العدد 19- الصفحة العاشرة

  

 

 

إمبراطورية العقل الأميركي

 

 

إسم الكتاب: إمبراطورية العقل الأميركي

المؤلف: سعد سلوم

 

ينطلق كتاب امبراطورية العقل الاميركي لمؤلفه سعد سلوم من الادراك بكون العالم يقف اليوم أمام مفترق طرق، فإما أن يحصل تفاهم دولي يحفظ الثقافات الوطنية من الذوبان ويسهل التعايش في عالم من التنافس القاسي أو الفوضى.وقد حاولت فصول الكتاب مواجهة التحدي من خلال رسم نوع من خريطة الطريق بين الفوضى الشاملة

التي تعم عالمنا اليوم (عالم هوبز) ونقطة الاستقرار والتوازن في ظل عالم السلام الدائم (عالم كانط).يبرز الكتاب المشروع الكانطي على صعيد العلاقات الدولية من خلال التفكير بمستقبل السلام ووضع حد لحروب المستقبل .

يقدم الفصل الاول (نقد العقل السياسي الاميركي) تصورا مغايرا عن اللحظة الامبراطورية الاميركية حيث ينطلق من التساؤل حول وصول الولايات المتحدة إلى نقطة اللاعودة، وإن كان نجاحها ذاته سيحكم عليها بالدمار. لكن الاشكالية تطرح بكيفية تساعد على استشفاف الآليات الدفاعية للحضارة الاميركية وإمبراطوريتها، التي قد تقدم لها الوقاية من مصير الاضمحلال المحتوم. وفي الفصل الثاني تتضح بصورة كاملة منهجية الكتاب التي تنتصر للمشروع الكانطي الماثل في كتابه (نحو سلام دائم) ازاء المشروع الهوبزي الذي تمثله سياسة الولايات المتحدة حيث يتم التمييز بين ثلاثة مستويات للعقل السياسي الاميركي تجاه حظر استخدام القوة في ميثاق الامم المتحدة هي :مستوى التفسير (التبريري)، مستوى التطبيق (الانتهاكي)، مستوى التسويغ(التبريري) ويدعو الكتاب الى وضع استراتيجية جديدة لنظام دولي جديد يتسم بالمشاركة الفعلية لجميع الدول في اتخاذ قرارات ذات الصلة بأمن وسلم البشرية، طبقا لرؤية ميثاق الأمم المتحدة وبما يتلاءم مع التحولات الدولية الراهنة وهو ما يعد استعادة للحظة الكانطية في العصر الراهن مقابل سيادة اللحظة الامبراطورية الاميركية الهوبزية، هذه الاستراتيجية الجديدة الكفيلة بإعادة التوازن داخل النظام الدولي (من منظور المشروع الكانطي) تمر من خلال إطار مناسب لإصلاح المنظمة الدولية وهو ما تناولته الفصول اللاحقة لاسيما الفصل الرابع والخامس و السادس .وقد جاء الفصل الثالث (حلم نزع السلاح واسطورة تكوين جيش دولي عالمي) ليتناول بالدراسة الاساس الذي قامت عليه الامم المتحدة كتجسيد للمشروع الكانطي في السلام الدائم وكيف كان موقف الدول الكبرى (لاسيما الولايات المتحدة) وذلك عبر طرح الفكرة الجوهرية للتنظيم الدولي متمظهرة في نزع السلاح من جهة وتكوين جيش دولي عالمي من جهة اخرى وهي الفكرة التي تنتصب وسط الطريق بين الفوضى الشاملة وتكوين حكومة عالمية تحقق وحدة الجنس البشري. في الفصل الرابع (خارطة طريق لاصلاح الامم المتحدة) ينطلق المؤلف من فكرة تفعيل مواد الميثاق المجمدة وبث الحياة فيها بدلا من الحديث عن اصلاح معقد يحتاج الى تمويل لن تتكفل به الدول الكبرى اطلاقا او التركيز على الموضوعات التي تقترن بمصالحها الآنية فحسب لذا يدعو الى:( احياء المشروع الكانطي) عبر عمل مجلس الامن وفقا لمقاصد ومبادئ الميثاق التي تشكل حدودا لسلطاته لا وفقا لمقاصد وغايات خاصة و(مناهضة المشروع الهوبزي) عبر مناهضة سياسة الهيمنة المضادة تماما لروح نظام الامن الجماعي التي يعبر عنها باللجوء إلى القوة أو التهديد باستعمالها والسيطرة والتدخل الاجنبي. و(تحكيم مرجعية العقل) عبر بلورة نظام للامن الجماعي لا يكون هدفه مجرد تسوية النزاعات السياسية بين الدول اوقمع العدوان وانما المعالجة الشاملة لجذور الازمات الدولية وهي جذور اقتصادية - اجتماعية - ثقافية، في الاساس.وفي الفصل الخامس(برلمان العالم واصلاح الامم المتحدة) يرسم الكتاب خارطة طريق لاصلاح الجمعية العامة للامم المتحدة عبر تحقيق توازن في الاصلاح بين مجلس الامن والجمعية العامة من خلال الاجماع على رفض واقع اللحظة الهوبزية باجتماع الارادة الدولية على تخليص المجتمع الدولي من هيمنة القطب الواحد واعادة التوازن السياسي داخل التنظيم الدولي بتعزيز سلطات الجمعية العامة للامم المتحدة في حفظ الامن والسلم الدوليين.

 وفي الفصل السادس (داخل البرج العاجي للامم المتحدة في نيويورك) يتحدث الكتاب عن الصراع بين عاصمة الحكومة العالمية (في نيويورك) حيث مقر الامم المتحدة وعاصمة الدولة العالمية(في واشنطن) حيث البيت الابيض وهو الصراع ذاته بين كانط وهوبز لكن بلغة المدن هذه المرة.والامين العام للامم المتحدة هو الرجل الذي يمثل الفكرة العالمية، يتحرك داخل وسط يتكون من الدول يواجه بتحديات جسيمة منها مواجهة المشروع الهوبزي الاميركي والانتصار للمشروع الكانطي حيث القى الانفراد الاميركي بالهيمنة على النظام الدولي على الامين العام مسؤولية جسيمة في الحفاظ على استقلاليته الوظيفية السياسية والفكرية فلا يكون تابعا لدولة أو لاخرى ولا حتى (موظفا) لدى الخمسة الكبار في مجلس الامن وانما ليكون معبرا عن الضمير العالمي وقوة لتدعيم سلم الجماعة الدولية.ويؤكد الكتاب على ان وجود امين عام يتصف بكاريزما قوية معبرة عن ارادة وشعور شعوب عالم الجنوب يشكل صمام امان للتقليل من الاضرار الناجمة عن السلوك الامبراطوري الاميركي إلى ادنى حد ممكن في ظل توازنات القوى الحالية أو العمل على اعادة التوازن والتناغم المطلوب في العلاقات الدولية.يمثل رفض اعتبار واقع اللحظة الإمبراطورية الاميركية مرجعية مؤبدة لمستقبل العالم والدعوة لتفعيل مرجعية العقل والعودة إلى التضامن الدولي الجماعي من خلال الأمم المتحدة جوهر دعوة الكتاب للوحدة الإنسانية التي كانت تمثل حلم جميع الفلاسفة الإنسانيين.

و كل ذلك بحسب المصدر المذكورنصاً ودون تعليق.

المصدر: http://www.alsabaah.com

 

مواضيع ذات علاقة:

 

الـقــوة الناعـمــة ؛ ما هي و كيف ستقود أميركا العالم من خلالها ؟

كيف تغيّرت أميركا؟

ماذا بين أميركا والعالم؟... حتى لا يضحك أحد على أحد.. 

الأوروبيون حائرون بين ثقافة أميركا وسياساتها الخارجية

أدوات "الطغيان" الجديدة تحير أميركا!

 

 

 

 

 

إنشاء نظام الإدارة المالية الجديد في العراق

 

 

يبدأ العمل به مطلع العام المقبل

اعلن المستشار السياسي الاقتصادي في الوكالة الاميركية للتنمية الدولية د. جون سكامبر عن انشاء نظام الادارة المالية الجديد في العراق. ضمن المساعدات التقنية التي تقدمها الوكالة له كجزء من المساعدة في اعادة الاعمار والاصلاح الاقتصادي.

سكامبر اوضح انه سيصبح بامكان العراقيين الاطلاع على ميزان المدفوعات العراقي ومعرفة ما تم تصديره من مواد ومقدار المبالغ الداخلة في ميزانية الدولة عن طريق النظام الجديد.

وقال ان تفعيل العمل في المشروع سيبدأ مع بداية العام المقبل فيما وضعت التحضيرات الأولية لانجاحه وتطبيقه من خلال توحيد السجلات المالية للوزارات وخلق استمرارية لتوثيق السجلات المالية.

واضاف ان من شِأن هذا النظام ان يرفع مستوى الشفافية وخفض مستوى الفساد الاداري اذ سيتم اتباع طريقة الدفع الالية عن طريق الاتصالات الالكترونية المكشوفة للمشتريات الحكومية.

وبين سكامبر ان هذا النظام يمكن الموظفين الحكوميين من تسلم رواتبهم من المصارف التي لديها حسابات فيها وهذه سابقة لم تتبع في العراق على حد وصفه.

و كل ذلك بحسب المصدر المذكور.

المصدر: http://www.alsabaah.com

 

مواضيع ذات علاقة:

 

قطاع النفط في العراق بين الواقع المؤلم والأفاق المستقبلية

العمـل المصرفي والاستثمار مــن أجـــل التنميـة في العالم العربي عامة و في العراق خاصة

النفط والاستراتيجية الاقتصادية العراقية(1)

التنمية المستدامة في ظل الصراع الدائر في العراق

ملف الإعمار العراقي ... والمسؤولية الوطنية

بوش لشركائه في العراق: ادفعوا ما عليكم

فساد المقاولين يهدر أموال العراق

الشبيبي يبحث المرحلة الثالثة من خفض الديون العراقية

النفط العراقي من التخريب إلى مخططات التهريب

دولة الرفاه العراقية بين الوهم والحقيقة

صندوق إعمار العراق قيد التقييم

الفساد الإداري والمالي في العراق ... مرة أخرى

إعمار العراق ودوره في امتصاص البطالة

نحو ستراتيجية لمعالجة البطالة في العراق

العراق...صعوبات على طريق إعادة الإعمار

أين العـراق من مشروع التمويل الأصغـر للفقراء ؟

الإستقرار السياسي؛ حجر الزاوية في إنعاش الإقتصاد العراقي

الـتحديات الاقـتـصادية الـتي تـواجـه الـحـكـومـة العراقية المـقـبـلـة

 

 

 

 

 

أي مستقبل للفقراء في البلدان العربية ؟

 

 

كتاب: أي مستقبل للفقراء في البلدان العربية ؟

المؤلف: إسماعيل قيرة

 

تعتبر ظاهرة الفقر واحدة من أبرز القضايا والتحديات التي تصدرت على مستوى العالم قائمة المشكلات الملحة التي جعلت المجتمع الدولي يدعو إلى مكافحتها، إذ أعلنت الأمم المتحدة عهدا دوليا للقضاء على الفقر (1997-2006).

من هنا يقر الدكتور إسماعيل قيرة بفشل سياسات المجتمع الدولي ويتوقع أن يتضاعف عدد السكان الذين يقعون تحت خط الفقر في العالم إلى أربعة مليارات نسمة خلال العشريتين القادمتين.كم يتوقع أن يؤدي عددهم وكبر وزنهم النوعي في ظل استمرار البنية الحالية للعلاقات الاقتصادية العالمية إلى انفجارات هائلة تكافئ في آثارها الانفجارات النووية.وعمم هذه الصورة السوداء على البلدان العربية، خاصة تلك المصنفة في خانة الدخل المنخفض أو المتوسط، مركزا على شواهد تشير إلى أن حجم البطالة يصل إلى 14% من حجم قوة العمل العربي، في حين يبلغ عدد الداخلين إلى سوق العمل حوالي ثلاثة ملايين.وتوضح الحقائق الرقمية أن 60 مليون عربي يعانون من الأمية و73 مليونا يعيشون تحت مستوى خط الفقر، مع وجود 10 ملايين عربي لا يحصلون على الغذاء الكافي، إلى جانب حرمان نصف سكان المناطق الريفية العربية من المياه النقية، وعدم حصول ثلثي سكان هذه المناطق على الخدمات الصحية.ويرجع المؤلف تزايد ظاهرة الفقر بلا ضابط في البلدان العربية إلى قضيتين حاسمتين، تتعلق أولاهما بالإستراتيجيات التي أتبعت ولم تؤد فقط إلى طريق مسدود من حيث القضاء على الفقر، وإنما أدت في الواقع المعيش إلى زيادة الفاقة وظهور أسوأ أشكال الفقر مثل التسول وسوء التغذية والعيش على فضلات القمامة." أما القضية الثانية فترتبط بالسياق الخاص الذي تحدث فيه هذه المآسي، وهو سياق يتميز بتعرض البلدان العربية لتحديات وتهديدات خطيرة بدءا من تلك المتأتية من قوى دولية وإقليمية إلى تلك المتأتية من قوى محلية، وهي كلها تمس وحدة وهوية وكيان الدول العربية التي شرعت في زعزعة استقرارها وتمزيقها بتشجيع الصراعات الداخلية والخارجية وإضعاف الحس بالولاء والانتماء الوطني وخلخلة التماسك العربي.ونظرا للتباين الملحوظ بين البلدان العربية في معدلات الفقر ومستوياته ارتأى المؤلف مناقشة عدد من النماذج نذكر منها الجزائر على سبيل المثال.فاعتمادا على تقرير الديوان الوطني للإحصاء يشير الكاتب إلى أن ثلث العائلات الجزائرية فقيرة، و45% من الأجراء؟ (هل المقصود العمال أو من لهم راتب شهري؟) يعيشون تحت الحد الأدنى للفقر، و50% من الفلاحين أرباب أسر فقيرة، و60% من أرباب العائلات أميون، و10% منهم عاطلون عن العمل و30% منهم يقل دخلهم الشهري عن ستة آلاف دينار جزائري أي ما يعادل 80 دولارا.هذا إلى جانب نزوح 1.6 مليون مواطن من الأرياف إلى المدن بسبب الأزمة الاقتصادية وتردي الأوضاع الأمنية. يعزو الدكتور قيرة ذلك إلى مخطط التعديل الهيكلي الذي فرضه صندوق النقد الدولي على الاقتصاد الجزائري منذ العام 1990 وسوء التسيير اللذين سببا بشكل أساسي إفقار مئات الآلاف من المواطنين، ناهيك عن الإرهاب الهمجي الذي زاد سكان البوادي والمناطق المعزولة بؤسا كما زاد الاقتصاد الجزائري تدهورا بسبب تخريبه للبنية التحتية.ويجسد المؤلف صور الفقر هنا في نمو وتزايد الأحياء الفقيرة، وعودة الأمراض الدالة على الفقر، وعودة ظاهرة التسول وانتشارها، وتضخم قطاع الأنشطة غير الرسمية.كما كشفت بعض الدراسات الاتجاه نحو تهميش الفقراء وكبحهم بوسائل خفية ومعلنة أحيانا، فضلا عن عرقلة أي برنامج يهدف إلى تغيير أوضاعهم.ولم يخطئ المؤلف جادة الصواب حين قال إن "مختلف السياسات التي تستهدف الفقراء تميل إلى أن تختطف وهي في الطريق ليستفيد منها الأغنياء وذوو النفوذ.

