التدريب والتأهيل في المؤسسات الخيرية
محمد بن علي الغامدي
التدريب والتأهيل : يعد التدريب من أهم محاور تطوير العمل في الجهات الخيرية إذ أنه كفيل بتزويد العاملين بالمهارات اللازمة لتحسين أداء أعمالهم والرقي بالمستوى العام للجهات التي يعملون فيها. ونتيجة لتدريب العاملين تنطلق برامج التأهيل للمستفيدين من خدمات الجهات الخيرية التي تركز على تأهيل القادرين والراغبين في العمل من أفراد الأسر المكفولة بخدمات الجهات الخيرية. التدريب : تعول على التدريب أهمية قصوى في : - الترشيد المالي. - حسن إدارة الوقت. - عدم إهدار الجهد. ومن هذا الأساس فلقد انطلقت النداءات المتتالية بضرورة تكثيف تدريب العاملين في الجهات الخيرية على أسس الإدارة وعلى المهارات المتخصصة الأخرى التي يتعين حذقها ومعرفتها ومع أن هناك برامج تدريبية تنفذها بعض الجهات وتتفاوت في جودتها إلا أن العمل الجماعي المنظم يكون بلا شك أجدى وأنفع وأدوم وأحرى بتحقيق الهدف. ولتعميم الفائدة من الصالح من هذه التجارب فإنه يتعين إيجاد عمل جماعي يعنى بتدريب العاملين في الجهات الخيرية. والتدريب من حيث الأصل يعد تدخلاً إداريا لتحقيق أهداف تصبو إليها الجهة الخيرية لذا كان لزاماً أن ينطلق من المبادئ الأساسية للعملية الإدارية من تخطيط وتنظيم وتوجيه ومتابعة. ولا يمكن أن يحقق الهدف ألا بعد جمع المعلومات الأساسية عن الجهة الخيرية من جهة وجمع المعلومات عن العاملين والعمل الذي يقومون به من جهة أخرى وبالتالي يمكن إعداد البرامج التدريبية المناسبة لتحسين الوضع والارتقاء بالمستوى ولتوجيه برامج التدريب الوجهة المفيدة يلزم أن تقوم الجهات الخيرية بتلمس مواطن الخلل في أدائها ومقارنة ذلك بمستويات الأداء المستهدفة حتى يمكن تخطيط برامج التدريب وإعدادها لردم الهوة بين المستويين. بعد ذلك يتعين على مخططي برامج التدريب أن لا يغفلوا عن موضوع فرض نفسه واستحوذ على جل اهتمام المشتغلين بتخطيط القوى العاملة ألا وهو تحويل التدريب أي مقدار ما يتحول من مهارات التدريب إلى واقع عملي تستفيد منه جهة المتدرب وبحث في هذا السياق القدر الهائل من الهدر الذي يصرف على برامج التدريب دون تحقيق الأهداف المرجوة من تدريب المتدربين. التأهيل : نظراً لمحدودية موارد الجهات الخيرية مقارنة بما يُلقى عليها من تبعات ومسؤوليات تجاه شريحة عريضة من أفراد المجتمع فإنه يتعين النظر إلى المستفيدين من خدماتها بعين التأهيل لمحاولة إخراجهم- بإذن الله- من طور الحاجة إلى طور الإنفاق والصدقة أو على أقل تقدير إخراجهم إلى دائرة الكفاف عن صدقات الآخرين وتحقيق هذا المطلب حلقة في منظومة بناء المجتمع الصالح الخالي من الأمراض الاجتماعية التي فتكت بكثير من المجتمعات. ذلك أن منشأ كثير من التجاوزات والمخالفات السلوكية والأمنية يمكن أن تعزى إلى الأسلوب غير الشرعي الذي يسلكه المحتاجون. من هذا المناطق كان لزاماً على الجهات الخيرية النظر بجد إلى برامج التأهيل ومعالجته بما يكفل الفائدة المشتركة للجهة نفسها وللمستفيد . و حيث أن الجهات الخيرية مؤسسات غير ربحية أنشئت بهدف نفع ومساعدة فئات محددة من المجتمع فهي مسؤولة أمام المجتمع عن تحقيق هذا النفع ولا يتسنى تحقيق هذا الهدف دون مراجعة مستمرة لمحاورها الأساسية: 1- القوى العاملة. 2- الموارد المالية. 3- الإدارة. وحيث أن القوى العاملة هي مدار نجاح المحاور الأخرى لذا يلزم تعهدها بالتدريب والتطوير ذلك أن انعكاسات تطوير القوى العاملة يبدو أثره واضحاً جلياً على المستفيدين من خدمات الجهة الخيرية وأبرز ما ينبغي التركيز عليه في قياس نجاح الجهة الخيرية به هو تأهيل المستفيدين ونقلهم من طور العوز والحاجة إلى طور الكفاف ثم إلى العطاء والصدقة. من ذلك يتبين أن التدريب والتأهيل ما هما إلا وجهان لعملة واحدة يمكن أن تسمى تنمية المجتمع. أهمية التدريب : التدريب في مفهومه الشامل هو تزويد العاملين بمهارات ترتقي بأدائهم من المستوى الممارس إلى مستوى أفضل بصورة دائمة لتحقيق الأهداف ولما كان المال يحتل عصب الجهات الخيرية أسوة بمثيلاتها من المصالح الأخرى كان لزاماً على القائمين على الجهات الخيرية والتي تكلف تلك الجهات أموالا طائلة يذهل من يحصرها ولو قدر لراصد أن يحسب تلك الأخطاء التي تعد سبباً لذلك الهدر قدر ما يوفره التدريب منها لبادر بتدريب جميع العاملين مهما كانت التكاليف. أضف إلى ذلك الساعات الطوال التي تهدر جراء إعادة الإجراءات الخاطئة بغرض تصحيحها خصوصا إذا علمنا أننا مع فئة يحتل لها الوقت عنصراً حيوياً إذ قد تكون مضاعفات إعادة إجراء معين أو استبداله سبباً في مضاعفة معاناة المستفيد. تلك الأخطاء التي ترتكب هي في الواقع مقدمات لإعادة إجراء الأعمال الأمر الذي يتطلب بذل جهود إضافية كان من المقرر أن توجه لإنجاز أعمال جديدة لمستفيدين آخرين. تحديد الاحتياج من البرامج التدريبية كل الفئات العاملة في الجهات الخيرية بحاجة ماسة إلى التدريب وذلك نظراً لأهميتها البالغة في تطوير وتحسين كفاءة الجهة ولكن كل فئة بحاجة إلى نوع مختلف من برامج التدريب يعينها على قيامها بدورها على أكمل وجه. فبينما تحتاج فئات الإدارة المختلفة إلى برامج تدريبيه على المهارات الإدارية المختلفة من تخطيط وتنظيم وتوجيه ومراقبة وما يتفرع عن ذلك من برامج تدريبية على ضمان الجودة وحل المشكلات وإدارة الوقت والقيادة الإدارية والإبداع، نجد في المقابل أن الفئات المنفذة تحتاج إلى دورات تدريبية تخصصية في مجال عملها. ومع أن هذا التصنيف يعد منطقياً في توزيعه إلا أنه لا يعمل به على إطلاقه إذ لا يمنع أن تدرب الفئات الدنيا على برامج إدارية والفئات العليا على برامج تخصصية ولكن ما ذكر أعلاه يعد من سبيل التغليب إذ تحتاج الفئات الإدارية إلا مالا يقل عن (10%) من مجموع البرامج التدريبية في الإدارة والتدرب على الجوانب التخصصية فيما لا يعدو عن( 20%) من مجموع البرامج التدريبية المقدمة وتنعكس النسبة في حالة العمال التنفيذيين فيدربون على ما لا يزيد عن( 20%) من الدورات المقدمة لهم في الجوانب الإدارية وما لا يقل من( 80% )من الدورات التدريبية المقدمة لهم في البرامج التخصصية ويتم تحديد نوع البرامج التدريبية بعد مراجعة دقيقه لأداء العاملين في المستويات المختلفة. وبناء عليه تحدد البرامج بدءً بالأهداف وانتهاء بالتقييم وقد يتم تحديد بعض البرامج بطلب من الموظفين أنفسهم بعد اكتشاف بعض جوانب القصور لديهم أملاً في أن يفي البرنامج التدريبي بتحسينها ولما كان الأمر معقوداً بتحسين مستوى الأداء لزم أن يكون البدء بمستويات الإدارة العليا إذا أنها هي التي ستقود إلى التغيير والتحسين والتطوير خصوصاً بأن لقرارات الإدارة العليا الأثر البالغ الذي يبلغ مداه كل جوانب العمل والعاملين في الجهة الخيرية. الإستراتيجية الشاملة للتدريب : كما ذكر في تعريف التدريب فإن مدار برامج التدريب يدور حول تحسين أداء الموظف ولا يعني ذلك بحال من الأحوال تدني مستوى المتدرب قبل تدريبه التدريب والتأهيل في الجهات الخيرية إنما يعني أن هناك مستوى أفضل من الأداء يطمح في الوصول إليه وحيث أنه من الطبيعي أن يوجد التفاوت في أداء العاملين، فإن التدريب وتحسين الأداء يوفر للجهة الخيرية فئة متميزة من موظفيها تستطيع الاستفادة منهم حال وقوع طارئ الأمر الذي يضمن استمرارية الجهة في خدمة الشريحة المستهدفة بخدماتها وطالما أن التطور الوظيفي هدف يسعى إليه جميع الموظفين فإن التدريب وسيلة مثالية لتوفر البيئة المناسبة لتمييز البارزين من الموظفين وإعدادهم للمناصب الأعلى سواء لإحلالهم بدلاً ممن هم أقل منهم إنتاجية أو في الوظائف الشاغرة بسبب الاستقالات أو الدوران الوظيفي. تنفيذ الإستراتيجية الشاملة للتدريب: تبدأ مراحل تنفيذ الإستراتيجية الشاملة للتدريب بتحديد الوظائف الرئيسة التي تعد أساساً لنجاح الجهة إذ أن في كل مستوى من مستويات الهيكل الهرمي للجهة توجد عدد من الوظائف القيادية والتنفيذية وتحدد أهميتها بمدى صلتها بالأهداف المزمع تحقيقها وبناء عليه تعطى درجة الأهمية والأولوية في برامج التدريب. يقاس الأداء الفعلي في تلك الوظائف ويقارن بمستوى الأداء المطلوب وتحديد الفجوات المهارية المسببة لعدم تطابق الأداء الفعلي مع مستوى الأداء المطلوب وبناء على تحديد تلك الفجوات المهارية تحدد البرامج التدريبية والدورات المناسبة وتعد لتفي بردم تلك الفجوات إذ أنها تركز على تزويد المتدربين بما يرفع مستوى الأداء لديهم والرقي به ثم ينظر فيما يمكن أن تخصصه الجهة من ميزانية تصرف منها على البرامج التدريبية وتوضع في الحسبان كل مصادر التكلفة ابتداء برسوم الدورات التدريبية وانتهاء بتكلفة تغيب المتدرب عن جهة عمله ويحسن تحديد مستوى الأداء المستهدف قبل بدء الدورات التدريبية من خلال معايير دقيقة وواضحة المعالم قابلة للتطبيق والقياس. بعد ذلك تنفذ الدورات التدريبية لجميع الفئات المستهدفة حسب طبيعة كل برنامج من خلال الخطة الشاملة المقررة للمستويات المختلفة للموظفين بمنطقية في التسلسل لضمان حسن الأداء والتفاعل بين المتدربين أثناء التطبيق بعد التدريب ومن خلال المعايير المعدة سلفاً تجري عمليات المقارنة بين الأداء الفعلي بعد التدريب والأداء المستهدف المخطط له قبل التدريب وتبحث الأسباب وتوضع في الحسبان لتلافيها في الدورات اللاحقة. معايير التدريب الناجح : هناك عدد من المعايير يلزم مراعاتها لضمان نجاح برامج التدريب تتمثل فيما يلي:- 1- ضرورة مشاركة إدارة الجهة ويتم ذلك من خلال الجوانب العملية التالية:- أ- افتتاح الدورات لحث المتدربين على حسن الأداء. ب -المتابعة أثناء تنفيذ الدورات. ج - اختتام الدورات والإجابة عن استفسارات المتدربين. د- متابعة تنفيذ المهارات بعد التدريب ومكافأة المتميزين في الأداء. 