أصدر مكتب المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله بمدينة قم المقدسة يوم السبت الموافق للثاني والعشرين من شهر شعبان المعظّم 1427 للهجرة، بياناً أكّد فيه أن الإسلام دين العقل والعلم، ولم ينتشر إلاّ بالكلمة الطيبة والمنطق السليم واحترام الأديان الإلهية الأخرى. وطالب الفاتيكان باحترام الأديان السماوية والابتعاد عن أمثال هذه التصريحات التي لا تخدم البشرية، بل تزيد من توترات عالم اليوم. وإليكم البيان بنصّه الكامل:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين لاسيّما نبي الرحمة محمّد وآله الطاهرين. إن التصريحات الأخيرة للبابا، والمسيئة الى الإسلام وإلى رسول الله محمّد صلّى الله عليه وآله، لا تمتّ إلى الحقيقة بشيء. وقد أدان سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله تلك التصريحات ـ في حديث له ـ قائلاً : إن الإسلام انتشر بالكلمة الطيبة والمنطق السليم وإحترام الأديان الإلهية والمبادئ الإنسانية، وإن وجود الأقليّات الدينية في بلاد المسلمين من صدر الإسلام إلى يومنا هذا دليل على أن الإسلام لم يُكره أحداً على تغيير دينه أو معتقده، وفي القرآن الكريم قال الله تعالى : (لا إكراه في الدين)، ومما يدلّ على ذلك إلتجاء الأقليّات الدينية في الغرب إلى بلاد المسلمين حينما كانوا يتعرّضون للقمع الديني من ممارسات الكنيسة ـ خلافاً لتعاليم السيد المسيح عليه السلام ـ، وما محاكم التفتيش عن الأذهان ببعيدة. إن الإسلام دين يركّز على العقل والعلم والثقافة، وكثير من آيات القرآن تحثّ على ذلك وتأمر به، في حين إن تاريخ الكنيسة يشير إلى تعذيب وقمع العلماء والمفكّرين والمخترعين والمكتشفين، بل قتلهم وإحراقهم. وإن الجهاد في الإسلام إنما شرّع للدفاع عن النفس، وفي سبيل الله، لتحقيق العدل ورفع الظلم والدفاع عن المستضعفين، وهذا قمّة الإنسانية حيث يدافع الإنسان عن أخيه الإنسان، ولا يدع الظلم يخترق الإنسانية، في حين أن الحروب الصليبية التي قادتها الكنيسة ـ خلافاً لتعاليم السيد المسيح عليه السلام ـ كانت لنهب الثروات والإكراه العقائدي. إن الإسلام لا يتحمّل إساءة بعض المنتحلين له الذين لهم أجندة خاصة ـ بعضها يرتبط بالدول الإستعمارية وبعضها الآخر ردّ فعل غير موزون على ظلم الدول الإستعمارية ـ. والمطلوب من الفاتيكان احترام الأديان السماوية والابتعاد عن أمثال هذه التصريحات التي لا تخدم البشرية وتزيد من التوترات في عالم اليوم المتوتر أساساً. قال الله تعالى: «قُل يا أَهل الكتاب تَعالَوا إلى كلمةٍ سَواء بيننا وبينكُم أَلاَّ نعبُدَ إلاَّ اللّهَ ولا نُشرِكَ به شيئًا ولا يتَّخذَ بعضُنا بعضاً أَربابًا من دُونِ اللّهِ فإن تولَّوْا فقولُوا اشهدوا بأنَّا مسْلِمُونَ». والسلام على من اتبع الهدى .
22- شعبان المعظّم-1427للهجرة مكتب المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله قم المقدسة
بسم الله الرحمن الرحيم
الآن، الآن، من قبل الندم «وَوُضِعَ الْكِتابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يا وَيْلَتَنا ما لِهذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصاها وَوَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً»(1) . إن الآية الشريفة الآنفة الذكر تؤكّد أن الناس جميعاً سيرون ما عملوه في الدنيا في صحيفة أعمالهم يوم القيامة، وذلك بعد أن يمرّ الجميع بثلاثة مواطن: الأول عند خروج الروح من البدن. والثاني عندما يوضع المرء في القبر ويُهال عليه التراب. والثالث عندما ينفخ المَلَك إسرافيل في الصور للمرة الثانية، ويُبعث الناس من قبورهم. كتب أحد العلماء من الذين عاصروا والدي رحمهما الله تعالى كتاباً حول عالم ما بعد الموت، وصوّر كيفية موت الإنسان والبعث في يوم الآخرة مستنداً في ذلك على الروايات والأحاديث الشريفة. ومما جاء في هذا الكتاب قوله: بعد أن أنزولوني في القبر وأهالوا عليّ التراب وتركني أهلي و...، رأيت شابّاً صبيحاً جميلاً، لم أر مثله في حياتي قطّ، ووضع رأسي في حجره، فرفعت رأسي عن حجره أدباً وتواضعاً، وقال لي: أنا حبيبك ورفيقك، وسأكون بخدمتك. ففرحت كثيراً برؤيته وسألته : من أنت؟ قال: أنا أعمالك الصالحة التي عملتها في الدنيا. وبعد فترة رحل وتركني فغمّني ذلك، ثم جاءني شخص آخر كان قبيح المنظر وقال لي: أنا أعمالك السيئة التي اقترفتها في الدنيا. وبعد فترة تركني الأخير أيضاً، ففرحت لتركه إيّاي. وكنت أفرح بحضور الشاب الجميل حيث كان يطيّب خاطري ويواسيني، وحين حضور قبيح الوجه كنت أغتمّ وأستاء لأنه كان يؤيسني. وذات مرّة جاءني الشاب الجميل وكنت جائعاً فشكوت له جوعي، فقال لي: اذهب ليلة الجمعة إلى أهلك، فلعلّهم يتذكرونك بفعل الخيرات لك. فذهبت إلى بيتي بهيئة طير، وجثمت على غصن شجرة أنظر إلى ما تفعله زوجتي وأبنائي وأقربائي وأصحابي، الذين اجتمعوا على حدّ قولهم ليصنعوا لي الخيرات. فطبخوا الحساء والرزّ، وأقاموا مجلس عزاء الإمام الحسين سلام الله عليه وقرأوا الفواتح. ولكنّي رأيت أن أعمالهم لا تنفعني في شيء، لأنّ الهدف الحقيقي من أعمالهم كان إعلاء سمعتهم عند الناس، ولذلك فهم لم يدعوا للطعام فقيراً واحداً، ولم يكن هدف المدعوّين سوى تناول الطعام وتصريف شؤونهم الخاصّة، فلا استرحام من أجلي، ولا دمعة على الحسين بن علي سلام الله عليهما. فعدت إلى منزلي في المقابر بحال من اليأس والإحساس بالهوان ودخلت القبر، فوجدت الشابّ الجميل جالساً وفي وسط الحجرة طبق من التفّاح، فسألته: من أين هذا؟ فقال: لقد قمت أنت بزيارة مولانا علي الأكبر في إحدى السنين، وهذا الطبق ثواب تلك الزيارة. هذه القصّة تدل بوضوح على أهمية النيّة ودورها في أصل كل عمل. وتدلّ أيضاً على أن روح الإنسان عند ما تفارق البدن تتخلّص من كثير من القيود الماديّة، وتنكشف لها ما كان خافياً عليها في الدنيا كما في قوله عزّ من قائل: «لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ»(2). أن الإنسان لا يدري متى يموت، وأن الموت يأتي بغتة ، كل واحد منّا لا يدري متى يموت، لذا يجدر بالجميع أن يستثمروا حياتهم في هذه الدنيا ما داموا فيها لعمل الخير والصلاح وما يرضي الله عزّوجلّ، حتى يضمنوا السعادة في الآخرة، وحتى لا يكونوا من النادمين والمتحسّرين. وفي هذا يقول مولانا الإمام أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه : « الآن، الآن، من قبل الندم »(3). قبل زهاء أربعين سنة كنت جالساً على مائدة الطعام مع بعض الأشخاص، ففجأة سقط أحدهم على الأرض وفارق الدنيا إثر سكتة قلبية، وكانت لقمة من الطعام في فمه. ففتحوا فمه بصعوبة كي يخرجوا اللقمة منه. فأخرجوا نصفاً منها، والنصف الآخر كان ممغضوغاً وهو الذي أدّى إلى إصابة الميّت بالسكتة القلبية. من الضروري مطالعة تاريخ السلف الصالح من العلماء الأتقياء وجعلهم أسوة للتأسّي ، كان أخي المرحوم قدّس سره الشريف يهتم بعدم الإسراف في كل شيء، وبالاستفادة القصوى والأصحّ من كل وسيلة، وكمثال على ذلك أنه كان يبري قلم الكتابة جيّداً، لأنّ الكتابة بالقلم غير المبريّ تأخذ مساحة أكبر في الورقة. الصبور من لا يجزع في مواجهة المشاكل، والأعلى منه مرتبة هو من يصبر ويرضى بما قسم الله سبحانه وتعالى له. وهكذا بالنسبة إلى الأخلاق الحسنة، فإن التحلّي بها له مراتب عديدة. ففاعل الخير والإحسان يمكنه أن يرتقي في عمله الصالح هذا بأن لا يحصر إحسانه وفعله للخير لشخص أو شخصين أو ثلاثة، بل يحاول أن يشمل إحسانه لكثير من الناس. فكلما يرتقي الإنسان في طريق الكمال والإحسان إلى الناس وخدمة أهل البيت الأطهار سلام الله عليهم يرتقي في نيل المراتب الرفيعة. إن شهر رمضان المبارك ربيع الأعمال الصالحة والإحسان والخيرات، فينبغي استثماره أكثر من ذي قبل في هذه المجالات. ومنها السعي في هداية الشباب وتثقيفهم بثقافة الإسلام. هداية الناس عامة فهو بحاجة إلى تخطيط وتنظيم، ويمكن العمل به عبر المؤسسات الخيرية والمراكز الثقافية. وكل واحد منكم يستطيع بالنيّة الخالصة والصادقة، وبالهمّة، وبذل الجهد أن يكون سبباً في هداية الكثير من الشباب والناس. أسأل الله سبحانه وتعالى ببركة أهل البيت صلوات الله عليهم أن يمنّ على الجميع باليقظة الدائمة والاستعداد ليوم الحساب. وصلى الله على محمد وآله الطاهرين .* .......................................................................... * القى سماحته المحاضرة على جمع من أعضاء ومسؤولي حسينية الإمام الصادق سلام الله ومؤسساتها والذي زاره في بيته المكرّم بمدينة قم المقدسة يوم الاثنين الموافق للسابع عشر من شهر شعبان المعظّم 1427للهجرة ، حررت المحاضرة مؤسسة الرسول الاكرم (ص) الثقافية - قم المقدسة . 1- سورة الكهف : الآية 49. 2- سورة ق : الآية 50. 3- أمالي الطوسي/ مجلس يوم الجمعة الرابع عشر من شعبان سنة 457 للهجرة/ ص 684/ ح9.