مجتمع التهميش إلى أين؟

يرى الدكتور إسماعيل قيرة أن مجتمع التهميش في البلدان العربية هو ذاك المجتمع المتكون سوسيولوجيا من كل الفئات المبعدة عن العملية الإنتاجية والاستهلاكية.وهو مجتمع ينتمي إلى فئات اجتماعية واسعة تضم حتى الفئات الوسطى التي أصبحت في كثير من البلدان العربية تحتاج إلى مساعدة اجتماعية بعد التدهور الذي عرفته وضعيتها الاقتصادية. فالفئات الهامشية أو المهمشة تشكل في نظره عالما واسعا يمتد عبر الشرائح المختلفة الرابضة في قاع المدينة وتنتشر في أماكن متعددة، لتشكل عالما له علاقته ولغته ونمطه المعرفي والقيمي.كما أنها تختلف من مجتمع إلى آخر ومن نظام سياسي إلى آخر، ولكنها تتفق في خاصية واحدة على الأقل تتمثل في ضعفها النسبي مقارنة بالفئات الاجتماعية الأخرى وامتثالها التام أو الجزئي للقوى المسيطرة، ما جعلها تحرم من أبسط حقوقها.ولهذا يؤكد المؤلف أن هذه الفئات المهمشة ليست كينونات خاصة قائمة بحد ذاتها، وإنما هي وحدات اجتماعية وعلاقات سياسية تحدد طبيعتها واتجاهاتها العامة حركة الصراع الاجتماعي.

و كل ذلك بحسب المصدر المذكور.

المصدر: http://www.alsabaah.com

 

مواضيع ذات علاقة:

 

من السبل الاستراتيجية لمكافحة الفـقـر

مكافحة الفقر

الفقراء يصارعون من أجل البقاء في أغنى دول العالم

وسائل مكافحة الفقر الريفي في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا

أين العـراق من مشروع التمويل الأصغـر للفقراء ؟

لقاء هونغ كونغ : نحو الخروج من نفق الفقر  !!

كرة الفقراء... العجيبة 

 

 

 

 

 

كيسي ينتقد التصريحات الأميركية المضادة للمالكي

 

 

 

زاد: أحذر من نفاد الوقت قبل احتواء النزيف الطائفي

قلل قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال جورج كيسي من اهمية الانتقادات التي وجهها مسؤولون كبار في الادارة الاميركية الى رئيس الوزراء السيد نوري المالكي بشأن اداء حكومته وعدم سيطرته على الميليشيات وايقاف نزيف الدم الطائفي الذي يهدد بدخول البلاد في حرب اهلية حسبما صرح به السفير الاميركي في بغداد زلماي خليلزاد.

وقال كيسي في بيان مقتضب لم يخل من حدة ضد هذه التصريحات: ان المالكي يقوم بخطوات ناجحة واداء جيد في ظل ظروف صعبة، واصفا التصريحات المنسوبة الى مسؤولين في الادارة الاميركية بانها لا تعكس حقيقة علاقة الشراكة القوية بين الحكومة العراقية والقوات المتعددة الجنسيات.

وامتدح الجنرال كيسي شجاعة المالكي وتعاطيه مع القضايا الصعبة وعزمه على التصالح مع فئات المجتمع العراقي رغم الماضي الذي خلفه نظام الدكتاتور المخلوع.

وقال: " ان المالكي يواجه عدة تحديات في وقت واحد وأعتقد أنه مؤهل لتجاوز العقبات والقيام بمهمته على اكمل وجه."

وختم كيسي بيانه بالنظرة التفاؤلية للعراق قائلا: ان العراقيين يحكمون سيطرتهم يوما بعد آخر على اوراق ملفهم وان المستقبل سيكون للديمقراطية والحرية في العراق والشرق الأوسط.

وكان مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، طلب عدم الكشف عن إسمه، قد أنحى باللائمة على الصحافة الأميركية التي بالغت في تصوير حجم التصريحات التي تعكس بعض التشاؤم ونقلت صورة مشوهة عما اسمته بالاحباط بين الساسة الأميركان حول الوضع في العراق، ونفى هذا المسؤول وجود ضغوط من البنتاغون على الحكومة العراقية لسحب الدعم عنها، مؤكدا ان هذا الانطباع هو نفسه  داخل الحكومة العراقية.

وقال المسؤول: ان الرئيس الاميركي جورج بوش يدعم الحكومة العراقية ولكنه يشعر بان الظروف التي يواجهها المالكي صعبة ومتصاعدة، ولكنه وصفه بانه اصلب من سلفه الجعفري ويتميز بقدرته على التواصل مع القوى السنية، وهو نجاح مهم، حسب تعبيره، مؤكدا أن الوزارة تراقب اداءه في ملاحقة الفساد الاداري في وزارة الداخلية.

من جهة مقابلة نسبت صحيفة واشنطن بوست الى السفير الاميركي في العراق زلماي خليلزاد تحذيره من نفاد الوقت امام  المالكي لاحتواء نزيف الدم الطائفي الذي يهدد بدخول البلاد في حرب اهلية، حسب تعبيره.

وقال خليل زاد في لقاء مع الصحيفة: ان المالكي يمتلك فسحة زمنية تمتد لشهرين، واذا ما عجزت حكومة الوحدة هذه عن التعامل مع المسالة فإن ذلك سيعني ضياع فرصة كبيرة وسوف لن يتم التعامل مع هذه المشكلة ثانية إلا بعد مرور وقت طويل.

ونقلت الصحيفة في عددها الصادر يوم أمس الأحد عن زاد  قوله انه يشاطر الرئيس الاميركي جورج بوش ثقته المطلقة بالمالكي وانهما متفائلان، ولو بحذر، من أن الحكومة العراقية تمتلك الإرادة السياسية لكبح جماح العنف.

واشار ايضا الى ان الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 مسؤول جزئيا عن العنف في العراق، بما يحمل الولايات المتحدة مسؤولية اخلاقية للبقاء في البلد من اجل المساعدة في ايقاف النزيف الطائفي، مضيفا ان العراقيين يحتاجون للمساعدة الأميركية في هذا الصدد.

وقال ان هذه الظروف كان لابد ان تقع جزئيا مع حقيقة مجيء اميركا الى العراق. 

وشدد زاد بالقول: "انها مسألة علينا نحن والعراقيين التعامل معها. " وقال السفير ان العنف الطائفي حل محل الارهاب المضاد للعراقيين والاميركيين كاكبر تهديد يواجه العراق، ودعا الحكومة الى نزع سلاح الميليشيات غير المرخص به. وطلب زاد وضع جيش المهدي ومنظمة بدر تحت السيطرة وقال: ان تركيز رئيس الوزراء نوري المالكي على الحلول السياسية اكثر من العسكرية في حل مشكلة الميليشيات اظهر بعض النجاح، في اشارة الى البيان الاخير للسيد مقتدى الصدر بشأن طلبه من انصاره نبذ العنف ضد قوات التحالف وجعل المقاومة مقتصرة على الوسائل السلمية، مضيفا ان هذا يعد تقدماً بالمقارنة مع مواقفه السابقة وان من الضروري الآن رؤية مواقف على الارض تنسجم وهذه المواقف.

وقال خليلزاد: انه مقتنع بان المالكي يحقق تقدماً في التعامل مع مسألة الميليشيات وانه لا يوافق على تقييم كثير من العراقيين الذين يصفون الحكومة بأنها مشلولة.

واضاف زاد : " هناك سؤال يتردد دائما هل سيتحقق ذلك؟ هل سيتحقق في وقته ؟ وتلك هي الأسئلة، فالأمور المروعة ما زالت تحدث حيث يتعرض الناس للموت. وما زال هنالك عنف طائفي.

و كل ذلك نصاً بحسب المصدرالمذكور.

المصدر: http://www.alsabaah.com

 

 

 

 

 

مؤتمر إعمار العراق السادس يعقد في واشنطن نهاية العام الحالي

 

 

 

يعقد في العاصمة الامريكية واشنطن مؤتمر اعمار العراق السادس للفترة من 6-7 كانون الاول القادم . وقالت الهيئة المنظمه للمعرض بأنها خولت المفوضية العراقية لمؤسسات المجتمع المدني في العراق توجيه الدعوات الى الجهات ذات العلاقة من مجتمع رجال الاعمال والمهتمين.

الهيئة بينت بأن هذا المؤتمر سيحضره كبار المسؤولين العراقيين بالاضافة الى مسؤولي الوكالات الحكومية الاميركية الرئيسية صاحبة عقود الاعمار المهتمة بايجاد شركاء عراقيين ومقاولين، كما سيشارك في المؤتمر مندوبون عن الشركات من الدول الاخرى المهتمة بايجاد فرص عقود مع الشركات العراقية.

وسيتم خلال المؤتمر تقديم الدراسات والبحوث والمشاريع لتطوير خدمات واعمار العراق، فضلاً عن اقامة معرض كبير يضم اجنحة متنوعة للجهات المشاركة في مؤتمر اعمار العراق .

الى ذلك قامت المفوضية العراقية لمؤسسات المجتمع المدني في العراق بمفاتحة الوزارات المعنية والمهتمين بهدف تنسيق المشاركة مع الهيئة المنظمة، واوضح الدكتور باسل العزاوي رئيس المفوضية لمؤسسات المجتمع المدني في العراق ان الفيزة وموافقات السفر ستمنح مباشرة من السفارة الاميركية.. مشيراً الى ان نفقات السفر والاقامة بالنسبة للوفود الرسمية ستتحملها الجهة المنظمة للمعرض فيما ستتحمل الشركات ورجال الاعمال تلك النفقات . 

و كل ذلك بحسب المصدر المذكور.

المصدر: http://www.alsabaah.com

 

مواضيع ذات علاقة:

 

إعادة إعمار الشخصية العراقية

أمريكا وإعادة بناء العراق .. تحديات الأمن والتمويل

 

 

 

 

 

مؤتمر مكة أواخر رمضان والمرجع السيستاني ينيب أحد وكلائه للمشاركة فيه

 

 

نسبت مصادر صحفية الى مسؤولين بمكتب المرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني انه سينيب عنه احد وكلائه للمشاركة في مؤتمر مكة للمصالحة بين القوى الاسلامية الشيعية والسنية الذي ينظمه المؤتمر الاسلامي باشراف المملكة العربية السعودية. واختتمت امس الاول اجتماعات تحضيرية للمؤتمر شارك فيه ستة من العلماء المسلمين ثلاثة منهم من الشيعة ومثلهم من السنة واتفق مبدئيا على الصيغة التي سيعلن بها البيان الختامي للمؤتمر الذي سيعقد في الحرم المكي الشريف في العشرة الاخيرة من شهر رمضان المبارك.

وأوضحت مصادر مقربة من الاجتماع في تصريحات صحفية ان كلا من الوفدين الشيعي والسني اللذين سيشاركان في المؤتمر سيضم اثنتي عشرة شخصية بينهم رجال دين واعضاء في الوقف المعني وائمة جوامع وخطباء.

وقالت هذه المصادر: ان مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ سيشارك في المؤتمر بصفة مستشار اضافة الى ان ممثلين اثنين عن الامانة العامة لمنظمة المؤتمر الاسلامي سيكونان مراقبا ومنسقا للمؤتمر الذي لن تطرح فيه قضايا سياسية.

ومن ابرز الاسماء التي ستشارك في المؤتمر فضلا عن ممثل سماحة المرجع السيد السيستاني كل من رئيسي الوقفين السني والشيعي الشيخ الدكتور احمد عبد الغفور السامرائي الموجود حاليا في مكة المكرمة للتهيئة والتحضير لانعقاد المؤتمر والسيد صالح الحيدري والشيخ محمود الصميدعي امام وخطيب جامع ام القرى، وكانت منظمة المؤتمر الاسلامي قد دعت الى عقد مؤتمر للمصالحة في مكة المكرمة خلال رمضان المبارك يحضره كبار المراجع الدينية عن السنة والشيعة، من اجل وقف العنف الطائفي في العراق.

ويأمل مراقبون وسياسيون ان تسهم هذه المبادرة وبالتوازي مع وثيقة العهد التي ابرمها قادة الكتل السياسية مؤخرا في الحد من اعمال العنف التي تشهدها الساحة العراقية وتحقيق الامن والاستقرار الذي تعمل الحكومة على ترسيخه، كما ستسهم هذه الاجتماعات بالحد من الاحتقان الطائفي وتعزيز اجواء المصالحة الوطنية التي يامل الكثير ان تحقق مبتغاها في لم شمل العراقيين والسعي الجاد لاعادة الاعمار والبناء وتحقيق اجواء الامن والسلام في العراق.

المصدر : http://www.aljeeran.net

 

 

 

 

 

ملاحظات سريعة عن الوضع الراهن في العراق

 

 

ترجمة: خالد قاسم

 

 

للحقائق قدرة على الانكماش تحت وطأة السياسة. والجدل الحاد الذي دار بين  أنصار الحزبين والذي أثاره تقييم المخابرات الوطنية بشأن الصراع ضد الارهاب يعد حالة تؤكد هذه الحقيقة. وعلى نفس النحو سنجد أن إحصائياتنا التي تتتبع آثار ما حصل في العراق خلال الاعوام الاربعة الاخيرة فيها ما يسند رأي المؤيدين للحرب والمنتقدين لها.

لكن هناك حقيقة واحدة تبدو واضحة لا خلاف حولها وهي أن العنف خلال هذه السنة هو الاسوأ منذ الاجتياح وربما منذ عام 1991.

صحيح أن عدد ضحايا الجيش الاميركي قد تراجع بعض الشيء خلال صيف العام الحالي، ولكن من الصعوبة النظر إلى ذلك على انه تطور ايجابي طالما ان الجزء الاكبر من هذا التحسن المتواضع جاء نتيجة خفض معدل الدوريات الاميركية ( التي انخفضت من 400 دورية يوميا في العام الماضي الى 100 دورية في العام الحالي) . ولكن عندما تقوم القوات الاميركية بالخروج من قواعدها فإنها تواجه نفس القدر من الخطر الذي كانت تواجهه. وذات الشيء يمكن أن يقال بشأن الانخفاض الشديد في أعداد الاجانب الذين يختطفون والذي جاء بالدرجة الأولى كنتيجة لكون الاجانب صاروا نادراً ما يغادرون المنطقة الخضراء في بغداد. وفي نفس الوقت يستمر اختطاف العراقيين باعداد كبيرة.

كذلك فإن الاقتصاد الذي لا يزال يبدو بعيدا عن التعافي يظهر شيئاً من التحسن. وإنتاج النفط عاد، في الوقت الحاضر على الاقل، الى مستويات تقارب ما كانت عليها في نهاية عهد صدام وانتاج الطاقة الكهربائية هو الآخر عاد إلى نفس تلك المستويات أو ارتفع عليها، وخصوصا خارج بغداد. كما يستمر التسجيل في المدارس بالتصاعد وتعتبر معدلات تلقيح الاطفال محترمة حاليا ويستمر الاعلام العراقي بالازدهار .

غير أن البطالة بقيت عند مستوى 30 بالمائة او أكثر في حين تستمر السلطات العراقية وقوات التحالف بمقاومة فكرة تبني برنامج أشغال عامة على نمط روزفلت للتخفيف من حجم البطالة. كذلك يبقى التضخم مرتفعاً والاستثمار في القطاع الخاص ضعيفا بسبب البيئة الامنية.

أما معدل النمو في الناتج المحلي الاجمالي فإنه متواضع وربما ينخفض نتيجة تراجع اسعار النفط العالمية، وتعاني إمدادات الوقود من الركود في مواجهة الطلب المتزايد.

وقد ازداد التفاؤل بشكل عام، ولو بحدود ضئيلة، منذ الربيع، وخصوصاً بين الشيعة والاكراد، لكن التفاؤل العراقي بشأن المستقبل يبقى مختلفا عما كان عليه في السابق. ولا يبدو واضحا على ماذا يستند ذلك التفاؤل. وتستمر الحكومة العراقية ببذل المساعي في محاولة كبح الميليشيات وضمان توزيع عادل للعوائد المستقبلية للنفط العراقي و إعادة تأهيل البعثيين السابقين ذوي الدرجات الحزبية الواطئة لزجهم في الحياة العامة وإعادة بناء الاقتصاد. وعند وضع كل ذلك على كفتي الميزان تكشف البيانات عن أنه في حين أن العراق لم يضع فإن الولايات المتحدة وحلفاءها لا يكادون يحرزون نصراً أيضاً.

وكل ذلك نصاً بحسب المصدر المذكور.

