أي تأثير على الأوضاع الراهنة في العراق ، و لن يزيد من تلك الأوضاع المأزومة إلا انفلاتا و فوضى أكثر ضراوة و شدة !.. أما إذا كانت الغاية من تسريب أخبار عن انقلاب مزعوم ، هو التمهيد من قبل الإدارة الأمريكية كفوات احتلال لإزاحة الطاقم السياسي العراقي الراهن ــ بالطبع على رأسه السيد أياد علاوي الزعيم المزعوم لذلك الانقلاب العسكري ؟؟ ــ و الذي ( أي الطاقم السياسي العراقي الراهن ) قد أثبت فشله الذريع و المخزي في قيادة العراق إلى شاطئ الأمان و الاستقرار و الرفاهية المنتظرة ، و من ثم الإقدام على تجميد العملية السياسية برمتها ، و البدء من الصفر تماما ، كمرحلة انتقالية ، ولكن بدون محاصصة طائفية للسلطة و بدون حرامية بغداد جدد ، و بدون أحصنة طروادة ذات ولاءات خارجية متعددة ، و بدون ميليشيات مسلحة ، بالطبع و قبل أي شيء أخر بدون بعثيين و تكفيريين وبدون إرهابيين متسللين ، و بدون تدخلات دول الجوار و البعاد على حد سواء ، فنقول إذا كانت الغاية هي تحقيق كل هذا ، الأنف الذكر ، فيا مرحبا به ! ، إلا أننا ندرك تماما بأن إدارة بوش و بسبب أخطائها الفادحة و المتكررة ، قد أوصلت الأوضاع المتشابكة و المتداخلة في العراق ، إلى أقصى حد من التعقيد ، بحيث لا نرى أي بصيص من الضوء يلوح في بداية و لا في منتصف و لا في نهاية النفق العراقي المظلم و المسدود !.. حتى يبدو لنا أحيانا بأنه ما من شيء يستطيع أن يطهر العراق من هذه الأوحال الدموية المتراكمة بشرا و مادة إلا طوفان هادر شبيه بطوفان نوح ! .. وكل ذلك بحسب رأي الكاتب في المصدر المذكور. المصدر: صوت العراق
تناول الإعلام الأمريكي عدة قضايا هامة ومنها صدور كتاب جديد لصحفي الواشنطن بوست المخضرم بوب وودورد "حالة إنكار" State of Denial الذي يثير العديد من الانتقادات لإدارة بوش حول تعاملها مع الحرب بالعراق والحرب ضد الإرهاب. كما يسلط الكتاب الضوء على بعض الخلافات داخل إدارة بوش الأولى. وودرود يتحدث عن مقابلته مع بوش أستضاف كريس ماثيوز مقدم برنامج هارد بوول Hardball with Chris Matthews على قناة أم إس أم بي سي MSNBC بوب وودورد للتحدث عن كتابه الجديد والحرب الجارية بالعراق. ومن المعروف أن وودورد استضيف على عدة قنوات إخبارية هذا الأسبوع بما يشمل برنامج "أوريلي فاكتور" على قناة فوكس الإخبارية وبرنامج لاري كينغ على الهواء Larry King Live على قناة سي إن إن CNN. وقال وودورد لماثيوز أن الرئيس بوش بذل الكثير من الجهد خلال مقابلته معه لتجنب الإجابة على سؤال عن أسلحة الدمار الشامل، مما يدل على أن الرئيس الأمريكي لازال مصرا على عدم مواجهة الحقيقية بأن القوات الأمريكية لم تجد أية أسلحة دمار شامل بالعراق. وأشار أن الرئيس أستغرق أكثر من خمسة دقائق للاعتراف بأنه لم يتم التوصل لتلك الأسلحة التي تسببت في بداية هذه الحرب. وأضاف وودورد أن الرئيس أبدى قلقه خلال تلك المقابلة من أن وودورد "سيسارع لصحيفة الواشنطن بوست ليكتب مقالة تعلن بأن الرئيس أعترف بأننا لم نجد أسلحة دمار شامل بالعراق." أندرو كارد: تكلمت مع وودورد أكثر من اللازم وفي مقابلته مع برنامج "أوريلي فاكتور" The O’Reilly Factor أكد أندرو كارد أن بوب وودورد مؤلف كتاب "حالة إنكار" State of Denial لم يحرف التصريحات التي أدلى بها لصحفي الواشنطن بوست. "ولكني أعتقد أن الكتاب يتحدث عني أكثر من اللازم،" مشيرا أنه ربما أفرط في حديثه مع وودورد حيث أنه تقابل معه عدة مرات لمدة خمسة ساعات على الأقل. وذكر أن بالرغم من أن وودورد لم يحرف أقواله، فلقد قام وودورد بنقل صورة غير دقيقة عما حدث داخل البيت الأبيض قبل بداية الحرب بالعراق. وردا على سؤال مقدم البرنامج بيل أوريلي إن كان كتاب وودورد صائبا في مزاعمه أن كارد وزوجة الرئيس لورا بوش نصحا بوش بإقالة وزير الدفاع دونلد رامسفيلد، قال كارد أنه كان يريد أن يوفر للرئيس "مناقشة صحية" عن مستقبل وزير الدفاع وإذا كان يلزم تغييره أم لا. وأضاف أن الرئيس بوش أبدى رغبته في القيام بتغييرات ملموسة في المناصب العليا مع بداية فترته الثانية، ولذلك السبب "تحدثنا عن مستقبل كل مسئول كبير بالبيت الأبيض." كما ذكر كارد أن زوجة الرئيس بوش لم تصرح له أبدا أنها ترجح إحالة رامسفيلد، "ولكننا تحدثنا كثيرا عن كل معاوني الرئيس لأننا نهتم للغاية بأموره." وسأل أوريلي إن كان صحيحا أن وزير الخارجية السابق كولن باول كان معارضا بشدة لفكرة الحرب بالعراق. وقال كارد إنه يعتقد أن تلك المقولة مبالغة. باول كان حذرا جدا في استشاراته للرئيس، وفي بعض الأحيان كان غير راض عن بعض توصيات المسئولين الآخرين بالإدارة...