2- ربط كل جزئيات التدريب بأهداف التدريب. 3- تدريب أكبر قدر من الموظفين. 4- قياس وتقييم النتائج. 5- التركيز على المستفيدين. 6- التركيز على التدريب الواقعي لبيئة العمل. 7- اشتراك المتدربين في الإعداد وتعميم برامج التدريب. ميزانية التدريب : نظراً لأن أحد الأهداف الرئيسة للتدريب هو الترشيد المالي لذا فإنه ينبغي أن نرشد الصرف حتى في ميزانية التدريب نفسها على الرغم من قناعة كثير من المنظرين بأن ما يصرف على برامج التدريب يعد من قبيل الاستثمار طويل المدى في مجال تطوير كفاءات القوى البشرية ويلزم عدم إغفال أي محور من المالية في ميزانية التدريب والتي تشمل : 1. تكاليف الدورات. 2. تكاليف التنقل للدورات خارج المدينة. 3. تكاليف الاشتراك في الدورات المهنية. 4. تكاليف المعدات الخاصة بالتدريب. ه. تكاليف غياب الموظف عن عمله. تحويل التدريب : نظراً لعدم تطبيق المتدربين للمهارات المكتسبة من برامج التدريب بصورة فعالة ودائمة فلقد ركز كثير من الباحثين اهتماماتهم بهذه الظاهرة وخلصوا إلى دراسات تشير إلى عمق المشكلة وضرورة التحرك السريع لتلافي مضاعفاتها فلقد بينت إحدى الدراسات أن المجال الصناعي في أمريكا ينفق مائة بليون دولار سنوياً على التدريب إلا أن الفائدة من تلك البرامج التدريبية لا تتجاوز( 10%) وخلصت دراسة أخرى إلى أن( 40%) من محتويات التدريب تحولت إلى بيئة العمل بعد التدريب مباشرة وأن( 24%) منها تطبق بعد ستة أشهر من التدريب و( 15%) تطبق بعد نهاية السنة. محاور تحويل التدريب : ولضمان تطبيق المتدربين لأكبر قدر من المهارات التي اكتسبوها أثناء التدريب يلزم مراعاة ما يلي: 1. أن يكون محتوى التدريب قابلاً للتطبيق. 2. أن يعرف المتدرب المحتوى الخاص ببرنامج التدريب. 3. أن يحفز المتدرب لتغير سلوكه في العمل حتى يطبق ما تعلمه في برنامج التدريب. احتياطات تحويل التدريب : هناك عدد من الاحتياطات التي يلزم أن يهتم بها المخططون لبرامج التدريب لضمان تحويل التدريب من قبل المتدرب إلى واقع عملي بصورة فعالة ودائمة ويشمل ذلك مراحل التدريب الثلاثة: احتياطات قبل التدريب: أ. إشراك المتدرب في تخطيط برامج التدريب. ب. الاكتشاف الفعال للخيارات التدريبية. ج . مشاركة المتدرب التلقائية في الأنشطة التي تسبق برامج التدريب. احتياطات أثناء التدريب : أ . المحاورة مع متدرب آخر. ب. تدوين الأفكار التطبيقية. ج. التخطيط للتطبيق. د. توقع الارتداد. هـ . التهيئة النفسية لمحاولة التغيير. احتياطات بعد التدريب: أ . الحافز النفسي للتغيير. ب . التطبيق المباشر بعد انتهاء التدريب. ج . تعليم الآخرين على المهارات نفسها. د. استمرارية الاتصال مع المتدربين الآخرين. التأهيل : يعد التأهيل ثمرة من ثمار تدريب العاملين في الجهات الخيرية إذ أن إخراج المستفيدين من دائرة الحاجة والعوز إلى الكفاف يعد تحدياً لجهود التأهيل الذي يركز في مجمله على تهيئة القادرين على العمل والراغبين فيه من أفراد الفئات المستفيدة من الجهات الخيرية وإلحاقهم بأعمال مناسبة. لذا فإن اهتمام العاملين في الجهات الخيرية ينصب على كل من إعداد المستفيدين وتهيئة الأماكن المناسبة والوظائف الممكنة في القطاع الخاص لاستيعاب هؤلاء المؤهلين. المرسل : رياض محمد - بإيجاز من : http://www.saaid.net بعنوان : التدريب والتأهيل في الجهات الخيرية
مواضيع ذات علاقة:
◄كـتاب : التدريب الناجح للموظفين
اسم الكتاب: الإعلام الإسلامي في القنوات الفضائية تأليف: د.عبد القادر طاش عدد صفحات الكتاب:73 من القطع الصغير الطبعة : الثانية 1424 هـ /2004هـ طباعة: دار الأندلس الخضراء للنشر والتوزيع عرض : أنور العسيري
في كتابه الجديد يحاول الدكتور عبد القادر طاش الإعلامي الإسلامي المعروف بعث جملة من القضايا والإشكاليات التي تسافر في فضائياتنا العربية وتوجه مسارها بعيداً عن العقل الإعلامي الراشد.. الدكتور طاش وهو يقرأ هذه القضايا يحاول كما يصف في مقدمة كتابه الإطار الذي تسير فيه قنواتنا الفضائية وتسير خطوط نجاحها المستقبلي بعيدًا عن الانحرافات التي تكبل بها قيم الأمة وتخرج بها عن مسار تاريخها، وهو يقوم بذلك من خلال نافذة التقييم والتقويم المتعلق بالإعلام الإسلامي: مفهومًا، وبرامج، وسياسات، وضوابط؛ بغية تحويل جملة القضايا المطروحة مثار بحث حقيقي وجدي ومتعمق من قبل الخبراء، وكذلك المسؤولين والعاملين في القنوات الفضائية. نحو إعلام فضائي هادف طرق الكاتب نافذة الإعلام الفضائي الهادف من خلال توزيع حزم من الأسئلة الرئيسة التي تتفرع عن عباءتها مجموعة من الأسئلة الباحثة عن إجابات لتشكّل وعي الأداء الفضائي العربي في زمن غياب الهدف وسيطرة اللاهدف..وكانت أولى أسئلة الإعلامي المخضرم : هل هناك حاجة ماسة إلى إعلام فضائي هادف؟ وهل يحتمل الفن التليفزيوني الميال بطبيعته إلى النزعة الترفيهية والتسويقية أن يكون هادفاً؟ وإذا سلمنا جدلاً بذلك؛ فما مواصفات ذلك الإعلام الفضائي الهادف؟. من خلال سياق مثل هذه الأسئلة فتح المؤلف بوابة الحاجة الملحة لمجتمعاتنا لإعلام فضائي هادف، وبرر ذلك بمجموعة أمور هي: ـ التلفزيون أصبح وسيلة إعلامية رئيسة في حياة الناس. ـ التلفزيون يمتلك عناصر عديدة للجذب والاستقطاب. ـ سوق الفضائيات العربية يفتقر إلى القنوات الجادة والمتخصصة. النجاح النسبي الذي تحقق لبعض القنوات الفضائية العربية ذات الطبيعة الجادة يدل على أن لمثل هذه القنوات موقعاً مرغوباً في اهتمامات المشاهدين العرب. وفي ختام نافذته أشار المؤلف إلى أنه ليس المطلوب تحويل مشاريع الإعلام الفضائي الهادف إلى نشاطات خيرية؛ بل المطلوب الوصول إلى صيغة تمويلية مناسبة، وهو في معرض كلامه هذا يشير إلى الحاجة المالية الملحة التي يجب البدء في توفيرها لدعم وجود الإعلام الفضائي الهادف. الثقافة الإسلامية والقنوات الفضائية أبرز تجليات هذه العلاقة التي أطرها المؤلف لأهمية تثقيف وتوعية الكوادر الإعلامية العربية بمزيد من الفهم والثقافة الإسلامية حيث يتبين من أدائهم ضعف هذه الخلفية، مما يفقد إبداعات الكثير منهم وعيًا دينيًّا ومرتكزًا أخلاقيًّا مهمًّا ينفذ من خلاله انحراف لا تقبله قيم الأمة ولا أخلاقها، وهو يشير إلى خطأ مساواة الإعلام المستهدي بنور الإسلام بالإعلام المؤدلج كما تصفه بعض الأقلام ذات النوايا البعيدة عن روح الدين واعتبر المؤلف أن هذا الأمر ظلم فادح وتجن على الحقيقة والواقع فهل يمكن أن تكون الثقافة الإسلامية ذات القيم العالية والمبادئ السامية والتي تتسم بالاعتدال والتسامح والتوازن قرينة الثقافات الوضعية المؤدلجة التي لا تستند إلى أصول إلهية ولا تراعي منطق الفطرة؟! واقع البرامج الدينية اعتبر المؤلف أن واقع الإعلام الفضائي ينبئ عن خلل ما في النظرة إلى البرامج الدينية، وبالتالي إلى حجم المعروض منها في القنوات الفضائية، وقد سجلت خبرته الإعلامية المعروف مجموعة ملاحظات شكلت في تسلسلها حقيقة مرة ينبغي الالتفات لها وكان أهمها: - لا توجد بين القنوات الفضائية أي قناة دينية إسلامية متخصصة. - لا تعير الغالبية من القنوات الفضائية العربية اهتماماً للبرامج الدينية. - تركز غالبية البرامج الدينية على المضمون الديني الصرف والذي يعتمد على المعلومة الدينية والتوجيه المباشر. - تعتمد معظم البرامج الدينية إلى تقديم مضمونها ومادتها في قوالب تقليدية . يغلب على معدي ومقدمي البرامج الدينية عدم الخبرة المهنية في قواعد وأساليب الإعداد التليفزيون وتقديم البرامج المرئية. الفضائيات وهموم المسلمين ركز المؤلف في نافذته هذه على الحاجات الكبرى للجاليات الإسلامية في الغرب في اتجاه الإعلام ويؤكد عبر نسب وإحصائيات قل أن تخلو منها معلومة من الكتاب على حقيقة أن الفضائيات العربية قد نجحت في الوصول إلى معظم بيوت الأقليات العربية والإسلامية؛ ولذلك فهو يدعو بالإضافة إلى زيادة جرعات الاهتمام بالبرامج والمواد التثقيفية والإعلامية الموجهة إلى المجتمعات الإسلامية في الغرب من القنوات الفضائية العربية إلى تحقيق مطلبين رئيسين: -إنشاء قناة فضائية عربية متخصصة في شؤون المجتمعات الإسلامية في الغرب. -تخصيص فترة أو مساحة زمنية معتبرة من البث الفضائي باللغة الإنجليزية لتسهم في تلبية احتياجات الملايين من المسلمين. ثم يؤكد على المسؤولية الجماعية في توفير البديل الإعلامي الإسلامي للجاليات المسلمة في الغرب ويختتم نافذته بمقولة مهمة يعلن فيها أن علينا جميعاً أن نقوم بأداء هذه المسؤولية الحضارية متضامنين تأسياً بالآية القرآنية الكريمة (وتعاونوا على البر والتقوى). الإعلام الفضائي وتغريب الثقافات تدلنا النظرة لواقع الإعلام الفضائي في المجتمعات العربية على أنه واقع بالغ الخطورة لأنه يرزح -إلى حد بعيد- تحت تأثير الانبهار بتلك الثقافة (المتعولمة) ذات الطابع التغريبي التي تبثها وسائل الإعلام الفضائي للجمهور العربي، سواء في داخل الوطن العربي أو في خارجه.. بعد مقولته التي طرحها دلل المؤلف على مظاهر عدة تشكل هذا الانبهار وترشد إليه وهي أن عولمة وسائل الإعلام أسهمت إسهامًا كبيراً في توسيع نطاق بث الإعلام