المصدر: http://www.alsabaah.com– نقلاً عن نيويورك تايمز

 

 

 

 

 

هل إن تقرير مؤسسة الشفافية الدولية حول العراق منصف ؟

 

 

 

موضوع بالغ الاهمية اثارته الندوة الاقتصادية الثالثة التي نظمتها اللجنة المركزية للاصلاح الاقتصادي في وزارة الصناعة والمعادن يتعلق بالشفافية ودورها في عملية الاصلاح الاقتصادي. وقد اشبع البحث الموسوم (الشفافية ودورها في الاصلاح الاقتصادي) الذي  قدمه الباحث رعد شوقي منصور خبير اقتصادي في الوزارة بالنقاش والجدل والسجال بين خبراء الاقتصاد والمال في العراق من اساتذة متخصصين اكاديميين وتكنوقراط فضلا عن اطلالة مطلوبة من قبل رجال الاعمال العراقيين للاسهام في هذه المناقشات التي تمخضت عن توصيات هامة يمكن اعتمادها بعد اقرارها في المستقبل.

الى ذلك وعلى الصعيد ذاته لفت المستشار الاقتصادي في الوزارة الاستاذ يعقوب شونيا الى ضرورة الاستفهام عن موضوع تسلسل العراق في مجال (الفساد المالي) عن طريق التقرير الصادر عن مؤسسة الشفافية الدولية متسائلاً عن المعايير التي قيم فيها العراق وعلى اي اسس استند.

حيث قوبل هذا المقترح بتأييد الخبراء والمتخصصين المشاركين في الندوة وسيصار الى مفاتحة هذه المؤسسة للاستعلام عن المعايير ومن ثم يعاد التقييم.

يعقوب الذي رأس الندوة وبعد ان رحب بالمشاركين في هذا النتاج المهم اوجز الندوة باهداف البرنامج الاقتصادي والاشواط التي قطعها والخطط الجديدة وعرضها على المؤتمرين بهدف تقديم بحوثهم ازاءها مشيرا الى ان الوزارة تبنت خمس ندوات عارضة 9 محاور جديدة بهدف توسيع المشاركة في اعداد البحوث.

ادارة الندوة ضمت كل من الخبير في وزارة الصناعة والمعادن عفيف الريس مديرا والاستاذ الدكتور علي الراوي من جامعة بغداد معقباعلى البحث وغياب المعقب الثاني بسبب انقطاع الطرق.. الريس في بداية تقديمه للندوة اشار الى انه كلما تذكر الشفافية يبرز ازاءها مفهوم الفساد.. مذكرا بان العراق حافظ على ترتيبه في مقدمة دول العالم الاكثر فسادا خلال السنوات 2003- 2004- 2005 بحسب تقرير مؤسسة الشفافية العالمية ما اثار الجدل حول هذا الموضوع واحتل اهتماما واسعا ما دفع براعي الندوة الى الدعوة الى مفاتحة المؤسسة كما اسلفت.

استعراض لتجربة مضت

مقدم البحث الخبير الاقتصادي شوقي منصور لخص بحثه بالاشارة بمقدمة اظهر الحاجة فيها الى الاصلاح الاقتصادي دون ان يقدم تعريفا عن الشفافية متفق عليه، ثم انتقل يتجه الى السياسات التي كانت تتبع قبل السقوط وتحدث عن تجربة ما قبل عام 2003 التي افتقرت الى الشفافية وتمثلت فيها الضبابية على حد وصفه.

الاستاذ الدكتور علي الراوي المعقب على البحث اشاد بالجهد المقدم من قبل الباحث لكنه شدد على ان عنوان البحث كبير ويشمل محتوى كبيرا جدا.. وقال ان محاولة الباحث اقتصرت على عرض ما كان سائدا في السنوات السابقة متسائلا ان الحاجة الان تقتضي طي صفحات الماضي وما علينا الان فعله ماذا تحقق خلال 4 سنوات مضت.. مستفسراً عن خطوات الاصلاح التحقق ومراحل الشفافية التي تحققت وكرر القول ان محاولة الباحث كانت معالجة مقتضبة لحقبة من الزمن مرت.

واقترح بعض الاسس لآلية الشفافية معتبرا ان وضع سياسة اقتصادية واضحة هي من اهم اسس الشفافية واشراك المجتمع في رسم هذه السياسة عن منظمات المجتمع المدني المهتمة بالشؤون الاقتصادية.. تحديد ادارة الوضع الاقتصادي.. وضع البدائل.. مؤكدا بان الشفافية الان تمارس بحذر وبحاجة الى وضع السياسة الاقتصادية.

الديمقراطية هي الرابط المهم

بعد ذلك فتح مدير الندوة باب النقاش وكان اول المتحدثين رجل الاعمال باسم انطوان الذي اشاد بمثل هذه الندوات الهادفة والمتواصلة والذي عد الديمقراطية هي الرابط المهم في تحقيق الاصلاح الاقتصادي والشفافية والحكومة وكل الوسائل التي تندرج في اطار تحقيق الاصلاح المطلوب.

انطوان اعاد الى الاذهان قانون الاستثمار الذي من المؤمل صدوره قريبا بعد اقراره من قبل البرلمان بعد مناقشته وقال ان مثل هذا القانون اعد تحت قبب الحكومة من دون مساهمة القطاع الخاص وهو المعني بمثل هذا القانون وقال المهم اننا لا نرجع الى الوراء ولكن على الحكومة ان تعطي مؤسسات المجتمع المدني المعنية الفرصة الكافية للاسهام في اعداد مسودات القوانين المتعلقة بالاصلاح الاقتصادي ما دام الاتجاه هو نمو اقتصاد السوق. ودعا وزارة الصناعة والمعادن الى فك الاختناق بين القطاعين العام والخاص مشيرا الى ان الشفافية ستسهم في اقناع الجمهور بالخطوات التي تتخذها الحكومة في مجال التغيير الجديد.

شراكة استراتيجية

اما المتحدث الثاني فهو الدكتور عباس ابو التمن رئيس منتدى بغداد الاقتصادي حيث قال: الشفافية.. كل ما نعمله يجب ان يكون مرئيا على وجه الدقة من قبل المجتمع انه مصطلح جديد على مجتمعنا لكنه مصطلح قديم.. مشيرا الى ان موضوع الشفافية والاصلاح كان قد حسم في الدول المتقدمة قبل اكثر من 100 عام.

ابو التمن يرى ان مواضيع الشفافية والاصلاح الاقتصادي وادواتها الاستثمار والخصخصة والحوكمة بحاجة الى تقديم سياسات عن المشكلة وكيفية حلها واي الوسائل الافضل في الحل بالتخصيص او الشراكة الاستراتيجية.. وكرر القول بأن الشفافية هي كاشفة للفساد ومناقضة له.. وكل ذلك يحتاج الى قوانين تضمن سير الاعمال بشكل حسن.

 دروس الماضي

المتحدث الثالث د. عبدالحسين الحكيم خبير اقتصادي.. قال ان وضع استراتيجية واضحة المعالم للصناعة العراقية على سبيل المثال وهي المعني باصلاح منشآتها.. بعد ذلك تنفذالسياسات الاقتصادية وفق هذه الستراتيجية ومن ثم نأتي على تقييم ومراجعة النتائج المتحققة.

الحكيم ومن منظور اخر للبحث خالف المعقب في الرأي حيث قال: ان الماضي مدرسة يجب ان نتعلم منها.. إذ ان التطوير والاصلاح يستند الى ما كان متحققا في الماضي للحصول على الجوانب الايجابية المطلوبة غير انه اتفق مع المعقب بان البحث كان محصورا في الفترة السابقة. كان الاجدر تقديم اجابات لكيفية الاصلاح والتجديد غير انه كرر القول ان الماضي مهم ولا يمكن اغفاله وطي صفحاته على حد تعبيره.

المعلومات غير دقيقة

المتحدث الرابع المفتش العام في وزارة الصناعة والمعادن سالم بولص انحى باللائمة على منظمة الشفافية العالمية واعتبرها متجنية على وضع العراق في المرتبة الاولى في الفساد وعد استنتاجاتها مبنية على معلومات مستقاة من رجال اعمال يعيشون خارج البلاد وليس بمقدورهم تقدير ذلك لبعدهم عن الساحة وكان الاجدر بالمنظمة استقاء البيانات والمعلومات من الداخل.

وكان اخر المتحدثين صوت نسائي مثلته ممثلة البنك المركزي العراق نجلاء صبري والتي اكدت ان موضوع البحث مهم جدا لان الشفافية كوسيلة للاصلاح الاقتصادي اخذت طريقها الى التنفيذ وفي اهم مرفق في العراق هو البنك المركزي العراقي وان دورات مكثفة ونظاما جديدا صمم لهذا المرفق المهم في مجال الشفافية وسيشهد عام 2007 تطبيق كلي للشفافية باطلاع المواطن على خفايا وزوايا الموازنة وغيرهن.

وكررت القول بان الشفافية هي اقامة البيانات المتوفرة للجمهور للمساهمة في مناقشته وبيان رأيه في قرارات السياسة الاقتصادية مستقبلا.

لكل حادث حديث

لقد طغى على جو الندوة جدل معمق ونقاش مستفيض وسجال مهم خصوصا في مجال وضع العراق في مرتبة متدنية في مجال تنفيذ الشفافية على وفق مؤشرات تقرير منظمة الشفافية العالمية حول اعتبار العراق البلد الاول في الفساد المالي.

اذ رد الباحث على رأي المفتش العام بأن الفساد مستشر ولا يمكن تبرير ذلك وعد رؤى رجـال الاعمال في الخارج صحيحة بشأن الفساد غير ان هذا الجدل حسم بدعوة المستشار الاقتصادي يعقوب شونيا للتوفيق بين الاراء بضرورة مفاتحة مؤسسة الشفافية الدولية عن المعايير التي استخدمتها في تقسيم اداء العراق وبعد الرد وتزويدنا بالمعايير عند ذاك سيكون لكل حادث حديث وسنرى ما اذا كان تصنيف المؤسسة عادلاً أوغير منصف لكن لا يمكن لاحد ان يفكر ان العراق مبتلى بالفساد.

وهكذا اكتسبت الندوة المتواضعة التي حملت عنوانا كبيرا ومهما اهمية خاصة ونكهة تمثلت بالشفافية والمكاشفة والمصارحة بروح جديدة.

بقي ان نذكر ان اللجنة المركزية للاصلاح الاقتصادي في وزارة الصناعة والمعادن قد اعدت عناوين ومواضيع جديدة متعلقة بالاصلاح الاقتصادي ومحاورها هي مدى ضرورات التأهيل المسبق في عملية الاصلاح الاقتصادي، خيارات الاصلاح الاقتصادي المناسبة للاقتصاد العراقي، دور الشريك الاستراتيجي للمساهمة بالمشاريع المشمولة بالاصلاح.

كما حددت مواضيع حول الاصلاح الاقتصادي لمرافق قطاع الخدمات، دور المكاتب الاستشارية في تسويق المشاريع المشمولة بالخصخصة دور المعرفة العلمية، الاصلاح الاقتصادي ودور الرقابة في تنفيذ عمليات الاصلاح الاقتصادي، والملائم من تطبيقات الخصخصة في العالم للواقع العراقي. ودعت للمشاركة ببحوث ودراسات بهذا الخصوص اسهاما منها في ايجاد افضل السبل لتحقيق الاصلاح الاقتصادي المطلوب.

 وكل ذلك بحسب المصدر المذكور.

المصدر: http://www.alsabaah.com

 

 

 

 

 

غوردون براون يقدم نفسه خليفة لبلير

 

 

بريجيت دوسو

 

 

وزير المالية البريطاني يحرص على الظهور بمظهر السياسي المتجدد لانتشال حزب العمال من وحل سياسية خارجية فاشلة.

طرح وزير المالية البريطاني غوردون براون نفسه خليفة طبيعيا لرئيس الوزراء توني بلير الاثنين في كلمة مفصلية القاها في مؤتمر حزب العمال في مانشستر معلنا ايضا انه مستعد لمواجهة ديفيد كاميرون وحزب المحافظين.

وبراون الذي وضع خبرته وجهده في "خدمة" البلاد هو الاوفر حظا في خلافة بلير على زعامة الحزب لكن حظوظه في استطلاعات الرأي تبقى ضئيلة وحاول جاهدا ان يقدم نفسه على انه الرجل القادر على توحيد العماليين بعد رحيل بلير المرتقب 2007.

وطرح براون نفسه كعنصر جامع في الحزب مؤكدا عزمه على اعتماد الوسطية في الحكم مع الحرص على تجديد الحزب لمواجهة التحديات المقبلة.

وقال براون في كلمته "السنوات العشر المقبلة ستكون اكثر تطلبا. ولان التحديات مختلفة فان برنامج الحكومة سيكون بدوره مختلفا".

واضاف براون الذي بدا حريصا على الظهور بمظهر السياسي المتجدد بعد تسع سنوات في الحكومة فقال "بما ان واجبات الحكومة تتغير فطريقتنا في الحكم يجب ان تتغير بدورها". وقال براون انه مستعد لمواجهة "ديفيد كاميرون في حزب المحافظين" الذي يتصدر استطلاعات الرأي.

وفي كلمة مطولة دامت اربعين دقيقة تطرق براون الى كافة المواضيع من اقتصاد وصحة وتعليم وحرب على الارهاب وارتفاع حرارة الارض من دون اي ذكر لاوروبا. واشاد براون ببلير الذي جمعته به علاقة متقلبة ومتوترة منذ عشرين عاما.

وحيا براون "مساهماته الضخمة على الساحتين الدولية والوطنية" وقال "لحسن حظي اني عملت مع زعيم حزب العمال ورئيس الوزراء الذي حصد نجاحات كثيرة".

وحاول الاسكتلندي المتقشف ان يبدد الشكوك التي تحيط به حول شخصيته الانطوائية احيانا منددا بالذين لا يرون في السياسة الا "الاستعراض".

وذكر براون انه ابن اسقف ويريد ان يرى في السياسة "خدمة لتغيير الامور ومساعدة الناس". واضاف "يجب ان نتمتع ببعض الروح".

وصفق له المندوبون الذين وقفوا في نهاية خطابه لدقيقتين واربعين ثانية وقال المقربون منه ان كلمته "هي الخطاب الذي ينتظر حزب العمال سماعه".

وكان التحدي كبيرا بالنسبة الى براون. فلو فشل خطابه لاندلعت حرب خلافة داخل الحزب بين العماليين.

وسلط استطلاع للرأي اجراه مركز "يوغوف/تلغراف" ونشرت نتائجه الاثنين اضواء على المصاعب التي يواجهها براون في اقناع الناخبين به. فشعبيته الى انخفاض لان 27 في المئة فقط من البريطانيين يرون فيه رئيس جيدا للوزراء مقابل 36 في المئة في شباط/فبراير.

واذا كان الخيار بين بلير وبراون يفضل البريطانيون بلير (بنسبة 32 في المئة) على براون (27 في المئة). اما بين براون وكاميرون فهم يفضلون كاميرون الجذاب (30 في المئة) على براون الصارم (25 في المئة).

ويتهم براون بانه غذى المعارضة ضد بلير التي دفعت بالاخير الى قطع وعد بالاستقالة من منصبه في 7 ايلول/سبتمبر في غضون عام واحد على ابعد تقدير.

ورفض بلير الاحد دعم براوان بشكل صريح متفاديا عبارة كان قالها منذ بضعة اشهر بان غوردون براون قد يكون "رئيسا ممتازا للوزراء".

وقال بلير ان مؤتمر الحزب ليس المكان الانسب لمناقشة الخلافة داعيا محازبيه الى التركيز على الملفات وليس الاشخاص.

و كل ذلك نصاً بحسب المصدر المذكور.

المصدر: http://www.iraqcp.org

 

 

 

 

 

سيناتور اميركي بارز : لم تسيطر بغداد على العنف خلال شهرين

 

 

 

سيناتور اميركي بارز يدعو حكومته لتغيير مسارها في العراق

دعا أحد أبرز أعضاء الكونجرس الامريكي العسكريين وأحد مؤيدي الحرب على العراق الولايات المتحدة للنظر في "تغيير المسار" في العراق إذا لم تتمكن حكومة بغداد من السيطرة على العنف المتزايد خلال الشهرين أو الثلاثة المقبلة.