ولكن في النهاية باول كان مؤيدا لإستراتيجية بوش وقدم الكثير من العون لتطوير تلك الإستراتيجية." وتجنب كارد تقديم إجابة مباشرة عن صحة مزاعم كتاب وودورد أن باول عارض قرار الحرب بشدة. وعن الحرب بالعراق وانخفاض تأييد الشعب الأمريكي لها، أكد كارد أن "النصر هو خيارنا الوحيد في تلك الحرب وسنكون منتصرين في العراق، لأن جنودنا ودبلوماسينا يبذلون جهودا عظيمة." وأضاف كارد: "لا يمكن أن ندع العراق تصبح مقر آمن للإرهابيين. ولذا النصر هو الخيار الوحيد!" جيمس بيكر:فكرة الإطاحة بصدام بدأت في عهد كلينتون وليس بوش وقامت قناة فوكس بإجراء مقابلة مع وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جيمس بيكر الذي أصدر كتابا حديثا تحت عنوان Work Hard, Study…And Keep Out of Politics. وتحدث بيكر عن اوجه التشابه بين الرئيس بوش الأبن والرئيس رونلد ريغان، متفقا مع مقدم البرنامج أن التاريخ سيعطى الرئيس بوش تقييما أفضل من تقييمات الإعلام الأمريكي له في الوقت الحاضر مثلما حدث مع الرئيس ريغان الذي يعتبره العديد من المحللين الآن من أفضل الرؤساء الأمريكيين رغم الانتقادات الحادة التي وجهت له وقت خدمته. وعن العراق وتعامل الرئيس بوش الأب مع خطر صدام حسين، صرح بيكر أن العديد من الأشخاص سألوه بعد انتهاء فترة خدمته كوزير خارجية لماذا لم تحاول إدارة بوش الأب إنهاء نظام صدام حسين بالعراق. وذكر أن اليوم مع كل ما يحدث بالعراق لم يعد يسأله أحدا هذا السؤال. وقال بيكر أن الوضع في 1991 كان مختلفا للغاية عن الوضع في 2003 عندما قرر بوش الابن غزو العراق، وهو القرار الذي تجنبته إدارة بوش الأب بعد خروج القوات العراقية من الكويت. وقال أن العامل الكبير الذي أدى إلى تغيير مسار السياسة الأمريكية في العهد السابق هي المخاوف من أن صدام كان يمتلك أسلحة دمار شامل. وأشار أن سياسة "تغيير النظام" regime-change policy بالعراق بدأت في عهد كلينتون قبل تولي بوش الابن الرئاسة. وقال بيكر إنه يعتقد أن فرص النجاح بالعراق لازلت متاحة وأن ذلك النجاح سيعتمد على قدرة الولايات المتحدة وحلفائها لتصميم حكومة أكثر تمثيلا للشعب العراقي وأكثر تلاءما مع الحريات والحقوق السياسية. خبير أمريكي: لا وجود لتنظيم القاعدة بالأراضي الفلسطينية ومن ناحية أخرى وفي ضوء ظهور بيان على موقع بشبكة الانترنيت يعلن عن بداية منظمة جديد بالأراضي الفلسطينية تتبع تنظيم القاعدة، قام برنامج قناة فوكس الإخبارية "الخبر الكبير" The Big Story باستضافة ديفيد كاتس خبير في شؤون الإرهاب للتعليق على صحة هذه المزاعم. وقال كاتس إنه لا يعتقد أن تنظيم القاعدة قد تسلل إلى الأراضي الفلسطينية لشن عمليات جديدة، موضحا أن تنظيم القاعدة لا يهتم بالقضية الفلسطينية إلا للدعايات الإعلامية. وأضاف كاتس أن ليس من المرجح أن تسمح حركتا حماس وفتح لتنظيم مثل القاعدة للتدخل في الشؤون الفلسطينية لأن دخول القاعدة الأراضي الفلسطينية سيقلص من نفوذهما. وذكر أن البيان الصادر عن المنظمة التي تدعي أنها "القاعدة بفلسطين" تستخدم نفس اللغة والأسلوب التي تستخدمها حركة حماس في انتقاد الفساد بالسلطة الفلسطينية، موحيا بأن البيان أصدرته حماس لأغراض سياسية غير واضحة. و كل ذلك بحسب المصدر المذكورنصا ودون تعليق . المصدر: تقرير واشنطن-العدد79
ترجمة مرتضى صلاح
لجنة بيكر توصي بتقسيم العـراق على ثلاثة
أقاليم
وترى لجنة بيكر أن تقسيم العراق الى ثلاثة أقاليم شيعية وسنية وكردية
أفضل من بقاء الوضع الأمني المتردي والتهديد غير المنظور للاستقرار
الأمني للعراقيين. المصدر : جريدة الصباح – 9- 10-2006
ابراهيم غرايـبة