الفضائي الأجنبي وإتاحة الفرصة له للوصول إلى المشاهدين العرب واستقطاب اهتمامهم ثم اتجاه غالبية القنوات الفضائية العربية نحو تقليد القنوات الأجنبية سواء في أشكالها وقوالبها أو في مضامينها وأساليب العرض فيها، وفضلاً عن ذلك فإن الإعلام الفضائي العربي لا يزال يعاني من علاقة التبعية للإعلام الغربي والتي تأسست باستيراد المعدات والأجهزة والبرامج والمواد التلفزيونية. ينتقل المؤلف بعد ذلك إلى توضيح لصورة ظلت غائبة أو مغيبة سنينًا عن أذهان المشاهد العربي وهو ( أن الإعلام الفضائي بوجهيه الأجنبي والعربي وفّر-للأسف- لذلك الاختراق الثقافي (التغريبي) فرصة ذهبية ليتحول من كونه مجرد حركة محدودة إلى كونه حركة واسعة الانتشار تتغلغل في أوساط الجماهير. أخلاقيات الإعلان المفقودة في القنوات الفضائية في آخر حلقات كتابه الثري يطرح الدكتور عبدالقادر طاش إشكالية تواجه الإعلان في القنوات الفضائية العربية وهو غياب الأخلاقيات المحددة لتوجهات هذا الإعلان وطرق توجيهه للمجتمع والوسائل المستخدمة لتوصيل رسالته الإعلانية والتي تغيب في كثير منه قيم مجتمعاتنا الإسلامية وجذوره الدينية الأصيلة التي توجه حياته بنور من الله، وهنا يقول طاش: إن بعض تلك الإعلانات التجارية تجاوزت حدود المعقول وتحولت إلى أدوات هدم اجتماعي والسبب في ذلك أن هذه الإعلانات لا تلتزم بأي ضوابط أخلاقية ولا تراعي القيم والتقاليد الواجب مراعاتها في المجتمعات ثم يعرج على مسار آخر يطرح فيه واقع أن هذه الشكوى التي يبعثها من خلال حرفه والتي يصرخ منها مجتمعنا ليست حكراً على المجتمعات المحافظة بل إن المجتمعات المتحررة نفسها والتي اخترعت تلك الإعلانات الفاضحة تعاني الآن من النتائج المدمرة لترك الحبل على الغارب وعدم الأخذ على أيدي المعلنين ووكالات صناعة الإعلان لكيلا يتجاوزوا حدودهم، ثم يطرح أحد أهم أسباب هذا الانحراف بقوله : إن السبب الأول في هذا الخلل عائد إلى أن السوق الإعلاني المحلي الإقليمي تسيطر عليه الوكالات والشركات الأجنبية ذات الطابع الدولي أو متعددة الجنسيات، ومن هنا نشأت ظاهرة الإعلان الدولي، ويقصد به الإعلان الموحد للشركات الكبرى التي تمتد أذرعتها إلى مختلف أنحاء العالم.. بعدها ساق مجموعة من النسب والأبحاث التي تدلل على تجاوزات خطيرة في العمق الإعلاني والذي اهتم بترويج سلعه من خلال تقديم المرأة في صورة مثيرة، والنظرة السيئة التي ينظر بها الجمهور نحو هذه الإعلانات التي تستهدف أخلاق المشاهدين دون اكتراث أو مبالاة. وفي نهاية كتابه القيم طرح طاش أهمية تشجيع مراكز البحوث والمؤسسات العلمية والاجتماعية، والاهتمام بدراسات الإعلان وبيان خطورته، وزيادة وعي المجتمع بآثاره السلبية، ثم اقترح لتجسيد هذا الاهتمام الاجتماعي بإعلان إنشاء جمعيات أو هيئات شعبية لحماية المستهلك والمجتمع معاً من أضرار الإعلانات، بحيث ترصد هذه المؤسسات والجمعيات ما يذاع وينشر ويبث من إعلانات، وقد شدد في ختام حرفه على أن أوان مثل هذه الجمعيات قد آن لتكشف لنا بعين فاحصة مساوئ الإعلانات التي تضر بالمجتمع. وكل ذلك حسب قراءة أنور العسيري نصا ودون تعليق في المصدر . المصدر : www.islamtoday.net - المرسل : جودت العامري
مــواضــيع ذات عــلاقــة :
◄الإعلام في فكر الإمام الشيرازي الراحل ◄أيهما أولى ... حرية الصحافة أم أمن الوطن !!؟ ◄دور وسائل الإعلام في تشكيل المجتمع ◄حرية الصحافة وقوانين اللجم... والممارسة! ◄الأعراف والتدريب والمنافسة عناصر أساسية في الصحافة الإخبارية المتوازنة ◄دور الصحافة الحرة في التأثير على الرأي العام ◄وقفة مع التأثير المتبادل: بين الرأي العام والصحافة ◄حيادية الاعلام واستقلاليته بين سلطة الدولة وسطوة التمويل ◄أثر الخطاب الإعلامي في القيم الاجتماعية
اسم الكتاب : الاتصال والإعلام العربي في عصرالعولمة المؤلف : راسم محمد الجمال عدد الصفحات : 241 الناشر : الدار المصرية اللبنانية - القاهرة - الطبعة الأولى (2006)
يكتسب الإعلام وعلوم الاتصال بصورة عامة أهمية متزايدة، في ظل تطورات عالمية ضاعفت من دورها، وأمدَّتها بروافد جديدة للفاعلية والتأثير. ومن ثم تزايدت الاجتهادات النظرية في التأصيل للمفاهيم ومراجعة المقولات والفروض والرؤى السابقة، على ضوء المستجدات التي يلاحق بعضها بعضاً في تسارع يشكل بذاته جزءاً من الظاهرة، ويدخل في نسيج دراستها وفهمها. وفي هذا الإطار يأتي كتاب "الاتصال والإعلام العربي في عصر العولمة"، لمؤلفه الدكتور راسم الجمال، الأستاذ بكلية الإعلام- جامعة القاهرة. يرى المؤلف أن النقل كان سمة للفكر العربي إبان ثمانينيات القرن الماضي فيما يتعلق بموضوع الحق في الاتصال، لكن التسعينيات شهدت تحولات إيجابية، تجلت في اتجاهين أساسيين : أولهما الانتقال من النقل إلى التأصيل والتجديد . والثاني تضمين التشريعات الوطنية في بعض الأقطار العربية هذا الحق. ويقدم المؤلف مفهوماً للحق في الاتصال، سبق أن أنجزه في دراسة سابقة له، باعتباره جزءاً من المساهمة العربية النظرية في القضية. فالحق في الاتصال، كما يراه المؤلف، حق لكل الأفراد والجماعات والدول، بغض النظر عن اللون أو العرق أو النوع أو المكانة أو مستوى الدخل أو المهنة أو السنّ. وهو بهذا الشكل يعد أسبق الحقوق الذهنية للفرد، وأساسها في الوقت نفسه، وهو ليس مقصوداً لذاته، ولكنه يستهدف توفير أسس ومتطلبات التفاعل السليم والمتناسق للفرد والمجتمع في سياق العملية الديمقراطية، ويستهدف قبل ذلك تنمية شخصية الفرد وإحساسه بذاته وبكرامته وبقدرته على الإنجاز والتمتع بجميع حقوق المواطنة على قدم المساواة، وعلى قاعدة الإنصاف مع غيره من أفراد المجتمع. وفي دراسته لـ "حق الاتصال في التشريعات الإعلامية العربية" يسجل المؤلف ملاحظتين أساسيتين : الأولى أن إسهامات جامعة الدول العربية في موضوع حقوق الإنسان عموماً، وموضوع الحق في الاتصال بطبيعة الحال، متواضعة إلى حد كبير. والملاحظة : الثانية أن مجلس وزراء الإعلام العرب قرر في أوائل التسعينيات تشكيل لجنة لدراسة تقرير المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم عن أوضاع الاتصال والإعلام في العالم العربي، في ضوء تطورات النظام العالمي الجديد. وبصورة عامة يلاحظ المختصون أن وزراء الإعلام العرب قد تبنوا الدعوة إلى تدعيم الحريات العامة والتفتح على الحضارات الإنسانية، لكنهم تفادوا في الوقت نفسه المصطلحات والمفاهيم المتعلقة بالحق في الاتصال وديمقراطية الإعلام. ويرصد الدكتور راسم الجمال ظهور مفهوم الحق في الاتصال في التشريعات الإعلامية في بعض الدول العربية، التي طورت تشريعاتها الإعلامية منذ بداية التسعينيات من القرن الماضي. وقد نصت على هذا الحق التشريعات في الجزائر واليمن ومصر وموريتانيا. ومع أن النص على هذا الحق لم يصاحبه نص على متطلبات ممارسته، أو ممارسته الفعلية، فإنه يبقى في ذاته خطوة للأمام، وتطوراً تشريعياً جديراً بالاعتبار. وفي مناقشته للعلاقة بين السلطة السياسية والصحافة يرى المؤلف أن حرية الصحافة كانت، ولم تزل، المساحة الحساسة في علاقة الطرفين، حيث يشعر كل طرف بأن الآخر يتربص به ويعتدي على حقوقه المكفولة له قانونياً وأخلاقياً. وتصل هذه العلاقة دائماً إلى حد التوتر والإحساس بسوء نية الطرف الآخر. ويشدد الدكتور راسم الجمال على أهمية فهم حرية الصحافة والإعلام في إطارهما المجتمعي والتاريخي، وهو ما يستدعي بدوره جدلاً بشأن أسبقية أي من الجانبين التاليين على الآخر: التطور المجتمعي وحرية الصحافة. بصيغة أخرى، هل يعتبر التطور الاقتصادي والاجتماعي متطلباً سابقاً لحرية الصحافة أم إن العكس هو الصحيح؟ ويميل المؤلف، وفقا لاقتباس يبدو مقنعاً له، إلى : أنه "من ضروب التمني تصوُّر صحافة حرة في مجتمع لم يكتمل نموه الاقتصادي والاجتماعي، وبالتالي لم يتحقق ظهور مؤسسات لتجسد في الواقع قوة طبقاته، وفعل حركتها، وامتلاكها لدرجة من التأثير المتوازن في عملية صنع القرار". وينتقد المؤلف الهيمنة الحكومية على الصحف، من خلال تعيين قياداتها وتوجيه إدارتها، غير أنه يلفت النظر إلى أن صحة الانتقادات لا تعكس بالضرورة فشلاً حتمياً للصحف التي تديرها الدولة، مؤكداً أن العلاقة بين الدولة والإعلام تستلزمها طبيعة التطور السياسي لبعض الدول العربية، وخاصة الدول الجديدة. ويتساءل المؤلف: منْ يحل محل الدولة، إذا انسحبت من مجال الإعلام، في خلق روح الانتماء والمواطنة في مجتمعات ما زال الولاء فيها للقبيلة والعشيرة ؟ ومنْ يمارس بدلاً عنها وظيفة الضبط الاجتماعي اللازم للتماسك الوطني؟ ومن يخلق الإحساس بالهوية الوطنية ؟ ويفرد المؤلف أحد فصول كتابه لدراسة : العلاقة بين حرية الصحافة والضبط الاجتماعي في العالم العربي. ويرى المؤلف- بداية- أن حرية الصحافة هي الأساس، وأن الضوابط أو القيود التي ترد عليها هي الاستثناء. وهذا هو المنطق الكامن في مفهوم حرية الصحافة وفلسفتها ذاتها، وفي القواعد الرسمية (الدساتير)، وغير الرسمية (حقوق الإنسان). ويُعرِّف الدكتور راسم الجمال : "الضبط" بأنه مجموع الضوابط والإجراءات التي تتخذها الدول لحماية المجتمع في ذاته في مواجهة أي مفاهيم أو إجراءات أو فلسفات تهدده داخلياً أو خارجياً. وبالتالي فإن هذا الضبط هو ضبط سياسي واجتماعي وثقافي وأخلاقي في آن، وتتولاه إلى جانب السلطة السياسية المؤسسات التربوية والثقافية والقانونية والدينية. والضبط طبقاً لهذا المفهوم حق للدولة وللنظم السياسية الوطنية، وتمارسه الدول في كل أنحاء العالم. ويعد حق الدولة في ضبط المعلومات المنسابة منها وإليها، والتي تمر بإقليمها حقاً مشروعاً دولياً. وقد أقرت وثائق هلسنكي الموقعة في ختام مؤتمر الأمن والتعاون الأوروبي عام 1975 هذا الحق. ويفرق المؤلف بين الضبط والسيطرة، التي يعرفها بأنها مجموعة الإجراءات التي تتخذها الدولة أو السلطة لإحكام سيطرتها على نظم الاتصال الوطنية داخلياً، والتحكم في مدخلات تشغيلها وفي تفاعلات نظمها الفرعية وفي مخرجاتها تحقيقاً لأهداف الدولة ومصالحها، أو مصالح الصفوة الحاكمة. ووفقاً للاتفاقيات الدولية فإن الدولة تمتلك حق السيطرة في "أوقات الطوارئ العامة التي تهدد حياة الأمة". غير أن التشريع يشدد على ألا يكون هناك أي افتئات على حرية الفكر والضمير والدين، ويشترط الإعلان عن حالة الطوارئ بطريقة رسمية، وعدم التمييز بين رعايا الدولة في هذه الحالة. ويهتم المؤلف بدراسة أساليب الضبط وأساليب السيطرة التي تتبعها الدول العربية، وتصنيفها وتحليلها، وخصوصية التشريعات والقوانين المنظمة في كل دولة على حدة. ويرى الدكتور الجمَّال أن مناقشة مفاهيم إجراءات الضبط والسيطرة لا ينبغي أن تتضمن افتراض أن السلطة شريرة، أو أنها خاطئة لا تراعي الصالح العام، أو أنها ضد التطور الاجتماعي والسياسي والثقافي. ويدعو إلى مقاربة القضية من جانب تأثيراتها السلبية على حرية الصحافة والصحفيين، وعلى حق الفرد والمجتمع في الاتصال، وحق الفرد في المعرفة، وحقه في مناقشة إجراءات الضبط والسيطرة، خاصة تلك الإجراءات غير المنصوص عليها في قوانين الصحافة أو الإعلام، والتي تلعب فيها الأجهزة الأمنية دوراً مهماً. يشير المؤلف إلى أن الأقطار العربية تختلف فيما بينها في أسلوب وضع السياسات الاتصالية، فقد لا توجد سياسة اتصالية مكتوبة، ومن ثم لا توجد أجهزة معنية بصياغتها، ويُترك الأمر برمته للتشريعات والقوانين المختصة التي تحكم العملية الاتصالية والإعلامية بجوانبها المختلفة في إطار التوجهات العامة للنظام الاتصالي. وتكمن صعوبة دراسة التشريعات في عدم تجميعها في قانون واحد، وتعرُّضها للتعديل المستمر، وكثرة الأحكام القضائية المتصلة بها، تلك التي تعتبر مكملة للصورة التشريعية القائمة في كل دولة، بالإضافة إلى أن هذه التشريعات كثيراً ما تتضمن عبارات تختلف دلالاتها من دولة عربية إلى أخرى. على أن الصعوبة، كما يوضح الدكتور الجمَّال، تكمن في عدم الالتزام في أحوال كثيرة بهذه التشريعات، التي تعبر غالبا عن إرادة قيادة النظام، وتتضمن بنوداً مبهمة ذات تفسيرات عديدة، أو يتناقض بعضها مع بعض، أو لا تناسب أوضاعاً أو حالات معينة، مما يُعسِّر محاولات تفسيرها على نحو ثابت، أو محاولات استقراء التطورات الاتصالية المستقبلية على ضوئها، خاصة عندما يُعهد بتطبيق بعض بنود هذه التشريعات إلى جهات غير قضائية، تعالج كل حالة بمعزل عن السياق العام للمجتمع، أو طبقا للتعليمات الصادرة من أعلى، حتى لو أدى ذلك إلى الإخلال بروح النصوص القانونية ذاتها. يتعرض الكتاب في باقي مباحثه بروح علمية لكثير من القضايا الاتصالية الرئيسية، مثل أوضاع وسائل الإعلام الجماهيرية العربية في عصر العولمة، ومضامين الإعلام العربي، حسب عدد من الفئات التي يتوجه إليها خطابه : الطفل والمرأة والشباب، والقيم التي ينطوي عليها هذا الخطاب. كذلك يدرس المؤلف تأثيرات ثورة الاتصال على المجتمعات العربية، محدداً الفرص الضائعة على العرب في مجتمع المعلومات الذي يفرض على العالم التفاعل معه، ويحمل في طياته إمكانية الاستفادة منه في دعم التنمية والتطور. وكل ذلك بحسب المصدر نصا ودون تعليق . المصدر : http://www.ecssr.ac.ae
مــواضــيع ذات عــلاقــة
◄الإعلام في فكر الإمام الشيرازي الراحل ◄أيهما أولى ... حرية الصحافة أم أمن الوطن !!؟ ◄دور وسائل الإعلام في تشكيل المجتمع ◄حرية الصحافة وقوانين اللجم... والممارسة! ◄الأعراف والتدريب والمنافسة عناصر أساسية في الصحافة الإخبارية المتوازنة ◄دور الصحافة الحرة في التأثير على الرأي العام ◄وقفة مع التأثير المتبادل: بين الرأي العام والصحافة ◄حيادية الاعلام واستقلاليته بين سلطة الدولة وسطوة التمويل ◄أثر الخطاب الإعلامي في القيم الاجتماعية
قرأت مقالة بعنوان أسطورة الواجبات المنزلية تناقش مدى فائدة الواجبات المنزلية، وفي المقالة تتحدث الكاتبة عن كتابين حول الواجبات المنزلية، الكتابين يصلان إلى نتيجة واحدة : الواجبات المنزلية تجعل الطلبة يكرهون التعلم وتذكر الكاتبة بضعة أفكار أخرى : الواجبات لا تزيد من فعالية التعلم ولا تجعل الطلاب أكثر مهارة أو ذكاء. الكثير من الواجبات تأتي بنتيجة عكسية، علامات أقل. الأساتذة في دول متقدمة مثل اليابان والدانمارك يعطون واجبات أقل ويحصل الطلبة على علامات أعلى، بينما في دول أخرى مثل اليونان وإيران وتايلاند يعطي الأساتذة واجبات أكثر مع ذلك لا يحقق الطلبة علامات عالية. السلبية الأكبر من ازدياد الواجبات هو تدمير رغبة الطلبة في التعلم وتدمير الفضول للمزيد من المعرفة والعلم. علينا أن نعيد النظر في المسلمات التي اعتدناها في تعليمنا : هل يجب أن تكون هناك واجبات؟ كتب مدرسية؟ طابور صباحي؟ هل يجب أن يجلس الطلبة في فصل واحد طوال الوقت؟ لماذا؟ للأسف الكثير مما نراه ونمارسه في التعليم لا نفكر فيه جيداً ولا نفكر في فائدته والحكمة منه، الكثير من هذه الممارسات مضى عليها وقت طويل وربما لم نعد نتذكر لماذا نفعل هذا الشيء أو ذاك. في أيام الدراسة لم أكن في الغالب أنجز أي واجبات، لأنني لم أرى لها أي فائدة، وفي الجامعة التي لم أكملها كنت أقضي كل يومي في المذاكرة والواجبات، كل يوم ولمدة ستة أيام في الأسبوع من الصباح وحتى المساء، منذ أن أقوم من فراشي وحتى أعود له . هل هذا أمر طبيعي؟ لم يعد لدي وقت لأفعل أي شيء آخر، كذلك حال طلبة المدارس الذين يقضون ساعات في المنزل لحل الواجبات ومراجعة الدروس، متى سيكون لديهم وقت لكي يقوموا بأشياء أخرى؟ المصدر : http://www.serdal.com
الآثار الصحية والنفسية الناتجة عن الضوضاء لا توجد هناك وسيلة دقيقة لتعيين نوع العلاقة بين الضوضاء والآثار الناتجة عن ذلك لأن هذه الآثار تختلف من شخص لآخر وهي تعتمد على عدة عوامل منها طول فترة التعرض للضوضاء : ويتناسب التأثير وشدة الخطورة طردياً مع فترة التعرض . أ. شدة الصوت ودرجته : والعلاقة طردية أيضاً . ب. حدة الصوت : الأصوات الحادة أكثر تأثيراً من الغليظة . ج.المسافة من مصدر الصوت : كلما قلت المسافة زاد التأثير . د. فجائية الصوت : فالصوت المفاجئ أكثر تأثيراُ من الضجة المستمرة . هـ. نوع العمل الذي يزاوله الإنسان أثناء تعرضه للضوضاء مثل الأعمال التي تحتاج لتركيز شديد غير الأعمال العادية . أنواع الآثار : 1. التأثير النفسي : يؤدي ارتفاع الصوت عن المعدل الطبيعي إلى نقص النشاط الحيوي والإثارة والقلق وعدم الارتياح الداخلي والارتباك وعدم الانسجام فالتعرض للضوضاء لمدة ثانية واحدة يقلل من التركيز لمدة (30) ثانية .. وتبين التجارب أن طلبة المدارس الذين يتعرضون لضجيج شدته 50 إلى 60 ديسيبل ظهور التعب من خلال شعورهم بطول وقت الدراسة كما يستهلكون وقتاً أطول في حل التمارين الرياضية في حين لا تظهر ذلك في الأجواء الهادئة (30-37 ديسيبل ) كما للضجيج أثر من النمو الفكري للأطفال . 2.التأثير العصبي : تصل الضوضاء عبر الألياف العصبية إلى الخلايا العصبية المركزية في المخ فتهيجها وينعكس ذلك على أعضاء الجسم كالقلب فالضوضاء ولو كانت درجته ضعيفة يسبب انقباض في الأوعية الدموية فبعد 3ثوانٍ بالضبط من ابتداء ضوضاء درجتها (87 ديسيبل ) تنكمش الشرايين الصغيرة فينقص حجم الدماء داخلها وعندما تتوقف الضوضاء تحتاج الأوعية الصغيرة إلى ( 5دقائق ) كي تعود سيرتها الأولى .. 3) التأثير على السمع : لاشك أن حاسة السمع هي المناطة بالتأثير المباشر للضجيج وتبدأ الشكوى من قسوة الصوت عند وصول شدته لأعلى (50) ديسيبل .. ويحدث النقص في السمع عند (80 ديسيبل) أو أعلى ..فيبدأ بالطنين في الأذن ثم صداع دائم وانخفاض في سماع الأصوات المتوسطة .. وهذه الضوضاء سبب لأكثر الحوادث في المصانع لأن العامل لا يسمع تحذير زملائه عند وقوع الخطر .. وقد يتوسع الضرر إلى الصم الكامل نتيجة التعرض لصوت مفاجئ كانفجار القنابل حيث تنشق طلبه الأذن .. 4) التأثير على الدورة الدموية : التقلصات في الشعيرات الدموية هو رد فعلي طبيعي للضوضاء العالية ويؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم في المناطق السكانية الصاخبة بنسبة 27% مقابل 2.1% الأماكن الهادئة . 5) التأثير على إنتاج العاملين وحسن الأداء: تنقص الكفاءة أثناء الضجيج ويزداد الخطأ والقصور ونرى في الأرقام التالية لمجموعة عمل تم إنقاص الضوضاء لديهم: أ. قلت الأخطاء الشخصية بمعدل 29%. ب. قلت نسبة الإقطاع عن العمل بمعدل 47%. ج. زادت نسبة الإنتاج بمعدل 9%. وفي دراسة في إحدى المدارس الفرنسية يمر بقربها أحد الطرق السريعة يتعرضون لضوضاء مستمرة تصل لأكثر من (70 ديسيبل ) تكثر أخطاؤهم الإملائية عند ترك النوافذ مفتوحة وتقل عند إغلاقها ! المصدر : http://www.alshamsi.net - من إعداد : المهندس عبدالحفيظ أحمد العمري – المرسل : رضا تقي