وقال السيناتور جون وارنر ، الذي يترأس لجنة الخدمات العسكرية الامريكية عقب عودته من زيارة للعراق الاسبوع الماضي ، إن ما أقدمت عليه البلاد من اتخاذ "خطوات للوراء" منذ زيارته السابقة أثبط عزيمته.

وأضاف وارنر للصحفيين في مبنى الكونجرس الخميس أعتقد إن المسئولية تقع على عاتق حكومتنا لتقرر إذا ما كنا بحاجة إلى تغيير المسار في العراق.

وجاءت هذه التصريحات في الوقت الذي كانت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية تزور العراق لحث رئيس الوزراء نوري المالكي والرئيس جلال طالباني على النجاح في مواجهة التحديات والتعامل مع التمرد ومحاولة منع اندلاع حرب أهلية شاملة بين السنة والشيعة.

وأثار وارنر الشكوك حول الخطة التي أعرب المالكي عن تفاؤله إزاءها وهي خطة تهدف إلى وضع أكبر جماعتين مسلحتين في البلاد تحت السيطرة الحكومية. وقال وارنر إن وزارتي الخارجية والدفاع الامريكيتين لم يتمكنا حتى من الحصول على نسخة من الوثيقة التي تم التوقيع عليها.

و كل ذلك نصاً بحسب المصدر المذكور.

المصدر: الجيران-8-10-2006

 

 

 

 

 

43 مليون طفل في العالم خارج المدارس بسبب الحروب

 

 

قال تقرير جديد ان 43 مليون طفل على الاقل في انحاء العالم غير قادرين على التوجه الى المدارس الابتدائية بسبب الصراعات المسلحة:

وقد بدأت منظمة« انقذوا الاطفال» حملة دولية تهدف الى ممارسة الضغط على زعماء العالم لمساعدة الاطفال المحرومين في الحصول على التعليم وتسعى المنظمة الى تلقي 3 ملايين طفل للتعليم بحلول عام 2010 ‏

يذكر ان التعليم في المرحلة الابتدائية في عام 2015 يعد من ضمن اهداف الالفية التي تعهد زعماء العالم في عام 2000 على تحقيقها،وقالت المنظمة المعنية بحقوق الاطفال ان الجهود الرامية الى تحسين فرص تعليم الاطفال سوف تفشل اذا لم يحظ ملايين الاطفال في مناطق الصراعات الفرص المتاحة نفسها لهؤلاء الذين يعيشون في مناطق آمنة. ‏

وأضافت ان الدول التي تعاني من الصراعات سوف تحتاج الى جهود اكبر لتحقيق « اهداف الالفية» ‏

واوضحت المنظمة ان المساعدات المخصصة لقطاع التعليم التي تصل الى البنك الدولي مازالت قليلة جدا مقارنة بالأموال اللازمة لتنمية هذا القطاع، وقالت منظمة« انقذوا الاطفال» انه من دون مساعدات اضافية وعزيمة سياسية فإن عدداً من ملايين الاطفال الذين لايتلقون التعليم المدرسي حاليا لن يحصلوا على اي قدر من التعليم في حياتهم. دول الصراعات ‏

اوضحت المنظمة ان الدول صاحبة اقل نسبة تعليم بين الاطفال هي الدول التي تعاني او عانت مؤخراً من صراعات مسلحة وفي الصومال التي مازالت بلا حكومة تبلغ نسبة الاطفال الذين لايحصلون على تعليم بالمدارس اكثر من 89% وقالت المنظمة الخيرية ان هذه النسبة كبيرة جدا مقارنة بأداء الدول الاخرى التي تعاني من ضعف نسبة التعليم، وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية وبعد سنوات طويلة من الصراع لايحضر المدارس سوى 35 بالمئة فقط من الاطفال. ‏

واوضحت المنظمة ان في تشاد التي تعد من افقر دول العالم لايحضر المدارس حوالي42 بالمئة من الاطفال، واضافت ان في نيبال التي تشهد صراعا بين الحكومة والانفصاليين الماويين فإن حوالي 7 بالمئةمن الاطفال لايحصلون على التعليم وقالت منظمة « انقذوا الاطفال» ان انجولا تحتاج الى 180 مليون دولار لتحقيق الهدف المرجو من التعليم الابتدائي بحلول عام 2015 وقدرت المنظمة نسبة الاطفال الذين لايتلقون التعليم في السودان بـ 51 بالمئة وفي العراق 22 بالمئة. ‏

استمرار الفشل في تعليم الفتيات ‏

من ناحية ثانية أظهرت دراسة صدرت عن الامم المتحدة ان المنظمة الدولية فشلت في تحقيق هدفها بتعليم عدد من الفتيات مساو لعدد الفتيان في انحاء العالم، وقال صندوق الامم المتحدة للطفولة اليونيسيف ان من بين 115 مليون طفل حول العالم لايحصلون على التعليم الاساسي، فالاغلبية العظمى هي من الفتيات ويبلغ عددهن 90 مليونا. ‏

وكان قادة العالم قد تعهدوا في قمة منذ خمس سنوات بأن عام 2005 سيشهد محوا للفروق في التعليم الاساسي والثانوي بين البنات والبنين، في إطار ثمانيةأهداف اطلق عليها اهداف التنمية في الالفية الثالثة. ‏

وقالت اليونيسيف انه من المؤسف جدا ان عددا مهولا من الاطفال، خاصة الفتيات محرومون من التعليم وتركوا لمواجهة مستقبل غامض وقاتم، ويقول تقرير المنظمة ان الاحصاءات الاخيرة تعني ان الحرمان من التعليم لايؤثر فقط على الفتيات او الاطفال فقط وأسرهم ولكنه يهدد جهودا اشمل لمكافحة الفقر في العالم. ‏

يذكر ان تقليل الفقر هو احد اهداف الالفية، والمقرر ان يتحقق بحلول عام 2015 ‏

وقالت مديرة منظمة اليونسيف آن فينمان« تعليم الاطفال» وخاصة البنات هو حجر الزاوية للتقدم، لأنه يؤدي الى انتاجية اقتصادية اعلى ويقلل من وفيات المواليد والامهات ويزيد من احتمال ذهاب الجيل الثاني من الاطفال الى المدرسة ‏ واضاف التقرير ان من بين 180 دولة لدى الامم المتحدة بيانات عنها تعد 125 دولة في طريق تحقيق الهدف من بينها 34 دولة صناعية، و91 دولة نامية وهو مادعا مسؤولو اليونيسيف للقول ان اغلاق الفجوة بين الجنسين في التعليم ممكنة ‏ إلا أن نحو خمسين دولة من بين أفقر دول العالم لاتزال متأخرة في طريق تحقيق هذا الهدف، من بينها بوركينا فاسو وأفغانستان وبنين وتشاد وباكستان وغينيا ومالي ونيجيريا ونيبال. ‏

وتقول اليونيسيف ان اسباب حرمان الاطفال من التعليم الاساسية تشمل الفقر والتفرقة بين البنات والبنين، سوء الحكم، والمرض الذي يشمل الايدز، بالاضافة الى الكوارث الطبيعية والحروب. ‏

فشل في تعليم أطفال البلدان الفقيرة ‏

مجموعة الحملة العالمية من أجل التعليم قالت: ان البلدان الغنية عجزت عن توفير المال اللازم للتعليم في البلدان النامية ‏

وتم نشر تقرير مجموعة الحملة أثناء انعقاد الاجتماع الوزاري لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن حيث تناقش الوفود المشاركة فيه الجهود اللازمة لتحقيق التعليم الابتدائي في العالم بأسره. ‏

وكان زعماء العالم قد وافقوا على توفير التعليم الابتدائي لكل أطفال العالم بحلول 2015، وجاء ذلك ضمن مايعرف بأهداف الالفية التنموية التي صادقوا عليها خلال قمة عقدت في الامم المتحدة منذ خمس سنوات. ‏

وقالت مجموعة الحملة العالمية ان مئة مليون طفل في العالم لايذهبون الى المدرسة وتلقي المجموعة باللائمة على البلدان الغنية لفشلها في توفير المال الضروري لذلك. ‏

وتضع المجموعة 22 من هذه البلدان الغنية فيما تسميه بترتيب« بطاقة التقرير المدرسي» حيث تحتل كل من النرويج وهولندا المرتبة الاولى في الوقت الذي تجد فيه الولايات المتحدة واستراليا نفسيهما في المرتبة السفلى من تصنيف المجموعة. ‏

ويتم التقويم بناء على ماتنفقه البلدان على المساعدة التنموية عامة وقطاع التعليم خاصة. ‏

كما أدرجت المجموعة هدفا متوسط المدى لضمان حصول الفتيات على فرص التعليم الابتدائي والثانوي نفسها، وقالت المجموعة أنه من المحتمل ان يفشل هذا الهدف وهذا يعد فضيحة. ‏

وتقول الولايات المتحدة ان برنامجها للمساعدات التنموية يركز بشدة على التعليم الاساسي وعلى تحسين فرص الفتيات.

و كل ذلك بحسب المصدر المذكور.

المصدر:صحيفة تشرين السورية-30-9-2006

 

 

 

 

 

 

الديموقراطية الوفاقية ... تجربة في لبنان ومحاولة متعثرة في العراق

 

 

رضوان زيادة

 

 

يعد «الميثاق التعاقدي» خطوة بالغة الأهمية والحيوية في عملية التحول الديموقراطي، ذلك انه يضع الأسس لحل وسط انتقالي، ربما يمتد لفترة طويلة ويتعلق ذلك بمستوى الحراك السياسي والاجتماعي والثقافي، هذا الحل يكون محل تفاوض واتفاق تتفق بموجبه القوى على امتناع كل طرف عن استخدام قوته لإيذاء الآخر ومصالحه الحيوية.

إن الميثاق التعاقدي هذا يعتبر لب ما يسمى «الديموقراطية الوفاقية» أو «التوافقية» وجوهرها، إذ هو يضبط حدود هذا الوفاق والتوافق بالنسبة الى كل الأطراف، ويعكس في الوقت نفسه التوازنات الدقيقة بينها، وربما يكون هذا الميثاق موقتاً، أي انه يحتاج الى مفاوضات جديدة وخصوصاً عندما تتغير الأوضاع ويدخل لاعبون جدد الحلبة السياسية، لكن، تبقى بعض عناصر الميثاق أساسية ودائمة في ترتيبات التحول، وغالباً ما تغدو علامات دائمة تسم النظام السياسي وتدخل في صلب هيكليته.

لكن المفارقة تكمن في التناقضات التي ربما يحملها الميثاق، اذ تسعى نحو تحقيق شكل من اشكال الديموقراطية بوسائل لاديموقراطية، اذ يحصل التفاوض والاتفاق في شأن الميثاق بين قلة من اللاعبين، مما يخفض مستوى التنافسية المسؤولية عندما تحاول تأطير اجندة الشؤون السياسية عبر خرق أو حرف مبدأ مساواة المواطنين كما يذكر غرايم جيل في كتابه عن «ديناميات السيرورة الديموقراطية والمجتمع المدني».

وعلى رغم ان فكرة الميثاق أو «الاتفاق التعاقدي» تحمل اعترافاً ضمنياً بالدينامية الاجتماعية والفاعلية السياسية لعملية التحول إلا انه يصبح بعد فترة من الفترات عقبة أساسية امام عملية التحول الديموقراطي ذاتها، إذ ان هذه الدينامية تصطدم بممانعات او حواجز رُسّخت عبر الميثاق نفسه الذي اعترف بها وأكدها كجزء من التسوية السياسية (Compromise) لكنه وفي شكل ما خلّدها أو أبّدها عندما اعطاها اعترافاً شرعياً وقانونياً، خصوصاً اذا كانت هذه الحواجز طائفية أو عرقية/ اثنية يصعب تجاوزها او في الحقيقة يستحيل تخطيها، ولم تستطع ثقافة المجتمع السياسية المرور فوقها خلال عملية التحول الانتقالية لأسباب مختلفة ربما لمصالح نفعية خاصة للقائمين عليها، وربما لعوامل خارجية قهرية استفادت من ترسيخ هذه الحواجز لضمان الاستفادة المباشرة وغير المباشرة، وربما لأسباب داخلية تعود الى انعدام قدرة النخب السياسية والمدنية على التبدل ودخولهم في دائرة مفرغة من الالتزام القانوني بالميثاق الذي اتفقوا عليه لأن خروجهم عليه يعد خروجاً على منطق الدولة أو النظام السياسي الذي ارتأوا العيش ضمنه، وفي الوقت نفسه عدم السماح لثقافة ديموقراطية حقيقية بالولادة والنشوء على أنقاض هذا الميثاق التعاقدي، عندها يصبح هذا الميثاق ابدياً وتصبح مسألة الخروج منه ذات حساسيات تاريخية ربما تفتح نحو الدخول في نزاع او صراع مسلح او حرب اهلية من جديد.

فالديموقراطية الوفاقية المؤسسة على الميثاق التعاقدي هي أشبه بالمرحلة الانتقالية التي تخلف حرباً اهلية أو فترة من الديكتاتورية الشمولية تمر بعدها بمرحلة فراغ دستوري وقانوني يعكس اضطرابات القوى السياسية والاجتماعية الفاعلية، وهو ما حدث في كولومبيا وفنزويلا في عامي 1957 و 1958 حيث جرى تفاوض على اتفاقات صريحة وواضحة بين الأحزاب ذات المصلحة، في حين توصلت الحكومة والمعارضة في إسبانيا الى اتفاق على إطار دستوري لديموقراطية جديدة، وفي الأوروغواي عقد قادة القوات المسلحة والحزب «ميثاق النادي البحري» في آب (اغسطس) 1948.

تتسم هذه «المواثيق التأسيسية» التي تشكل جوهر مرحلة «الديموقراطية الوفاقية» بعدد من السمات الرئيسة التي تدشن مرحلة تأسيسية على قاعدة الضمانات المتبادلة للمصالح الحيوية للأطراف المشاركة تتجلى في:

1- الشمولية: إذ يجب ان تضم كل القوى او اللاعبين السياسيين الفاعلين على الساحة كي تتم ضمانة احترام هذا التعهد من كل الأطراف وكي لا يجرى اختراقه أو إفشاله.

2- التضمينية للقضايا المركزية والجوهرية: بحيث ان المواثيق التي تتسم بالاتفاق على القضايا الإدارية او الإجرائية غالباً ما لا تحمل صفة الديمومة او الاستمرارية، كما انها يجب ان تتميز بأنها ذات توجه عريض من الاهتمامات اكثر منها راسمة للقواعد والإجراءات اللحظية الآنية.

3- التمثيلية: أي إعادة الاعتبار لكل القوى ذات الوزن حتى التاريخي منها والتي كانت مهيمنة تقليدياً وذلك كي يجرى إشعارها بأن مصالحها الحيوية مصانة، وغالباً ما يكون لهذه القوى دور في إعطاء «الشرعية» لميثاق جديد يتجاوز دورها التاريخي، وبصمتها هنا تكون واضحة لضمان ثقة الأطراف الدولية.

إن مثل هذه «المواثيق» في حاجة ايضاً الى ضمان التوقيت المناسب لتأكيد سلامة تطبيقها، كما انها في حاجة الى تأكيد ثقة الأحزاب المشاركة في المفاوضات على ان التزامها بهذا الميثاق سيلزم أتباعها، وبأنهم سيتقيدون بأي اتفاقات يتم التوصل إليها، ذلك ان الاتفاقات التي تلقى معارضة واسعة من القواعد او تقابل بنفور شديد غالباً ما يكون مصيرها الفشل. 

كما ان احدى السمات التي تتطلبها هذه الاتفاقات هو ميزة «الاعتدال» لدى قادة القوى السياسية المشاركة في التفاوض، وربما يكون الاعتدال احياناً ثمناً للمشاركة أو بحسب تعبير هنتنغتون «مقايضة المشاركة بالاعتدال»، وهذا ما يضمن توسيع حدود المشاركة في النظام السياسي بإشراك القوى السياسية المستثناة سابقاً مقابل تخليها عن مواقفها الراديكالية كما حصل في الأرجنتين حين وافقت المؤسسة العسكرية على مشاركة البيرونيين في النظام، وفي إسبانيا عام 1977 عندما حصل اعتراف من سلطة الحكم بالحزب الشيوعي، والأوروغواي عندما اعترفت في عام 1984 بما يسمى «الجبهة العريضة».