ضعـف القـوة يقترح كتاب "مفارقة القوة الأمريكية" لمؤلفه جوزيف ناي، المفكر الاستراتيجي الأمريكي، وعميد معهد كينيدي لأنظمة الحكم في جامعة هارفاد الأفكار والسياسات التي يجب أن تتبعها الإدارة الأمريكية، ولكن الكتاب يصلح لفهم محددات القوة والضعف على نحو عام، وبرغم أنه يحلل السياسة الأمريكية فيمكن قراءته دليلا في الحياة والإدارة والعمل بعامة. القوة هي القدرة على التأثير في الأهداف المطلوبة، وتغيير سلوك الآخرين عند الضرورة. وعلى سبيل المثال فقد ردعت القوة العسكرية لحلف الناتو رئيس صربيا سلوبودان ميلوسووفتش، ودفعت الوعود بالمساعدات الاقتصادية حكومة صربيا إلى تسليم ميلوسوفتش إلى محكمة لاهاي. فالقدرة على الحصول على الأهداف المطلوبة تتحقق بالقوة الصلبة العسكرية أوالناعمة الثقافية والاقتصادية. وترتبط القوة بالموارد، ولذلك فإن فهم القوة يقتضي فهم الموارد، فتكون المحصلة التطبيقية لفهم القوة ومصادرها بالنسبة للدولة هي امتلاك عناصر معينة امتلاكا متفوقا أو مؤثرا مثل السكان والإقليم الجغرافي والموارد الاقتصادية الطبيعية والتجارية والقوة العسكرية والاستقرار السياسي. وتكون في أحيان كثيرة موارد أو مصادر قوة معينة هي سر القوة والتأثير مثل الصناعة القائمة على الطاقة البخارية والسيطرة البحرية البريطانية في القرن التاسع عشر، وسكة الحديد الألمانية في النصف الأول من القرن العشرين، والقوة النووية للولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي في النصف الثاني من القرن العشرين. وفي القرن السادس عشر كانت الهيمنة والتأثير لإسبانيا عبر السيطرة على الذهب والتجارة الاستعمارية وعلاقات الأسر الحاكمة، كما كانت لهولندا في القرن السابع عشر عبر التجارة ورأس المال، ولفرنسا في القرن الثامن عشر عبر الثقافة والصناعات الريفية والسكان والإدارة العامة. وتبدو الولايات المتحدة قوة متفوقة بفارق كبير إذا ما قورنت بالدول المهمة الأخرى مثل ألمانيا وروسيا وبريطانيا والصين والهند واليابان على أساس مجموعة من مصادر القوة كالمساحة الجغرافية وعدد السكان ونسبة التعليم والقوة النووية والميزانية والجيش والناتج المحلي والقوة الشرائية والصناعة والصادرات التكنولوجية واستخدام الكمبيوتر، وتتفوق عليها روسيا بالمساحة، والصين والهند بالسكان، وربما يكون القرن الحادي والعشرين وفق هذه المعطيات قرنا أميركيا. ولكنها قوة تتضمن ضعفا، وفي القوة دائما ضعف، فمن نقاط الضعف التي يراها جوزيف ناي في القوة الأميركية أن الولايات المتحدة بحاجة إلى ائتلاف وتشارك مع العالم، فهي لا تستطيع التصرف منفردة رغم قوتها وتفوقها، فقوتها لا تكفي لحل مشاكل مثل الإرهاب وانتشار الأسلحة النووية، وستقع في متاعب كثيرة إن لم تتفهم ذلك وتتعلم كيف تعمل مع الآخرين وتقودهم. هل ستضعف الولايات المتحدة وتتراجع؟ إن القوة الحقيقية ليست في القوة العسكرية والاقتصادية فقط، فقد سقطت روما في العصور القديمة وهي في ذروة مجدها، ولكنها تعفنت من الداخل، فهل هناك علامات على التفسخ في الولايات المتحدة اليوم؟ لقد كشفت انتخابات الرئاسة الأميركية عن انقسام كبير في الولايات المتحدة بين الريف والمدن، وبين الولايات والمناطق، وأظهرت أيضا برأي علماء أميركيين انهيارا أخلاقيا مثل تفكك الأسر والعادات والمبادئ الأخلاقية والمثل العليا وارتفاع معدلات الجرائم والطلاق وحمل المراهقات سفاحا. ولكن الوضع الأخلاقي والثقافي الأميركي يتحسن، وهو في التسعينيات أفضل من أية فترة ماضية، والجبهة الداخلية الأمريكية ربما تكون أفضل وأشد تماسكا من أوروبا وسائر الدول الكبرى والغنية، ومازالت الولايات المتحدة تجتذب أفضل الكفاءات العلمية والاستثمارات من جميع أنحاء العالمن وإن كان استيعاب هؤلاء المهاجرين وصهرهم في ثقافة واحدة مشتركة يبدو تحديا أميركيا، ولكنه ليس تحديا خطيرا، فنسبة الذين لا يتحدثون الإنجليزية من المهاجرين لا تتجاوز 3% وهم يندمجون في المجتمع الأمريكي بسرعة. ولكن الولايات المتحدة بحاجة إلى التوازن بين الانعزال عن العالم والأحادية في الهيمنة والقيادة وتجاهل الآخرين، وأن تلاحظ أنها ليست متفردة في الحقيقة على الساحة العالمية، فهي متفوقة عسكريا فقط، ولكنها اقتصاديا شريك مع أوروبا واليابان، وهناك نسبة عالية من فرص القوة والتأثير تمتلكها الدول والجماعات في شتى أنحاء العالم، وهي قوة يجب ألا يستهان بها ولا يمكن التعامل معها دون تعاون عالمي. وكل ذلك بحسب الكاتب في المصدر نصا . المصدر : http://www.maktoobblog.com/gharaibeh
المهندس مصطفى الصادق