القسم الثالث البـدايـة : 51- اختر لطفلك قدوة قدر استطاعتك لأن ذلك سوف يعظم ِّ القيم الروحية لدية على مدى عمره. 52- لا تجعل المقارنة الدائمة بين طفلك والأطفال الآخرين عادتك المفضلة. 53- علَّم طفلك الفرق بين التعبيرين " أنا أولا ً " و " هذا دوري " . 54- تقبَّل طفلك كما هو. 55- ادّخر شيئا ً مهما ًمن كل عام من عمر طفلك . 56- دع أجداد الأطفال يدللونهم ، فهذا هو عملهم. 57- حاول أن تداوم على جلسة الشاي العائلية يوميا ً خاصة عندما يكون أبناؤك صغارا ً . 58- تجنب عبارة " افعل هذا و إلا ...." كلما أمكنك ذلك . 59- استمتع بالذهاب إلى مدينة الألعاب مع طفلك . 60- حاول اقتناء بعض الكتب المحببة واقرأها لأطفالك . 61- اسمح لا بنك أن يحمل أخاه الرضيع . 62- إذا ارتكب ابنك خطأ ما ، فلا تشعره بأنه شخص سيء . 63- لا تدع الفرصة لابنك أن يكون " طاغية " فى المنزل ؛ لأن ذلك شيء غير عادل لكل أفراد الأسرة بما فيهم الطفل نفسه . 64- استمع إلى تغريد الطيور فى ساعة الغروب مع طفلك . 65- دع طفلك يشاهد الطيورالصغيرة والحيوانات الوليدة . 66- اجعل أول شيء و آخر شيء يتلقاه طفلك منك صباحا ً هو الحب . 67- اختر الحضانة التى سيلتحق بها ابنك بعناية مثلما تختار سيارتك الجديدة . 68- شارك أبناءك الضحك والبكاء . 69- لا تقدس طرق التربية التى يتبعها الآخرون فى تربية أبنائك . 70- لا تهمل التقاط الصور أوالحفاظ على الكتب الخاصة بابنك الثاني أو الثالث لأن ذلك يعطى انطباعا ً بأن طفلك الأول هو الأكثر أهمية . 71- تفاخر بأبنائك أكثر من لومهم . 72- لا تشعر أبدا ً بالارتباك مع ابنك أثناء قولك " أنا أحبك " . 73- وضح لأبنائك أن بعض السلوكيات مرفوضة دائما ً ، لكن الشخص الذى يقوم بها ليس كذلك . 74- داوم على عادة رمى الحصى فى الماء مع ابنك . 75- إذا نجح ابنك فى عمل شئ ما ، احتف به . المصدر: بتصرف من كتاب : 501 طريقة لتعزيز ثقة الطفل بنفسه- روبرت د.رامسي- ص51-37
مـواضـيـع ذات علاقــة : 501 ◄طريقة لتعزيز ثقة الطفل بنفسه- القسم الأول ◄501 طريقة لتعزيز ثقة الطفل بنفسه - القسم الثاني ◄كيف نعلّم الصدق لأطفال ما قبل المدرسة؟
36طريقة تجعـل أطفالنا يقرؤون القراءة أعظم ثروة يمكن أن يمتلكها الإنسان، وفي هذا المعنى قال أحد الشعراء الإنجليز: « قد تكون عندك ثروة ضخمة لا تساويها ثروة أخرى، تملأ بها الكثير من الخزائن، ولكنك لن تكون أبدًا أغنى مني فقد كانت لي أم اعتادت أن تقرأ لي». أشارت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) إلى أن متوسط القراءة في العالم العربي 6 دقائق في السنة للفرد!! ولن نبحث في هذه الدراسة الأسباب التي أدت إلى ذلك، فسوف نفندها في دراسة أخرى، وما يعنينا هنا هو أن السبب الرئيس في تدني قيمة القراءة عندنا هو عدم تحبيب وتدريب الإنسان العربي منذ صغره على القراءة. لماذا تقرأ لطفلك ؟ اقرأ لطفلك لتعوده القراءة منذ الصغر، فمن لم يقرأ له في الصغر، فلن يقرأ لنفسه في الكبر. ولنا في التاريخ نماذج عديدة من اهتمام الكبار بالقراءة لأبنائهم، ففي حضارتنا الإسلامية النصيب الوافر من هذا الاهتمام، فهؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يروون لأطفالهم سيرة الرسول ، كما كانوا يعلمونهم السورة من القرآن، وفي عصرنا الحديث سل العلماء والمفكرين عن تأثير قراءات آبائهم عليهم، فستجد إجاباتهم أن ما توصلنا إليه إنما الفضل فيه يعود بعد الله عز وجل إلى قراءات وتشجيع الوالدين لهم، فهذا هو الدكتور زغلول النجار والدكتور أحمد زويل ويوسف السباعي، وغيرهم الكثير والكثير كلهم أكدوا تمتعهم بحكايات الوالدين، وسردهم الحكايات والسيرة النبوية لهم، ومن ثم شبوا على حب العلم والثقافة والتفوق. اقرأ لطفلك لتحقق له المتعة، وتكسبه بعض المعارف والخبرات المختلفة، ولتفتح معه الحوار فهناك الكثير من الأمور تريد أن تحدّث طفلك فيها، ولكنك لا تجد مفتاحًا لبدء الحديث، لذلك فقراءة قصة أو موقف من السيرة يمكن أن يكون وسيلة لفتح الحوار في الموضوع الذي تريد التحدث مع طفلك فيه، ولنقل القيمة التي تريد أن تعوده إياها. اقرأ لطفلك لتعرف وتكتشف إمكاناته وطموحاته، ومن ثم توجهه نحو الأسلوب الأمثل لتنمية هذه المواهب والإمكانات، وفي الوقت نفسه تتجنب الوقوع في مشكلة التوجيه الخاطئ، حتى لا تكون العاقبة على غير ما تريد. اقرأ لطفلك لأن القراءة وسيلة هامة للحصول على المعرفة والاستزادة من الثقافة، ومن ثم زيادة الوعي والفهم عند طفلك. تساعد طفلك على التفوق الدراسي، فهي تساعده على سرعة الفهم، ومن ثم تحصيل دروسه بسرعة كبيرة، وجهد أقل، ووقت أقصر، كما أكدت العديد من الدراسات. اقرأ لطفلك لأن القراءة تساعده على مواجهة المشكلات التي قد يتعرض لها، حيث يستطيع التعبير عنها بطريقة سليمة، وفي الوقت نفسه يستطيع الاستفادة من خبراته المختلفة التي كونها من خلال القراءة، ومن ثم ينجح في التوصل إلى الحل الأمثل لها. كما يجعله يصدر أحكامًا موضوعية في الأمور المختلفة، وتكون هذه الأحكام بناء على فهم واقتناع جذل للموضوعات. أي القصص تقرأ لطفلك ؟ بداية يجب أن تعلم حقيقة أساسية، ألا وهي أن كل ما تقرؤه لطفلك سوف يتأثر به، وسوف يكون عاملاً هامًا في تحبيبه بالقراءة، أو النفور منها، ولذلك يجب أن تحرص كل الحرص وأنت تقرأ لطفلك، فالاختيار السليم لمادة القراءة المعول الأساس لنجاح الهدف والمقصد من القراءة، وطفلك في هذه المرحلة ـ من 3 سنوات إلى 7 سنوات ـ يحب القصص، وهي أكثر المواد مناسبة له، وليست أي قصة تتناسب معه، ولذلك يجب مراعاة ما يلي عند اختيار قصة لطفلك: * اختر لطفلك القصة التي تدور حول ما يعرفه من حيوانات وطيور ونباتات، وكذلك الشخصيات المألوفة لديه كالأب والأم والإخوة والأصدقاء، أي لا تأت له بالغريب من الأشياء لتحدثه عنها. * اختر لطفلك القصة التي يمتزج فيها الخيال بالواقع الذي يحياه، فالعصفورة ـ على سبيل المثال ـ عنصر من عناصر الواقع الذي يحسه طفلك، ولكن كلامها وحديثها معه غير واقعية، ومع ذلك فهي من الأمور المقبولة لديه، لأنها تشبع رغبته في التخيل، حيث لا يبتعد هذا التخيل عن الحقائق البيئية التي تحيط به. * اختر لطفلك القصة القصيرة، قليلة الأحداث والأشخاص، حتى يمكنه أن يتابعها، ويتأثر بها دون ملل أو إجهاد وتشتت ذهني وفكري. * اختر لطفلك القصة ذات الصور الجذابة التي تجذبه إليها، ولذلك يجب أن تكون كبيرة الحجم، واضحة الألوان، معبرة عن أحداث وشخصيات القصة. * اختر لطفلك القصة وثيقة الصلة بالحاضر الذي يعيش فيه، فلا تجره إلى الماضي الذي لا يهتم به، أو المستقبل الذي يجهله. فعلى سبيل المثال، في إحدى القصص ذكرت آلة الري الطنبور، فإذا نظر الطفل إلى صورتها فلن يعرفها، وإذا ذكرنا له اسمها استعجمها واستصعبها، لذلك كن واعيًا وأنت تختار كتبًا وقصصًا لطفلك. * اختر لطفلك القصة ذات الأسلوب السهل السائغ الذي يفهمه طفلك بغير مشقة أو عناء، وفي الوقت نفسه تتوافر بها عوامل الإثارة والتشويق، كالجدة والطرفة والخيال والحركة. * اختر لطفلك القصة التي تبتعد عن إثارة فزع وقلق طفلك، فلا تختر له قصص العفاريت كأم الغولة، وأبو رجل مسلوخة، وأشباح نصف الليل حتى لا تقع في مشكلات القلق وتطبع طفلك على الخوف والجبن منذ الصغر. * اختر لطفلك القصة التي تبتعد عن تناول القيم الأخلاقية السيئة، كالتي يظهر فيها أحد الأشخاص يدخن أو يكذب، أو يذكر ألفاظًا بذيئة، فكما قلت ـ آنفًا ـ فطفلك يتأثر بكل شيء. فعلى سبيل المثال في إحدى القصص يظهر جحا (الشخصية الفكاهية المحببة للأطفال) وهو يستحم ويغني في الحمام، ويعتقد أن صوته حسنًا، ويسعى للعمل مطربًا، فهذه القصة تتنافى مع الآداب الإسلامية . * لا تركز على نوعية واحدة من القصص لطفلك، بل اهتم بتنويع موضوعات القصص، فهناك القصص الدينية والخيالية والاجتماعية والتاريخية والفنية والعلمية المبسطة إلى غير ذلك من أنواع القصص التي يمكن اختيار المناسب منها. * لا تنخدع بما يعلنه بعض الناشرين عن أن كتب وقصص سلسلة كذا مناسبة لأطفال ما قبل المدرسة أو الفترة السنية كذا، بل كن ناقدًا لها قبل أن تقدمها لطفلك، فإن لم تستطع الحكم عليها فقم بمناقشتها مع أحد أصدقائك أو من تتوسم فيه الصلاح والمعرفة. * حاول أن تجعل طفلك يشاركك في اختيار قصته، فمثلاً ضع أمامه مجموعة من القصص، واجعله يختار إحداها واقرأها له، وبذلك تستطيع معرفة ميول طفلك واتجاهاته لتعمل على تنميتها. متى وأين تقرأ لطفلك؟ اقرأ لطفلك بعيدًا عن المشتتات المغرية له، فمثلاً لا تجلس أمام شاشة التلفاز وتروي لطفلك إحدى القصص، فهو لن يلتفت إليك، بل ستجذبه الصور المختلفة بالتلفاز، وتجعله ينتظر فراغك من القصة، حتى يتفرغ لمشاهدة ما يحب. اقرأ لطفلك وهو شبعان لا يشعر بالجوع، فإذا كان طفلك منتظرًا للطعام، فإنه لن يلتفت إلى ما تقول، حتى ولو كان أسلوبك جذابًا وممتعًا، بل سيفكر في الطعام أكثر من الاستمتاع بالقصة. اقرأ لطفلك في الوقت الذي لا يشعر فيه طفلك بالإرهاق، فهو إن كان متعبًا فلن تكون للقراءة ثمرة. كن مراعيًا بأن وقت القراءة لا يحرمه من ممتع آخر يريد أن يشارك فيه، فهو يعلم أن قصتك يمكن تأجيلها، أما هذا الممتع فقد ينتهي وقته، ولا يستطيع الاستمتاع به مرة أخرى. فعلى سبيل المثال إذا كنت في إحدى المتنزهات ووجدته منسجمًا مع أقرانه فلا تأخذه منهم كي تقص عليه قصة أيًا كان مستواها، وبالمثل إذا كان طفلك يشاهد برامج الأطفال بالتلفاز أو يمارس نشاطًا معينًا كالرياضة أو ألعاب الحاسوب. اقرأ لطفلك وأنت تشعر بالارتياح وعدم الإرهاق حتى تستطيع تقديم ما يمتعه بصورة مناسبة وممتعة، وإياك إياك أن تغضب طفلك، وتقول له إنك مرهق ولن تقرأ له، بل حقق له ذلك بوساطة أحد أفراد الأسرة، فإن لم تجد فاعتذر له بطريقة شيقة، وشوقه إلى قصة ستقدمها له في وقت آخر حدده، ترى أنها ستجذبه وتحقق له الابتهاج والسعادة، وإياك أن تنسى هذا الموعد، أو تقدم له قصة سيئة. اقرأ لطفلك في أية صورة، جالسًا أو قائمًا أو نائمًا، فالمهم أن تقرأ له بطريقة ممتعة وسليمة، فإذا نجحت في ذلك فستجد طفلك حريصًا كل الحرص على وقت سماع القصة. وحتى تقدم لطفلك القصة بطريقة سليمة تابع معي النقطة التالية. كيف تقرأ لطفلك؟ تروي الكاتبة كاترين باترسون أنها قابلت طفلاً فسألها : كيف أقرأ كل كتب العالم؟ وعندما بحثت عن السبب الذي جعل هذا الطفل يسألها هذا السؤال، وجدت أن معلمة هذا الطفل تقدم له القصص بطريقة مشوقة جدًا، ما جعله يحب القراءة، وهو في سنواته الأولى من عمره، ويريد أن يقرأ كل كتب العالم. ولذلك أدعو من أراد أن يقرأ على أطفاله من الآباء والمربين أن يتعرف على الطرق السليمة للقراءة الموجهة للأطفال وهي: * قبل أن تقرأ لطفلك اقرأ أنت القصة حتى تتعرف على ماهيتها، وحتى لا تقابلك ـ في أثناء تقديمها لطفلك ـ كلمات صعبة لا تستطيع أن تعبر عن معناها له. ولذلك يفضل تعاون الوالدين في تحضير ومناقشة القصة قبل تقديمها للطفل، على أن يقدمها للطفل أفضلهما أسلوبًا. * حاول إحضار أية أدوات أو أشياء من المنزل ذكرت في القصة، من أجل ربط القصة بالواقع. * ابدأ القصة بحوار مع طفلك، واجعله يستنبط المعلومات المختلفة بنفسه، فعلى سبيل المثال اسأله عن صورة الغلاف، فيقول ـ مثلاً ـ عصفورة، ثم اسأله عن المكان الذي تقف عليه ولونه وعدد العصافير وكيف تطير؟... إلى غير ذلك من أسئلة تستوحيها من غلاف القصة، ثم أتبع ذلك بقولك: هيا نتعرف على قصة (العصفورة)، كما يمكنك أن تذكر الحدث الذي في القصة وتتركه يستكمل آخره، كأن تقولوطار العصفور حتى وصل إلى...) فيرد طفلك: إلى العش، وبذلك تجعله منسجمًا مع القصة، ولا يمل منها، أو يشرد بعيدًا عنك. * انفعل بحوادث القصة، وتقمص شخصياتها عند الإلقاء، فعلى سبيل المثال تغيرات الوجه ونبرات الصوت اجعلها تعبر عن مواقف الفرح أو الحزن، وكذلك أحداث القوة والشجاعة والتعاون تظهرها إشارات اليد. وقد تقوم واقفًا، أو تجلس لتعبر عن أحداث القصة، كما يمكنك تقليد أصوات الحيوانات والطيور والآلات لتعريف طفلك بها. ومن الأفضل أن تجعله يقلدها بعدك، أي لا تكن مجرد سارد لأحداث القصة. * استخدم عند تقديم القصة لطفلك لغة مناسبة، لا هي بالعربية الفصحى التي لا يستطيع فهمها، ولا هي بالمبتذلة الدارجة، فلغتنا العربية يسر لا عسر، وبها الكثير من الألفاظ البسيطة التي يمكن أن نعبر بها عن أي شيء بسهولة، أما إذا صادفك موقف ولا تستطيع أن تعبر عنه بالعربية الفصحى، فيمكنك عندئذ أن تذكره باللغة العامية حتى لا يستعجم طفلك ما تقوله، واعلم أنك لا تقدم له درسًا في القراءة، بل تقدم له قصة ليستمتع بالقراءة. * لا تكثر من تكرار بعض الكلمات أمام طفلك حتى لا تؤخذ لازمة ( لزمة) عليك. * لا تقدم الهدف أو الموعظة من القصة بصورة مباشرة، بل اسرد القصة كاملة، ثم ناقشه فيها، واستخرج معه ما ينفعه من مواعظ وقيم. * اطلب من طفلك إعادة رواية القصة، وشجعه على ذلك بتقديم الهدايا التي يحبها، واعلم أن الشيء القليل يسعد الطفل. كيف تحبب القراءة لطفلك؟ حتى تجعل طفلك محبًا للقراءة، كن أنت محبًا لها، أو بصورة أخرى كن أنت قارئًا أمام طفلك، فأنت بالنسبة له القدوة والمثل، فأمسك بالكتاب أمامه واجعله يراك تقرأ، ويا حبذا لو رأى طفلك الأسرة كلها تخصص وقتًا للقراءة معًا، فهذا الأمر سيجعله أكثر حبًا لها، وسوف يزداد حبًا لها إذا وجدك تمدح القراءة، وتبين أنك استفدت منها الكثير والكثير، أما إذا كنت كارهًا للقراءة، وغير مقبل عليها، فكيف يمكنك أن تطلب منه شيئًا لا تفعله أنت، ففاقد الشيء لا يعطيه أبدًا. * أحسن اختيار قصة طفلك، وأحسن تحضيرها له، وقدمها له بأسلوب مشوق جذاب، واجعل من وقت رواية القصة وقتًا مقدسًا عندك، فلا تنشغل بشيء آخر عنه، حتى يشب طفلك على حب القراءة، وعدم الانشغال عنها بشيء آخر مهما كانت درجته. * قدم لطفلك القصة والمعلومة في المناسبات المختلفة، فيذكر الأستاذ الدكتور زغلول النجار أن والده كان يقدم له ولإخوته في صغرهم ـ في أثناء الطعام ـ السيرة النبوية والكثير من القصص والمواقف الأخلاقية، ما جعلهم ينتظرون وقت الطعام ليستمتعوا بأسلوب والدهم الجذاب، والمعلومات القيمة. * اقرأ لطفلك منذ صغره، ولا تنتظر عندما يدخل الحضانة أو يتعلم القراءة، فهناك الحكايات التي يمكنك قصها عليه منذ الثالثة من عمره، ويقوم هو بروايتها بعدك عن طريق الصور. ومن المعروف أن التقدم في مهارات القراءة مرتبط بالمواظبة عليها، وبما أن صغار الأطفال لا يستطيعون القيام بذلك بمفردهم فإنهم يعتمدون على الاستماع إلى ما يقرؤه لهم الكبار، بل إن كثيرًا من الدراسات التربوية الأخيرة تؤكد أنه من الضروري أن يستمر الوالدان في القراءة لأبنائهما حتى سن الرابعة عشرة، لأن متعة الاستماع إلى الكتاب المقروء تلازم الإنسان معظم سنوات حياته، لذلك نرى الآن كتبًا مسجلة على أقراص الحاسوب يستمع إليها الكثيرون في أثناء قيادتهم لسياراتهم، ولقد ذكرت ـ أنفًا ـ كيف كانت فرحة الشاعر الإنجليزي بحكايات أمه وقراءتها له، وكيف أنه جعلها أغلى من ثروات الذهب والجواهر. * اربط القصة التي تقرؤها لطفلك بالواقع الذي يعيشه، فمثلاً إذا فعل شيئًا مشابهًا لإحدى القصص أو مواقف السيرة والصحابة فاربطه به وذكره فإنه يفعل مثل فلان، فإذا كان الموقف جيدًا زدته حسنًا، وإذا كان سيئًا فستذكره بنهاية أو عقوبة الشخصية التي فعل مثلها. * اصطحب طفلك إلى مكتبات الأطفال التي تقدم خدمات جذابة للطفل، خصوصًا في أثناء مهرجانات القراءة، ويا حبذا لو كانت هذه المكتبات بها ركن للأطفال، فتقرأ أنت ويقرأ طفلك، ومن ثم تحقق له متعة الذهاب للمكتبة، ورؤيته لقدوته وهو يقرأ. * احرص على تنويع طرق تقديم القصة، فبدلاً من الاقتصار على سرد القصة، يمكن مشاهدتها على صورة فيلم أو تمثيلها مع إخوته أو أقاربه، كما يمكن قيام طفلك بإعادة قص القصة، وكذلك قيامه برسم وتلوين صور القصة. المصدر : بتصرف من http://saaid.net : من مجلة المعرفة .
مـواضـيـع ذات علاقــة :
◄501 طريقة لتعزيز ثقة الطفل بنفسه- القسم الأول ◄501 طريقة لتعزيز ثقة الطفل بنفسه - القسم الثاني ◄كيف نعلّم الصدق لأطفال ما قبل المدرسة؟
نـــزار حيدر
هل أن الحرب على العراق، والتي أسقطت النظام الشمولي المباد، قللت من خطر الارهاب، أم أنها غذته بأدوات الديمومة وأسباب التوسع، لسبب أو لآخر؟. لقد بات هذا السؤال يدور في خلد الساسة وأروقة أجهزة المخابرات، وفي كل مكان، فلقد حل السؤال محل السؤال السابق (هل حققت الحرب أهدافها، المعلنة على الأقل؟). يكفي السؤال الجديد جوابا بالنفي على السؤال القديم، اذ أنه دليل قاطع على أن الحرب، التي أريد لها أن تكون سببا لاسقاط الديكتاتورية واقامة النظام الديمقراطي، ليس في العراق فحسب، وانما في كل منطقة الشرق الاوسط، حسببما ادعاه مشرعو الحرب الأميركيون، اذا بهم يكتشفوا بأنها تحولت الى سبب مباشر لتغذية الارهاب. كل تقارير أجهزة المخابرات والاستخبارات العسكرية الأميركية، تقول وتؤكد بأن تلك الحرب غذت الارهاب، وكانت، ولا تزال، سببا لتفريخ مجموعات ارهابية جديدة، ليس في العراق فقط، وانما في الاتجاهات الأربعة من الكرة الارضية كذلك. كما أن العقلاء والمنصفين، كذلك، يؤكدون هذه الحقيقة، ولا ينفونها. ولكنني هنا سوف لن أعتمد هذه التقارير لاثبات صحة هذه الحقيقة، حتى لا أتهم بالانحياز الى الديمقراطيين في حملاتهم الانتخابية، التي ينشغل بها الرأي العام الأميركي هذه الايام، وهم يستعدون لخوض الانتخابات التشريعية ضد غريمهم اللدود، الحزب الجمهوري الحاكم، في نوفمبر القادم. وانما سأسرد الأدلة التالية التي اعتقد بأنها عقلية ومنطقية، تشير كذلك، الى أن هذه الحرب غذت بالفعل جماعات العنف والارهاب، خاصة في العراق، وللأسباب التالية؛ أولا؛ كما هو معروف فان مجموعات العنف والارهاب تعتاش على أخطاء الآخرين التي تسعى لتوظيفها في مشروعها التدميري. كما ان هذه المجموعات تبحث عادة عن مادة (فكرية وثقافية ودينية ووطنية) لتوظيفها في تعبئة ضحاياهم. ولقد ارتكبت الولايات المتحدة كما هائلا من الأخطاء في حرب اسقاط الطاغية الذليل صدام حسين، اعترفت ببعضها السيدة كونداليزا رايس وزيرة خارجيتها، ما مكن الارهابيين من الاعتياش عليها كل هذه المدة من الزمن، ولقد نجح الارهابيون بامتياز في توظيف هذه الأخطاء لاصطياد ضحاياهم في الشباك التي نصبوها لهم في طريقهم، ولذلك رأينا كيف نمت مجموعات العنف والارهاب في العراق، على الأقل، وبشكل أميبي مطرد. فعندما نعت مجلس الامن الدولي تلك الحرب بالاحتلال، قدم الذريعة للارهابيين ومنحهم الفرصة للتعبئة (الدينية والوطنية) للانطلاق بمشروعهم التدميري تحت مسميات مقدسة كالجهاد والمقاومة، وهي القيم التي يسيل لها، عادة، لعاب كل مواطن حريص على استقلال بلاده وسمعة شعبه، وهو يرى قوات اجنبية تدنس بلاده، وتنتشر في كل مدينة ومحلة وشارع، بغض النظر عن هوية من يحمل لواء هذا الجهاد أو المقاومة. هذا في الوقت الذي حرص فيه الرئيس الاميركي جورج بوش على نعت تلك الحرب بالتحررية، قبيل واثناء شنها على النظام