لكن، السؤال الذي يطرح نفسه مجدداً، كيف يمكن لهذه «المواثيق التعاقدية» ان تنقل البلد من مرحلة اللااستقرار الى عتبة التحول الديموقراطي ثم تفتح الباب واسعاً امام الدخول في نمط من الديموقراطية السياسية التشاركية الحقيقية كما حصل في إسبانيا واليونان.

وكيف، في المقابل، يمكن ان تتحول هذه «المواثيق التعاقدية»: الى تأبيد لحواجز الغيتوات ذاتها وتخليدها بحيث ان بقاءها يصبح عقبة امام التحول الديموقرطي الحقيقي، وإلغاءها يعيد البلد الى الحرب الأهلية ذاتها التي كانت هذه المواثيق ضمانة لخروج البلد منها، إنه النقاش السياسي والشعبي الذي نشهده يومياً في لبنان على سبيل المثال في ما يتعلق باتفاق الطائف.

فالمؤمنون به يدافعون عنه بلا حدود بوصفه السبيل الأمثل لضمان بقاء الدولة ومؤسساتها، ولاستمرار سبيل «العيش المشترك»، بيد أن منتقديه يرون أنه ثبّت نموذج «الديموقراطية الطائفية» اذا جاز هذا التعبير، ورسّخ الزعامات العائلية والطائفية التقليدية وحوّل كل اللاعبين السياسيين الطموحين الى مجرد أقمار يدورون في فلك هذه الزعامات ورئاستها.

ربما يحاجج البعض في أن «الطائف» لم يطبق بحرفيته وروحه، وذلك لحسابات اقليمية ، وهذا صحيح ولا نقاش فيه. مما يعني أن هذا «الميثاق التعاقدي» التاريخي الذي أخرج لبنان من حربه الأهلية صكّ لبنان على صيغة طائفية نهائية ومطلقة على صيغة «الديموقراطية الوفاقية».

لا جدال في أن هذا النوع المجازي من الديموقراطية يبقى أفضل بمئات المرات من «الحالة اللاديموقراطية» سواء أكانت ديكتاتورية أو الفوضى السياسية المطلقة، لكنها في المقابل لا يمكن حتى الزعم بأنها تمثل ديموقراطية ناجزة ومكتملة، إنها تحمل الكثير من العيوب والمساوئ الجوهرية والشكلية أولها بالطبع عدم ضمان المساواة المطلقة بين المواطنين والتعامل معهم على أساس أصولهم غير القابلة للاختيار سواء أكانت طائفية/دينية أو عرقية/ إثنية، وبالتالي تجعل قدرة المواطن على المساءلة والمشاركة ومن ثم التغيير من داخل النظام (System) الحكومي ضعيفاً ومحدوداً وأحياناً بلا طائل، وهو ما يولد بالضرورة إحباطاً متزايداً ومتراكماً، وهذا بدوره سيخلق أو يعيد إنتاج أزمات تاريخية وربما اصطناعها في حين كان هذا النظام السياسي يعتقد بأنه تجاوزها وأودعها التاريخ المنسي، لكن، مكر التاريخ الذي تحدث عنه هيغل ربما يطل مستقبلاً عبر بومته التي تحمل الشؤم والكثير من الدمار.

ويكاد الكلام ينطبق ذاته وبحرفيته على الحالة العراقية بعد سقوط نظام صدام حسين في عام 2003، فإذا أخذنا في الاعتبار كل الأخطاء الأميركية والبريطانية التي ارتكبتها قوات احتلال بعد دخولها الى بغداد لوجدنا أن هذه القوات ذاتها اصطدمت بفكرة رئيسية وهي شكل الديموقراطية العراقية التي يمكن بناؤها في المستقبل، فالمجتمع المدني على عكس لبنان في هذه الزاوية هش وضعيف للغاية، إذ لم يكن صدام حسين بالطبع ليسمح له بالنمو أو حتى التشكل وسياسة سحقه تعد جزءاً من ضمان بقاء واستقرار نظامه، أما القوى السياسية والأحزاب المعارضة التي أدارت العملية السياسية بعد سقوط النظام العراقي والتي تتحمل الجزء الأكبر من عملية الفشل التي نشهدها اليوم فإنها أشبه «بالطوائف الحزبية» أو «الاحزاب الطائفية» مع إدراكنا الكامل للتناقض المفاهيمي والسياسي الذي يتشكل منه هذا التعبير أو المصطلح. وبالتالي فإنها أعادت تنضيد المجتمع العراقي على أساس هويته الطائفية والعرقية وهو ما يشكل حاجزاً أو مدماكاً حقيقياً لبناء الديموقراطية.

قد يقول البعض إنها الواقعية السياسية التي تشترط التعامل مع القوى الموجودة للبناء نحو الأفضل معها وهو ما وجدناه في تحقيق مبدأ «التمثيلية» المتوازنة في مجلس الحكم الانتقالي على سبيل المثال لكل الطوائف والأعراق والأحزاب السياسية، هذا صحيح من زاوية سياسية آنية ولحظية لكن الخطأ التاريخ كان في تأبيد الشكل القانوني لمجلس الحكم هذا، بحيث جرى اعادة استنساخ النموذج اللبناني وإسقاطه في العراق، وهو ما استمر حتى بعد تشكيل الحكومات العراقية المختلفة، وهي العقلية ذاتها التي رعت كتابة الدستور والوثائق الرسمية الأخرى القائمة على احترام «المحاصصة الطائفية» لانعدام البدائل الأخرى وفقدان القوى السياسية والمدنية التي يمكن أن تعيد صوغ المشهد السياسي.

إن القبول بالأمر الواقع لا يشترط، بل لا يجب قوننته من أجل تأبيده، يجب قبوله والتعامل معه على اساس لحظيته وزمنيته وليس تقعيده وتخليده وبناء هيكلية النظام السياسي عليه.

وعلى ذلك فلا يجوز اعتبار «الديموقراطية الوفاقية» شكلاً نهائياً للديموقراطية يجرى الدفاع عنه بوصفه المخرج أو افضل الممكن، انها ما يمكن الدفاع عنه – بكل تأكيد – في وجه الديكتاتورية التسلطية او الفوضى، لكنها في الوقت نفسه يجب ألا ننسى – ولو للحظة واحدة – انها مرحلة انتقالية لا بد من المرور أو العبور فوقها نحو افضل منها، انها ربما افضل شكل تاريخي لإدارة الصراع السياسي في لحظة من اللحظات، لكنها تصبح في لحظات اخرى أسوأ آلية لإدارة مؤسسات الدولة التشريعية والدستورية لأنها تتضمن بكل تأكيد مآزق أو افخاخ الشللية التي تحمل من داخلها القدرة التعطيلية الدائمة لمصلحة أحد أصحاب الفيتوات الكثيرين والعديدين مما ينتهي بالدولة الى الشلل دائماً وعدم قدرتها على الاستجابة لطموحات مواطنيها، وعندما لا يحمل النظام صفة القدرة على المرونة والتغير من داخله وبالوسائل السلمية فإنه سيتفجر من داخله بكل تأكيد استجابة للحراك الدينامي الاجتماعي والسياسي والشبابي المستمر وعندها يدخل البلد من جديد في دوامة من البحث عن «ميثاق تعاقدي» جديد يستجيب للتوازنات السياسية المستجدة والمتغيرة.

إن مبدأ «الديموقراطية تصحح نفسها بمزيد من الديموقراطية» يكاد يكون قاعدة ذهبية في انطباقه على «الديموقراطية الوفاقية» التي لا بد من اعتبارها مرحلة انتقالية وليس حلاً نهائياً، ولتحقيق انتقاليتها لا بد وخلال عملية بنائها من توازيها مع عملية تاريخية تتمثل في ما يسمى «العدالة الانتقالية» التي تتيح للدولة لإعادة تأسيس شرعيتها على أسس جديدة قائمة على أساس العدالة واحترام القانون وبناء المساواة بين جميع المواطنين في الواجبات والمسؤوليات والحقوق.

*مدير مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان، والنص، خلاصة ورقة قدمت في جامعة اكسفورد الى اللقاء السنوي السادس عشر ضمن مشروع الديموقراطية في البلدان العربية في عنوان «مستقبل الديموقراطية الوفاقية في البلاد العربية».

و كل ذلك بحسب رأي الكاتب في المصدر المذكور.

المصدر: الحياة اللندنية-30-9-2006

 

 

 

 

 

الـفيدراليـة ومـدى إمكـانيـة تطبـيقـها فـي العـراق

 

 

بان عدنان صالح الحكيم *

 

 

يشير هذا البحث باختصار إلى الفيدرالية في العالم كونها شكلاً من أشكال الأنظمة السياسية في العالم وقد تمت دراسة وتطبيق هذا النظام في اكثر من (200) دولة في العالم والتعرف على مدى ملاءمة هذا النظام لسياسة الدولة، وهذه الدراسة جاءت مع الظروف التي يمر بها الوضع السياسي الراهن للعراق إذا ما عرفنا حجم الأزمات والمعاناة واللامبالاة التي عانى منها المجتمع العراقي عموما والمجتمعات المحلية خصوصا بسبب تبني النظام المركزي من قبل النظام البائد بحجة الوحدة الوطنية و الحفاظ على وحدة الأقاليم فالقضية هي ليست وحدة مصلحة وطنية بقدر ما هي قضية تسلطية ومقابل هذه الرؤى، نجد من الضروري دراسة وتحليل شكل النظام الملائم للمجتمع العراقي آخذين بنظر الاعتبار طبيعة التركيبة الاجتماعية من جانب والموارد الاقتصادية من جانب آخر فضلا عن المرحلة الانتقالية التي يشهدها المجتمع العراقي من نظام تسلطي مركزي قائم على الحزب الواحد إلى نظام تعددي ديمقراطي فدرالي.

وهنا نتوقف عند كلمة الفدرالية وهذا يتطلب دراسة وتحليل مفهوم الفدرالية قبل التصدي لمعناها وفكرتها ومزاياها ومساوئها وقبل الاعتراض على وقت طرحها فهناك من يقف حائلاً أمام برنامج الطرح الفدرالي باعتبار ان الوقت غير ملائم فالعراق يشهد اختراقاً سياسيا ممثل بالقوى المتعددة الجنسيات وهذا يعني ان الفدرالية سوف تؤدي إلى تقسيم العراق مما يؤدي فيما بعد إلى إعداد وتهيئة تربة خصبة لبقاء تلك القوات أطول فترة ممكنة ويطرح هذا الفريق من الباحثين برنامجا بديلا عن الفدرالية و اللامركزية السياسية إلا وهو الإدارة المحلية (اللامركزية الإدارية ) ولو تفحصنا جيدا هذا البرنامج الأخير لوجدنا انه قد طبق في العراق ان النظام البائد وقبله واثبت عجزه وسوء إدارته لمعالجة الأزمات الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و السياسية …الخ ) فما هي الفدرالية و ما هو تاريخها و مدى مناسبتها لطبيعة المجتمع العراقي وظرفه .. هذا ما ستحاول الدراسة التطرق إليه .

الفيدراليـة :

نظام سياسي من شأنه قيام اتحاد مركزي بين دولتين أو مجموعة من الدول و المحليات بحيث لا تكون الشخصية الدولية إلا للحكومة مع احتفاظ كل وحدة من الوحدات المكونة للاتحاد ببعض الاستقلال الداخلي بينما تفقد كل منها مقومات سيادتها الخارجية التي تتفرد بها الحكومة الاتحادية كعقد الاتفاقات و المعاهدات و يكون على رأس هذا الاتحاد الفدرالي رئيس واحد للدولة وهو الذي يمثلها في المحيط الدولي و يطبق فيها قانون دستوري واحد الأمر الذي يؤكد وحدة الدولة الفدرالية .

و تعد الفدرالية أحد أنواع الاتحادات الدولية في العالم فإلى جانبها يوجد الاتحاد الشخصي و الاتحاد الحقيقي و الاتحاد الكونفدرالي ومما  تجدر الإشارة إليه أن الاتحاد الكونفدرالي يختلف عن الاتحاد الفدرالي ففيما يتعلق بالكونفدرالية فان السيادة تكون للدولة المكونة لها في حين في الدولة الفدرالية تتخلى كل دولة اتحادية عن سيادتها لمصلحة الدولة الجديدة الفدرالية كما ان الاتحاد الكونفدرالي يتعامل فقط مع حكومات الوحدة الأساسية وليس كما في الفدرالية مع أفرادها المواطنين مباشرة وأخيرا فان الكونفدرالية تمثل اتحادا هشا كونه اتحادا ضعيف الروابط ويتحول تحت ضغط الأحداث السياسية إلى اتحاد فدرالي ومن أمثلة ذلك تحول سويسرا من النظام الكونفدرالي إلى اتحاد فدرالي فعلي منذ القرن  التاسع عشر وكذلك الاتحاد الكونفدرالي الأميركي في نفس القرن والذي تحول فيما بعد إلى اتحاد فدرالي فالاتحاد الفدرالي اكثر ثباتا من الكونفدرالي كما في الهند و الإمارات العربية المتحدة و الولايات المتحدة الأميركية لذا فان الفدرالية تقع في الوسط فهي لا تعني الفدرالية المتشددة ولا تعني الانفصال كما هو الحال في انضمام الكونفدرالي وهي تتطلب شروطا لتوافرها منها الإمكانات المالية لدى السلطات المحلية وثانيها تمتع الشخصية المحلية بالشخصية المعنوية .

هذا ومن الملاحظ ان هناك عوامل عدة تدفع الدول إلى إقامة الاتحاد المركزي ( النظام الفدرالي ) فقد تكون هذه العوامل داخلية كوحدة الجنس أو اللغة أو الدين أو الثقافة و التقاليد و الميول المشتركة و قد تكون عوامل خارجية من أهمها إقامة اتحاد قوي للدفاع عن الدولة من أي عدوان خارجي يوجه إليها .

طرق نشـأة الفيدراليـة :

1. باتفاق عدة دول مستقلة على إنشاء اتحاد مركزي منها الولايات المتحدة الأميركية وسويسرا و ألمانيا وكندا .

2. تفكك دولة موحدة إلى عدة دويلات صغيرة مع الرغبة في تكوين علاقة مميزة بحيث يكون لكل دويلة استقلال نسبي لم تتمتع به عندما كانت ضمن دولة موحدة مثل المكسيك .

مـزايـا الفـيدرالـيـة :

ومما سبق ان الفدرالية تحقق عددا من المزايا للدولة التي تتبعها ومنها :

 1. إعداد دولة قوية تكون لها شخصية دولية واحدة لها صلاحيات إقامة العلاقات الدولية مع الدول الأخرى و المنظمات الدولية وما يتبع ذلك من تبادل التمثيل الدبلوماسي وإبرام المعاهدات وسلطة إعلان الحرب و قبول السلام .

2. تكون إقليم الدولة الاتحادية من مجموع أقاليم الدويلات و تحدد حدودها مع الدول الأخرى .

3. يكون لمواطني الدولة الاتحادية جنسية مشتركة واحدة تكون الرابطة القانونية التي تربطهم بدولة الاتحاد .

سلبيات الدولة الفيدرالية :

1. ازدواجية القوانين على سبيل المثال إحدى مقاطعات الولايات المتحدة الأميركية تبيح قانون تعدد الزوجات على عكس مقاطعات أخرى .

2. صعوبات توزيع الاختصاصات بين الدولة الفدرالية و الدويلات التابعة لها .