تغييرات متسارعة أحد أهم التحديات التي تواجهها مؤسساتنا اليوم هي التغييرات المتسارعة التي تظهر الحاجة إلى الأفكار الجديدة والخلاقة والمبدعة كضرورة ملحة لا بد منها. لا مبالغة في القول بأن بقاء مؤسساتنا اليوم هي رهن بمدى قدرتها على التعاطي مع المتغيرات الجديدة بطريقة خلاقة ومبدعة يمكنها من البقاء على قيد الحياة اولاً ، وأداء مهماتها ثانياً ، وتطورها ونجاحها ثالثاً. إن الركود الذي أصاب مؤسساتنا على شتى الأصعدة ليس إلا نتيجة لفقدان تلك الرؤية الخلاقة القادرة على إستيعاب الظروف والمتغيرات الطارئة على الحياة المؤسساتية. ما الحل إذن ؟ الحل و كما أشرنا إليه انفاً يكمن في خلق الرؤية الإستراتيجية المبدعة لدى المدراء و تحفيزهم على البحث عن طرق و أساليب خلاقة لحل مشاكل المؤسسة . أساليب عملية ماذا بعد خلق مثل هذه الرؤية؟ ما هو الإبداع؟ الإبداع ليس إلا إنتاج فكرة جديدة قابلة للتطبيق على أرض الواقع. ما هي مصادر الإبداع؟ يمكن القول بأن المصدر الأصلي للإبداع هو الفكر و الخيال الخلاق. ففي خيال الفرد الخلاق هناك فكرة جديدة وبديعة تطفو من أعماق الفكر إلى السطح. لكن هل يعني هذا أن الإبداع خاص بفئة محددة من الناس دون غيرهم؟ الجواب هو أن غالبية الناس مؤهلون لكي يكونوا من المبدعين و ذوي الأفكار الخلاقة لكن بدرجات مختلفة. إن التجارب العلمية تفيد بأن القدرة على الإبداع يرتبط بمدى مثابرتنا و تركيزنا على إستخدام القوى الفكرية و الذهنية أكثر من إرتباطه بقدراتنا الذاتية. من جهة أخرى و كأي مجال اخر لكي تكون جهودنا مجدية يجب أن نستخدم الأساليب العلمية التي تساعدنا على تهيئة الأجواء لظهور الأفكار الخلاقة و الجديدة . هذا ما سنتناوله في مقالنا هذا و مقالات لاحقة و بعنونا أساليب التفكير الخلاق إن شاء الله. الأسلوب الجماعي : أسلوب الجلسات العاصفة إن أحد الفنون المتداولة والمعروفة في تفعيل الأذهان و تنشيطها لإفراز الأفكار المبدعة هي إستخدام أسلوب الجلسات العاصفة. كما يفيد العنوان فهذا الأسلوب يعتمد بشكل أساسي على الإجتماع والتفكير الجمعي. في مثل هذه الإجتماعات عادة ما يقوم مدير الإجتماع بطرح مشكلة ما بشكل مفاجئ ثم يطلب من الحضور الإجابه على السؤال وطرح الحلول خلال فترة زمنية قياسية. مما قد يؤدي إلى التحريك المفاجئ لخلايا الذهن و تنشيطها. ثم يقوم مدير الإجتماع بجمع الإجابات و كتابتها على لوحة عامة يتسنى للحضور مشاهدتها بوضوح . ثم يطلب من الحضور الإجابه على نفس السؤال مرة ثانية. هذا الأسلوب يسمح لجميع الحضورعلى الإطلاع بالحلول المقترحة مما قد يؤدي إلى إفراز فكرة جديدة في ذهن أحد الحضور مقتبسة من إحدى الأفكار والحلولة المكتوبة الأخرى. كيف نجعل هذه الجلسات ناجحة : 1- إن مدى نجاح هذه الإجتماعات على الوصول إلى أفكار جديدة و خلاقة يرتبط بشكل مطرد مع حجم الأجوبة والحلول التي تطرح في مثل هذه الإجتماعات وكميتها . و لذلك يجب على المدير تحفيزالمشاركين للإنخراط في أجواء الإجتماع و طرح الحلول أكثر فاكثر. 2- كما ذكرنا إن الأفكار والحلول المطروحة يمكن ان تكون مقتبسة أو مصدر إلهام من وللأفكار الأخرى ولذلك يجب تذكير الحضورعلى إمكانية الإلهام من الأفكار الأخرى وتطويرها وطرحها كحلول مرة أخرى. 3- يمنع الإنتقاد في مثل هذه الجلسات منعاً باتاً مهما كانت الغايات و المبررات لذلك.لأن النقد سيؤودي إلى حالة من الخوف من التعرض إلى النقد لدى الأفراد مما سيعرض أجواء الإجتماع إلى الركود أوالإحتقان في بعض الحالات. 4- إن موضوع السؤال والمشكلة يجب أن تكون محددة و دقيقة. لأن المشاكل العامة أوالقضايا الفضفاضة تؤدي إلى حالة من التشرذم والإحباط والتيه لدى المشاركين مما لا يساعد على الحصول على إجابة محددة و افكار جديدة للحل. 5- إن العدد المفضل لعقد هذه الإجتماعات يتراوح بين الـ 10 إلى 12 كأقصى حد. 6- إن المنافسة من أهم ركائز هذه الإجتماعات فيجب على المدير أن يخلق الأجواء التنافسية البناءة بين المشاركين بعيداً عن نقد الرؤى والأفكار المطروحة. 7- إن الفترة الزمنية التي يحددها مدير الإجتماع في البداية للإجابة على السؤال تشكل إحدى أهم عناصر النجاح لمثل هذه الجلسات. فهذه الفترة كلما تكون أقصر فمن المحتمل أن تكون النتائج إيجابية اكثر فأكثر.