يتكون القرآن الكريم من 30 جزءاً في كل جزء 10 ورقات وكل ورقه فيها وجهان ليصبح مجموع الجزء الواحد 20 وجهاً إذا قرأت ورقتين قبل كل صلاة ( أربعة أوجه ) تكون قد قرأت في اليوم الواحد جزءا كاملا ( عشر ورقات وعشرون وجها ) . وإذا داومت على ذلك خلال الشهر ( ثلاثون يوما ) تكون قد أكملت ختم القرآن في اليوم الثلاثون من ذلك الشهر ........ ومن المعلوم أن السنة فيها 12 شهراً وفيها مما يكون غالباً 6 شهور 30 يوماً و 6 شهور 29 يوماً ويمكن تعويض هذا اليوم بقراءة 5 أوجه كل جمعة ، فإذا قرأنا في كل يوم جمعة ورقتين ونصف إضافة إلى المقدار اليومي أي 5 أوجه يصبح المجموع 10 ورقات أي 20 وجهاً وبذلك يكون القرآن قد أكتمل خلال شهر واحد وإليك هذه الطريقة التي إذا أتبعتها فإنها سوف تساعدك إن شاء الله على ختم القرآن الكريم كل شهر ... تحضر إلى المسجد قبل كل صلاة مفروضة بـ 10دقائق على الأقل ليمكنك قراءة صفحتين أي مقدار أربعة أوجه قبل كل صلاة ، فإذا قرأت ورقتان قبل كل صلاة أو بعدها يكون المجموع في اليوم عشر ورقات أي عشرين وجهاً وهذا جزء كامل . وبهذه الطريقة سوف تختم القرآن الكريم كل شهر بسهولة تامة ولن يكلفك أي شئ أن شاء الله . ويمكنك تنظيم ذلك بحيث لا تفوت وقت الفضيلة وفضيلة صلاة الجماعة . المصدر : بتصرف من : http://www.islammessage.com
اسم الكتاب : بناء فريق العمل اسم المؤلف : أ.د - علي محمد عبد الوهاب حجم الكتاب : 176 صفحة (20×14.5 ) الناشر : دار التوزيع والنشر الاسلامية – الطبعة الأولى - 2000 م فهرس الكتاب : مقدمة الفصل الأول : المهمة الجديدة للقائد الإداري الفصل الثانى : فهم شخصيات الرجال الفصل الثالث : السلوك الإنساني ... وبناء الفريق الفصل الرابع : المفاهيم الأساسية للفريق الفصل الخامس : بناء الفريق الفصل السادس : مراحل بناء الفريق الفصل السابع : خطوات بناء الفريق الفصل الثامن : فعالية بناء الفريق نبذة عن الكتاب : الإدارة السليمة هي السبيل نحو النجاح ، وفرق العمل هى إحدى الركائز المحورية الهامة لهذا النجاح ، أكثر المدراء يعرفون ذلك ويعترفون به لكن البعض منهم يزهد في تشكيل اللجان ويلجأ الى التفويض الفردي بإسناد الأعمال والمشاريع الى الفرد بدل إسنادها الى لجنة او جماعة او فريق ... لماذا ؟ ! هذا البعـض يعـلل عزوفه عن تشكيل اللجان وعدم تطبيق أسلوب فريق العمل الى تدني إنتاجية فرق العمل ومشكلاتها والصراعات بين أعضاء الفريق الواحد وبين فريق وأخر وما الى ذلك من مشاكل وسلبيات لا ترتبط بأسلوب فريق العمل بل بتطبيق الأسلوب المذكور في الإدارة بشكل ناقص او خاطيء وإسقاط الخطأ في الممارسة على النظرية كالعادة !! هناك حلول لأكثر مشكلات أسلوب فريق العمل فلابد من التعرف على تلك الحلول لرفع العقبات التي تحول دون تطبيق أسلوب فريق العمل لأن ذلك هو الطريق الوحيد لرفعة وتقدم المؤسسة وان سلبيات البديل الفردي اكبر وأكثر ولا سيما على المدى المتوسط والبعيد وفي المؤسسات الكبيرة . هناك العديد من المؤلفات والكتب والدورات التدريبية التي تتناول تأسيس وتطوير وإدارة فريق العمل ومنها الكتاب الذي صنفه الدكتور علي محمد عبد الوهاب حيث أوضح المؤلف في : الفصل الأول المهمة الجديدة للقائد الإداري والنتائج المترتبة على بناء فريق العمل وخصائص ومهارات المدير الفعال .. وفي الفصل الثاني تناول كيفية فهم شخصيات الرجال ومعرفة دوافعهم وسلوكياتهم . وفي الفصل الثالث تناول السلوك الإنساني وبناء الفريق من خلال خصائص ونتائج السلوك .. وفي الفصل الرابع تناول المفاهيم الأساسية للفريق ولماذا تتكون فرق العمل والمزايا الممكن الحصول عليها وأنوع فرق العمل .. وفي الفصل الخامس تناول بناء الفريق وافتراضات هذا البناء ومقوماته .. وفي الفصل السادس تناول مراحل بناء الفريق من خلال خمس مراحل ، وكذلك كيفية معالجة النزاع والصراع فى العمل .. وفي الفصل السابع تناول خطوات بناء الفريق للتطوير . وفي الفصل الثامن تناول فعالية بناء الفريق وخصائص الفريق الفعال ، وأضاف فى ختام الكتاب حالات عملية واقعية تتيح للقارئ مزيدا من الوعي العلمي والعملي فى علم الإدارة . المصدر : بتصرف من : http://www.eldaawa.com
مهارات: الهندرة Reengineering قد تبدو كلمة الهندرة غريبة على أسماع الكثير منا ولا غرابة في ذلك فهي كلمة عربية جديدة مركبة من كلمتي هندسة وإدارة وهي تمثل الترجمة العربية لكلمتي (Business Reengineering)،وقد ظهرت الهندرة في بداية التسعينات وبالتحديد في عام 1992م ، عندما أطلق الكاتبان الأمريكيان مايكل هامر وجيمس شامبي الهندرة كعنوان لكتابهما الشهير : (هندرة المنظمات ) ومنذ ذلك الحين أحدثت الهندرة ثورة حقيقية في عالم الإدارة الحديث بما تحمله من أفكار غير تقليدية ودعوة صريحة الى إعادة النظر وبشكل جذري في كافة الأنشطة والإجراءات والإستراتيجيات التي قامت عليها الكثير من المنظمات والشركات العاملة في عالمنا اليوم. لقد اعتاد الكثير منا على الذهاب الى عملة يوميا وممارسة المهام والمسؤوليات المناطة به سواء كانت على شكل خدمات للجمهور أو أعمال إدارية وتشغيلية وغير ذلك،ولكن هل حصل إن توقف الواحد منا لفترات محدودة وسأل نفسه : لماذا أقوم بهذا العمل ؟ وما فائدة هذا العمل للعميل أو المستفيد الأخير من الخدمة أو العمل ؟ هل ما أقوم به ذو قيمة مضافة تساعد في تحقيق رسالة وأهداف المؤسسة التي أعمل بها ؟ وإذا كانت الإجابات بنعم فتابع الأسئلة وأسأل هل هناك طريقة أفضل لتقديم هذه الخدمة أو القيام بهذا العمل ؟. إن هذه الأسئلة على بساطتها في غاية الأهمية وهي القاعدة الأساسية التي ينطلق منها مفهوم الهندرة والتي تسعى الى إحداث تغييرات جذرية في أساليب وطرق العمل بالمنظمات لتتناسب مع إيقاع ومتطلبات هذا العصر،عصر السرعة والثورة التكنولوجية. ولعل من المناسب أن نورد هنا قصة طريفة وواقعية حصلت في أحد الشركات المحلية وتدل على أهمية المراجعة الدورية وضرورة التفكير فيما نقوم به من أعمال رتيبة،وقد بدأت القصة عندما : قام أحد المستشارين بالشركة بمراجعة أنشطة ومهام أحد الأقسام بالشركة حيث يقوم العاملون في هذا القسم بتسجيل كافة البيانات المتعلقة بقطع الغيار المستوردة في دفاتر للتسجيل يتم حفظها بصفة دورية رتيبة ، وعند سؤال العاملين لماذا يقومون بهذا التسجيل؟ كانت الإجابة التقليدية بعد قليلا من الحيرة والذهول إنه طلب منا القيام بهذا العمل منذ التحاقنا بهذا القسم وعليك سؤال المشرف فهو أدرى بالسبب . وكانت المفاجأة تكرار الحيرة والذهول لدى مشرف القسم ، وبالتحري والإستقصاء لمعرفة جذور هذا العمل إتضح أن هذه الشركة قد ورثت نظامها الإداري من قبل شركة أجنبية ينص النظام في بلدها أن يتم التسجيل بهذه الصورة ليتم مراجعة وفحص هذه السجلات بصفة دورية من قبل موظفي مصلحة الضرائب بتلك البلد ، بينما نحن في بلد ليس به ضرائب ، أو محصلي ضرائب ولكم أن تتخيلوا مدى الهدر في الوقت والجهد والقوى البشرية الذي نجم عن هذه الممارسة الروتينية والتقليدية للأعمال والمسؤوليات دون مراجعة أو إعادة تفكير ، وهو ما تسعى الهندرة الى تحقيقه ليقوم العاملين بأداء الأعمال الصحيحة والمفيدة وبالطريقة الصحيحة التي يريدها العميل ويتطلع اليها . كما يجدر بنا ونحن بصدد الحديث عن الهندرة أن نتطرق الى أحد قواعد الفكر الإبداعي وهي : قاعدة الخروج من الصندوق (Out Box) والتي تنادي العاملين الى الإبداع في أعمالهم والتخلص من قيود التكرارية والرتابة والنظر الى الأمور المحيطة بأعمالهم بنظرة شمولية تساعد على تفجير الطاقات الإبداعية الكامنة في كل فرد منا. إن رياح التغيير التي تجتاح عالم الأعمال اليوم هي الدافع والمحرك الحقيقي لمشاريع الهندرة في العالم أجمع ، وقد أظهرت نتائج مسح عالمي شمل عدد كبير من التنفيذيين في الشركات العالمية تم خلال التسعينات أن الهندرة كانت على رأس قائمة الجهود التي بذلتها الشركات والمنظمات المختلفة لمواجهة المتغيرات التي تجتاح السوق العالمية ، ويكفي أن نعرف أن مجموع ما صرفته الشركات الأمريكية فقط لمشاريع الهندرة خلال هذا العقد قد تجاوز الخمسين مليار دولار أمريكي ، وهو استثمار كبير قامت به الشركات لقناعتها بأن العائد على هذا الإستثمار سيكون أكبر بكثير وهو ما تحقق فعلا لكثير من الشركات . ولا عجب أن قيل أن التغيير ثابت وهي جملة صحيحة وصادقة بكلمتين متناقضتين فالتغيير شمل كل جوانب الحياة العملية إبتداء من العميل ومرورا بالمنافسين وإنتهاء ببيئة العمل المحيطة بنا ، ففي ما يخص العميل أو الزبون كما يسميه البعض لا يختلف اثنان أن عميل اليوم ليس عميل الأمس ، فعميل اليوم كثير المطالب واسع الإطلاع ، صعب الإرضاء ، سهل الفقدان ، إرجاعه والإحتفاظ به مكلف وما هذا إلا نتيجة طبيعية للثورة التكنولوجية والمعلوماتية التي زادت من ثقافة العميل بالمنتجات والخدمات من حوله كما أن المنافسة الشديدة في أسواق اليوم جعلت الحاجة في التغيير المستمر ضرورية ولازمة من أجل البقاء والإستمرار . اما رياح التغيير التي تجتاح بيئة وأسواق العمل محليا ودوليا فحدث ولا حرج ، فالعولمة وإتفاقيات التجارة الحرة والتوجه الى الخصخصة وحرب الأسعار وقصر عمر المنتج والخدمات في الأسواق نتيجة التطوير والإبتكار المستمر يجعل الطريق صعبا أمام الشركات التقليدية والرافضة للتغيير نحو الأفضل. وهنا تبرز أهمية الهندرة كأحد الأساليب الإدارية والهندسية الحديثة التي تساعد الشركات على مواجهة هذه المتغيرات وتلبية رغبات وتطلعات عملائها في عصر لا مكان فيه للشركات والمنظمات القابعة في ظل الروتين والبيروقراطية الإدارية مع النظر الى العملاء من برج عاجي مكدس بالأوراق والمعاملات والإجراءات المطولة التي أكل الدهر على بعضها وشرب. ونختتم الحلقة الأولى من سلسة هذه المقالات حول الهندرة بالتطرق الى تعريف الهندرة والتعرف على عناصرها الأساسية ، ولعل أشهر وأبسط تعاريف الهندرة هو التعريف الذي أورده مؤسس الهندرة مايكل هامر وجيمس شامبي في كتابهما الشهير (هندرة المنظمات) والذي ينص على النحو التالي : ( الهندرة هي إعادة التفكير بصورة أساسية وإعادة التصميم الجذري للعمليات الرئيسية بالمنظمات لتحقيق نتائج تحسين هائلة في مقاييس الأداء العصرية : الخدمة والجودة والتكلفة وسرعة إنجاز العمل ). ولتبسيط هذا التعريف فإنه يمكن ملاحظة إشتماله على أربعة عناصر أساسية وهي : 1. إعادة التفكير بصورة أساسية (Fundamental Rethinking) وقد تطرقنا الى هذا الأمر. 2. إعادة التصميم بصورة جذرية : فالهندرة تسعى الى حلول جذرية لمشاكل العمل لا حلول سطحية ومؤقتة. 3. نتائج تحسين هائلة : فالهندرة تسعى الى نتائج هائلة من التحسين في مقاييس الأداء المختلفة ولا تكتفي بالتحسين الطفيف للأداء. 4. العمليات الرئيسية (Processes) : وتتميز الهندرة بتركيزها على العمليات وليس الإدارات أو المهام فقط،فالعمليات أشمل وأكبر وتغطي سلسة الإجراءات المتعلقة بالعمل إبتداء من طلب العميل وإنتهاء بتقديم الخدمة المطلوبة مرورا بكافة الأقسام والإدارات ذات العلاقة بما يحقق الصورة الكبيرة والشاملة لأعمال المنظمات المصدر: http://www.futureuniv.com
إدارة المستقبل حبّ المعرفة والسعي لاستقراء المستقبل من الصفات التي جُبل عليها البشر، وعلوم الإدارة الحديثة تعتمد استشراف أو استقراء المستقبل في المؤسسات والشركات والهيئات كأحد مناهج العمل الناجح والأداء الفعّال. وبالطبع نحن لا نعني باستشراف المستقبل علم الغيب..فهذا علمه عند الله وحده، إنما بالموقف الإيجابي الذي تتخذه الإدارة من قراءة للسوق والمستهلك واتجاهات الاستهلاك واحتمالات الربح والخسارة، ويدخل في ذلك ما يُعرف بدراسات الجدوى التي تعتمد بشكل أساس على تفعيل المعلومات، ووضع المقدمات للخروج بنتائج تتعلق باحتمالات المستقبل. ومن هنا فإدارة المستقبل تعني التعامل مع المجهول واستقراء المستقبل لا باعتباره الشيء المقرّر سلفاً والمفروض علينا، والذي يتكشف لنا شيئاً فشيئاً، ولكن باعتباره شيئاً يجب بناؤه وتنفيذه، وهو ما يلخصه القول المأثور: "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً". واستشراف المستقبل هو ضد العشوائية والاستسلام لمقتضيات الواقع أو ما سيقع، وهو في جوهره –أي الاستشراف- مجموعة البحوث المتعلقة بالتطور المستقبلي للبشرية؛ مما يسمح باستخلاص عناصر تنبُّـئِيّة، ومحاولة سبر أغوار القادم بهدف التعامل مع المستقبل، ليس برفضه وإنما محاولة تحسينه وتطويره وتثقيفه لمسايرة الجديد المتجدّد، ومعايشة المستجدات، ومراجعة الأصول والأطر التي تحكم الواقع لاستنباط آليات التعامل مع الوقائع. لماذا نستشرف المستقبل؟ الناس أعداء ما جهلوا.. ولكن النجاح الحقيقي هو التصالح مع المستقبل، وما دام المستقبل مجهولاً يظل أحد المتغيرات التي يمكن توجيهها لصالح المؤسسة أو على أقل تقدير تجنب احتمالات المخاطر والخسارة عبر توجيه المستقبل لصالح الشركة أو المؤسسة. وما دامت الإدارة تتعامل مع متغيرات (الوقت..السعر..الإنتاج..الاستهلاك..اتجاه السوق.......