كيفية توزيع الاختصاصات في الدولة الاتحادية (الفيدرالية)

من أهم الصعوبات التي تواجه الدولة الاتحادية هي كيفية توزيع الاختصاصات بينها وبين الولايات و تختلف الدول الاتحادية في ذلك تبعا للعوامل التي تحيط بنشأة الاتحاد ، حيث توجد ثلاث طرق لتوزيع الاختصاصات وهي :-

 1.ان يحدد الدستور الاتحادي اختصاصات كل من السلطة المركزية ( الحكام الفدراليين ) و الولايات ( الحكام المحليين ) على سبيل الحصر وبهذا الشكل ستعرف مقدما ما سيكون من اختصاص و سلطة الدولة الفدرالية و سلطة و اختصاصات المناطق المحلية إلا انه ما يعاب على هذه الطريقة انه من المستحيل ان يتوقع الدستور مقدما كل المسائل التي ستمارس بشأنها السلطة الفدرالية او السلطات المحلية لان هذه المسائل رهينة بالظروف الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية للدولة الفدرالية للمناطق المحلية ثم ان هذه الظروف نفسها قد تفقد عدد من المسائل صفتها المحلية لتصبح شأنا قوميا و بالتالي فانها تستدعي تدخل الدولة الفدرالية لتنظيمها .

2ان يحدد الدستور اختصاص الولايات على سبيل الحصر و يترك ماعدا ذلك إلى السلطة الاتحادية المركزية و هذا يعني ان السلطة الاتحادية تكون صاحبة الاختصاص العام و الولايات صاحبة الاختصاص الاستثنائي و غالبا ما تفضل هذه الطريقة عوضا عن الطريقة السابقة و يؤخذ بها إذا أريد دعم سلطة الاتحاد و قويتها و لذلك يلاحظ ان الاتحادات الحديثة قد أخذت بها مثال ذلك دستور الهند لسنة 1949 و دستور فانزويلا لسنة 1953.

3. أن يحدد الدستور اختصاص السلطة الاتحادية على سبيل الحصر و يترك ماعدا ذلك إلى الولايات و هي عكس الطريقة السابقة و هذه الطريقة هي الأكثر شيوعا ، وقد اتبعت في سويسرا و الاتحاد السوفيتي و يوغسلافيا و الولايات المتحدة الأميركية. ومن جهة أخرى فهي تعد انسب طريقة بالنسبة للوضع الحالي في العراق حيث يضمن وحدة التشريع و وحدة الصف بين جميع فئات الشعب العراقي بمختلف طوائفه مع مـراعاة التكوين الطبقي للمجتمع العراقي و الديني و التوزيع للثروات وغيرها .

الأسـس الرئيسـة للـدولـة الفـيدراليـة :

تعتبر الحكومة ناجحة عندما يتم تزويدها بالمؤسسات المناسبة وتدل التجارب على ان المؤسسات الفعلية لأي تجربة فدرالية تتألف من :

1. هيئة نيابية منتخبة انتخابا حرا تتمثل فيه جميع الأقاليم المكونة للدولة الفدرالية.

2. هيئة عليا فيها عدد من الأعضاء مع وجود تمثيل متساو للوحدات المكونة له بحيث تستطيع الوحدات الأصغر الشعور بقدرتها في اتخاذ القرارات بنفس القدرة للوحدات الكبيرة .

3. حكومة فدرالية مركزية ذات عدد قليل من الأعضاء تكون قادرة على اتخاذ القرارات السريعة .

4. محكمة فدرالية لها دور مزدوج سياسي بالرقابة وقضائي باعتبارها أعلى هيئة قضائية .

الخـلاصـة :

وفي الخاتمة هناك سؤال يطرح نفسه هل تقوم الفدرالية العراقية على أساس قومية عنصرية أم تقوم على أساس إقليمي جغرافي و أيهما افضل بالنسبة للوحدة الوطنية ؟ ومن دون الخوض في تفاصيل هذه الصيغ و الدوافع السياسية الرغوية التي تكمن وراءها يمكن القول من حيث المبدأ ان الفدرالية لا خشية منها عندما تقوم على شرطين

1. الشرط الأول :- أن تكون ديمقراطية المشاركة و ليست ديمقراطية الموافقة، ديمقراطية التأييد هي أساس ممارسة السلطة الفدرالية وسلطة الأقاليم المحلية.

2. الشرط الثاني :- أن تقوم الفدرالية على معايير جغرافية إقليمية وليس على أساس قومية عنصرية ولا دينية طائفية .

* باحثة واعلامية في تجمع عراق المستقبل

و كل ذلك بحسب رأي الكاتبة في المصدر المذكور.

المصدر: النزاهة- 30-9-2006

 

 

 

 

 

المعارضات العربية والانتخابات الرئاسية‏:‏ أين الخطأ؟

 

 

 

د‏.‏ وحيد عبد المجيد

 

 

أكدت حملة الانتخابات الرئاسية اليمنية ما سبق أن كشفته الانتخابات الرئاسية المصرية في العام الماضي‏,‏ وهو أن المعارضات العربية لا تنتج مرشحين يمتلكون صفات قيادية من النوع الذي قد يحزن المرء إذا لم تسمح الظروف المحيطة بالعملية الانتخابية لهم بمنافسة حقيقية‏.‏ ففي حملة انتخابية طويلة عريضة‏,‏ كان أكثر ما لفت الانتباه هو الاتهام الذي وجهه الرئيس المرشح لفترة جديدة علي عبد الله صالح ضد أحزاب المعارضة المتحالفة في إطار‏'‏ اللقاء المشترك‏'‏ بأنها‏'‏ استأجرت‏'‏ مرشحا رئاسيا من خارجها‏,‏ وهو منافسه الوزير السابق فيصل بن شملان‏.‏

كان هذا الاتهام تصعيدا شديدا في الحملة الانتخابية‏,‏ إذ استخدم مرشح حزب المؤتمر الشعبي الحاكم لغة حادة غير مألوفة منه في الهجوم علي المعارضة قائلا‏:(‏ الذي نعرفه عادة أن يستأجر الناس حافلة لنقل الركاب‏,‏ ولكن لم نسمع عن استئجار أناس ليقودوا البلاد‏).‏ فقد استخدم صالح لغة مجازية سعيا إلي صدم الناخبين بمقارنة أرادها أن تكون هائلة‏,‏ بالرغم من أن اتفاق أحزاب المعارضة علي ترشيح شخصية عامة من خارجها ليس بالأمر الذي يثير كل هذا القدر من اللوم بل التقريع‏.‏ فليس عيبا أن تلجأ أحزاب يجمعها تنسيق أو تحالف إلي مرشح من خارجها‏,‏ بل قد يحسب لها ذلك إذا كان حلا لخلاف يعود إلي رغبة كل منها في أن يكون المرشح من بين قادته‏.‏

غير أن الأمر ليس كذلك في حال أحزاب المعارضة اليمنية‏,‏ التي لجأت إلي مرشح من خارجها لأنها لا تضم بين قادتها وأعضائها من يمكن تقديمه في انتخابات يتولي الفائز فيها رئاسة الدولة‏.‏

ولذلك لم يخطئ الرئيس اليمني في تشخيص مشكلة أحزاب المعارضة التي لا تفرز قادة علي هذا المستوي بالفعل‏.‏ ولكنه أراد استغلال عجزها لكي يضعف مركز منافسه فرسم له صورة‏'‏ المرشح المستأجر‏'.‏ فهو انطلق‏,‏ إذن‏,‏ من حقيقة يتفق عليها كثير من دارسي ومراقبي الأحزاب والحياة الحزبية في العالم العربي بوجه عام‏,‏ ربما باستثناء الأحزاب المغربية‏.‏ فالأحزاب المعارضة اليمنية ليست فريدة علي الصعيد العربي‏.‏ فهذا هو أيضا حال أحزاب المعارضة في مصر والأردن وتونس والجزائر وموريتانيا وغيرها من البلاد التي تعرف نوعا من التعدد الحزبي المحكوم من أعلي‏.‏ فهذه الأحزاب يمكن أن تنتج مرشحين قد يصلحون لانتخابات محلية أو بلدية‏,‏ وأقل منهم لانتخابات برلمانية‏,‏ ولكن ليس لانتخابات رئاسية‏.‏

ولا تتحمل الأحزاب في هذه البلاد المسئولية وحدها عن ضعف أدائها سواء علي مستوي إيجاد كوادر مدربة يظهر من بينها قادة مؤهلون لتمثيلها‏,‏ أو علي صعيد النفاذ إلي قلب المجتمع والوصول إلي قطاعات واسعة وفئات متعددة من الشعب‏.‏ فالنظام السياسي الذي وضع الأحزاب في إطار جامد منذ تأسيسها يتحمل مقدارا من هذه المسئولية‏.‏ فقد نشأت الأحزاب في البلاد العربية التي تعرف نظما حزبية تعددية في ظل قيود قانونية وإدارية وسياسية‏,‏ وواجهتها صعوبات في الحركة والاتصال بالجمهور وعقد المؤتمرات‏.‏ وحدث هذا بدرجات متفاوتة بطبيعة الحال من بلد إلي بلد‏,‏ ومن مرحلة إلي أخري في كل بلد‏.‏

ولذلك فبدلا من تقريعها لأنها لا تفرز قادة يمكن الدفع بهم في انتخابات رئاسية‏,‏ ينبغي مساعدتها عبر رفع ما بقي من قيود عليها‏,‏ لأن بعض هذه القيود أخذ في الانحسار في هذه البلاد أو معظمها بدرجات مختلفة في السنوات الأخيرة‏.‏ وعندما يصبح في إمكانها أن تتحرك بلا قيد‏,‏ يجوز تقريعها في حال استمرار عجزها بسبب الاختلالات التي تزداد في داخلها‏,‏ بدءا من طابعها النخبوي ووصولا إلي محدودية الديمقراطية في هياكلها التنظيمية بل غيابها أحيانا‏.‏

فقد ساهمت هذه الاختلالات‏,‏ التي ولدت أحزاب المعارضة العربية بها‏,‏ في إضعاف أدائها ومفاقمة تأثير القيود السلطوية عليها‏.‏ فما كان لهذه القيود أن تحدث الأثر الهائل الذي أحدثته إلا في أحزاب عملت عوامل الهدم فيها من داخلها وعجزت عن تقديم نموذج ملهم في مجال الحرية‏.‏ ولم يدرك رؤساؤها وأمناؤها العامون الذين استعصوا علي التغيير لعقود في معظم الأحوال‏,‏ أنهم يفتقدون المصداقية عندما يطالبون بإصلاح النظام السياسي وتداول السلطة فيه‏.‏

ولذلك دخلت المعارضات العربية في أزمات خانقة أقعدتها عن الحركة‏,‏ وجعلت وجودها محصورا في قشرة رقيقة علي سطح المجتمع وأبعدتها عن الناس الذين تستمد شرعية وجودها من التفاف قطاعات منهم حولها‏.‏ إنها معارضات بلا فاعلية سياسية‏,‏ ولا دور اجتماعي ولا جاذبية جماهيرية‏.‏ ومعارضات‏,‏ هذا حالها‏,‏ لا يمكن أن تساهم في تحديث ودمقرطة الثقافة السياسية السائدة في المجتمع‏,‏ والتي يصعب بل يستحيل تحقيق تطور ديمقراطي مطرد بدون تغييرها‏.‏ فالثقافة الغالبة في أوساط غير قليل من أحزاب المعارضة العربية هي نفسها ثقافة غير ديمقراطية‏.‏ فهي ثقافة انقلاب أكثر منها ثقافة إصلاح‏..‏ ثقافة طليعة متقدمة أحادية أكثر منها ثقافة تعددية‏..‏ ثقافة خطف السلطة وليس التنافس علي هذه السلطة ولكل ذلك‏,‏ لم تتطور هذه الأحزاب في اتجاه يسمح بظهور قادة سياسيين مؤهلين‏,‏ لأنها لم تفرز سياسة أصلا بمقدار ما أفرزت نمطا آخر من السلطة في داخلها لا مجال فيه لتداول المواقع القيادية‏,‏ وخصوصا موقع الرئيس أو الأمين العام‏,‏ ولا مكان فيه لمساءلة أو محاسبة‏,‏ ولا لاتصال من أسفل إلي أعلي إذ يبقي الاتصال في اتجاه واحد‏.‏

وعندما تريد أحزاب هذا حالها أن تتحدي واقعها وتقدم مرشحين من داخلها‏,‏ تكون النتيجة عكسية‏,‏ لأنها تفاجيء الناخبين بمستوي شديد التواضع مثلما حدث في الانتخابات الرئاسية المصرية في العام الماضي‏.‏ لم يكن أي من مرشحي أحزاب المعارضة في هذه الانتخابات مقنعا‏.‏ وكان أحد أهم دروسها هو أنه لا يمكن لحزب لا وجود يذكر له في الشارع أن يطلب من ناخبين لا يعرفونه ولا يعرفهم أن يثقوا به خلال عدة أسابيع هي عمر الحملة الانتخابية‏.‏ ودرس آخر لا يقل أهمية أظهرته أيضا‏,‏ هو أنه لا يمكن لحزب لم يمض علي تأسيسه بضعة شهور أن يلفت الانتباه إلا استنادا علي خطاب بالغ الحدة‏.‏ ولكن من يعتمد هذا النوع من الخطاب بديلا عن عمل حزبي قاعدي يتراكم علي مدي سنوات يخسر لا محالة‏.‏ وكلما كان أكثر تعجلا وأقل صبرا وأشد حدة‏!‏ كلما كانت الخسارة أسرع وأكبر‏.‏

ولذلك لم تشهد الانتخابات الرئاسية المصرية‏,‏ التي مر عام عليها في‏7‏ سبتمبر الحالي‏,‏ منافسة حقيقية‏.‏ فلم يواجه الرئيس حسني مبارك تحديا جادا‏,‏ في الوقت الذي انشغل فيه بعض المصريين بالبحث عن مرشح منافس له بعيدا عن الأحزاب‏.‏

فإحدي أهم الظواهر الجديدة في تلك الانتخابات هي اهتمام بعض المواقع علي شبكة‏'‏ الانترنت‏'‏ بالجدل حولها‏,‏ واتجاه عدد منها إلي البحث عن مرشح بديل عبر استطلاعات و‏'‏دردشات‏'‏ ممتدة خلقت حالة انعكست علي قسم لا بأس به من الإعلام الخاص المقروء والمرئي في مصر‏,‏ وعلي بعض وسائل الاعلام العربية والأجنبية‏.‏

وإذا كان الأمر كذلك‏,‏ فهذا يعني أن المعارضة اليمنية لم تخطيء عندما قدمت مرشحا عنها من خارجها للانتخابات الرئاسية‏.‏ ولكنها‏,‏ وغيرها من المعارضات العربية‏,‏ تخطيء كثيرا جدا في حق نفسها وبلادها إذا بقيت سعيدة بضعفها وموقعها الهامشي وعنوانها الذي لا يستدل الناس عليه لأنها تسكن في قشرة رقيقة للغاية علي سطح المجتمع‏.‏

و كل ذلك بحسب رأي الكاتب في المصدر المذكور.

المصدر: الأهرام المصرية-30-9-2006

 

 

 

 

 

النووي المصري.. محاولة للفهم

 

 

بهاء حمزة

 

كنت اتمنى كمواطن عربي متحمس ان اهلل مع المهللين للمشروع النووي المصري الذي اعلن عنه مؤخرا السيد جمال مبارك رئيس لجنة السياسات في الحزب الوطني الحاكم في مصر (والعقل المفكر للحكومة والسلطة في مصر) لولا ان داهمتني بعض المؤشرات السلبية التي احاطت بالمشروع ووسمته بالشبهات قبل ان يبدأ فقررت بدلا من التهليل ان اكتب هواجسي لعل احدا يمكن ان يفندها فارتاح ومعي عشرات الملايين من العرب البسطاء الذي يحلمون بالانضمام الى النادي النووي حتى وان كان سلميا او ان تؤكد مخاوفي فنعيد النظر الى المشروع وفقا لحقائقه لا وفقا لما اراد السيد جمال منا ان ننظر اليه.