8- إن
المشاركين يجب ان يكونوا متشابهين من حيث المستوى الوظيفي و الإداري
فمثلاً لا يمكن أن ناتي بمدير المؤسسة مع موظفين عاديين في جلسة ونطلب
منهم التفكير في حل مشكلة ما. في النهاية نؤكد على : أن الإبداع والتفكير الخلاق يحتاجان إلى التدريب والممارسة والتواصل و لا يمكن الوصول إلى القمة بين ليلة و ضحى ها.
د. أحلام فـؤاد السـيـد
الديمقراطية نظام يحترم الخصوصيات فهو ملائم لجميع الدول والتوق الى الديمقراطية عام فهي جزء من الإنسان قبل ان تكون جزءاً من الغرب او الشرق اوالشمال اوالجنوب . لكنها ليست حتمية اويمكن إحرازها بسهولة وهي كالسباحة لايمكن تعلمها في اليابسة وحتى لو كانت ومن جميع الجهات ذات منشأ محلي تماماً تنظيراً وتوقيتا وتأسيساً وإستمراراً بل لابد من الإخلاص والتضحية والنضال الطويل لها والإلتزام بها والصبروالإصطبار عليها . لمــاذا ؟ لأن الديمقراطية لا تتلحض في الإنتخابات فقط اوالنظام السياسي الديمقراطي فقط كما يتصورالبعض او يروق للبعض الأخر أن يصور ذلك ، بل هي فكره يمكن ان تمهد للقوة الشاملة فالخلاص من الضعـف بانواعه وهذا مخيف للبعض لأكثر من سبب وسبب ، نعم الديمقراطية فكرة موحدة تستمد القوة التي تمنحها للدولة التي تعتنقها للتطبيق من القوة الشاملة للقيم التي تمثلها مثل إحترام الانسانية والصدق والعدالة والحرية والسلام . لقد نسى بعض الغربيين من الإعلاميين والسياسيين المطبلين لإغلاق ملف الديمقراطية العراقية : كيف نشأت ديمقراطياتهم ؟ وكيف تعززت ؟ وكم استغرق ذلك ؟ وماهو حجم الأموال التي صرفت والدماء التي سالت قبل وخلال تأسيس تلك الديمقراطيات ؟ ومن ْ قام بتسديد تلك الفواتير ؟ لابد لهم ، ولنا ايضاً ان نتذكر الثمن الذي دفعه الأميركيون في حربهم الأهلية مثلاً للإنتقال الى الديمقراطية اولتطويرها وإستمراريتها، وأن يتذكروا ونتذكر الهشاشة الكبيرة التي كانت عليها ديمقراطيتهم عند الولادة ، وإن نتفهم ويتفهموا ويتواضعوا ايضا للخلل المتبقي الذي يكتنفها وينتظرالحلّ وعلى الصعيدين الداخلي والخارجي ، فالكل يعرف الجدل والنقاش الذي مازال يدور حول ضرورة تطويرنظام الإنتخابات الأميركية مثلا ، اما الخلل على الصعيد الخارجي فمنه عدم الإلتزام بالمبادئ ومنها الديمقراطية في السياسة الدولية والمؤسسات الدولية بموازة الدفاع عن المصالح القومية ، وهذا الخلل واضح في معارضة أكثر الدول الأوروبية للمشروع الديمقراطي في العراق ، وفي صيحات أمثال هنري كيسنجر المشبع بالمناورات والمراوغات الكلاوسفتسية والبسماركية والمترنيخية التي فشل في تطبيقها وفي أكثر من خطة أيام تعامله مع الملف الفيتنامي حيث فشل في الفيتنمة فعمد الى توسيع نطاق الحرب بضرب كمبوديا المجاورة لفيتنام بذريعة ملاحقة المتسللين من كمبوديا الى فيتنام لتتحول حرب كمبوديا نفسها الى كارثة انسانية واستراتيجية كبرى حتى انقلب وبعد أعوام قليلة الإعلام الاميركي والشعب الاميركي على تأييده لحرب فيتنام وكان ما كان مماهو معروف . أمثال هذه الصيحات الأخيرة المتصاعدة في الولايات المتحدة الأميركية التي توصم الدفاع عن ديمقراطية العراق بالدفاع عن المبادئ المجردة والمثالية والسياسة غيرالواقعية وتحث على خلق تحالفات طائفية مقيتة لتجيش السنة ضد أخوانهم الشيعة وتجيش السنة ضد اخوانهم الشيعة لجرّ المنطقة برمتها الى حروب دموية طاحنة ونفق مظلم لا أخر له لا تدمر المنطقة بل تدمر الولايات المتحدة الأميركية وتجرها الى عزلة طويلة وغير مسبوقة في الساحة الدولية . حل الأزمة في العراق يجب أن يكون ملتزما بالمسؤولية الأخلاقية العالمية التي تفرضها الديمقراطية التي لا يمكن إلا أن تكون كوزموبيالية التوجه تهتم بالديمقراطية خارج حدودها بصدق وجد وواقعية وعقلانية وحكمة دون تسييس وميكافيلية وبالتعاون الدولي