الشمولي، كما كان يسعى لتحديد العدو المستهدف في هذه الحرب بالنظام فقط دون غيره من العراقيين. ثانيا؛ وهنا يقفز السبب الثاني، فلقد حاول العراقيون استيعاب فكرة ان هذه الحرب انما تمثل بوابتهم الحقيقية للانتقال من الديكتاتورية الى النظام الديمقراطي، بالاعتماد على تصريحات الرئيس بوش الآنفة الذكر. وعندما نعت المجتمع الدولي هذه الحرب بالاحتلال، حاول العراقيون تفسير ذلك برؤية ايجابية غير متشائمة او سلبية، وظلوا ينتظرون الايام والاسابيع والاشهر والسنين ليتاكدوا ما اذا كانت هذه الحرب احتلالا ام تحررا. طبعا لم يكن بوسعهم التاكد من ذلك بالكلام المعسول او بالشعارات البراقة، وانما بالافعال والانجازات الملموسة. ولقد طال انتظارهم من دون ان يلمسوا شيئا من هذا القبيل، فباستثناء التقدم بالعملية السياسية، والذي ما كنا لنشهده، لولا اصرار الاغلبية من العراقيين، وعلى رأسهم المرجعية الدينية وشخص المرجع السيستاني، على الجدول الزمني لتقدم العملية السياسية، بالرغم من الارادة الاميركية المعاكسة، التي حاولت بادئ الامر ان تضع العصي في عجلتها، لم يشهد العراقيون تقدما يذكر على اي صعيد آخر خاصة على الصعيد الامني والمعاشي ومشاريع اعادة البناء. ثالثا؛ منذ مدة ليست بالقصيرة بدأ الاميركيون يكافئون الارهابيين سرا وعلنا، ما شجعهم على التمادي في مشروعهم التدميري بعد ان شعروا بان خططهم بدأت تؤتي أكلها بين الفينة والاخرى. لقد ضغط الاميركيون بشخص سفيرهم في بغداد (زاد) كثيرا على العراقيين لاشراك الارهابيين وممن لا يؤمن بالعملية السياسية ولا بادوات الديمقراطية، بالسلطة، تحت مسميات عديدة كان آخرها ما اطلقوا عليه اسم (مشروع المصالحة الوطنية) هذا المشروع الذي مكن هؤلاء الارهابيين واعوانهم من السياسيين، من التغلغل والنفوذ الى كل مرافق الدولة الجديدة، لدرجة ان العراقيين باتوا يتندرون بالقول، ها لقد عاد البعثيون الى السلطة، ولكن ليس بالانقلاب العسكري هذه المرة وانما من خلال ادوات الديمقراطية والعملية السياسية. لقد تسببت الضغوط الاميركية بهذا الصدد، وبالتنسيق والتخطيط المشترك مع عدد من الانظمة العربية الطائفية كمصر والاردن والسعودية التي يزورها زاد بين الفترة والاخرى، للاستشارة او لتلقي الاوامر، اذ يقال في بغداد انه يتلقى مرتبا شهريا من الديوان الملكي السعودي، ان تم التحايل على نتائج صندوق الاقتراع، فلم تعد تحت قبة البرلمان اكثرية واقلية، لا سياسية ولا برلمانية ولا اي نوع آخر، وانما تم تقسيم السلطة بالتساوي لكل الفرقاء، وكأنه لم يخاطر العراقيون بارواحهم متحدين كل المخاطر للوصول الى صندوق الاقتراع ليدلوا باصواتهم لصالح من يريدون ان يمثلهم تحت قبة البرلمان وفي الحكومة وفي بقية مؤسسات الدولة. كما تم الالتفاف على الدستور بطرق مختلفة كان آخرها تشكيل لجنة لاعادة النظر فيه وهو الذي لم تمر على الاستفتاء عليه من قبل الشعب العراقي سوى اشهر قليلة. وبصراحة اقول للعراقيين، لقد تمت سرقة كل الجهود التي بذلتموها منذ سقوط الصنم ولحد الان، فلقد تم سرقة نتائج الانتخابات كما تم سرقة نتائج الاستفتاء على الدستور، وبالتالي فلقد تمت عملية المساواة بين القاتل والضحية، بين الظالم والمظلوم، فهل انتم واعون لما جرى ويجري؟ علما بان كل الذي جرى ويجري، انما تم تحت مسميات وطنية مقدسة، وعلى راسها ما سمي بمشروع المصالحة الوطنية، فالادوات مقدسة اما النوايا والاهداف المرسومة فغير مقدسة، بل ومشبوهة. {وأنا أكتب مقالتي هذه، وردتني معلومات دقيقة من العاصمة العراقية بغداد، تقول بأن القوات متعددة الجنسيات داهمت قبل ساعتين فقط، أي في تمام الساعة الواحدة ظهراليوم الجمعة، أحد بيوت رئيس جبهة التوافق، الدكتور عدنان الدليمي الكائن في منطقة المنصور، بناء على معلومات استخباراتية دقيقة، واكتشفت بأن المنزل تحول الى معمل لتفخيخ السيارات، وان سيارة واحدة على الأقل ضبطت معدة للتفجير في شهر رمضان المبارك، وقد كان في المنزل لحظة ضبطه من قبل القوات متعددة الجنسيات، سبعة أشخاص بينهم الدكتور الدليمي وأحد ابنائه. المصدر الذي توقع أن لا تعلن قيادة القوات متعددة الجنسيات عن هذا الخبر، حفاظا على سير العملية السياسية ومشروع (المصالحة الوطنية) قال، بأن القوات المداهمة كانت تتمنى أن لا تجد الدكتور الدليمي في المنزل، ليسجلوا الحادث ضد مجهول، من أجل الاستمرار في التعاون مع جبهة التوافق التي يتزعم قائمتها في مجلس النواب الدكتور الدليمي}. رابعا؛ كما ان نكوص الاميركيين عن كل التزاماتهم ازاء العراق والشعب العراقي، يعد سببا آخر لتغذية الارهاب في العراق. فمثلا، على الرغم من الاعلان عشرات المرات عن تسليم الملفات الامنية للقوات العراقية، في اكثر من محافظة ومدينة عراقية، الا ان الحقيقة تتكلم عن عكس ذلك، اذ لا زالت القوات متعددة الجنسيات هي التي تمارس عمليت الدهم والقتل والاعتقال العشوائي كل ساعة، ليس فقط في العاصمة بغداد، وانما في الكثير من المدن العراقية التي اعلن عن تسليم الملف الامني فيها للقوات العراقية. ان ذلك سبب اهانات كبيرة للحكومة العراقية التي تلتزم الصمت، وبكل اسف، ازاء هذه الخروقات، ما مرغ كبريائها وهيبتها بالوحل في نظر العراقيين. هذا على صعيد نقل مسؤوليات الملف الامني، اما على صعيد التدريب والتسليح للقوات العراقية، التي من المفترض انها تكون بمستوى المسؤولية والتحديات الكبيرة قبل ان تتسلم الملفات الامنية، فلا زال الاميركيون يماطلون في التزاماتهم وينكثون وعودهم على هذا الصعيد، علما بان مسؤولية تدريب وتمكين وتاهيل القوات العراقية تقع على عاتق الاميركيين، طبقا للقانون الدولي وقرار مجلس الامن. خامسا؛ مع علم الاميركيين بان لدول الجوار العراقي، وجلها حلفاء تاريخيين لواشنطن، دور كبير جدا في موجة العنف والارهاب الذي يجتاح العراق منذ سقوط الصنم ولحد الان، الا انهم لم يغيروا من سياساتهم او يعيدوا النظر في علاقاتهم معها بالمطلق، وهم القادرون على لجمهم وايقافهم عند حدهم. انهم يعلمون بان هذه الدول، كالسعودية والاردن واليمن وقطر واشباهها، مصدر مهم يتغذى عليه الارهاب في العراق، سواء بالفتوى الطائفية او المال الحرام او الدعم اللوجستي والاستخباراتي او بالدعم والتسويق الاعلامي الطائفي، ولكنهم مع كل ذلك تراهم لم يغيروا شيئا من المواقف ومن طريقة تعاملهم مع هؤلاء الحلفاء، ما قد يساهم في الضغط عليهم لايقاف دعمهم للارهابيين، ما غذى الارهاب لدرجة كبيرة. ولذلك فانا اعتقد بان الولايات المتحدة الاميركية هي اكبر محرض وداعم على الارهاب في العراق والمنطقة والعالم، من خلال تاييدها لسياسات الدول التي تدعم الارهاب وتحرض على العنف بكل الاشكال. سادسا؛ لقد تحولت الحرب على الارهاب في العراق الى حرب على العراق، فلقد دمرت حرب اسقاط الصنم كل شئ في العراق، بعد ان حول الاميركيون وبالتعاون والتنسيق مع حلفائهم في المنطقة كالسعودية والاردن وقطر ومصر وغيرها، العراق الى ساحة مفتوحة ومعركة مكشوفة لتصفية حساباتهم مع خصومهم، كتنظيم القاعدة على وجه التحديد. فبعد ان تبنى الاميركيون وحلفائهم في المنطقة ما اطلقوا عليه اسم (نظرية تجميع الجراثيم) وذلك بعد سقوط الصنم مباشرة، لنقل المعركة مع الارهاب من داخل دولهم الى الاراضي العراقية، بات العراقيون يدفعون ثمن هذه الحرب المفتوحة، انهارا من الدماء، واكواما من الرؤوس المقطوعة، وتلالا من الاشلاء الممزقة. فالولايات المتحدة منشغلة بمحاربة تنظيم القاعدة الارهابي الذي صنعته في افغانستان ابان الاحتلال العسكري السوفياتي لهذا البلد، والسعودية تدفع بالارهابيين الى العراق للتخلص من شرهم على حساب دماء العراقيين وامن واستقرار بلادهم، وقطر تدفع الاموال الطائلة لتشتري امنها، على حد قول وزير خارجيتها عندما سئل عن سر الاموال التي تتسرب من قطر الى الارهابيين في العراق، فيما كشف مصدر عليم في وقت سابق من ان الاتفاق بين قطر وتنظيم القاعدة الارهابي يقضي بدفع المال مقابل تعهد الاخير بعدم التعرض لمصالح دولة قطر، كذلك على حساب الدم العراقي واستقرار العراق وامنه. اما الاردن فهي الاخرى مشغولة بمحاربة الارهاب على اراضيها وبطريقتها الخاصة، من خلال تقديم الدعم الاستخباراتي واللوجستي للمجموعات الارهابية التي تنوي (الجهاد) في سبيل الله، ولكن ليس في الاردن وانما في العراق، واذا ما أخطأ الارهابيون الهدف احيانا، فلذر الرماد في العيون ولتظليل الرأي العام، كما حصل ذلك ذات مرة، ولم يتكرر. كما حولت الولايات المتحدة، الاراضي العراقية الى ساحة مكشوفة لتصفية حساباتها مع عدوها التاريخي اللدود ايران، من خلال الابقاء على قوات منظمة مجاهدي خلق الايرانية الارهابية في الاراضي العراقية، بالرغم من ان ذلك يعد انتهاكا خطيرا للدستور العراقي، والذي يسكت عنه، وبكل أسف، مجلس النواب والحكومة العراقية، على حد سواء. سابعا؛ ان الولايات المتحدة الاميركية تعطي انطباعا سيئا للغاية مفاده انها ذهبت للحرب في العراق لاسقاط النظام هناك بسبب عدائي شخصي مع الطاغية، أو كأن عميلا مدللا في بغداد تمرد على صاحبه فاراد الاخير تاديبه فشن عليه الحرب، وليس بسبب انها ارادت تمكين ومساعدة العراقيين على التخلص من النظام الشمولي الديكتاتوري الاستبدادي، ليحل محله نظاما ديمقراطيا جديدا، يكون نموذجا لشعوب المنطقة التي قررت واشنطن مساعدتها هي الاخرى للتخلص من انظمتها الشمولية واقامة البديل الديمقراطي في اطار مشروع