الخ) فعليها السعي لكشف الحركات المستمرة الخطية أو الدورية، والتي قد لا تتكرر، أو تحكم بالضرورة مستقبل الجماعات الإنسانية، مثل تناوب سنوات الانتعاش والركود الاقتصادي، أما ثوابت الطبيعة فهي قائمة لا جدال؛ فهناك تناوب الليل والنهار والفصول والمناخات. شروط الاستشراف الاستشراف هو نوع من الفعل الإيجابي الذي قد تتأخر نتائجه، ولكنه يساهم في التطوير والإضافة للمؤسسة؛ فشتان بين الفعل ورد الفعل، بين من ينتظر ما يأتي به المستقبل، ومن يسارع نحو المستقبل مستخدماً أدوات المستقبل وآلياته. والمعضلة في الاستشراف أنه ليس بالأمر السهل أو المعتاد تبعاً لحقيقة جوهره السابقة؛ لأنه دائم التحضير والانتباه والتحوّط والتغيير وعدم الركون إلى السائد واختراق المناخات القائمة وإيجاد أجواء تساعد على التغيير وتدعو إلى التغيير، والحفز باتجاهاته، ومن ثم فإن المستشرف وهو الشخص أو الأفراد والجماعات والمؤسسات والسلوكيات والثقافات التي تقوم بهذا الدور وتمارس هذه المهمة في المجتمعات يقوم بعمل شاق، وغالباً ما يكون هؤلاء المستشرفون عرضة للأذى والنبذ والكراهية والتبرّم من قبل عامة المجتمع والدوائر النافذة فيه، ما لم يكن الاستشراف متغلغلاً في مفاصل تلك الدوائر، وهذا لا يتمّ إلا في مجتمعات قد قطعت أشواطاً طويلة في الوعي. ومن أجل الحيادية في قراءة المستقبل علينا تجنّب الأفكار المسبقة أو الاندفاع لرؤية بعض الأمور التي تناسب أفكارنا وتجاهل أو نبذ الأخرى التي تزعجنا، فعلى سبيل المثال فإن الشركة التي ترى أن المستهلك سيظل متمسكًا بشراء سلعتها لأنها الأقل سعراً، أو لأنها الأقرب للمستهلك في توزيعها- هي مخطئة لأن أنماط الاستهلاك تتغير وما يراه المستهلك بعيداً ربما يراه غداً قريباً جداً. ومن الأخطاء التي قد يقع فيها المستشرفون تفسير الأمور حسب الموروث الثقافي والمفاهيم والبُنى الفكرية الثابتة، وبالطبع فإن الاستشراف يقتضي الحيادية والإيمان بأن التغيرهو أحد سنن الحياة، ومن هنا فعلى المراكز البحثية في المؤسسات والشركات أن تعتمد المنهج النقدي في وسائل المراقبة ومصادر المعلومات، والبعد عن النظريات السائدة التي تحتاج إلى زمن طويل للخروج من سيطرتها، لأن المتمسك بالنظريات الجامدة كالدجاجة التي ترقد على بيض مسلوق. خصائص الاستشراف ومراحله قسّم علماء الإدارة عملية الاستشراف والتعامل مع المستقبل إلى ثلاث حالات أو مواقف: الأولى وهي الموقف السلبي أي الخضوع للمتغيرات وهي التي تركن إليه الإدارات التقليدية التي تنتظر الحدث، وتداهمها المتغيرات، وقد تعجز عن التعامل معها. أما الموقف الثاني فهو الموقف المنفعل، ويعني انتظار التغيير لحصول رد الفعل. ورغم أن هذا الموقف قد يمكّننا من التعامل مع المواقف الطارئة إلا أنه لا يقود المؤسسة خطوات للأمام بل يرتبط ويتعامل مع كل موقف على حده. والموقف الثالث وهو ما نعني به إدارة المستقبل فهو وجود المستشرف المعني بالنشاط البدئي والنشاط الفاعل أي التهيؤ استعداداً لتغير متوقع وهو النشاط البدئي، بينما النشاط الفاعل هو العمل في سبيل تحقيق تغيير مرغوب فيه. والاستشراف لا يعني التنبّؤ بل يختلف في كونه متعدد الاختصاصات لا يرتبط بعمل محدد أو إدارة بعينها أو منهج بذاته، كما أن الاستشراف يتعامل مع الزمن الطويل ويأخذ بعين الاعتبار الانقطاعات في المسار مثل: إشباع السوق، أو تدخل اختراعات، وإنجازات، أو أشخاص جدد. إن الفرق بين الأرصاد الجوية ورسم مستقبل الأمة هو عينه الفرق بين التنبؤ والاستشراف، وللأسف فنحن ما زلنا أسرى التنبؤ وردود الأفعال القاصرة والمتأخرة دوماً، وما زلنا نفتقر للخطط البديلة التي يمكن أن نلجأ إليها فوراً عندما تفشل الخطة الأساسية نتيجة إحدى المتغيرات. والاستشراف كما ذكرنا ضد العشوائية، ولذلك فهو يتم وفقاً لخطوات مرحلية ممنهجة تبدأ بتعريف المشكلة، ثم اختيار وبناء نموذج وتحديد المتغيرات الأساسية، ومن ثم تأتي مرحلة تجميع المعلومات والمعطيات وتشكيل النظريات، لنستطيع في النهاية بناء الخيارات المستقبلية الممكنة، وفي النهاية تتمكن الإدارة عبر جهاز ومسؤولي الاستشراف تحديد الخيارات الإستراتيجية. وعلى ذلك فإن الاستشراف ليس نشاطاً فردياً بل هو عمل وجهد جماعي، يضم الأشخاص المؤهلين في اختصاصات مختلفة، مع توفير كل الإمكانيات اللازمة له ليتمكن من استشراف المستقبل، ووضع رؤية واقعية وصحيحة يمكن السير على هدْيها. الاستشراف وبناء المجتمع الاستشراف لا يمثل ضرورة فقط للشركات والمؤسسات، ولا يرتبط فقط بالنواحي الاقتصادية، ولكن استشراف المستقبل هو ضرورة لبناء الفرد والمجتمع وتطورهما في شتى القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعلمية، فالمجتمع غير القادر على رسم خطوات المستقبل سيغوص في هموم الحاضر، وسينحصر في ثقافة الماضي، ومن ثم يكون التأخر رهينة، وهذا ما تبدو عليه الكثير من حالات مجتمعاتنا العربية. إن معظم النجاحات والإنجازات والاختراعات صنعها المستشرفون الذين رفضوا سلبيات الواقع وسعوا إلى إصلاحه، كذلك فالمجتمعات الناجحة هي التي تنتهج الاستشراف كأسلوب حياة. المصدر : http://www.meshkat.net
أميرة صلاح هلال
كلنا ننسي ولكن بدرجات متفاوتة... فكم من مرة سألتك صديقتك ماذا أكلت بالأمس؟ ولم تسعفك ذاكرتك علي التذكر.. وكم من مرة احترق منك الطعام أثناء طهوه لأنك نسيت انك وضعت الإناء علي النار.. والآن اسألي نفسك هل تعيشين حياة سهلة بسيطة أم حياة معقدة ومملة؟. فالدراسات اكدت ان الملل قد يؤدي الي النسيان وان اسلوب الحياة السهل البسيط البعيد عن الملل بامكانه أن يحسن من قدرتك علي استعادة واستدعاء الأحداث الماضية سريعا من الذاكرة. وتقول د.هبة عيسوي استاذ الصحة النفسية والعصبية بطب عين شمس, إن الحياة المملة الرتيبة التي تسير علي وتيرة واحدة, يفتقد فيها الانسان الرغبة في الابتكار والابداع, حيث إن قضاء وقت طويل دون بذل نشاط جسماني, يؤدي لتدفق افكار متلاحقة, كما لوكانت شريطا من الذكريات يستدعي حوادث مؤلمة, ويسترجع ضغوط الحياة اليومية ومشكلاتها التي يصعب حلها, والاستغراق في هذه الأفكار يثقل الانسان جسمانيا فلا يتذكر ما مر به في يومه من احداث بسيطة نتيجة لانشغاله بتلك الأفكار غير الإيجابية. وينصح المتخصصون بخمس عادات يومية فعالة لتحسين الذاكرة وهي: * دللي نفسك.. حسني مزاجك : عن طريق اشباع رغباتك من الشيكولاتة والنسكافيه, فخبراء دراسة الذاكرة ينصحون بقليل من الشيكولاتة والنسكافيه يوميا فهما يساعدانك على تذكر المعلومات بصورة أفضل بشرط اختيار النوع الصحيح منهما, فالشاي الأخضر يجعلك أكثر يقظة مما يسهل عليك عملية استيعاب وتخزين معلومات جديدة, لكن د. جنيف فيكتوروف مؤلف كتاب SavingYourBrain ( انقاذ ذاكرتك) واستاذ طب الأمراض