والأقليمي لانه بالديمقراطية ايضا يمكن ضمان المصالح القومية وبموازاة تعزيزالصدق والعدالة والحرية والسلام وإحترام الإنسانية في الدول وبالتالي في العالم الذي تحول الى قرية صغيرة سكانها اقرب ما يكونوا الى ركاب سفينة واحدة . هناك اخطاء محلية وأخرى إقليمية وأخرى دولية في إنتقال العـراق الى الديمقراطية لكن الخطأ الكبير الذي لا يغتفر يتمثل في الإنتقال الدراماتيكي السريع من خطأ الى أخرعلى الرغم من تعدد مجالس الحكماء لحل الأزمة العـراقية فهناك مجلس حكماء عراقي وأخرعربي وأخرأميركي و ... الخ ومع ذلك يقترح البعض عودة حزب البعث العراقي بهدوء وبطىء اوتقسيم العراق عبر حمام دم اوعبرصفقات سوداء او البحث عن دكتاتورجديد اوجعل العراق تحت وصاية الامم المتحدة اوتوسيع دائرة الفوضى الخلاقة في المنطقة اوالتحالف ومع بعض مصدري الإرهاب تحت مظله الإعتدال او ... الخ وما نحو ذلك من هذه الاقاويل والتسريبات والشائعات المبالغ فيها احيانا والتي ترسخ في الاذهان بان الشيء الوحيد الذي تحرر واصبح ديمقراطياً هوالعنف نفسه إعدادا للإنقلاب على الديمقراطية التي هي من حق العراقيين ويستحقها جميع العراقيين ولا طريق لهم غيرها للخلاص والتحررمن الضعف لان الديمقراطية قوة شاملة للنظام الديمقراطي دولة وشعبا ومجتمعا وفردا وعلى الصعيد المحلي والإقليمي والدولي والعالمي. الديمقراطية العـراقية في خطر لا يستثني احدا اودولة اوطائفة وهذا يملي فيما يملي ستراتيجية كاملة وبرنامج متكامل لإنقاذها من المأزق ومن ثم النضال السلمي الطويل لإنجاحها ويتصدر ذلك البرنامج : - توفيرضمانات ديمقراطية عملية ترفع مخاوف جميع مكونات الشعب العراقي من المشروع الديمقراطي العراقي . - توفيرضمانات ترفع المخاوف الإسلامية والعربية والاقليمية والدولية من المشروع الديمقراطي العراقي . - تعزيز التعاون الدولي الموسع والقائم على المصالح المشتركة المتبادلة والشرعية الدولية فالإنفراد بالملف العراقي غيرمتاح مع ميزان القوى القائم والأخطاء العراقية وغيرالعراقية المتراكمة . - التخفيف من حدة الإحتقان والتخندق الطائفي المتصاعد في العالم والذي ينذر بتصديرما يسمى بالحرب الأهلية في العراق والحريق الكبير وخطر التقسيم الى كل دول المنطقة وكما حدث للإرهاب من تصدير الى الأردن والسعودية وغيرهما ، وهذه مسؤولية مشتركة للعلماء والحكام والإعلاميين معا ، فهم الذين يقومون بتشكيل أولويات الناس وأجندتهم تجاه القضايا ، ولقد قام الكثيرمن الفئات الثلاث بالتركيز على تعميق الشرخ وتصعيد الإحتقان وكل لأسباب ودوافع مختلفة وخاصة وحدتها أخطاء الدمقرطة من جهة وأخطاء الحرب على الإرهاب من جهة ثانية وأخطاء تطبيقات الديمقراطية في العراق . هل يعقل أن لا يتحد الكثيرون في هذا العالم لمقارعة الديمقراطية العراقية مع ما يسوق من خلط رهيب بين الديمقراطية العراقية : وبين الفوضى الخلاقة التي سلبت الشعب العراقي الأمن والإستقرار والخدمات و... الـخ اوبينها وبين الفوضى الديناميكية الخلاقة التي تنذر بالحريق الكبير والدمار والخراب للشعوب . اوبينها وبين مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي يطالب بجميع الرؤوس اوبينها وبين الحرب العالمية على الارهاب ولاسيما بعد وصفها بالحرب ضد الفاشية الإسلامية ! فكل ذلك ساهم في خلق معارضين جدد للديمقراطية العراقية محليا وإقليميا ودوليا وخسارة أصدقاء أخرين وعكس ما كان ينبغي تماما أي توحيد الموالين وتكثيرهم والعمل على تحييد معارضيها. ولا ملازمة بين ذلك وإلغاء مشروع الدمقرطة العالمي الذي يجب أن يصار الى خصخته ، اي خصخصة الدمقرطة وهذا ما سوف نتطرق اليه في مقال قادم بإذن الله الرؤوف الرحيم . مقالات الرأي في الأعداد السابقة: ●مصير الفوضى الخلاقة الديناميكية الجديدة! ●نحارب الديمقراطية وننادي بها!! ●الـى مجلس إدارة العالم فـي منتدى دافوس ●مـا اشـبـه جزرتـكـم بالعـصا !! ●هـكذا تـسـقـيـم الأمور مع الإرهابيين ●الى الأشقاء في البحـرين : التـفكـير داخل صندوق الإقتـراع ●العلاقة بين النووي الإيراني والسماح ودخول المرأة الى الملاعب