اول هذه الهواجس ان طرح المشروع جاء في اعقاب عودة جمال مبارك من زيارته الميمونة الى واشنطن وهي الزيارة التي نال فيها مباركة زعيم القوة الاكبر في العالم المهيمنة على مقادير شعوب المنطقة سواء بالتدخل العسكري والاقتصادي المباشر او بتعاون بعض الحكام لمشروع وراثته لحكم مصر فيما يبدو حسبما وضح في اشادة بوش (وهو نادرا ما يشيد بمسؤول عربي) بعبقرية جمال ومعه رشيد محمد رشيد وزير التجارة الخارجية والصناعة وما يمثلانه من جيل جديد يستطيع قيادة بلاده بجدارة.

ثانيا فان اقدام جمال مبارك على تبني المشروع عقب عودته وبصرف النظر عن دلالة ذلك في مسلسل تهيئة المصريين لتوريث الحكم يعني في رأيي شيئا واحدا هو ان الامر كله عرض على الادارة الاميركية وحصل على ضوء اخضر منها خصوصا ان البيت الابيض الذي يعترض على عدد مرات دخول العرب الى بيت الراحة لم يعلق على المشروع المصري ولم يشجبه بعكس ما فعله ليس فقط مع ايران ومن قبلها العراق وانما مع مصر نفسها منذ بدأ الحلم النووي المصري عام 1956 حيث كان حريصا في كل مرة على اجهاض أي توجه مصري لدخول النادي النووي حرصا على امن اسرائيل اولا وعلى الخضوع الكامل لمصر الى الارادة الاميركية بدليل ان اكثر فترات الازدهار في العلاقات المصرية الاميركية وهي التي شهدها النصف الثاني من حكم الرئيس الراحل انور السادات ارتبطت بموت المشروع النووي المصري (كان قبلها قد دخل الثلاجة وتحديدا منذ نكسة 67 حيث توالت الضربات المجهضة له من ناحية وفضلت السلطة وقتها توجيه كل الجهور الى تعبئة الجيش للرد على الهزيمة المروعة في 67)، كما كانت واشنطن صاحبة فضل كبير في الضغط على مصر للتوقيع على اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية سنة 1981رغم عدم تصديق إسرائيل عليها. ثم في الضغط مرة ثانية في ديسمبر عام 1996 للتوقيع على اتفاقية الحظر الشامل للتجارب النووية.

والمرة الوحيدة التي وافقت اميركا لمصر على بدء تجارب نووية كانت قبل بداية المشروع المصري عام 1955 حين عرضت اميركا على حكومة عبد الناصر مساعدتها في اقامة مفاعل نووي مقابل السماح لاسرائيل بمفاعل مماثل. كما ان ادارة نيكسون وافقت عام 743 على التعاون النووي مع مصر الا انه سقوط نيكسون نفسه اطاح بالمشروع.

اذن فالمسألة حسبما اظن متفق عليها مع الادارة الاميركية التي قرأت في وكالة الانباء الايرانية خبرا عن انها اشترطت على مصر رهن احتياطيات الغاز المصري والبترول ودخل قناه السويس مقابل تمويلها للبرنامج النووي المصري وضمان تمريره دوليا وهي ان تمت ستكون كارثة الكوارث لعهد مبارك.

رابعا فان هناك ضرورة للاجابة عن سؤالين مهمين هما لماذا المشروع النووي الان ولماذا اختار مبارك ان يترك نجله يطرح المشروع ويتبناه وهو المعروف بحبه الشديد للاستئثار بمثل هذه الاشياء التي يمكن ان تكسبه شعبية؟

الاجابة في ظني تتمثل في ان جمال اراد بالمشروع ليس فقط كسب مشروعية التواجد كرئيس مطروح بقوة لخلافة والده وانما جعل وراثته للسلطة حتمية اذا اراد المصريون المضي في حلم عمرهم وهو الانضمام للنادي النووي اذ ان المشروع سيجري الانتهاء منه بين عامي ‪2017 و ‪2020 ما يعني ضرورة استمرار جمال في السلطة لضمان تنفيذ المشروع كما ان التكلفة العالية للمشروع والتي تتراوح حسب التقديرات الاولية بين 3 الى 12مليار دولار ستحرر الحزب الوطني من وعود مبارك الانتخابية الاخيرة التي لم يتحقق منها حرف واحد حسب علمي حيث لم يوفر مليوني وظيفة ولا رفع الرواتب مئة في المئة لكن اذا اقر المشروع النووي فلن يسأل احد عن الفقر المتزايد ولا السرقة المتفشية ولا الفساد.

والسؤال عن مغزى التوقيت مهم جدا في فهم الموضوع برمته خصوصا ان مبارك كان حريصا منذ ايامه الاولى في السلطة وطوال خمسة وعشرين سنة هي مدة بقائه فيها على الالتزام الكامل بأي اتفاقيات دولية لمنع التجارب النووية حتى دون ان تلتزم بها الدول الاخرى ويتذكر المصريون جيدا حملة ابراهيم سعدة في اخبار اليوم عام 99 والتي حملت عنوان رغيف العيش ام السلاح النووي لامتصاص الاحتقان الشعبي بعد اعلان الهند وباكستان دولتان نوويتان وهما اللتان بدأتا مشروعهما بعد سنوات طويلة جدا من البداية المصرية.

واذا صدقت هذه الهواجس ( واتمنى الا تصدق) فسيكون كل الاطراف المشاركة في التمثيلية النووية مستفيدة فالاميركييون سوف يستفيدون مزيد من الهيمنة والتواجد في ثنايا السلطة المصرية (وهو ما يعني بالطبع مصاحبتهم للاسرائيليين) وجمال سوف يستفيد بتأكيد بقائه على الكرسي الذي غالبا سيتحول الى مطلب شعبي مع بداية المشروع لتحقيق حلم قديم فشلت مصر طوال خمسين عاما في تحقيقه لكن سيكون الخاسر الوحيد ولمرة جديدة هو للاسف الشعب المصري.

وكل ذلك بحسب رأي الكاتب في المصدر المذكور.

المصدر: إيلاف-1-10-2006

 

 

 

 

 

تواؤم للمدن والدول العربية  في الولايات المتحدة!!

 

 

 

مدن أمريكية وأسماء عربية

نتيجة عمليات الهجرة الكبيرة للولايات المتحدة بعد اكتشاف "العالم الجديد"، بلغ الكثير من المهاجرين من مختلف أركان العالم الأراضي الأمريكية. ولم يكن تأثير المهاجرين يقتصر على الاثر الديموغرافي وحسب، بل ساهموا بثقافات مجتمعاتهم  المختلفة في بناء المجتمع الأمريكي الجديد. وجاء أول مهاجر عربي للولايات المتحدة عام 1528 "عبدا" من المغرب إلى الشاطئ الشرقي الأمريكي، ولم يكن العرب استثناءا من الاندماج في المجتمع الأمريكي، ويظهر الوجود العربي القديم في الولايات المتحدة من خلال العديد من المفردات والأسماء التي جلبها الوافدون الجدد، والتي أصبحت تمثل جزءا من اللغة والثقافة الأمريكية.

ومن أهم الأمثلة على هذه الظاهرة أسماء المدن والأماكن التي تنحدر من لغات غير الانجليزية كالفرنسية والاسبانية، بالإضافة إلى العربية. وفي هذا التقرير سنقوم بالحديث عن أهم المدن الأمريكية ذات الأسماء العربية في مرحلة أولى، ثم عن مدى مساهمة العرب المهاجرين إلى الولايات المتحدة في دخول هذه الأسماء إلى الثقافة الأمريكية.

أهم المدن والأماكن المسماة عربيا

تتعدد المدن والأماكن في الولايات المتحدة التي تحمل أسماء عربية وبينما يشتهر معظمها يعتبر بعضها مغمورا.

ومن أهم المدن ذات الأسماء العربية في الولايات المتحدة الأمريكية مدينة بيت لحم  bethlehem بولاية بنسلفانيا Pennsylvania  ويبلغ عدد سكانها 71.329 نسمة حسب تعداد عام 2000. وتعتبر مدينة بيت لحم من المدن الكبيرة من حيث عدد السكان في المنطقة التي تقع بها بولاية بنسلفانيا، وتنقسم إلى ثلاثة قطاعات، بيت لحم الشمالية، وبيت لحم الجنوبية، بالإضافة إلى بيت لحم الشرقية. وتعتبر مدينة بيت لحم من المدن التاريخية في الولايات المتحدة الأمريكية حسب السجل الوطني الأمريكي للمواقع التاريخية. وتقول السجلات التاريخية إن مدينة بيت لحم تأسست عام 1741 على يد مجموعة من الألمان الذين استقروا بها، وقد أطلقوا عليها اسم بيت لحم محاكاة لمدينة بيت لحم التي ولد فيها السيد المسيح لأنهم وصلوا إليها ليلة ميلاد المسيح.

ومن المدن الأخرى التي تحمل أسماء عربية مدينة "فلسطين"  Palestine التي تقع بولاية تكساسTexas ويبلغ عدد سكان فلسطين 17.598 نسمة حسب تعداد عام 2000 ، وتتميز هذه المدينة بكون أغلبية سكانها يعملون بقسم العدالة الجنائية بولاية تكساس. وقد تم ذكر مدينة فلسطين لأول مرة في الأخبار في شهر يناير 2003 كواحدة من أكثر الأماكن تضررا بسبب سقوط شظايا المكوك الفضائي كولومبيا. وقد أطلق على المدينة اسم فلسطين على اثر مدينة فلسطين بولاية إلينوي Illinois والتي تعتبر من أول المدن الأمريكية المسماة فلسطين.

وكذلك تعتبر مدينة "الإسكندرية" Alexandria من أهم المدن الأمريكية التي تحمل اسما عربيا إذ يبلغ عدد سكانها 128.284 نسمة حسب التعداد السكني لسنة 2000. وهي تقع على مقربة من مدينة واشنطن العاصمة في ولاية فيرجينيا، وتضم المدينة العديد من المؤسسات الحكومية، والمنظمات الغير حكومية، بالإضافة إلى بعض المعالم التاريخية كتمثال الرئيس الأمريكي السابق جورج واشنطن والمركز التاريخي بالإسكندرية، والذي يعرف كذلك باسم المدينة القديمة Old Town . وتعتبر مدينة الإسكندرية من المناطق الراقية التي يبلغ فيها متوسط سعر البيت الواحد 556 ألف دولار أمريكي. ويوجد بالإسكندرية مطار رونالد ريجان وهو المطار الاقرب للعاصمة واشنطن.

إضافة إلى ذلك تعتبر مدينة "لبنان" Lebanon الأمريكية من أشهر المدن الأمريكية التي تحمل اسما عربيا، وتوجد لبنان في ولاية نيوهامشر New Hampshire. ويبلغ عدد سكانها 12.568 نسمة حسب التعداد السكاني لسنة 2000 ، وقد تم تأسيسها في يوليه 1761 على يد السيد بانينغ وانتوورثBennig Wentworth . وتعد مدينة لبنان مدينة صناعية إذ تضم العديد من الصناعات كالنسيج والأثاث، بالإضافة إلى الصناعة القائمة على زراعة القطن، وهو ما أدى إلى استقطاب العديد من العمال الفرنسيين من مقاطعة كبيك Quebec بكندا في أواسط القرن التاسع عشر. وتعرف مدينة لبنان حاليا بوجود شركة نوفال Novell بها. 

كما نجد مدينة "القاهرة" Cairo في ولاية إلينوي Illinois ويبلغ عدد سكانها 3.632 نسمة حسب التعداد السكني لسنة 2000 وهي تقع في ملتقى نهري المسيسبي وأوهايو. وقد تم تأسيسها سنة 1837، ومثلت ميناء هاما للبواخر البحرية آنذاك. وقد مثلت مدينة القاهرة مركزا استراتيجيا هاما أثناء الحرب الأهلية الأمريكية مما جعل منها مدينة تاريخية حسب السجل الوطني الأمريكي للمواقع التاريخية. ولكن مدينة القاهرة تواجه الآن عدة مشاكل من أهمها نزوح السكان منها، نتيجة معاناتها من عدة تحديات اجتماعية واقتصادية كارتفاع نسبة الفقر والبطالة والانقطاع المبكر عن التعليم. وفي إطار الجهود المبذولة لإعادة إحياء مدينة القاهرة، تم تجميع الأحداث التاريخية الهامة التي وقعت بها وتحميلها في قرص صلب CD حسب الترتيب الزمني التي وقعت فيه، وسمي "تحية من قاهرة الينوي Greetings From Cairo, Illinois.

ونجد ثلاث مدن مختلفة في الولايات المتحدة أطلق عليها اسم الجزائر، وهي تقع في ثلاث ولايات مختلفة، ولاية ميشغن Michigan  وولاية أوهايوOhio بالإضافة إلى ولاية واشنطن Washington. وهي كلها قرى صغيرة جدا لا يتجاوز فيها عدد سكانها العشرة آلاف. كما نجد مناطق ومدن أخرى لها أسماء عربية ولكنها ليست أسماء مدن عربية كمدينة حنبعل التي تقع بولاية ميسوري Missouri  والتي يبلغ عدد سكانها 17.757 نسمة حسب التعداد السكني لسنة 2000. وقد تمت تسميتها حنبعل أسوة بالقائد الحربي القرطاجي حنبعل. وهناك أيضا مدينتان أمريكيتان أطلق عليهما اسم "عرب" Arab إحداهما بولاية ألباما Alabama والأخرى بولاية ميسوري Missouri . وتوجد أيضا مدينة بولاية أوهايو، جنوب مدينة كليفلند تدعى مدينة Medina وهي تجمع سكاني متوسط الحجم يبلغ عدد السكان فيه 25.139 نسمة حسب تعداد سنة 2000 . كما أن بعض القرى الأخرى تحمل أسماء عربية طريفة إذ سميت إحداها "دفتر" والأخرى "أرجيلة" وثالثة "محلّ" وهي كلها مناطق صغيرة بولاية ميشغان التي تتميز بضخامة الوجود العربي بها، وهو ما يفسر إطلاق هذه الأسماء.

وجدير بالذكر أن وجود هذه المدن ذات الأسماء العربية لا يتبعه بالضرورة تواجد تجمعات عربية فيها.

و كل ذلك بحسب المصدر المذكور.

المصدر: تقرير واشنطن-1لعدد78

 

 

 

 

 

 

جولة رايس.. هل ثمّـة فُـرصَة للسّـلام؟

 

 

د. حسن أبوطالب

 

 

في كل مرة تأتي فيها وزيرة الخارجية الأمريكية إلى المنطقة، يسبقها تساؤل منطقي، هل لديها جديد، وماذا تريد من المنطقة وماذا تريد لها؟

الإجابات الأمريكية لم تكن يوما واضحة في السابق ولا في اللحظة الجارية، فهي تخلط بين الفوضى المقصُـودة والاستقرار المنشود، وترفع شعارات التغيير ولا تقبل بنتائجه، حتى ولو كانت ديمقراطية خالصة.

ووفقا لما قيل، أمريكيا، حول أسباب الجولة الراهنة، أن ذلك أمر من الرئيس بوش لتنشيط المسار الفلسطيني وفقا لخطّـة خارطة الطريق، وللتشاور والتنسيق مع دول الاعتدال في المنطقة. وما بين الأمرين، تبرُز علاقة مُـباشرة بين الوضع الفلسطيني والهمّ الإيراني، أمريكيا.

انتقادات عربية وإخفاق أمريكي

يمكن أن نضيف أن الانتقادات العربية المُـباشرة والضمنية حول إخفاق الدور الأمريكي في عملية السلام، التي شارفت على الموت أو ماتت بالفعل، حسب تصريحات شهيرة لعمرو موسى، أمين الجامعة العربية بعد ثلاثة أيام من بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان، ومُـحاولة العرب إعادة القضية برمّـتها إلى مجلس الأمن الدولي، رأت فيه الولايات المتحدة تحرّكا رمزيا، ولكنه يضُـر بسُـمعتها كراعية مُـهيمنة على المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، ومن هنا، كان لابُـد من تحرّك ما مُـضادّ، هو ما نراه في جولة رايس، لعلها تخرج منها بتحرّك هنا أو خُـطوة هناك تُـفيد في القول بأن الرعاية الأمريكية ما زالت فاعلة، وأنها الوحيدة القادرة على تحريك الأمور.