العصبية بجامعة كاليفورنيا الأمريكية, ينصح بعدم شرب الشاي مضافا اليه الحليب, لأنه يعوق عملية امتصاص المواد المضادة للأكسدة الموجودة في الشاي والتي تعوق عملية تدمير خلايا المخ. كما ينصح باختيار الأنواع الغامقة من الشيكولاتة والتي تحتوي علي الأقل علي60% كاكاو, وايضا تحتوي علي مركب بروكياندين الذي يعمل كمضاد للأكسدة والالتهاب( وهما سببان لشيخوخة الدماغ) ويحسن البروكياندين من الذاكرة عن طريق تحسين الدورة الدموية, التي يحصل المخ عن طريقها علي المواد الغذائية والاوكسجين اللازم له. * احصلي علي قسط كاف من النوم: عند حصولك علي قسط جيد من النوم ليلا يعمل مخك بصورة أفضل فتتذكرين أكثر وأسرع.. فخلال النوم يقوم المخ باستعراض التجارب التي مرت عليه خلال النهار, فتقوي وصلاته العصبية مما يسهل عليك عملية تذكر هذه التجارب في اليوم التالي. كما يعتقد العلماء أن المخ يقوم بأضعاف بعض الوصلات العصبية القوية أثناء الليل, حتي يفسح مجالا للمعلومات الجديدة للدخول, بمعني أن المخ يحرق مالا نحتاج اليه من المعلومات والاحداث. ويقول د.ماركو فرانك استاذ علم الأعصاب بجامعة بنسلفانيا أن معظم الناس يحتاجون الي 8 ساعات علي الأقل من النوم ليلا ليحافظوا علي ذاكرة قوية. فاذا لم تستطيعي الحصول علي هذا العدد من الساعات فيمكنك تعويضه عن طريق التمرينات الرياضية والحمام الساخن, فهما يرفعان حرارة الجسم, ويساعدان على اطلاق الهرمونات, ولكن عليك التأكد من اتمام ذلك قبل النوم بساعتين حتي لاتصابين بالأرق. * واظبي علي أداء التمرينات الرياضية: لايوافق الخبراء علي أن تمرينات الأيروبكس تحس من نوعية نومك فقط, لكنها تعمل ايضا علي تحسين ذاكرتك. ففي أي وقت تمارسين فيه تمرينات رياضية معتدلة مثل المشي السريع يتدفق الدم الي مخك اكثر من المعتاد, فيحصل علي مادة غذائية واوكسجين اكثر, يساعدان الاعصاب علي العمل بنجاح, وتقول د.هبة العيسوي ان تمرينات الايروبكس تحسن الذاكرة عن طريق تخفيف الضغط العصبي والاجهاد والملل. لأنه عندما تنتابك هذه المشاعر يطلق الجسم هورمونات مثل الكورتيزول الذي يزيد طاقتك ونشاطك لمساعدتك علي مواجهة ظروفك بتحد, وهذه الهورمونات تنتقل إلي مخك لتضعف مركز الذاكرة. وهذا الهورمون اذا تعرض الجسم لمستويات عالية منه لعدة أيام, يدمر خلايا المخ في مركز الذاكرة, لكن التمرينات الرياضية تساعد الجسم علي التخلص من الضغط العصبي والاجهاد والملل, وبذلك يقل مستوى الكورتيزول. معظم الخبراء ينصحون بـ30 دقيقة من التمرينات الرياضية المعتدلة مثل المشي أو ركوب الدراجة يوميا. * اختاري دهونا مفيدة لصحتك: نحتاج جميعا لتناول الدهون بصفة دورية لنصون طاقة وقوة مخنا, وأفضلها لذاكرتك أوميجا3 وهو حمض دهني ومضاد للاكتئاب موجود في السمك وزيت السمك وبذور الكتان وفول الصويا وزيت الجوز. والسمك أفيدها جميعا لوظائف الدماغ, خصوصا الأسماك الدهنية مثل السلامون والسردين, وينصح بها 4 مرات اسبوعيا. وعلي الجانب الآخر يقول الخبراء ان أسوأ شيء للذاكرة هو الدهون الناتجة عن الزيوت المهدرجة والموجودة بكثرة في رقائق وشرائح البطاطس المقلية والمخبوزات والعجائن التي تحتوي علي السمن الصناعي والزبد, فهي تسبب ضيق الأوعية الدموية الذي ينتج عنه قلة في تدفق الدماء للمخ, كما تقلل مستوي كوليسترول HDL وهو الكوليسترول الجيد الذي يمنع انسداد الأوعية الدموية. * ضعي مخك في حالة تحد دائم: كلما كانت وظيفتك عقلانية وفكرية ومثيرة ومنبهة, عمل مخك بصورة أفضل خلال حياتك, ومع ذلك لا تيأسي اذا كانت وظيفتك مملة مضجرة وباهتة.فهناك دراسات تقترح تعزيز قوي مخك عن طريق تبني هوايات تعتمد علي الفكر والتحدي, مثل الكلمات المتقاطعة والقراءة.. وتحدي مخك يحول دون تلفه وتدهوره,و ذلك عن طريق تقوية الوصلات العصبية التي تستعملينها باستمرار,فبقدر تعريض مخك لحالات من الإثارة والتحدي بقدر ما تنمو وصلاتك العصبية, ولكن هناك نظرية اخري تقول: أن هذه الوصلات العصبية تموت بغض النظر عن أن مهنتك مملة أو مثيرة ولكن اثارة المخ فكريا تنشط وصلات اخري لتعوض هذا التلف. لهذا عليك اختيار هوايات تحفز اجزاء من مخك لا تستعملينها في عملك لأنك بذلك تبنين وصلات بين هذه الأعصاب التي قلما تستخدمينها. المصدر : http://www.icnlp.net
صفات المدرب الناجح اعلمْ أنه ليس الأهم مقدار ما تعلم ، ولكن الأهم هو مقدار استطاعتك إيصال ما تعلم إلى منْ لا يعلم . - تدرجْ في كمية ونوعية المعلومات التي ترغب في إيصالها للمشاركين ، وحاول أن تنتقل في إلقائك من السهل للصعب ومن المعلوم إلى المجهول . - احرصْ على التدريب الرأسي لا الأفقي ، وعلى التركيز لا التكاثر ، واعلم أن الفائدة الحقيقية والمتعة والإثارة تكمن في تعميق الموضوع وسبر أغبواره وليس في الطرح السطحي البسيط . - اعرضْ على المشاركين بيانات ومعلومات وأفكار محدودة يمكن تذكرها ، ولا تزد الجرعة عليهم ، ولكن انتظر حتى يفهموا هذه المعلومات ويحفظوها ثم انتقل بعد ذلك إلى إضافة معلومات جديدة . - حاولْ أن لا تعرض على الحاضرين أكثر من فكرة واحدة في الوقت الواحد . - تأكدْ من استيعاب الأفراد لفكرتك قبل الاستمرار في تقديم فكرة جديدة . - أعدْ التذكير ببعض المعاني والأفكار والموضوعات المهمة بين الفينة والأخرى ، وعلى فترات متباعدة ، وبأساليب مختلفة ومن غير تكلف ، فقد أثبتت الدراسات : أن الفكرة إذا ذكرت مرة واحدة للحاضرين فإنهم في نهاية الشهر يتذكرون 10% منها ، ولكن إذا ذكرت ست مرات على فترات مختلفة فإنهم في نهاية الشهر يتذكرون 90% منها . - إنْ استطعت أن تجعل الوصول إلى النتائج والإجابة عن التساؤلات تخرج من فم المشاركين أنفسهم لا من فمك فذلك أولى وأنفع لهم . - احرصْ على الالقاء المعد له إعدادا جيدا واحذر القراءة الدائمة من ورقة ، فإنها مورثة للسأم مزرية للملقي أو المدرب . - إذا سئلت سؤالا لا تعرف الاجابة عنه فلا تخجل من قولك لا أعلم ، فإنها نصف العلم ، ويمكن أن توجه السؤال للحاضرين لمناقشته أو تؤجل الاجابة عنه أو تكلفهم بالتفكير والبحث فيه . - احرصْ على الإثارة ، والتشويق والمفاجآت ، ومخالفة توقعات المشاركين ، وتجنب النمطية والروتين . - كنْ طبيعيا ، واحذر التكلف ، واعلم أن ذلك سر من أسرار الإلقاء الجيد ، كما أنه سبب لانجذاب الحاضرين إليك . - راقبْ المشاركين ، وتفقد أحوالهم ، وتأمل في ملامح وجوههم ، واحرص على أن لا ينام أحد منهم أو يسرح بخياله أو ينشغل جانبيا مع جاره أو يفكر في أمر خارج الموضوع . وإذا شعرت بالملل يدب إلى الحاضرين فأزله سريعا بطرفة أو لعبة أو تغيير الأسلوب ، وإلا