المهندس مصطفى الصادق
تحسين الأداء ؛ الطريق إلى منافسة أفضل إن المنافسة الحامية بين المؤسسات تشكل إحدى أهم التحديات التي تفرضها عملية العولمة على المؤسسات. و من المهم جداً أن يتفهم المدراء أن هذه المنافسه لا تخص شكل خاصاً من المؤسسات بل إنها تشمل جميع المؤسسات وبكافة أشكالها إنتاجية كانت ام خدماتية أم فكرية وثقافية فهي بحاجة إلى التحسين المستمر لقدراتها التنافسيه كي تتمكن أن تبقى على قيد الحياة. فهذه الأجواء تدفع المؤسسات إلى التفكير في السبل التي تساعدها على خفض تكاليفها من جهة ورفع مستوى جودة المنتج أوالخدمة التي تقدمها من جهة أخرى. ما هي إذن؟ إن الفكرة الأساسية التي تقوم عليها خطط تحسين الأداء هي فكرة المواصفات القياسية للعمل. بعبارة أخرى كما أن هناك مواصفات قياسية للأشياء فهناك مواصفات قياسية لكل عمل يقوم به العامل أوالموظف في المؤسسة. الأداء الوظيفي للموظف يمكن أن يكون دون حدود المواصفات القياسية أو يتخطى حدود المواصفات القياسية فللمثال الموظف الذي يقوم بعملية الطباعة فالمواصفة القياسية بالنسبة لعملية الطباعة هي؛ أن يقوم الموظف بطباعة 4 صفحات A4 مثلاً خلال كل ساعة عمل و الحد المسموح للأخطاء هو 4 أخطاء في كل صفحة مثلاً و ذلك حسب المواصفات القياسية. إن خطط تحسين الأداء تهدف إلى تقليص الفارق الموجود بين الأداء الفعلي للموظفين وبين المواصفات القياسية. لكن النقطة الأولى التي يمكن ان تثار بهذا الشأن تدور حول الجهة المخولة التي تقوم بتحديد هذا المواصفات أوما هي المعايير التي تتخذ لصياغتها. هنا وفي هذا المقال لسنا بصدد الإجابة على هذه الأسئلة فالجواب يختلف حسب نوع المؤسسة ونشاطها و لذلك يحتاج إلى الكثيرمن البحث والتدقيق. النقطة الثانية هي ديناميكية الأداء حيث يجب أن نقبل بأن الأداء قابل للتطوير والتقدم وبشكل مستمر ما يمكن ان نسميه بالأداء الديناميكي وذلك مقابل الأداء الستاتيكي الثابت. مقدمات لابد منها هناك من المدراء من يعتقد أن الأداء الموجود إذا كان في حدود المواصفات القياسية للعمل فليس هناك حاجة إلى خطط تحسين الأداء. لكن وكما ذكرنا إن ديناميكية الأداء يجعله عرضة للتغيير الدائم والتطوير المستمر مما يفرض علينا البحث المستر عن سبل لتحسين الأداء. النقطة الثانية هي أن الموظفين هم حجر الزاوية في إنجاح أي خطة تهدف إلى تغيير كيفية الأداء و تحسينه. فالبداية الصحيحة يجب أن تتمحور حول تحفيز المدراء والموظفين للإندماج في أي خطة ترمى لتحسين أداءهم لأن هؤلاء الموظفين هم من يجب أن يقوموا بتنفيذ الخطة وهم في إرتباط مباشر بها. فلنبدأ الأن كثيراً ما يقال إن البداية الصحيحة هي أساس النجاح في أي عمل و تخطيط وخطط تحسين النجاح ليس بإستثناء من هذه القاعدة. النقطة الأولى التي تشكل أولى خطوات البداية الصحيحة في خطط تطوير الأداء أو تحسينه هي تحديد الأعمال. ثم الخطوة الثانية تقوم على تقييم الأداء الفعلي للعمل. ففي المثال الأنف هناك؛ عملية عنوانها الطباعة والهدف منها طباعة نص ما و؛ الوضع القائم هو أن تطبع 3 صفحات A4 في كل ساعة. الوضع القائم هو وجود 6 أخطاء مثلاً في كل صفحة. الوضع القائم أن الموظف يقوم بعملية الطباعة في أجواء مضطربة مثلاً. الوضع القائم هو أن الجهاز الذي يستخدمه الموظف ليس جيداً لأداء مثل هذه المهمة مثلاً أو الجهاز لديه قابلية أكثر من الذي ينجزه الموظف حالياً مع الجهاز و.... لكن ما هي الخطوة التالية هذا ما سنبحثه في الحلقة التالية بإذن الله.