ومع ذلك، يبقى السؤال: هل سيكون هذا التحريك المنتظر شاملا، أي يصُـب في إحياء مفاوضات شاملة في مدى زمني معقول، وصولا إلى الشعار الأمريكي نفسه "دولتان تعيشان في سلام قابل للاستمرار" أم أن الأمر لن يخرج عن خُـطوات رمزية فاقعة اللّـون، تشدّ إعلاميا ليوم أو اثنين ـ من قبيل الإفراج مثلا عن مبلغ مالي كبير يوجّـه للرئيس محمود عباس لفَـكّ أزمة السلطة المالية وإنهاء أزمة الأسير الإسرائيلي لدى فصائل المقاومة الفلسطينية، مقابل الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين ـ ثم تعود الأمور إلى طبيعتها المأزومة؟

بيئة الجولة

إن جولة رايس، شأنها شأن أي نشاط سياسي دولي، لا ينفصل عن البيئة التي يُـجرى فيها، ولا عن توازن القوى الذي يُـحيط بأطرافها ولا عن الأهداف الحقيقية لكل طرف، وهذه العناصر الثلاثة مُـجتمعة يُـمكنها أن توفّـر الإجابات الأقرب للحقيقة لكل التساؤلات التي تُـحيط بهذه الجولة.

فعُـنصر البيئة مثلا، يُـقصَـد به الظروف الكلية التي تمر بها المنطقة، وهي ظروف أزمة مُـستحكمة وممتدة منذ زمن، بيد أن الجديد فيها هو النتائج التي أفرزها العدوان الإسرائيلي الوحشي على لبنان، بما فيها من مصاعب مُـتزايدة بالنسبة للحكومة الإسرائيلية نفسها، رغم كل التغطية السياسية والدبلوماسية التي وفَّـرتها واشنطن ولندن، لاسيما أثناء العدوان، وما زالت قائمة بصُـور مختلفة.

والنقطة الأهم هنا، والجديرة بالملاحظة، أن هذا العدوان بكل ملابساته قد طرح ضرورة البحث في سلام شامل، لأن بقاء الأوضاع على حالها، لاسيما التَّـدهور المُـتتابع في القضية الفلسطينية، من شأنه أن يدفع بالمنطقة إلى حرب تلْـو أخرى، وأن يزيد من جاذبية ومصداقية الجماعات العنيفة، سواءٌ من قبيل القاعدة وملحقاتها، كما هو في العراق، أو الفصائل الفلسطينية المقاومة المسلحة.

وخروجا من هذه الدائرة المُـفرغة، تناثرت أفكار عربية وفرنسية وروسية وإسبانية، وحتى بريطانية، حول ضرورة إحياء عملية سلام شاملة من خلال عقد مؤتمر دولي يُـوظف نتائج العدوان الإسرائيلي على لبنان، لاسيما البيئة النفسية الجماعية في المنطقة، على أن يضع لنفسه جدولا زمنيا للوصول إلى حلول مناسبة وقابلة للحياة.

العودة إلى الرعاية الدولية

كان معنى هذا الطّـرح ولا زال، أن يُعاد الملف الفلسطيني الذي يمثل بُـؤرة الأزمة في المنطقة ككل، إلى الجُـهد الجماعي الدولي، وبالتالي، يخرج من تحت الوصاية الأمريكية والإسرائيلية المنفردتين.

وبالطبع، لم يكن هذا ليُـرضي تل ابيب أو واشنطن، اللتين تعَـتبران أي تدخل ثالث في الأمر، سيُـفيد الفلسطينيين، لاسيما المتشدّدين منهم، وسيعني فشلا أمريكيا ذريعا، وسيُـخرج مصير المنطقة جُـزئيا من تحت أيديها، وسيَـحرم إسرائيل من حقوق الفيتو والاعتراض، التي تُـمارسها بكل حرية، وسيُـقيد حركتها في فرض وقائع على الأرض الفلسطينية المحتلة.

واختصارا، كان المطلوب، أمريكيا وإسرائيليا، هو إفشال أي دعوة لإعادة الملف الفلسطيني وملف عملية السلام إلى أي حاضنة دولية جماعية، سواء مؤتمر دولي أو مجلس الأمن. وكان طبيعيا أن تعتَـرض أمريكا على المَـسعى العربي للتوجّـه إلى مجلس الأمن، ولكنها قبلت الأمر في حدود ما جرى، أي جلسة خاصة يستمع فيها وزراء الخارجية للرؤية العربية أو بمعنى آخر، يأخذون علما بالمطالب العربية، دون أن ينتُـج عن ذلك موقف عملي.

هذا التصرف العربي يصُـب في إطار رمزي وحسب، وفقا لقول عمرو موسى، ولم يخلُ من رسالة مَـفادها أن عملية السلام لم تنجح في إطار المفاوضات، ومن ثم، كان يجب أن تعود مرة أخرى إلى مجلس الأمن وإلى المجتمع الدولي، ليخطر رسميا بأن عملية السلام توقّـفت وأن هناك تراجُـعا ومخاطر كثيرة تترتّـب على ذلك.

وبالرغم من قيمة الرسالة الرمزية، فإنها لا تخلو من توضيح لطبيعة توازن القوى السائد في المنطقة. فالتحرك الرمزي، وأيّـا كانت قوته واعتباره، السقف المنشود للحركة العربية المُـتاحة، يكشف عن غياب البدائل الحقيقية التي تقود إلى إعادة الاعتبار لعملية السلام الشاملة.

وما دام هناك تمسك بخيار استراتيجي وحيد، فكيف يمكن إقناع الآخر بأن الأمور قد تتطَـور إلى ما لا يُـحمد عقباه؟

الإفشال وحده لا يكفي

إن الإفشال الأمريكي للمسعى الرمزي العربي لم يكن كافيا وحده، إذ لابد من بديل، ولو رمزي، مُـضاد يُـعنى بتحقيق بعض التطورات، قد يتم تصويرها على أنها إنجاز كبير وأنها البشارة التي بشّـر بها الرئيس بوش من قبل حول سلام واستقرار ودولة فلسطينية تعيش في سلام مع جارتها إسرائيل، وهذا البديل يتمثّـل في جولة رايس، والتي يُـراد منها إقناع العرب والعالم أن واشنطن مازالت حريصَـة على حقوق الفلسطينيين، بعد أن يدفعوا الثمن المناسب لذلك.

وهكذا تتّـضح الأهداف الأمريكية الحقيقية وراء تلك الجولة، ممثلة في تهدئة مشاعر الغضب العربية واحتواء بعض النتائج غير المباشرة للعدوان الإسرائيلي على لبنان، لاسيما صُـعود روح المقاومة ومُـحاولة استيعاب الإضافات المعنوية، التي حققتها إيران وحزب الله اللبناني لدى قطاعات عريضة من الشعوب العربية. والأهم من ذلك، قطع الطّـريق على أي مُـحاولة عربية أو دولية لعقد مؤتمر سلام أو تغيير الولاية لعملية المفاوضات العربية الإسرائيلية.

البُـعد الإيراني

وفي كل هذه الأهداف الأمريكية، يوجد بُـعد إيراني ظاهر. فتقوية ما يُـسمى بتيار الاعتدال العربي من خلال إثبات سلامة مواقفه بشأن المفاوضات كخيار وحيد لحل المشكلات والأزمات مع إسرائيل، يعني بالمقابل إضعاف السياسة الإيرانية الداعمة لقوى المقاومة وخطوة لتفكيك التحالفات بين إيران وقوى عربية مهمّـة، كسوريا وحزب الله اللبناني.

وما دامت أمريكا داعمة لتيار الاعتدال العربي، ممثلين في الدول الخليجية الستة ومصر والأردن، حيث سيجتمع وزراء هذه الدول مع رايس في محطة القاهرة، فلن يكون مُـستبعدا أن تطلب أمريكا تأييدا مُـباشرا وواضحا في مساعيها لعزل إيران وفرض عقوبات عليها، نتيجة تمسُّـكها بحقّـها في التخصيب النووي السلمي، وربما طلبت أيضا مباركتهم لأي عمل عسكري أمريكي مُـحتمل ضدّ الجارة إيران.

هذه المطالب المتوقّـعة، تعرف أمريكا مسبقا أنها ضدّ المصالح العربية والخليجية، ولكنها ستُـصر على طرحها والمجاهرة بها.

نقط ضعف أمريكية

لكن نقطة الضعف الأمريكية الأكبر في هذه المساعي، أنها تأتي إلى المنطقة لتَـطلُـب المساندة العربية من قوى الاعتدال، وهم الحريصون كما هو معلن منهم، على أن يكون تنشيط السلام مرتبطا بفتح نافذة لحل قضية الجولان السوري المحتل، وبإحياء المفاوضات السورية الإسرائيلية، وهو ما تراه واشنطن بَـعيد المنال، لأن المطلوب أمريكيا هو مُـعاقبة سوريا وليس مكافأتها، والضغط عليها لقبول الشروط الأمريكية في ملفات العراق وإيران وحركة حماس الفلسطينية أو باختصار، عزلها تنفيذا لأولويات وخُـطط المحافظين الجُـدد في واشنطن، ولتذهب الاعتبارات والمصالح العربية إلى الجحيم.

المعنى الظاهر هنا، أن جولة رايس تدخل في سياق علاقات عامة دبلوماسية، هدفها مُـحدَّد في تنفيذ أولويات أمريكية، تتقاطع جزئيا بالقبول مع تطلُّـعات عربية وفلسطينية، وبعضها الآخر، وهو الأكثر والأصعب، يتقاطع مع الرفض العربي، ليس لأن العرب أقوياء، ولكن لأنهم يَـرون في مطالب أمريكا منهم هلاكا لهم وضياعا لمصالحهم.

وكما ستحاول أمريكا الضغط، سيُـحاول عرب الاعتدال المناورة والشرح وبيان مَـكامن الإخفاق الأمريكي، لعلّ وعسى تتغيّـر الإدراكات الأمريكية أو بعضها، وهو ما يدخل في باب الأمنيات غير القابلة للتحقّـق، على الأقل فيما بقي من عَـهد إدارة الرئيس بوش.

وكل ذلك بحسب رأي الكاتب في المصدر المذكور نصاً ودون تعليق .

المصدر: swissinfo-3-10-2006

 

 

 

 

 

خطوت مفيدة لتنمية مواهب الطفل ومهاراته

 

 

ليلى اليعقوبي

 

 

من الثابت علميا ان المهارات الاساسية للطفل في مراحله المبكرة عندما توجه توجيها تربويا سليما، سواء كانت هذه المهارات ادارية أو رياضية أو فنية.

فإنها تعد اللبنة الأولى في بناء الشخصية السوية للطفل، فعندما يجد الطفل افراد المجتمع الذين حوله يؤمنون بحرية ممارسة مثل هذه المهارات الفنية ايمانا علميا، يصبح المناخ الذي يحيط به مشبعا بالحرية التي من شأنها تنشئته التنشئة السليمة التي تخلق منه انسانا ذا مواهب فنية، يطلق العنان لأفكاره وهواياته ومهاراته ليفيد بها المجتمع. ‏

ولاشك، فالمدرسة هي المرحلة التالية المباشرة بعد الاسرة، فإذا كان مجتمع الأسرة الصغيرة قد اعطى جواز المرور للطفل من خلال هواياته التي يعشقها ويمارسها يعاونه الوالدان ومن حولهما، فلا بد ان يكون دور المدرسة هو المكمل الرئيس لهذا المرور فالمدرسة عليها العبء الأكبر في استكمال المرحلة الأولى وتنميتها وتطويرها، لاسيما انها تملك المعلمين التربويين الذين يملكون الكثير من القدرات في الفنون والثقافة التربوية الحديثة، وفي امكانهم مواصلة مسيرة الطفل الفنية ووضعها على أول الطريق. ‏

نعلم جميعا ان مادة التربية الفنية والمهارات الأخرى في المدارس الآن لا تأخذ مكانها اللائق بسب مزاحمة المواد الدراسية الأخرى لمادة الفن والرسم، ولذلك من المتوقع ان تضمحل هذه المادة وسط كم من المواد الدراسية المعقدة، بينما يقرر الخبراء بأن تعليم الفن في المدارس ينبغي ان يتفق وعقلية الطفل ويتماشى مع ميوله. ‏

والمعروف ان رسوم الاطفال يعتريها التغيير من يوم لآخر، فبعض التفاصيل الجديدة التي سبق ان ظهرت، لا تظهر ثانية من غير تعديل، ومن الملاحظ عادة انه ينقضي وقت مناسب من الزمن قبل ان تصبح التفاصيل والمميزات الجديدة طابعاً ثابتاً في الرسم، لذلك فهناك علاقة تقارب بين نمو الادراك الكلي كما يظهر في الرسم. ‏

في البداية يرسم الطفل في البيت ما يعرفه لا ما يراه، ثم يصل بعد ذلك الى مرحلة يقوم فيها بمحاولات رسم الاشياء كما يراها، وسيتم الانتقال من المرحلة الأولى الى الثانية بشكل تدريجي، ويظهر الاساس الفكري لرسوم الاطفال بشكل واضح في النسب التي يعطيها الطفل عندما يعبر عن بعض الاجزاء، فعادة يبالغ الطفل في رسم بعض التفاصيل التي تبدو مهمة أو ذات قيمة، بينما يحذف بعض الاجزاء الأخرى القليلة القيمة او يرسمها صغيرة. ‏

وتبين تقارير الباحثين في العالم اجمع اتفاقا بالنسبة للطريقة المتبعة في ايضاح التفاصيل في الرسم، وهي ان رسوم الاطفال تمر في ثلاث مراحل اساسية، ولا يمكن ان تأتي احداها قبل الأخرى، ولكن من الجائز ان تستمر آثار كل منها فيما يعقبها من مراحل. ‏

مرحلة التخطيط: وتبلغ ذروتها في سن الثالثة، وتكاد تكون مجرد حركات عضلية تبدأ من الكتف وتأخذ اتجاها من اليمين الى اليسار، أو تخطيطات تقليدية، يحاول فيها الطفل ان ينتج اجزاء معينة لجسم معين. ‏

المرحلة الزمنية: تلاحظ في هذه المرحلة ان التحكم في الرؤية يأخذ في التقدم ويصبح رسم الانسان هو الموضوع المستحب ويمثله الطفل في شكل دائرة تمثل الرأس ونقطتين للعينين وزوجاً من الخطوط المفردة للأرجل. ‏

المرحلة الاصطلاحية: يبدأ من خلالها الطفل بالعناية برسم الانسان بصورة بدائية. ‏

وعلى ضوء هذه المراحل الثلاث التي ذكرتها يمكن القول بأنه لا بد ان ينتبه الوالدان لما يلعب به الطفل في طفولته المبكرة من اقلام ملونة وغيرها، لان هذا اللعب التلقائي المنظم من شأنه إذا لقي التوجيهات والارشادات، ان يجعل الطفل يثق بنفسه من خلال تشكيلاته لتلك الألوان، يحاول جاهدا تعليم نفسه، وتطوير هواياته يوما بعد آخر، مادام المناخ العام داخل الاسرة يقابل مثل هذه التخطيطات بالاستحسان والاعجاب. ‏

وأخيرا ان النشاط الابتكاري للطفل في مراحل نموه يؤكد شخصيته، ويجعله دائما في اعتماد كامل على نفسه في اعماله، كما يتيح للطفل، تذوق كل جديد، ويخلق فيه روح التحرر، فيخدم نفسه والمجتمع الذي يعيش فيه. ‏

ان الاجهزة الاعلامية ـ المرئية والمسموعة والمقروءة ـ لها الدور الكبير في تأصيل مثل هذه المهارات الفنية لدى الاطفال، وتؤكد في الوقت نفسه للآباء والمعلمين والقائمين على مادة التربية الفنية في المدارس، ان اهمية هذه المهارات والتجارب الفنية لا غنى عنها، بل هي ضرورية جدا. ‏

وكل ذلك بحسب رأي الكاتبة في المصدر المذكور.

المصدر: النزاهة-30-9-2006