فأنه البرنامج أو اليوم التدريبي . - شجعْ المنافسات الشريفة بين المشاركين ، واستخدم لذلك أساليب عدة والتي منها : المباريات الادارية ، الألعاب التدريبية ، فرق العمل ، المسابقات ، النقاش المشترك . - تذكرْ دائما أن الناس تهوى القصص والتجارب والأخبار والأحداث . إذا ذكرت قصة أو مقولة أو واقعة فاذكرها بوضوح محددا التاريخ والاسماء والأماكن . - مازحْ المشاركين ، وأكثر من ملاطفتهم ، ولا تكن يابسا فتمل وتكسر . تذكر أنك لست بهلوانا ولا مهرجا ، فلا تفرط في المزاح والضحك ، واعلم أن من كثر ضحكه قلت هيبته ، ومن كثر مزحه استخف به . - اقرأ كثير ا وجدد معلوماتك ، وتابع آخر المستجدات واجعل معلوماتك شاملة ومتنوعة في جميع المجالات . - كنْ فطنا ذكيا ، سريع البديهة ، حسن التصرف . - فكرْ وتأمل قبل أن تتكلم ، واحذر العكس . - كنْ مبدعا في الالقاء والتدريب ، حريصا على التغيير والتجديد ، متجنبا الروتين والرتابة ما امكنك ذلك . - قمْ بإدارة الوقت المحدد للإلقاء أو التدريب واحذر الاسراف في الحديث عن موضوعات لاتخدم أهداف البرنامج . - كنْ واقعيا منطقيا ، وتكلم عن بيئة الحاضرين ، وعش واقعهم ومجتمعهم ، وتجنب الإفراط في المثاليات . - احرصْ على الحركة الايجابية والتشجيعية للراس والتي مغزاها التأييد أو الرغبة في الاستماع أو إظهار الفهم والاستيعاب والمتابعة ، وتكون بتحريك الراس من أعلى إلى أسفل ومن أسفل إلى أعلى . - توجهْ بنظرك إلى جميع الجهات ، والتفت يمينا وشمالا ،وإلى الأمام وإلى الخلف ، وإياك أن تركز نظرك نحو جهة واحدة وتهمل الجهات الاخرى . تجنب حركة العين السريعة . - وجهْ حديثك إلى الجمهور وليس إلى آلة العرض أو شاشة العرض . - أخرجْ الحروف من مخارجها ، وانطق الكلمات بوضوح ولا تاكل أواخرها . - تكلمْ بلغة يفهمها الجميع ، واحذر التفلسف بمصطلحات غامضة فإن ذلك سبب لفقد انتباه واهتمام الحاضرين ، وإذا اضطررت إلى استخدام تلك المصطلحات فاشرحها لهم ابتداء . - غيرْ معدل سرعة صوتك ، ولا تجعل صوتك على وتيرة واحدة . - أحسنْ استخدام الاشارة باليد ، واجعلها منسجمة ومتناغمة مع طبيعة الكلام ، ولكن احذر المبالغة فيها . - احذر تكرار حركة ما كثيرا . المراجع : د. علي الحمادي - 555 طريقة ووصية لتصبح مدربا ناجحا . المصدر : http://www.moltaqa.8m.net
المهندس مصطفى الصادق
الإجتماعات و ضرورة التخطيط لها ؟ مقدمة أن عقد الإجتماعات المختلفة في أي مؤسسة ضروري ولا بد منه لأسباب معروفة منها : مساعد تهاعلى تبادل الخبرات والتجارب بين العاملين ، تقديم معلومات جديدة واضحة موثقة من مصادر أمينة للمسئولين وبصورة خاصة للعاملين عموماً من خلال الاجتماعات ، إعطاء الفرصة للجميع للمشاركة في اتخاذ القرارات وبالتالي الحماس لتنفيذها وتحمل المسئولية في ذلك إضافة الى وتكريس الاجتماعات لروح الفريق في العمل الذي لا غنى عنه في الأعمال الكبيرة . و الاجتماعات غالبا تستهلك جزء كبير من أهم موارد المؤسسة اي : الوقت الكثير والمال الوفير . إذاً يجب إستثمار الإجتماعات بأكبر قدر ممكن من الفاعلية ولا طريق الى تفعيل ونجاح الإجتماعات إلا بتعزيز التخطيط لها والعمل الدؤوب لجعل ذلك التخطيط ناجحا قدر الإمكان فالتخطيط الفاشل للإجتماع يعني التخطيط لفشل الإجتماع وبالتالي إستنزاف أهم موارد المؤسسة دون التمكن من حصد غايات الإجتماع في سقف مقبول واقعي مقنع مشجع للمشاركين في الإجتماع من جهة وللمخططين له من جهة ثانية وبذلك تبدأ الإجتماعات تفقد بريقها وجذبيتها للحضور اوالمشاركة المجدية فيها . مرحلة قبل عقد الإجتماع : 1- قبل التفكير في عقد أي إجتماع يجب الإجابة على هذ السؤال : - هل هناك ضرورة ملحة لعقد الإجتماع أم ان الإجتماع يعقد كنمط معتاد عليه دون الحاجة القصوى إلى عقده في التوقيت الحالي؟ المثال على ذلك أن مجالس الإدارة في معظم الشركات في بلداننا ما زالت تعقد إجتماعات دورية دون تحديد أهداف واضحة لها وكعادة فقط. 2- يجب تحديد أهداف الإجتماع بشكل واضح و دقيق حيث يمكن قياس الأهداف مع النتائج في نهاية الإجتماع. فللمثال الهدف من عقد إجتماع مجلس الإدارة لشركة ما قد يكون البحث عن إمكانية زيادة الإنتاج . 3- يجب أن يكون الهدف الأساسي من وراء عقد أي إجتماع يصنف ضمن قائمة الأسباب التالية: أ- نقل المعلومات أو النصيحة و توصيلهما. ب- بحث الشكاوى أو الفصل في المنازعات. ج- إصدار التعليمات المتعلقة بموضوع ما. د- إصدار القرارات أو مباشرتها. ه- إستحداث أفكار مبتكرة. و- تقديم أطروحات للمناقشة عادة ما تتعلق بالحلول النهائية. 4- يجب توضيح الغرض الأساسي من الإجتماع لكل الأطراف المعنية بالإجتماع أي رئيس الإجتماع و المشاركين. 5- بعد تحديد الهدف يجب وضع الآلية المناسبة للوصول إليه و لذلك يجب إعداد جدول أعمال للإجتماع وإدراج الموضوعات التي سيناقشها الإجتماع. 6- يجب تحديد الفترة الزمنية التي يستغرقة الإجتماع حيث يتناسب مع حجم و عدد الموضوعات المطروحة على جدول الأعمال. 7- إن كانت هناك إجتماعات يجب أن تعقد بانتظام فلابد أن يتم تحديد الفترة الزمنية المفيدة التي تفصل بين كل إجتماع و الإجتماع الذي يليه. فمثلاً بالنسبة لجلسات مجلس الإدارة التي يجب أن تعقد بشكل دوري ربما يكون الأسبوع نوعاً من إستهلاك للوقت و الطاقات و فترة الشهرين قد تكون طويلة بالنسبة للمستجدات التي يمكن أن تحصل. 8- يجب أن يكون هناك تركيزاً دائماً على خفض المعدلات الزمنية للإجتماعات و ذلك عبر إزالة الثغرات الموجودة في مجال التنفيذ فللمثال؛ هناك وقت طويل في بداية الإجتماعات يهدر لتحضير مقدمات الإجتماع و إطلاع الأفراد على جدول الأعمال. 9- من الضروري إطلاع المشاركين في الإجتماع على جدول الأعمال لكي يكون لديهم فكرة عن الموضوعات المطروحة للنقاش. 10- يجب تحديد من هم الذين يجب أن يحضروا الإجتماع و ذلك حسب الهدف المحدد للإجتماع و جدول أعمال الإجتماع. 11- يجب تحديد نوع الإجتماع.هل هو إجتماع رسمي؟ أم إجتماع غير رسمي؟ و طبعاً ما يحدد ذلك هو هدف الإجتماع و جدول الأعمال و طبيعة المشاركين في الإجتماع. 12- عندما لم تكون المشكلة أو الموضوع المطروح للنقاش بالغ الأهمية الحادة فيجب فمن الأفضل إستخدام الإجتماعات الغير الرسمية لأنها توفر الوقت ذلك فضلاً عن قلة ععد المشاركين و الأجواء الأكثر إنفتاح لطرح المشاكل و الحلول. 13- يجب معرفة الذين قد يحاولون السطو على الإجتماع و تحديدهم و محاولة إستبعادهم و إبطال حجمهم مقدماً. 14- يجب البحث عن الذين يشاركون في الإجتماع بطريقة بناءة و تشجيعهم و دعم مواقفهم بصفتك رئيساً للإجتماع.