نشر الديمقراطية في الشرق الاوسط. أقول، ان أميركا تعطي مثل هذا الانطباع الخاطئ، عندما تظل تتعامل مع حلفائها من الانظمة الشمولية في المنطقة، بنفس الوتيرة والطريقة السابقة، وتكتفي منهم بالرتوش الديمقراطية فقط، من دون ان تشهد هذه الدول أي تغيير جوهري يذكر، اذ لا زال الذي يحكم في هذه البلاد، هي نفس الانظمة الوراثية الشمولية الاستبدادية، التي لا زالت تنتهك حقوق الانسان وتسحق كرامته، وتصادر حريته وارادته، وذلك يعني أحد أمرين، فاما ان الولايات المتحدة تراجعت عن مشروعها بالاصل، او انها ارادت ذلك الشعار لتسويق حربها في العراق، وفي كلا الحالتين تكون اميركا بذلك قد تحولت بهذه السياسة الى محرض حقيقي على الارهاب ومغذي حقيقي للعنف في العراق على وجه التحديد، لان ذلك يعني انها فشلت في اصل مشروعها، وهذا ما يحرض الارهابيين ويغذي مشروعهم التدميري، اذ كما نعرف فان اي نجاح يحققه المشروع الاصيل ( الديمقراطية) يتراجع بقدره المشروع البديل (الارهاب) والعكس هو الصحيح. ولا اعتقد هنا، بالمناسبة، ان اي عاقل يمكن ان يصف المشروع الاميركي في العراق بالناجح حتى يمكن اعتباره جاهزا للتصدير، حتى العراقيون لم يعودوا ينظرون الى هذا المشروع بهذه الرؤية، وهذا هو اخطر ما في القصة، لان ذلك سيمنح الارهابيين زخما كبيرا من قوة الدفع ما يمكنهم من الاستمرار في مشروعهم التدميري، الهادف الى تدمير حلم العراقيين وشعوب المنطقة باقامة الانظمة الديمقراطية التي تحترم حقوق الانسان وارادته وحريته، على انقاض الانظمة الشمولية الاستبدادية. الجدير بالذكر، ان هناك ادلة جديدة تشير الى ان الولايات المتحدة تعمل على مقايضة الديمقراطية في العراق، باتفاقات جديدة مع حلفائها الانظمة الشمولية في المنطقة، ولا تستثني هذه الجهود، الملف الفلسطيني، وامن اسرائيل واندماجها في مشروع الشرق الاوسط الكبير، واذا صحت هذه الادلة، فسيكون العراقيون في فوهة المدفع الاميركي الذي ظل ينطلق من دون مبرر او هدف او مشروع حقيقي، وانما للضغط والابتزاز فقط. ثامنا؛ واخيرا، فلقد ترك الاميركيون الارهابيين في العراق يعيثون فسادا في ارض الرافدين لينشغلوا في محاربة القوى الوطنية في طول البلاد وعرضها، ما غذى مجموعات العنف والارهاب، وساعدهم على التفريخ. ثم، وبعد كل هذا، تسألني، ما اذا كانت حرب اسقاط النظام الشمولي في العراق قد غذت بالفعل الارهاب، وفيما اذا كانت سببا مباشرا في تفريخ مجموعات العنف والارهاب، ليس في العراق فحسب، وانما في الاتجاهات الا ربعة من الكرة الارضية. واقول بصراحة جوابا على السؤال الذي صدرت به عنوان المقال: متى ما بدأ العراقيون يشعرون بأن يومهم أأمن من أمسهم، وان حاضرهم افضل معاشا من ماضيهم، فعندها فقط يمكن القول بأن هذه الحرب انما شنت على الارهاب وليس على العراق، لانقاذ الانسانية من خطر التدمير على يد الارهابيين، وليس من أجل تدمير العراق فوق رؤوس أهله الطيبين الطاهرين، وانها بالفعل، حرب ذات هدف يتمثل في اسقاط الديكتاتورية واقامة الديمقراطية، وليست حرب عبثية.
29 أيلول 2006
مــواضـيـع ذات عــلاقــة :
◄مصير الفوضى الخلاقة الديناميكية الجديدة! ◄هـكذا تـسـقـيـم الأمور مع الإرهابيين ◄اخطار استمرار الإرهاب الطائفي والعنصري في المنطقة ◄التحديات العالمية تحتاج لإعادة نظر.....الجانب المنسي من الحرب ضد الإرهاب ◄كواليس خطط بوش الجديدة مع الإرهاب ◄الارهابيون والفتاوى الطالبانية ◄عصر التداول السلمي للسلطة في مواجهة العنف والإرهاب ◄جدلية وبيئة الإرهاب في الشرق الأوسط
الكتاب : الفرق الوظيفية المترابطة ( FUNCTIONAL TEAMSCROSS ) المؤلف : جلن باركر الناشر: جوسي بيس - سان فرانسيسكو حجم الكتاب 228 صفحة من الحجم المتوسط. تاريخ النشر : 1994م عرض وتقديم :علي بن محمد المحيميد
( مدير عام التطوير بالمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني ) الكتاب الذي نحن بصدده يتناول قضية الساعة بالنسبة لمنظمات الأعمال في القطاعين العام والخاص ألا وهي التنظيمات التي تستند إلى فرق العمل التي أصبحت خياراً مفضلاً بفعل التقنية الحديثة التي سهلت عمليات التقييم والقياس والرقابة، بما فيها قياسات جودة الخدمة وتقييم الأداء وقياس مدى الالتزام بالمواعيد والحسابات التي ترتكز على الأنشطة والمهام. وقد قسم الكتاب إلى ثلاثة أجزاء متوزعة إلى أربعة عشر فصلاً، بالإضافة إلى التمهيد والتقديم والشكر والتقدير والتعريف بالمؤلف. ففي التمهيد يعرض لنا المؤلف هدفه من تقديم هذا الكتاب المتمثل في تقديم نصائح محددة وبرنامج عملي للمنظمات التي قررت أن فرق العمل المترابطة ذات أهمية خصوصاً في جهودها لصياغة استراتيجيات أعمالها. من هذا المنطلق يقدم لنا المؤلف عدداً من الرؤى والتجارب الناجحة ذات الصلة بالهيكلة التنظيمية المعتمدة على فرق العمل التي بها يتحقق ما ترنو إليه المنظمات من : توسع في الخدمة ( المنتج ) مع ترشيد للموارد البشرية والمادية والمالية، وارتفاع لجودة الخدمات في مجالات الأعمال المختلفة، وبالتحديد في مجال العمل الإداري الذي يقوم على سلامة أساليبه وممارساته نجاح المنظمة في أداء رسالتها وتحقيق أهدافها. يبدأ كتاب «الفرق الوظيفية المترابطة» بمناقشة ست ميزات تمنحها فرق العمل للمنظمة، وذلك من خلال عرض تجارب أكثر من 20 مؤسسة يوضح : الفصل الأول كيف أن هذه الفرق تساعد على دفع عملية التطوير وتزيد من القدرة الإبداعية للمؤسسة، وتوفر إطاراً لتعلم المؤسسة، ويخدم كنقطة وحيدة للاتصال مع المتعاملين مع المنظمة والمهتمين بشؤونها. الفصل الثاني ينظر في الفرق الجديدة كما هي موجودة في المؤسسات اليوم، والأنواع المختلفة للفرق الوظيفية والموجهة ذاتياً وبالطبع الفرق الوظيفية المترابطة. وفي : الفصل الثالث ناقش تحديات فرق العمل الوظيفي المترابط وخصوصاً معوقات النجاح والعوامل المختلفة التي تضعف عمل الفريق مثل الإدارة غير المؤثرة والسلطة غير الواضحة والأهداف الغامضة وفقدان المكافآت والحوافز، وكذلك فقدان التأييد والدعم الإداري. أما في : الفصل الرابع فقد نوه على الدور الرئيس لإدارة الفريق، موضحاً كيف أن متطلبات إدارة الفرق الوظيفي المتداخل تختلف عن متطلبات الفرق الوظيفية الأخرى، مبيناً الخصائص الفريدة لمدير الفريق الوظيفي المترابط الناجح. ووصف في : الفصل الخامس مصدر قوة الفريق مستخدماً أمثلة على الأعمال وأوضح كيف أن الفرق الوظيفية المترابطة القوية تحصل على عمل جيد وسريع. وبعد ذلك ناقش كيف أن الفرق القوية تصبح قوية باحتوائها على ما يستطيع الفريق عمله وما تستطيع الإدارة العليا عمله لتشجيع تلك القوة. وأخيراً أوضح استمرارية قوة الفريق الوظيفي المترابط خصوصاً نقطة معينة وهي أن كل الفرق الوظيفية المترابطة ليست قوية أو تحتاج إلى أن تكون قوية جداً. الفصل السادس ركز على أهداف الفريق وبيان أهمية وضع الأهداف، مشيراً إلى أن الأهداف الواضحة تقلل من الخلافات وتشجع على بناء المشاركات، ووصف عملية وضع الأهداف للفريق الوظيفي المترابط بما في ذلك توضيح بعض المصطلحات مثل مصطلح رؤية، أهداف، رسالة والخطط الفعلية. وفي الفصل السابع ركز على حاجة الفرق الوظيفية المترابطة لبناء جسور مع كبار المساهمين داخل المؤسسة، وأحياناً خارجها. ووصف كبار المساهمين والحواجز المتأصلة في العلاقة معهم، وسياسات بناء علاقات مؤثرة داخل الفريق. الفصل الثامن تناول التقنية الشائكة لتقييم الأداء ونظر إلى الحاجة إلى دمج أداء الفرق الوظيفية المترابطة داخل عملية تقييم المؤسسة، وناقش كيف أن بعض الشركات حالياً تطبق هذا. كما أبان مفهوم تقييم الفريق حيث إن أعضاء الفرق الوظيفية المترابطة يقيمون عن طريق أعضاء آخرين من نفس فرقهم. وفي : الفصل التاسع استخلص بعض أفضل التجارب في كيفية مكافأة فريق العمل الوظيفي المترابط وأعطى نموذجاً لبرامج المكافآت مثل الترقيات، وبرامج تقليل التكاليف، برامج تحسين الدخل والإيرادات العامة، حوافز الفريق وبرامج شهادات التقدير الرسمية وغير الرسمية. وفي : الفصل العاشر سلط الضوء على مسألة تعليم الفريق الوظيفي المترابط وناقش هذا الفريق على أنه مجتمع تعليمي، تدريب الفريق من خلال مهارات عمليات المجموعات، التطوير الإداري والتدريب الفني والتدريب المتداخل. وفي: الفصل الحادي عشر ناقش حجم الفريق، حيث أوضح أفضلية الفريق ذات الحجم الصغير، مشيراً إلى الاتجاه المتصاعد لأن تكون الفرق الوظيفية المترابطة أكبر من الضروري والتأثير السلبي لزيادة الحجم على إنتاجية الفريق والارتباط والمشاركة وثقة أعضاء الفريق. الفصل الثاني عشر ركز على الإدارة الذاتية للفريق الوظيفي المترابط. وهنا وضح طرائق معالجة القضايا مثل الخلافات بين أعضاء الفريق، وفقد الثقة، واجتماعات الفريق ومخاطبة الناس، والاستخدام الفاعل لتقنية الاتصالات. وفي : الفصل الثالث عشر ركز على دور الإدارة في بناء مؤسسة تؤيد وتشجع فريق العمل الوظيفي المترابط. وهنا أعطى المؤلف وصفاً محدداً لمديري المؤسسات الذين يريدون معرفة دورهم لجعل فريق العمل فعالاً في مؤسساتهم. وأخيراً جاء: الفصل الرابع عشر ليقترح طرقاً للبداية ببناء فرق العمل. وانتهى الكتاب بأدوات لتطوير الفرق الوظيفية المترابطة. المصدر : مجلة (التدريب والتقنية) عدد (11)
مــواضــيــع ذات عــلاقـــة :
◄مـنْ يُِـديـرُ المـديـر َ ؟(4):تمسـكْ باسلوب فريق العمل ◄قضايا و مشاكل معاصرة في إدارة الأفراد : مدير بدرجة ديكتاتور
|