المهندس مصطفى الصادق
الهـيكلة إن بناء الهيكل الإداري للمؤسسة أوما يسمى بالتنظيم يعتبرمن أهم مقومات العمل المؤسساتي . فمؤسساتنا اليوم تعاني من ضعف التنظيم وبأشكاله المختلفة من إفتقارها للنموذج الملائم مع طبيعة الموسسة واهدافه مروراً بعدم تحديد المسؤوليات في المجموعات الإدارية وصولاً إلى عدم وجود التنسيق الكافي بين المجموعات المختلفة. هذا ما جعلنا أن نخصص معظم نقاط هذه الحلقة لهذا الموضوع الهام و الحساس وسنبحثه بالتفصيل لاحقاً إن شاء الله. 1- إن ما يلي عملية التخطيط ويعتبر من أهم واجبات المدير في عملية الإدارة هوالتنظيم أي وضع الهيكل التنظيمي للمؤسسة وترسيم علاقات السلطات الإدارية. ولأداء هذا الواجب بشكل جيدعليك أن؛ تقوم بتصنيف وتحديد وتمييزالأنشطة اللازمة لتحقيق أهداف المؤسسة ثم إختيارنوع التنظيم طبقاً لأهداف ومهام المؤسسة وثم تصنيف كل من هذه الأنشطة في مجموعات منفصلة وتخصيص المدراء لكل من هذه المجموعات وثم تفويض السلطات اللازمة لهم للقيام بإدارة الأنشطة المحددة لمجموعتهم وتوفيرالأليات اللازمة لتنشيط العلاقات بين وفي هذه المجموعات نفسها من جهة و بينها وبين السلطات الإدارية من جهة ثانية. 2- هناك مبادئ يجب أن تأخذ بعين الإعتبارعند القيام بعملية التنظيم لكي يكون التنظيم ناجحاً وفاعلاً فيجب؛ أن يكون التنظيم الموضوع للمؤسسة متآلفاً ومتوازناً ومتعادلاً من الناحية الظاهرية و أن يتبع لأحد مناهج التنظيم المتداولة وأن يكون على أسس علمية وتأخذ بعين الإعتبار شكل المؤسسة وأهدافها وطبيعة هذه الأهداف و نوع المؤسسة أصلاً حيث يتلائم شكل التنظيم مع نوع المؤسسة وأهدافها. فللمثال إن شكل التنظيم الذي تحتاج إليه مؤسسة علمية كالجامعة يختلف بشكل كبير مع الشكل التنظيمي لمؤسسة أخرى تقوم بلإنتاج الصناعي. ففي الأولى ليس من المتداول إستخدام التنظيم الهرمي في حين أن هذا الأسلوب يلائم المؤسسة الصناعية بشكل كبير. 3- من أحد أهم مبادئ التنظيم الناجح كفاءة التنظيم فالتنظيم ليس غاية في حد ذاته بل إن عملية التنظيم تعتبرمن أهم الآليات والمراحل التي يتم عبرها الوصول إلى أهداف المؤسسة.فلذلك يجب أن ؛ يكون الهيكل التنظيمي الموضوع للمؤسسة مرآة للأهداف المخطط لها. ففي إختيار المجموعات وتفويض السلطات وغيرها من النشاطات التي يشتملها عملية التنظيم أول ما يجب أن يأخذ بعين الإعتبار هو مدى تأثيرها على تحقيق الأهداف المتوخاه للمؤسسة. 4- إن عملية بناء الهيكل الإداري أوالتنظيم لن تنجح نجاحاً كاملاً إلا إذا رافقته عملية التفويض الصحيح للسطات فلذلك يجب عليك أن؛ أن تقوم بتفويض السلطات اللازمة لمدراء المجموعات الإدارية المصنفة حيث تكون السلطات المخولة محددة والمسؤليات المترتبة عليها محددة أيضاً مع عدم الوقوع في فخ الآفات التي يمكن أن تصيب عملية التفويض كالتفويضات الموازية أو غير المحددة و.... 5- إن عملية التنظيم لن تؤدي إلى النتيجة المرجوة منها إلا في ظل وجود التنسيق بين جميع الأطراف المرتبطة بها فعليك أن؛ توفرالتنسيق الضروري بين المجوعات الإدارية وسلطاتها من جهة وبين هذه السلطات والسلطة الإدارية العليا في المؤسسة من جهة ثانية وبين المجموعات وسلطاتها والبيئة الخارجية المرتبطة بها من جهة ثالثة. 6- كما يقول الله سبحانه و تعالى في كتابه الكريم : و كذلك جعناكم أمة وسطاً و كما في الحديث الشرف : خير الأمور أوسطها، فذلك ينطبق أيضاً على عملية التنظيم وحدود السلطات التي يجب إعطاءها لمدراء المجموعات فعند تخويل السلطات الإختيارات يجب أن؛ تكون حدود الإختيارات وسطاً بين الضيق والفضفاض وأن لا تكون فضفاضة بالدرجة التي تتسبب بالفوضى وعدم تحديد المسؤوليات وإمكانية المساءلة والمحاسبة ولا تكون ضيقة بالدرجة التي تتسبب الجمود وعدم التحرك بحرية و الشلل في العمل الإداري. 7- إن من أهم واجبات المدير في عملية الإدارة هي تنمية الهيئة الإدارية للمجوعات المصنفة في مرحلة التنظيم وهذا ما يطلق عليه التشكيل . لكي تقوم بهذا الواجب بأفضل صورة ممكنة عليك أن؛ تقوم بتحديد المواصفات المطلوبة للقائمين على رأس المجموعات الإدارية المصنفة خلال عملية التنظيم وإختيارهم و تدريبهم وتوفيرالتنسيق المفترض بينهم وتقديم الحوافز الكافية لضمان فاعلية أداءهم. 8- إن التوصل إلى الصيغة النهائية للتشكيلة الإدارية يجب أن تتم عبر عدة مراحل. فالصيغة الأولية الناتجة عن عملية التشكيل يجب أن لا تعتبر الصيغة النهائية حيث تقيد المدير من الناحية الشرعية والقانونية وتعيق إجراء التعديلات على قائمة الأفراد حسب نتائج الإختبارات بعد فترة زمنية محددة. لكي تتجنب ذلك عليك ؛ قبل أن تضع اللمسات الأخيرة على التشكيلة النهائية وإختيار الصيغة النهائية للتشكيل أن تقوم بإختبار المدراء الذين تم إختيارهم ولا تقيد نفسك بقوانين جامدة تحد من حريتك في إجراء تعديلات على قائمة المدراء. 9- إن التخطيط والتنظيم يعتبرا من أهم واجبات المدير لكن ليس ذلك كل ما هو المطلوب من المدير. فمن واجبات المدير الأخرى التي لا تقل أهمية عن التخطيط والتنظيم هي توجيه وإرشاد المرؤووسين والإشراف علي سير الأعمال التي يقومون بها فيجب عليك أن؛ تقوم بتوجيه مرؤوسيك وإرشادهم عبرالأساليب المختلفة التي تختلف حسب الظروف المختلفة والأفراد و ذلك فضلاً عن الإشراف على سير الأعمال لأداءها بشكل ناجح و فعال.
|