المفكر الشهـيد أية الله السـيد حسـن الـشـيرازي( ر )
شهر رمضان، مدرسة الروح والفكر والضمير. ودورة تكميلية للنواقص البشرية. وحملة تطهيريّة، لتصفية الرواسب التي تتكلس في قرارات الإنسان. خلال أحد عشر شهراً. وبعد ذلك فشهر رمضان فترة الحضانة والتفكير. ولنشرح النقطة الرابعة ـ الآن ـ عسى أنْ تفصّل الثلاثة الأوليات أثناء البحث. فالإنسان الذي يعيش الاجتماع سنة كاملة، يقتحم في غضونها كل جوٍ، ويباشر كل تفكير، ويمارس كل تجربة ومعركة ومحيط، تترسب على عقله وقلبه وعواطفه، أكوام باهضة من (الغبار الاجتماعي) الذي يثور في كل جو، نتيجة الصراع الاجتماعي الدائب في كل مكان، يعيشه أكثر من إنسان ويتحرك فيه أكثر من نشاط. وليس من المضمون، أنْ يكون الإنسان أثيراً في كل جو وبيئة ومحيط، ومع كل نشاط وإنسان بحيث يعطي ويطوّر، ولا يأخذ ولا يتطوّر، بل الإنسان مهما صلب ونشط، يتأثر كما يؤثر، كلمات هنالك: إنّ العباقرة يؤثرون أكثر مما يتأثرون، والبسطاء يتأثرون أكثر مما يؤثّرون، وأمّا البوتقة الاجتماعية، فلا تبرد عن مزج الشخصيات المنصهرة فيها، وتفريغ النتاج المزدوج في نفوس المستلهمين من ذلك: (الجو الاجتماعي) المتألف من مجموع الشخصيات المتفاعلة فيه... فكل من يتغذى من ذلك الاجتماع، يتغذى من جميع الشخصيات التي عاشوا مترابطين منذ الأزل، فكان منهم ذلك الاجتماع، وكل تفكير صورة جماعية لملايين الأفكار، وكل شخصية نتاج ازدواج ملايين الشخصيات... ومن هنا ينشأ تطور الفكر البشري، الذي يوحي بتطور بقية مظاهر الحياة. ومتى كان (التفاعل الاجتماعي) دائباً لا يفلُّ عن إنجاز هدف الطبيعة من الاجتماع، كان الفرد الذي يتكون تحت رعايته، ويدرج في أحضانه، مصباً قهرياً لكافة تياراته، ومعرضاً أكيداً للانحراف الطائش، مع اتجاهاته الكثيرة المتشابكة، من حيث يشعر ويريد، أم يكره ولا يشعر. وإذا صحت هذه الحقيقة ـ هي صحيحة ـ واستسلم الفرد للتجاوب مع الاجتماع، والانصياع لإرادته وميوله، كان منقاداً للمجهولات المتحكمة في ذلك الاجتماع، وكان جديراً بأن يتكسر ويتهدم، ويترسب على عقله وقلبه وعواطفه، ما يعوّذ منه اليوم، ويغدو من العبر القائمة، التي كان يستجير منها بالأمس، ويكون ريشة على متن الإعصار، لا يعلم لماذا، ومتى، وأين يهوى به في القرار. فلا بد لمن يعايش الاجتماع، من (عاصم واع) يسلس له حتى يتجاوب ويتفاعل مع الاجتماع، فينمو ويتطوّر، إلى حيث يحسن الانطلاق مع إرادة الاجتماع، والاندماج في مواكبه، والانضواء تحت راياته... ويكفكفه من الاندفاع الطائش مع الإرادات الأجنبية، التي تسلل إلى الاجتماع لتسخيره وتسييره في الاتجاهات المتطرفة، التي تبدأ من عقر بلادنا، وتنتهي بدر خيراتنا في لهوات المستغلين والانتهازيين... وهكذا، كان لا بد لكل إنسان يعيش الاجتماع، من (مصقل) يتقن كشف واقع الحوادث، وتحديد موقف الفرد منها، كي لا تنتهي بخسارته. وكذلك المجتمع، الذي يكون (وحدة) في المجموعة البشرية، المؤلفة من مجتمعات عديدة، يبقى عرضة دائمة، لشتى الانحرافات، ونهزة لأقوى المجتمعات المتفاعلة في المجموعة البشرية، وكتلة يترسب عليها الغبار العالمي. فالمجتمع الحي الواعي، ليس هو الذي يبقى مغلفاً معصب العيون، حتى يغدو وكراً للعناكب، ونفقاً مظلماً للراقدين... ولا ذلك المائع السافر الذي لا يعرف الأسوار والحصون، ولا يعترف بالطهارة والصدق، بل يفتح أحضانه لكل وافد منبوذ، ويرحب بكل عابر ممسوخ... وإنّما ذلك المجتمع، الذي يفتح نوافذه على الشرق والغرب، لتختلف فيه الأنسام، وتعكس فيه الإشعاعات، وتفاض عليه الاتجاهات والآراء والميول، من قواعد الإرسال، فيدرس ويجرب كل واحد، فيغلق النافذة التي تتسلل منها الأوبئات باسم الثقافات، ويوّسع النوافذ التي تهمي الثقافات النافعة، فيعيش الموئل الخصب المأمون، الذي تتصافح فيه الحضارات والمدنيات، فتتفاعل وتزدهر، ولكن لا يهمل واقعه بلا ضمان، حتى يصبح مصباً للمستنقعات العفنة، ومرتعاً للزوائد الشاذة، وأرضاً للمعارك الأجنبية، التي تدور على حسابها، ويقتطف نتاجها الآخرون. فالاجتماع، الذي يريد أنْ يشعر بوجوده العضوي، في الأسرة الدولية والعالمية، ويحب أنْ يمثل البشرية العادلة، التي ليست بالمتأخرة ولا بالمتطرفة، عليه أن يرتبط بـ (معقل) حصيف، يحصنه من الجمود والانجراف. وفي شهر رمضان، يقوم بجزء من دور (المعقل العاصم) وتتجسد رسالته في إسباغ الحصانة على الفرد والمجتمع. فهو فترة التأمل والتفكير، ومحاسبة النفس، وعرض الواقع الذي يعيشه الفرد والمجتمع، على ذلك (المعقل) المعصوم، الذي لا يزل ولا يخطأ، وذلك (الضمان) الفردي والاجتماعي، الذي يحصن مرابطه من التأخر والتطرف، ويكفل له الهداية والرشاد، إلى سواء الحقِّ والصراط المستقيم، وهو (القرآن الحكيم). فالإسلام قرر شهر رمضان، حتى يكون شهر التبتل والانقطاع، الذي يسلخ الفرد ـ والمجتمع المتكوّن من الأفراد ـ من التوغل في الحياة المادية الرتيبة، ليفرغه للتمسك بذلك (المعقل الحريز). ألا ترى الإسلام، كيف دفع النّاس دفعاً إلى تلاوة القرآن الكريم، في هذا الشهر العظيم، حيث جعل ثواب قراءة كل آية منه في هذه الفترة، بمنزلة قراءة سبعين آية أو تلاوة القرآن كله، فيما سواه من الشهور؟ ألا ترى الإسلام، كيف يحبذ الإكثار من الأدعية المأثورة، التي تفصل أهداف القرآن، وخصص بكل وقت من أوقات هذا الشهر أدعية تسد جميع الوقت، وتبلغ بالداعي أقصى درجات الوعي والصفاء؟ ألا ترى الإسلام، كيف حتم بصرامة بالغة، صيام هذا الشهر كله، لتتميم رسالة رمضان، بتفريغ المعدة وكبح الشهوات، اللذين يعملان على كشف الرواسب، وصقل الأذهان، لتتأهب للتلقي والتجاوب والقبول؟. ألا ترى الإسلام، كيف يحفّز على مواصلة (الاعتكاف) في هذا الشهر، لينقل الصائم حتى من أجواء الحياة الصاخبة المزدحمة، إلى جو عبادي هادئ، كيما يبتعد عن واقعه المألوف، فيتفرغ لضميره وقرآنه وأدعيته، ليعرض عليها نفسه وحياته السابقة بكل هدوء وأناة، ثم يقول هو كلمة ضميره وقرآنه وأدعيته في نفسه؟... ألا ترى الإسلام، كيف يشجع على التأمل والتفكير، حتى يقول الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): (تفكر ساعة أفضل من عبادة سبعين عاماً) ؟. ألا ترى الإسلام، كيف يُلفت النّاس إلى فحص واقعهم، وتجديد النظر في أنفسهم، ويحذّرهم من مغبة الانطلاق الأهوج وركوب الأهواء، فيقول على لسان نبيه الكريم: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا) فإنّ عثرة المسترسل لا تقال؟. ألا ترى الإسلام، كيف يحرص على سهر ليالي رمضان، وإحيائها بالذكر والتلاوة والصلاة، ويعوض النوم فيها بـ (نوم القيلولة) قبل الظهر، حيث علم أنَّ جو الأسحار وهدوئها الملهم، يبعث على صفاء الأفكار ونبوغ العبقريات؟ ألا ترى الإسلام، كيف يدعو ـ في هذا الشهر ـ إلى حسن الخلق والعفو والإحسان، والتواصل والتحابب، وجعل ثواب كل معروف مضاعفاً، ليذيب السخائم الداخلة، التي تغلي وتجيش، فيشغل الفكر بواقعها الثائر، عن مهادنة الصائم، للانصراف إلى محاسبة حياته الماضية، والاستلهام والتصميم للمستقبل؟. ألا ترى بقية آداب وتعاليم رمضان، كيف تتضافر على تجريد الإنسان من الشواغل الماديّة كلها، وتفريغه لواقعه وضميره وقرآنه، يعرض واقعه على قرآنه، ويترك ضميره يحكم له أو عليه، في أمان ممن يدس أنفه في المحكمة بلا استحقاق، ليؤنب هو نفسه على ما فرطت، ويصمم لإلزامها الصواب حتى لا تخبط من بعد؟. فرمضان بمؤهلاته وآدابه (فترة المحاسبة والحصانة) التي لا يحصل الاعتدال والنبوغ إلاّ فيها، ولا يقدران إلا بقدرهما... واعترافاً بهذا الواقع، نجد النوابغ، والعظماء يقدرون في برامج حياتهم، ما يسنح لهم من فترات شاغرة للمحاسبة والتفكير، ولا تتأزم المواقف إلا ويوفرون على تلك الفترات قطاعات أخرى من الوقت، لتعينهم على اقتحام الأزمات بنضوج، وعندما يبرزون إلى الحياة، نجد حصانتهم بمقدار سعة تلك الفترات. ونظراً إلى هذا الواقع، يعتبر الإسلام شهر رمضان، أقل فترة يجب أن لا ينقص منها أي إنسان، وحتى إذا ما نقصت تحت إلحاح الضرورة، أو الطوارئ التي تلجأ إلى الأسفار، كان على الإنسان أنْ يعوضه فيما يلي بمقداره، أما ما أنقص منها بلا مبرر، فعليه التعويض والكفارة والعذاب، ولكن يستحب لمن يستطيع الزيادة أن يزيد، فليس ذلك إلا توفيراً على الكمال الإنساني. فيستحب الصوم ثلاثة أيام في كل شهر أوله ووسطه وآخره، وأيام الجمع، والأيام البيض، وشهور رجب وشعبان ورمضان، وأيام أخرى لمناسبات أخرى، ثم من زاد فله الأجر... ذلك جزء من فلسفة رمضان، وهذه فلسفة رفيعة لا يحققها في واقعها غير النوابغ والعظماء، ولكن الإسلام بنظراته الشاملة، التي تنكر الاستئثار، واستغلال فئة خيرات الدنيا، وإنْ كانت هي العبقريات، فلا يحب الإسلام تخصيص السيادة بأفراد دون آخرين، وإنّما يرى أنَّ كلَّ تطلّع إلى الحياة، يستحق من الحفاوة والرعاية، بمقدار ما يستحقه أعظم الفلاسفة النابهين، حتى تكون المسؤولية عليه إنْ هو توانى عن استخدام صلاحياته ومؤهلاته... وأنَّ كل فرد في حياته العائلية وعمله وأهدافه. يحتاج إلى الرعاية والنبوغ، بمقدار ما يحتاجه الملك في تنظيم حكومته، فلابد من تعميم التعاليم التربوية، وتوسيعها من القاعدة حتى القمة، ليتكون كل فردٍ في حياته الخاصة والمشتركة غنياً يحمل في تفكيره النبوغ والنضوج، ويعرف مصادر الحياة وأهداف الكون... ويعني ذلك خلق مجتمع متساوي القوائم والأضلاع، وتعميم نظريات اجتماعية بالغة الأهمية. وإذا صح أنْ في الشهور شخصيات.. فإن شهر رمضان، شهر ذو شخصية لامعة، له مميز خاص، وطابع معين، لأنّه شهر يؤثر في حياتنا ويحوّرها، ومن هنا كانت شخصيته، التي ينفرد بها، لا يدانيه فيها أي شهر، حتى شهر الحج، لا ينافسه شخصيته، لأنّ الحج أيام معدودات، لا يشعر بها إلاّ من يعيش في البلاد المقدسة، أو يفد إليها، أما شهر رمضان، فيملي أحكامه من أول يوم فهي إلى آخر يوم، ثم لا يترك النّاس إلاّ وهم على أبواب عيد، وهو يعيش ويمنح جوه الخاص للمسلمين، عموماً في مشارق الأرض ومغاربها، لا كذي الحجّة، الذي لا يشعر بالحج، غير الواقفين في عرفة، أو الماكثين بمنى. فهو انتفاضة روحية عامة، وتوحيد للشعور المادي بين المسلمين، وتأهيب سنوي لكافة الفئات والعناصر، والمتناقصة حول كثير من المسائل والحقائق. شهر التربية وشهر رمضان شهر تربية، والرياضة العملية، ومصح لمعالجة الغرائز والضمائر والأرواح. فالإسلام الذي يحرم وجبات الطعام الرتيبة المعتادة، طوال هذا الشهر، ويأمر جميع النّاس، بأن يغضوا الطرف عن أقترف النظرة الأثيمة، وكبح المشاعر، عن اقتحام المغريات.. وإنْ يفطموا شهواتهم، ولا يستجيبوا للنزوات المشروعة وغير المشروعة سواء... إنّما كان يهدف من جميع ذلك، تكوين الوازع الخلقي، والزواجر الأدبية للأفراد، ليخفق في قلوبهم الشعور برضا الخالق، والتطلّع إلى النعيم، كيما يجتهدوا لتطهير أنفسهم من السخائم، واستدرار العطف والمكرمات فيها، وحتى لا يغفلوا عن مداركة أرواحهم، بمنحها بعض الحقوق المفروضة لها.. وإذا كان المسلم يستقبل رمضان بهذا الشعور، وهو يسلم قياده إلى العقيدة، التي تنوي بناء كيان المسلم من خلال فرائضها.. يتضرَّم شوقاً إليه، ويحفل به بلهفة وجشع.. فيعلو ويتعاظم... وأما اللذين لا يفقهون رمضان، إلاّ فرضاً محتماً، لزمهم كما تلزمهم الأتاوات، والإلزامات الحكومية الجائرة، فهم الذين يستقبلونه كلّ عام بتذمر ونقمة، ويجعلون من الصيام رواية تعرض على مسرح الرياء واللهو والمعصية، ولا يمر بهم رمضان، إلا ويتسفلون، بمقدار ما يجب أنْ يرتفعوا به...* ................................. *من كتاب : حديث رمضان – للمفكر الشهـيد أية الله السـيد حسـن الـشـيرازي( ر ) - الفصل الثاني : إستقبال شهر رمضان .
|